أنواع العصبية عند الأطفال وعلى ماذا يدل غضب الطفل

تعرفي إلى أنماط وأشكال العصبية عند الأطفال وأسباب كلٍّ منها وطريقة التعامل مع الطفل العصبي
أنواع العصبية عند الأطفال وعلى ماذا يدل غضب الطفل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الغضب والعصبية من ردود الفعل الطبيعية والشائعة عند الأطفال، وتدريب الطفل على إدارة الغضب والسيطرة عليه جزء مهم من عملية التربية، مع ذلك هناك أنواع وأنماط مختلفة للعصبية والغضب حسب توجيه الغضب وأسبابه وحدته وعمقه، نتعرف إليها في هذا المقال.

يتطور تعبير الطفل عن الغضب مع تطور قدراته الحركية والذهنية في الشهور الأولى من حياته، ومن الشائع والطبيعي أن يغضب الطفل قبل عمر خمس سنوات بمعدل 9 مرات في الأسبوع تقريباً، ثم تبدأ نوبات الغضب تتراجع في سن الروضة وبداية المدرسة.

لكن نوبات الغضب الشديدة والمستمرة عند الأطفال فوق عمر خمس سنوات قد ترتبط بمشاكل الصحة العقلية والنفسية واضطرابات الطفولة مثل فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد، والوسواس القهري، كما ترتبط بعوامل بيئية وتربوية معقدة، أهمها الطريقة التي يستجيب بها الأهل للعصبية الطفل وغضبه، والتي إمّا أن تجعل الطفل أكثر هدوءً وتوازناً، أو أكثر حدّة وعصبية!

animate
  1. العصبية الطبيعية: وهي الشكل الطبيعي الفطري من العصبية والغضب الذي يظهر عند جميع الأطفال الصغار في مواقف الانزعاج والدفاع عن النفس ومحاولات رفض بعض الأوامر وما إلى ذلك، وقد يترافق بأعراض جسدية مثل التعرق وزيادة معدل ضربات القلب وسرعة التنفس وغيرها، وهذا النوع من العصبية يستمر لفترة قصيرة وغالباً يزول بزوال مسببه ويعود الطفل بعدها لطبيعته.
  2. العصبية المرضية عند الطفل: وهي شكل العصبية التي تظهر بأعراض غير طبيعية أكثر حدة وعمقاً واستمرارية، وقد ترتبط بمعاناة الطفل من أحد الأمراض الجسدية والاضطرابات النفسية مثل اضطرابات النمو العصبي واضطرابات القلق وبعض الأمراض مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD.
  3. العصبية النفسية: تظهر نتيجة تعرض الطفل لبعض المواقف التي أثرت على نفسيته وجعلته يطور سلوكاً عصبياً متكرراً يتمثل بالغضب السريع والبكاء والتصرف بعدوانية أحياناً، مثل الحزن والاكتئاب والتعرض للإهمال وكثرة الانتقاد وما إلى ذلك.
  4. العصبية المكتسبة أو المتأثرة بالبيئة: وهي العصبية التي يكتسبها الطفل نتيجة العيش في جو مليء بالنزاعات والخلافات والسلوكيات العصبية، سواء من قبل الآباء أو الأخوة أو المعلمين أو الأصدقاء، فتصبح العصبية في هذه الحالة عند الطفل جزء من شخصيته حيث يُعامل ويتعامل بعصبية فيصبح الغضب سلوك مكتسب لا إرادي عنده.
  5. العصبية الهيستيرية عند الأطفال: وهي التي ترتبط بمشاعر توتر وانزعاج قوية جداً تدفع الطفل لفقدان السيطرة على سلوكه فقد يبدأ بإيذاء نفسه أو الآخرين ورمي الأغراض وتكسيرها وكأنه يتعرض لنوبة هستيريا، كما أنها تترافق بأعراض شديدة من الصراخ والبكاء والتوتر والرجفان. [1-2]
  1. نوبات لفت الانتباه: حيث يلجأ بعض الأطفال للتصرف بعصبية وغضب عندما يشعرون بالغيرة من الأخوة أو الآخرين أو بالتجاهل أو عندما يحاولون الحصول على مزيد من الانتباه والاهتمام من والديهم أو حتى من الآخرين، كما قد تكون نوبات الغضب عند الطفل محاولة لتحدي الأخوة ومنافستهم داخل المنزل.
  2. نوبات الغضب الموجهة عند الطفل: وهي نوبات غضب يبديها الطفل تجاه موقف أو شخص معين، فمثلاً يبدي بعض الأطفال نوبات من الغضب تجاه الغرباء الذين يرونهم أو يتعاملون معهم للمرة الأولى، أو قد يكون غضب الطفل موجه للمعلم الذي لا يحبه مثلاً أو تجاه أي موقف معين لا يعجبه.
  3. نوبات الغضب الشديدة عند الأطفال: وهي النوبات التي يصحبها الصراخ والبكاء الشديدين ويقل فيها الكلام حيث لا يستطيع الطفل فيها ضبط غضبه، وقد يبدأ الأطفال بضرب وتكسير ما يرونه من حولهم وتدمير بعض الأغراض، وغالباً يقوم الطفل بهذا الشكل من نوبات الغضب في الأماكن العامة وخارج المنزل كمحاولة لاستفزاز الأهل وازعاجهم.
  4. نوبات الغضب المستمرة: تتميز نوبات الغضب هذه بالحدوث بشكل متكرر وتستمر لفترات طويلة بحيث تؤثر على حياة الطفل بشكل سلبي وعلى حياة أفراد الأسرة الآخرين أيضاً وقد يكون لها آثار صحية أو نفسية كبيرة إذا لم يتم تدبيرها بشكل صحيح ومعالجتها فهي غالباً ما تكون نوبات شديدة ومدمرة وغير مسيطر عليها من قبل الطفل.
  5. نوبات الغضب المكبوتة: وهي نوبات غضب صامتة حيث لا تظهر فيها الأعراض الجسدية والنفسية بوضوح مثل الصراخ والبكاء والضرب، ويلجأ الطفل بدلاً من ذلك لسلوكيات أخرى تعبر عن غضبه بشكل غير مباشر مثل الانعزال والسلوك العدواني أو إيذاء النفس بالخفاء والبكاء وحيداً.
  6. نوبات غضب الطفل الموجهة نحو الذات: أحد أشكال نوبات الغضب التي ينغمس على إثرها الطفل في سلوكيات ضارة بالنفس ومؤذية مثل ركل الأشياء وضرب الجسم وإيذاء الذات نتيجة الشعور بالعصبية الشديدة مهما كان السبب المؤدي لذلك. [1-2]
  1. التعبير عن الحاجات الأساسية: وهي من دلالات عصبية الطفل الرضيع ونوبات الغضب المتكررة عنده، حيث يكون الرضيع غير قادر على التعبير عن شعوره المستمر بالجوع أو الألم أو الانزعاج أو التعب، فيلجأ للتعبير عن ذلك بالصراخ والبكاء المتكرر والعصبية المستمرة.
  2. تعرض الطفل للضغط والتوتر: تدل العصبية الزائدة عند الطفل أحياناً على وجود ما يشعره بالضغط والتوتر، كتعرضه لموقف مزعج غير مريح مثل تغيير المدرسة أو المنزل والانتقال لمرحلة حياتية جديدة أو بسبب التحضير لامتحان أو التعرض للإساءة وغير ذلك.
  3. الابتزاز العاطفي: من دلالات الغضب والعصبية عند الطفل أنه يحاول لفت الانتباه أو الضغط على الأهل لتحقيق مطالبه أو رغباته، وعادةً ما يفقد الطفل السيطرة على مشاعر الغضب عندما يستجيب الأهل والمربون له بطريقة خاطئة تجعل من الغضب وسيلةً فعالة وراسخة في قائمة الوسائل التي تحقق للطفل ما يريد.
  4. وجود مشكلة صحية: تكون العصبية غير المبررة ونوبات الغضب التي يظهرها الطفل لفترة طويلة دليلاً على وجود مشكلة صحية ما مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD أو التوحد أو اضطراب القلق وبعض الاضطرابات والأمراض العصبية مثل نوبات الصرع وغيرها.
  5. تأثر الطفل بالبيئة المحيطة: العصبية الزائدة التي يبديها الطفل قد تعكس تأثره بمحيطه الذي يدفعه ليتصرف بعصبية وانفعال، فقد يكون ذلك انعكاس لجو من التوتر والغضب المستمر في منزله نتيجة النزاعات المتكررة بين الوالدين، أو نتيجة مواجهة غضب أحد المدرسين المبالغ به وتعامله العصبي مع الطلاب وغير ذلك.
  6. تعرض الطفل للأذى النفسي: يؤدي تعرض الطفل لأي شكل من أشكال الأذى النفسي إلى جعله يكتسب سلوك عصبي لا إرادي مستمر ومتكرر، لذا قد تشير بعض حالات العصبية عند الأطفال على التعرض للإهمال العاطفي خاصة من قبل الأبوين، التعرض للتنمر، الإساءة اللفظية أو الجسدية أو التخويف والتهديد وغيرها من أنواع الأذى النفسي.
  7. التعرض للعنف: ربما تكون عصبية الطفل علامة على تعرضه لشكل من أشكال العنف، سواء التعنيف المنزلي أو المدرسي أو الاجتماعي وما إلى ذلك، حيث يمتص الطفل هذا التعنيف ويكبته ثم يصب غضبه وعصبيته على أشخاص آخرين ليفرغ انزعاجه من التعنيف الذي يتعرض له. [3]

العصبية عند الأطفال تمثل رد فعلي طبيعي في معظم الأوقات وفي المواقف التي تزعجهم، حيث تستمر نوبة الغضب لفترة قصيرة وبمسببات واضحة ثم تتراجع، كما تقل عدد المرات التي يغضب فيها الطفل تناسباً مع تقدمه في السن، لكن العصبية التي تزيد عن هذا الحد أو تستمر بشكل نوبات غضب عنيفة بعد تجاوز 5 سنوات قد تكون علامة تحذيرية على مشكلة أو مرض نفسي، فأحياناً تكون العصبية الزائدة عند الطفل ناتجة عن أحد الاضطرابات التالية: [3]

  • اضطراب التوحد: يعاني الأطفال المصابين بالتوحد من مشاكل في التواصل مع الآخرين ولا يكتسبون قدرات على التفاعل الاجتماعي السليم لذا أحياناً تكون من أعراض التوحد حدوث نوبات انهيار عاطفي عند الطفل ميالة للعصبية والغضب الشديدين في أي موقف يشعر به الطفل بالانزعاج وعدم الأمان.
  • مرض الوسواس القهري OCD: الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يتميز بسلوكيات متكررة ومزعجة، وأحياناً تكون هذه السلوكيات القهرية عند الأطفال دافعاً لنوبات من الغضب الشديدة عندما يحصل أي موقف مخالف لنوع السلوكيات القهرية التي يمارسونها وخاصة بالنسبة للأطفال الذين لديهم اضطرابات نمائية عصبية.
  • اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه ADHD: الأطفال المصابون بهذا الاضطراب يعانون من صعوبة في التركيز والسيطرة والتحكم في سلوكهم كما تتميز سلوكياتهم بالنشاط والحركة المبالغ بهما مما قد يدفعهم للتصرف بعصبية وغضب سريعين في بعض المواقف مثل الخوف والتوتر والإجهاد وغير ذلك.
  • متلازمة توريت: متلازمة توريت عبارة عن خلل عصبي وراثي يسبب قيام الطفل بحركات عصبية تشنجية غريبة لا إرادية، تكون مؤقتة وقصيرة المدة مثل إصدار الأصوات وتحريك الوجه والعيون، وأحياناً يعاني بعض الأطفال المصابين بمتلازمة توريت من نوبات غضب قوية خارجة عن السيطرة وغير متناسبة مع الموقف الذي يثيره.
  • الاضطراب الانفجاري المتقطع IED: يتميز هذا الاضطراب بنوبات مفاجئة وغير متوقعة من السلوك العصبي الشديد العدواني والعنيف عند الطفل، تترافق به النوبة بالصراخ والشتائم والضرب والدفع وإتلاف الممتلكات حيث يكون الطفل فاقداً للسيطرة بشكل كبير.
  1. المحافظة على الهدوء: على الرغم من صعوبة ألا تغضب على طفلك الذي يصرخ ويتعامل معك بعصبية، إلا أنه من المهم محاولة ضبط أعصابك والتعامل بهدوء مع الموقف كي لا يزيد الموقف سوءً كي لا ينتهي الأمر بتعنيف الطفل وضربه ومعاقبته بقسوة، بدلاً من ذلك حافظ على هدوئك وحاول تنبيه طفلك بهدوء ليخفض صوته ويتكلم بشكل هادئ وكي تعلم طفلك بشكل بناء كيف يضبط أعصابه ويتكلم عما يزعجه بدون عصبية.
  2. تحديد سبب العصبية: من المهم البحث في السبب الذي يدفع طفلك للغضب والعصبية بشكل متكرر، فقد يكون الطفل يتعرض للأذى النفسي خارج المنزل دون أن يجد طريقة مناسبة للتعبير عن ذلك إلا بالعصبية أو قد يعاني الطفل من مشكلة صحية تدفعه للغضب اللاإرادي، أو قد يكون سلوك متكسب يتعلمه الطفل من أهله الذين يتعاملون بغضب دائم دون أن ينتبهوا لتأثير ذلك على طفلهم.
  3. لا تستجب لرغباته لتجنب غضبه: أهم قواعد التعامل مع الطفل العصبي وسريع الغضب أن تكون مستعداً لتجريد الغضب من فاعليته من خلال التركيز على تهدئة الطفل وإزالة الغضب والتوتر بأي طريقة عدا تحقيق رغباته التي سببت الغضب! لأن الطفل قد يحاول الضغط على أهله من خلال الصراخ والبكاء والغضب والتكسير ورمي نفسه في الأرض، وطريقة التعامل الصحيحة في هذه الحالة هي تهدئة الطفل دون تحقيق رغبته أو الرضوخ له على الأقل ليس بشكل مباشر، لأن ذلك سيجعله يلجأ إلى هذه الوسيلة دائماً.
  4. إبعاد الأدوات المؤذية: كذلك يفضل إبعاد الأدوات التي قد يلجأ الطفل لإيذاء نفسه من خلالها مثل الأدوات الصلبة والأدوات الحادة، وإذا كان طفلك يلجأ لضرب رأسه بالحائط مثلاً عندما يغضب حاول حمله وإبعاده عن الحائط ومنعه من القيام بذاك.
  5. مراقبة الطفل: لا تترك طفلك يغضب ويصرخ وحده في غرفته أو في مكان منعزل وبعيد عنك لأنه قد يقوم دون وعي بإيذاء نفسه وقد تكون هذا خطير أحياناً، لذا من المهم مراقبة طفلك والبقاء بجانبه وهو غاضب حتى لو لم تتحدث معه أو تحاول تهدئته بل يكون الهدف فقط الوقاية من حصول أي أذية.
  6. التحدث مع الطفل: حاول إجراء محادثة مع طفلك تسأله من خلالها عن مشاعره وعما يزعجه، يسهم ذلك في تعليم الطفل التعبير عن مشاعره بطريقة مناسبة وإبعاده عن التصرف بعصبية وغضب.
  7. احمل طفلك واحتضنه برفق: خاصة عندما يتصرف طفلك بطريقة إيذاء النفس عندما يغضب، فمن ناحية يساعد احتضانه على منعه من ضرب نفسه أو إيذاء نفسه بأي طريقة، ومن ناحية أخرى يقدم له الاحتضان دعم عاطفي يساعده على الهدوء والتخلص من مشاعر الغضب الشديدة التي تنتابه.
  8. طلب المساعدة التخصصية: في نوبات الغضب التي تتكرر بشدة والتي ينتج عنها أذيات نفسية وجسدية للطفل والتي لا يتمكن الأبوين من التعامل معها بشكل صحيح من المهم اللجوء للاستشارة النفسية للمساعدة في تحديد سبب عصبية طفلك وأفضل طريقة لمعالجته. [4]

المراجع