هل الأطفال لديهم رغبة الجنسية ومتى يشعر الطفل بالجنس؟
لا تتعارض البراءة المعهودة عند الأطفال مع وجود الرغبة الجنسية كجزء من الغريزة الإنسانية الطبيعية، وسلوك الطفل الجنسي غالباً ما يكون سلوكاً فطرياً بريئاً، يتطلب في بعض الحالات تقويماً وتعديلاً ليتوافق مع المعايير الاجتماعية والأخلاقية والدينية، لكن متى يشعر الأطفال بالجنس والشهوة الجنسية!
نعم الأطفال لديهم رغبة جنسية -البنات والأولاد- تستند إلى غريزة الجنس الفطرية عند الإنسان لكنها رغبة غير مكتملة! وتتطور المشاعر الجنسية عند الأطفال بالتزامن مع تطور ذهن الطفل وجسمه ووعيه بنفسه ووعيه بالعالم من حوله.
وعلى الرغم من الاختلاف الجوهري والعميق بين الرغبة والشهوة عند الأطفال مقارنةً بالرغبة والسلوك الجنسي عند البالغين، لكن يمكن ملاحظة علامات السلوك الجنسي عند الأطفال التي تدل على تطور شعورهم الجنسي بين مرحلة نمو وأخرى.
لن يكتشف الأطفال الشعور المكتمل بالجنس ومعنى النشوة الجنسية قبل سن البلوغ واكتمال أعضائهم التناسلية، ويمكن أن يندرج السلوك الجنسي للأطفال قبل البلوغ في خانة "الفضول الجنسي" والرغبة بالمعرفة أكثر عن الحياة الجنسية للبالغين والفروق بين الذكور والإناث، ومعنى الزواج والحمل ومن أين يأتي الأولاد، ثم الاندفاع لبعض التجارب الجنسية في سن أكبر.
اقرأ أكثر عن سلوك ممارسة العادة السرية عند الأطفال قبل البلوغ من خلال النقر على الرابط
لا يشعر الطفل بالجنس كما يشعر به البالغون إلّا عند البلوغ، والرغبة الجنسية عند الأطفال قبل البلوغ هي شكل من أشكال اكتشاف أجسادهم ومحاولة فهم الفروق بينهم وبين الجنس الآخر، وعادةً ما يبدأ الطفل بسلوك الفضول الجنسي بين عمر سنتين و6 سنوات.
في سن المدرسة يتطور وعي الطفل الجنسي بشكل أكبر، فهو يعرف الفرق بين الإناث والذكور -أي بينه وبين الجنس الآخر- ويحاول أن يشارك هذه المعرفة مع أقرانه، كما أن الطفل يحصل في هذه المرحلة العمرية على قدر أكبر من الخصوصية يتيح له استكشاف أعضائه التناسلية.
وإذا لم يكن الأهل مهتمين بحماية طفلهم فقد يصل بسهولة للمحتوى الإباحي على الانترنت الذي يزيد من معرفته الجنسية قبل أن تكتمل الوظيفة الجنسية في جسده، وتتطور حالة الاستثارة والشهوة الجنسية بمحفزات خيالية وليست جسدية.
يرتبط تطور السلوك الجنسي عند الأطفال بعوامل كثيرة ومعقّدة، منها العوامل الوراثية التي تتحكم بنمو الطفل وتطوره الذهني والحركي، والعوامل البيئية والتربوية التي تتحكم بوعي الطفل بالجنس والذي قد يسبق أو يتأخر عن التطور الجسدي للوظيفة الجنسية، وأهم مراحل التطور الجنسي عند الأطفال:
السلوك والشعور الجنسي عند الأطفال من عمر يوم إلى عمر سنتين
لا يدرك الطفل الرضيع المعاني الجنسية حتى عمر سنتين تقريباً، لكن ذلك لا ينفي أن الأطفال قد يلمسون أعضاهم التناسلية بمجرد أن تتطور قدراتهم الحركية، وهذا السلوك لا يرتبط بوعي جنسي بقدر ما يرتبط بالفضول عند الأطفال لاستكشاف جسدهم، والحصول على شعور مريح دون أن يفهم الطفل الرضيع طبيعة السلوك الجنسي.السلوك والشعور الجنسي عند الأطفال من عمر سنتين إلى عمر 6 سنوات
يتطور السلوك الجنسي عند الطفل بين عمر سنتين و6سنوات مع تطور مهاراته الحركية واللغوية والذهنية، وتطور وعيه الاجتماعي وإدراكه للفروق بين الذكور والإناث، وعادةً ما يحاول الطفل في هذه العمر فهم طبيعته الجنسية بشكل أفضل من خلال تفحّص ولمس أعضائه التناسلية ومحاولة رؤية أعضاء البالغين مثل الأب والأم، والانخراط في ألعاب ذات طبيعة جنسية مع الأقران، إضافة للأسئلة الجنسية التي يطرحها الأطفال في هذا العمر.
من الشائع أن يبدأ الأطفال بين عمر سنتين وعمر 7 سنوات بممارسة سلوكيات تشبه العادة السرية، لكنها سلوكيات مرتبطة بشعور الطفل بالراحة والهدوء عند لمس المناطق التناسلية أو فركها ولا ترتبط بخيالات جنسية أو مثيرات جنسية، ما يجعلها مختلفة بشكل جوهري عن العادة السرية عند البالغين.السلوك الجنسي عند الطفل من 5 سنوات إلى 8 سنوات
أهم التطورات في السلوك الجنسي عند الأطفال في هذه المرحلة إدراك خصوصية السلوكيات ذات الطبيعة الجنسية، فالطفل يعلم في هذا العمر أن لمس أعضائه التناسلية أمام الآخرين مزعج وغير مرغوب به أو ممنوع.
كما يدرك الطفل حدود جسده واللمسات الجيدة مقابل اللمسات التي تنطوي على تحرش أو اعتداء، ويحترم بالتالي حدود جسد أقرانه ويتخلى عن محاولات التفحّص والاكتشاف بشكل فج أو صريح أو علني.تطور السلوك الجنسي عند الطفل من 7 سنوات إلى 12 سنة
في هذه المرحلة -مرحلة ما قبل البلوغ- تزداد معرفة الطفل بالحياة الجنسية للبالغين ويمتلك معلومات أكثر وضوحاً عن الحمل والولادة، بالتزامن مع تطور وعيه بالمعايير الاجتماعية والدينية والأخلاقية التي تحكم السلوك الجنسي والعلاقة بالجنس الآخر، كما تظهر عليه علامات الاهتمام العاطفي بالجنس الآخر، مثل الخجل والاهتمام كيف سيظهر أمام الجنس الآخر، إلى جانب إدراكه للفروق الاجتماعية أو النوع الاجتماعي الذي يميّز بين الذكور والإناث.مرحلة البلوغ الجنسي عند الأطفال
بالنسبة للفتيات فإن سن البلوغ يتراوح بين 9 سنوات و13 سنة تقريباً، قد تبلغ البنت في عمر أصغر من 9 سنوات أو يتأخر بلوغها إلى أكثر من 13 سنة، والبلوغ هنا لا يعني بالضرورة وصول السلوك والوعي الجنسي إلى مرحلة متقدمة، لكنه يعني نمو الأعضاء الجنسية عند الفتاة وتطور الرغبة والشعور الجنسي مع تطور الهرمونات المسؤولة عن الوظيفة الجنسية.
بالنسبة للأولاد الذكور يتراوح سن البلوغ بين 11 عاماً و14 عاماً، وقد يختلف سن البلوغ من طفل لآخر وفقاً لعوامل كثيرة، وإلى جانب التطورات الجسدية الظاهرة للبلوغ سيمتلك الطفل المراهق مشاعر جنسية كاملة مرتبطة بتطور أعضائه الجنسية والهرمونات المسؤولة عن الوظيفة الجنسية.
السلوك الجنسي عند الأطفال لا يمكن النظر إليه بوصفه علامات استثارة أو شهوة أو رغبة جنسية عند الطفل، بل هو سلوك فضولي بالدرجة الأولى، وأهم أنماط السلوك الجنسي الطبيعي عند الأطفال من سن سنتين إلى 6 سنوات تقريباً:
- لمس الأعضاء التناسلية أو فركها، ويفترض أن يتعلم الطفل بين الخامسة والسادسة أن هذا السلوك لا يجب أن يحصل أمام شخص آخر.
- النظر إلى الأعضاء التناسلية للأقران أو البالغين المحيطين به مثل الأخوة والآباء.
- محاولة رؤية البالغين عراة، كاستراق النظر لهم أثناء الاستحمام أو تبديل الملابس.
- محاولة تفحص الأعضاء التناسلية لأشخاص بالغين مثل الأم أو الأب أو الأخوة، ويصبح هذا السلوك غير طبيعي عندما يتجاوز الطفل السنة الخامسة.
- إظهار أعضائه التناسلية أمام أقرانه أو أمام آخرين، وهذا السلوك طبيعي قبل 4 سنوات وإلى 6 سنوات بحد أقصى.
- طرح الأسئلة الجنسية المباشرة أو غير المباشرة وظهور الفضول الجنسي بشكل واضح.
- سلوكيات جنسية أقل شيوعاً بين الأطفال لكنها طبيعية أيضاً، مثل محاولة التقبيل من الفم، محاولة لمس الأعضاء التناسلية للأقران أو البالغين،
جميع هذه السلوكيات الجنسية تعتبر طبيعية عند الأطفال بين عمر سنتين و6 سنوات تقريباً، كما تعتبر سلوكيات عابرة ويمكن بسهولة تحويل انتباه الطفل عنها، لكن استمرار هذه السلوكيات بعد تجاوز الطفل سن السادسة يشير إلى مشكلة في كيفية التعامل مع فضول الطفل الجنسي وتطور معرفته الجنسية، والخط الفاصل بين السلوك الطبيعي وغير الطبيعي هو مدى قدرة الطفل على فهم خصوصية جسده واحترام حدود الجسد في التعامل مع أقرانه أو البالغين.
ويمكن القول أن السلوك الجنسي الطبيعي عند الأطفال يجب أن يكون فضولياً وغير عدواني ولا يسبب أي أذى أو إكراه جسدي أو عاطفي للآخرين، وأن يكون مع أطفال في نفس السن وعلى صلة ومعرفة جيدة، أو فضول جنسي موجه نحو أشخاص مقربين جداً، ويجب أن يستجيب للإلهاء والتقويم والتوعية، وأن يتحول تدريجياً من السلوك العلني إلى الخصوصية والسرية والكبت.
أهم علامة على السلوك الجنسي غير الطبيعي عند الأطفال أن يقوم الطفل الذي تجاوز 6 سنوات بأي سلوك ذو طبيعة جنسية بشكل علني، مثل لمس أعضائه التناسلية أو إخراجها أمام الآخرين أو خلع ثيابه بوجود أشخاص آخرين.
- محاولة مشاركة أحد الأطفال بفعل جنسي أو مطالبة البالغين بذلك.
- محاولة إدخال أدوات في الأعضاء التناسلية.
- تقليد حركات جنسية محددة، مثل تقليد الجماع أو تقليد الاستمناء بشكل واضح.
- لمس الأعضاء الجنسية للحيوانات.
- أي أنشطة جنسية تشمل طفلين يفصل بينهما 4 سنوات أو أكثر.
- أن تكون السلوكيات الجنسية للطفل مستمرة ويومية ومقاومة للإلهاء أو التقويم.
- ارتباط السلوك الجنسي عند الطفل بالعدوانية مثل إجبار طفل آخر على المشاركة في سلوك جنسي.
- أن يكون منع الطفل عن السلوكيات الجنسية مؤلماً له عاطفياً ونفسياً أو يسبب لديه نوبات من الغضب والتوتر.
الطبيعي ألّا يستثار الطفل جنسياً بالمعنى الذي يدركه البالغون أو الشعور الذي يختبره الكبار عند الاستثارة، لكن مع ذلك قد يستثار الطفل جنسياً عندما يتعرض لأفكار أو تجارب جنسية مبكّرة تربط بين السلوك الجنسي الفضولي وبين الخيال والوعي المبكر بالجنس، مثل مشاهدة الطفل للمقاطع الإباحية أو التعرض للتحرش الجنسي من أطفال أكبر منه أو من أشخاص بالغين، أو الاستماع إلى أحاديث جنسية صريحة.
ومن الجدير بالذكر أن ممارسة الطفل للعادة السرية قبل البلوغ سواء البنات أو الأولاد لا تدل بالضرورة على الاستثارة الجنسية، بل تظل مرتبطةً بالفضول الجنسي والشعور بالراحة الجسدية والمتعة أو الاسترخاء النفسي عند مداعبة الأعضاء التناسلية دون أن يرتبط ذلك بخيالات جنسية أو أفكار ودوافع جنسية كالتي يعرفها البالغون.
هل الاستثارة الجنسية عند الطفل تدل على تعرضه للتحرش؟
قد تدل الاستثارة أو علامات الشهوة الجنسية عند الطفل على تعرضه للتحرش الجنسي أو الاعتداء، لكنها أيضاً قد تدل على تعرّض الطفل لوعي جنسي مبكّر من خلال الأحاديث التي يسمعها من الكبار أو الأقران، أو مشاهدة المقاطع الإباحية، وأي شكل من أشكال المعلومات والأفكار الجنسية التي تفتح خيال الطفل بشكل مبكّر على الحياة الجنسية للبالغين.
إن ميل الطفل لتقليد أفعال جنسية صريحة غالباً ما يرتبط برؤية هذه الأفعال أو دفعه لممارستها مع شخص آخر، وكذلك تعدي الطفل على أطفال آخرين أو التحرش بهم جنسياً قد يدل على وعي جنسي مبكّر نتيجة تجربة جنسية مرّ بها الطفل، مثل رؤية الوالدين في العلاقة الحميمة أو التعرض للتحرش.
ما هو علاج مرض الشهوة الجنسية عند الأطفال! في الحقيقة الشهوة الجنسية عند الأطفال ليست مرضاً، وما قد يحتاج للعلاج هو السلوك الجنسي غير الطبيعي عند الطفل وخصوصاً الأطفال بين 6 سنوات و12 سنة، والذين يقومون بسلوك جنسي علني أو ينطوي على اعتداء وإكراه، أو يقومون بتصرفات جنسية أكبر من سنّهم.
السلوك الجنسي غير الطبيعي عند الأطفال الأصغر من 9 سنوات لا يتعلق بالشهوة أو الرغبة الجنسية، لأن الشهوة الجنسية مرتبطة بنظام هرموني وفيسيولوجي معقّد لا يكون مكتملاً قبل البلوغ.
بالتالي ظهور استثارة أو شهوة جنسية على الأطفال قبل البلوغ إذا أدت لسلوك جنسي غير طبيعي فهي تدل على مشاكل تربوية وبيئية أو صحية تؤثر على وعي وإدراك الطفل للجنس وعلى تحكّمه بدوافعه.
يشمل علاج السلوك الجنسي غير الطبيعي أو "الشهوة" عند الأطفال فهم أسباب السلوك ومحاولة تحديد شكل المعرفة الجنسية التي اكتسبها الطفل، ثم إعادة تحديد السلوك المرفوض والسلوك المقبول.
بالتزامن مع زيادة ثقافة الطفل الجنسية من المصادر الموثوقة مثل الأهل، لتقليل أثر المصادر غير الموثوقة مثل وسائل الإعلام المختلفة، ونشدد على ضرورة استشارة خبير تربوي أو معالج متخصص للمساعدة في تعديل سلوك الطفل الجنسي.