تعليم الطرح للطفل وتمارين طرح الأعداد للأطفال

متى أبدأ بتعليم طفلي طرح الأعداد؟ تعليم الطرح للأطفال غالباً ما يبدأ من الصف الأول الابتدائي أي بين عمر 5 سنوات و7 سنوات، مع ذلك يمكن البدء بتعليم الطفل طرح الأعداد في وقت مبكرة من عمر 4 سنوات، بشرط أن يكون الطفل على معرفة بالمفاهيم الرياضية الأساسية.

فقبل البدء بتعليم عملية الطرح للطفل يجب أولاً التأكد من معرفة الطفل للقيم العديدة والتمييز بين العدد الأكبر والأصغر، وإجادة العد تصاعدياً من الأصغر للأكبر وتنازلياً من الأكبر للأصغر، كما يجب أن يتعلم الطفل عملية الجمع قبل عملية الطرح لأنها أسهل عليه ذهنياً.

حيث سنشرح للطفل بأن عملية طرح الأعداد هي عكس عملية الجمع التي يعرفها، ويمكن استخدام مثال لمعادلة جمع أولاً ثم تغير إشارة الجمع لإشارة الطرح وكتابة النتيجة مع الشرح للطفل عن الفرق بين الجمع والطرح.

مثلاً (2+1= 3) ثم نغير الإشارة من جمع إلى طرح (2 - 1 = ؟) وهنا يجب ترك المحاولة الأولى للطفل حتى وإن أخطأ في ذلك، فيقوم بفرد أصابع يده الخمسة، ثم يعد بشكل تنازلي الأرقام في طرفي المعادلة، ومع كل نزول لرقم يضم أصبع من الأصابع، حتى يجد الناتج 1، وبعدها تكرر المحاولة مع عدة أرقام.

1. شرح ما هو طرح الأعداد للطفل: يجب أن يعرف الطفل معنى عملية الطرح ومتى يتم استخدامها وكيف يمكن تطبيقها، ويتم تعريف طرح الأعداد بأمثلة مباشرة وبلغة بسيطة يستطيع الطفل فهمها والسؤال عنها ومحاولة تطبيقها.
2. شرح متى نستعمل عملية الطرح: يجب شرح استخدام عملية الطرح للطفل بأمثلة يختبرها بشكل واقعي ويومي، مثل نقصان عدد الأيام كل يوم للوصول إلى عطلة نهاية الأسبوع، أو نقصان النقود التي بحوزته كلما قام بشراء شيء وأنفق بعضها وبالتالي يجب أن يعرف كم بقي معه من أصل المبلغ، وحساب كم سيعيد له البائع اذا اشترى شيئاً.
3. شرح إشارات عملية الطرح للطفل: حتى يتحضر الطفل للقيام بعمليات طرح ذهنية يجب أن يكون على معرفة بإشارات هذه العملية مثل إشارة (-) والتي تشير إلى أي رقم يجب أن يطرح من الآخر وإشارة (=) التي يليها ناتج طرح الرقمين من بعضهما، وهذه الإشارات أيضاً بعد أن يحفظها الطفل تساعده بالقيام بعمليات طرح ذهنية بدون أمثلة واقعية أو استخدام أدوات كالأوراق والأقلام.
4. استخدام الأمثلة في تعليم طرح الأعداد: سواء عند تعريف عملية الطرح للطفل أو الشرح له متى تستخدم وما هي إشاراتها وما المغزى والهدف منها، يجب دائماً ربط هذه الشروح بأمثلة بسيطة يختبرها بشكل يومي بحياته الطبيعية، فهذا يقوي ملاحظته لعمليات الطرح التي يقوم بها بشكل يومي وعفوي دون إدراك من ناحية، ويسهل عليه فهم ما يتم شرحه له من ناحية أخرى.
5. التطبيق العملي للطرح: لن تترسخ عملية الطرح في ذهن الطفل ما لم يقم بالعديد من التطبيقات العملية حتى يختبر كل ما تم شرحه له على أرض الواقع وبيده، فالتطبيق خير وسيلة لتثبيت أي فكرة في ذهن الطفل.

1. حفظ الأرقام والقيمة العديدة: حفظ الأرقام وقيمة كل منها وترتيبها بالتسلسل يعد خطوة مهمة لتعليم الطفل طرح الأعداد، حيث لن يتمكن الطفل من تعلّم الطرح قبل أن يدرك قيمة العدد وترتيبه بين الأعداد، وكيفية ترتيب الأعداد تصاعدياً من الأكبر للأصغر، ثم ترتيب الأعداد غير المتسلسلة من الأصغر للأكبر.
2. تعليم العد التنازلي للطفل قبل الطرح: عندما يتعلم الطفل العد التصاعدي يكون قد فهم كيف تتسلسل الأرقام من الأًصغر إلى الأكبر بإضافة 1 لكل رقم للانتقال إلى الرقم التالي، وفي عملية الطرح يجب أن تعكس العملية بحيث يمكنه العد من الرقم الأكبر إلى الرقم الأصغر ليعرف أن بإمكانه إزالة الرقم 1 من كل رقم للانتقال إلى الرقم الأصغر، والعد التنازلي هو أهم خطوات تعليم الطرح للطفل.
3. تعليم الطفل ترتيب الأعداد غير المتسلسلة: يعتمد فهم الطفل للقيمة العديدة وتعلم الطرح على ممارسة ترتيب الأعداد غير المتسلسلة تصاعدياً أو تنازلياً، على سبيل المثال اطلب من الطفل ترتيب الأعداد (1،5،8،2،4) من الأكبر للأصغر أو العكس.
4. فهم معنى عملية الطرح: عملية الطرح هي إنقاص قيمة معينة من قيمة أكبر للحصول على نتيجة جديدة، ويجب شرح هذا المعنى بالمثال للطفل، مثلاً إن عملية الطرح هي عكس عملية الجمع ونقوم بها مثلاً بإزالة ثلاث دفاتر لسنا بحاجة لها من حقيبة المدرسة من أصل 7 دفاتر وبالتالي يصبح لدينا 4 دفاتر وتصبح الحقيبة أخف وأسهل في الحمل.
5. تدريب الطفل على الطرح بالأمثلة: بعد أن فهم الطفل عملية الطرح من حيث المعنى العام وما فائدتها في بعض الأمثلة البسيطة، نبدأ بإعطاء الطفل تمارين بأمثلة واقعية وملموسة للقيام بعملية الطرح.
   مثلاً لدى الطفل 7 ألعاب في الدرج الأول و3 ألعاب في الدرج الثاني، نسأله الأسئلة التالية: أي الدرج يحتوي على ألعاب أكثر؟ كم لعبةً يجب أن ننقص من الدرج الأكبر لتتساوى الألعاب في الدرجين؟ كم لعبةً في كل درج الآن؟
6. تمارين الطرح الذهنية: في هذه المرحلة يكون الطفل قد تمرن على عملية الطرح بالأمثلة الواقعية لفترة معينة وأصبح بإمكانه تطبيقها بدون مساعدة، فنصل هنا للبدء بالتمارين الذهنية بدون أمثلة، باستخدام عقله أو ورقة وقلم ويكتب عليها أرقام مجردة، ويمكن إعطاء الطفل عدة تمارين للطرح بشكل يومي حتى يتقن عملية طرح الأعداد وينتقل لتعلم طرح الأرقام الكبيرة والطرح بالاستلاف.

1. تمرين استخدام الأصابع للطرح: استخدام الأصابع هي الطريقة التقليدية التي تسهل شرح جميع العمليات الحسابية للطفل، فالأصابع أمثلة محسوسة يمكن للطفل الشعور والتحكم بها للقيام بأي عملية حسابية يريدها.
   فيمكن أن نطلب من الطفل فرد خمس أصابع، ثم حساب عدد الأصابع المتبقي عند ضم أصبعين، وبعدها نشرح له أننا قمنا بطرح أصبعين من خمس أصابع وتبقى معنا أصبعين، وأن هذه العملية هي ناتج (5 – 2 = 3) والتجريب مع عدة أرقام وأمثلة مختلفة بشكل يومي.
2. تمرين الطرح باستخدام الألعاب: يمكن الاستعانة بالألعاب لتعليم الطفل الطرح مثل الكرات أو الألعاب المتشابهة أو المكعبات، كما يمكن الاستعانة بتطبيقات الهاتف المخصصة لتعليم الأطفال العمليات الحسابية ومنها الطرح.
3. استخدام البطاقات المصوّرة: تعتمد البطاقات المصورة لتعليم الطرح للأطفال على نمط التعليم الحسي والبصري، حيث تحتوي البطاقات على رسومات متكررة، مثلاً 10 بطاقات كل بطقة مرسوم عليها عدد من البطات من 1 إلى 10، أو بطاقات معدة خصيصاً لحل مسائل الطرح.
4. استخدام مسائل الطرح: يوجد الكثير من مسائل الطرح المخصصة لتعليم الأطفال حسب العمر وأطفال ما قبل المدرسة، يمكن إيجادها في المكتبات أو كتب الروضة أو على مواقع الانترنيت التعليمية، ويمكن تخصيص بعض الوقت بشكل يومي لحل الطفل لواحدة من هذه المسائل بعد أن يتم شرحها بشكل مبسط بالنسبة له وباللغة التي يفهمها.
5. تمرين طرح الأشياء الموجودة حوله من بعضها: كل ما حول الطفل من أغراض أو ألعاب أو أدوات منزلية أو مطبخية أو حتى أشخاص يمكن استغلاله لخلق مسألة تحتوي عملية طرح.
   فإذا كنا خمس أفراد في الأسرة وذهب أثنين إلى العمل كم فرد يتبقى، وبعد أن يجيب الطفل على هذا السؤال نشرح له أنه قام بعملية طرح وهي (5 – 2 = 3) وتساعد هذه الأمثلة الواقعية على رؤية الطفل لإنجازه وبالتالي تشجيعه على حل مسائل أخرى وتعلم الطرح بشكل أفضل.
6. تمرين الطرح للأطفال في المطبخ: أثناء قيام الأم بأعمالها المنزلية يمكنها تمرين طفلها على عمليات حسابية بسيطة وهو يلعب ويستمتع بمساعدتها في العمل، فيمكن أن تطلب منه احضار عدة حبات نوع من الخضار في الدرج، ثم تطلب منه بعد أن يحضر لها عدد معين من الحبات والعودة لعد العدد المتبقي، ثم كتابة العملية التي قام بها على ورق.
   كان يوجد في الدرج 10 حبات طماطم وطلبت أمي أن أحضر لها 4 حبات فتبقى 6 حبات وبالتالي فإن ناتج (10 – 4 = 6).

• الممارسة اليومية للطرح: ممارسة عملية الطرح بشكل يومي مع الطفل وتشجيعه على القيام بعمليات طرح بسيطة، أو تحويل العديد من الأشياء التي يتعامل معها الطفل بشكل يومي أو الأنشطة التي يقوم بها إلى مسائل عملية لعملية الطرح، يفيد بشكل كبير في تمرسه بهذه العملية وحفظ قواعدها بل وحفظ الكثير من النواتج بشكل ذهني ومباشر دون الحاجة للقيام بطرحها.
• تذكير الطفل بالعمليات الحسابية الأخرى: العد والترتيب والجمع والطرح عمليات مترابطة، ويجب أن يتم تذكير الطفل بهذه العمليات باستمرار أثناء تعليمه عملية الطرح، على سبيل المثال أن نطلب من الطفل إعادة جمع الأعداد التي طرحها، أو ترتيب مجموع النواتج من تمارين الطرح بشكل تصاعدي أو تنازلي.
• الدمج بين التعليم واللعب: الدمج بين اللعب وتعليم عملية الطرح للطفل ضروري جداً، مثل استخدام المسائل التي تعتبر لعبة بحد ذاتها، أو توظيف أي موقف لعب يقوم به الطفل لعملية طرح، أو اللعب الجماعي الذي يعتمد على خروج اللاعبين من اللعبة بالتتالي ما يساعد الطفل على إدراك النقص في العدد كعملية طرح.
• استخدام المكافأة لتشجيع الطفل: المكافأة والثواب من أهم أساليب تعليم الطفل للطرح أو لأي مفهوم جديد عليه، حيث تساهم المكافأة من جهة بتعزيز شعور الطفل بالإنجاز والسعادة، كما تجعل الطفل أكثر رغبة بالاستمرار في تعلم الطرح وإتقانه.
• إيجاد وسائل لتحفيز المنافسة: المنافسة في التعليم تشجع الطفل على التركيز، ويمكن استغلال هذه النقطة في القيام بمسابقات لإيجاد نواتج عمليات ومسائل الطرح، في البداية بين الطفل وشخص كبير يتساهل معه حتى يكتسب ثقة بنفسه ويشجعه على الاستمرار بالنجاح والفوز ومن ثم القيام بمسابقات بين عدة أطفال.
• الاستفادة من الأنشطة التعليمية: مثل الغناء والألعاب التي تحتاج إلى عمليات حسابية والقصص الصغيرة التي تتضمن مسائل حسابية، فهذه الأنشطة تعد وسائل مسلية وممتعة للطفل وبنفس الوقت يمكن تمرير من خلالها بعض الأهداف التعليمية التي يحفظها الطفل دون أن يدرك، وعند قيامه بتطبيق بعض التمارين والمسائل يتفاجأ حتى هو بأنه يعرف الكثير من الأجوبة وبالتالي يكسب ثقة بالنفس ورغبة أكثر بالتعلم والاستمرار.