أسباب انخفاض درجة حرارة الجسم عن الحرارة الطبيعية

متى يكون انخفاض درجة حرارة الجسم خطيراً؟ تعرف إلى أسباب انخفاض حرارة الجسم وطرق العلاج
أسباب انخفاض درجة حرارة الجسم عن الحرارة الطبيعية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

 

يعتبر انخفاض درجة حرارة الجسم عند الحدود الطبيعية حالة طبية طارئة قد تحمل العديد من المخاطر التي قد تصل إلى توقف القلب والوفاة، حيث تمثّل الحرارة إحدى العلامات الحيوية المهمة التي تخبرنا عن الحالة الصحية العامة للجسم، مع ذلك قد يكون انخفاض حرارة الجسم عارضاً عادياً يمكن تجاوزه بسهولة.

 

درجة حرارة الجسم الطبيعية تتراوح بين 36.5 و37.5 درجة مئوية (97.7 – 99.5 فهرنهايت) حيث يحتوي الجسم على آليات طبيعية تقوم بعملية تنظيم حراري للحفاظ على درجة حرارة الجسم ضمن هذا النطاق في الظروف الطبيعية، وحتى عندما تكون الحرارة المحيطة أقل أو أعلى بحدود معقولة.

يحدث انخفاض درجة حرارة الجسم (بالإنجليزية: Hypothermia) عندما يفقد جسمك الحرارة بشكل أسرع من إنتاجها داخلياً، مثلاً عندما تتواجد في ظروف جوية باردة جداً تعوق آليات الجسم عن ضبط التوازن الحراري بعد مدة معينة فتبدأ درجة الحرارة بالانخفاض عن الحد الطبيعي.

وعندما تصل درجة حرارة الجسم ل 35.0 درجة مئوية (95.0 فهرنهايت) تبدأ أعراض انخفاض الحرارة بالظهور وأبرزها الارتعاش اللاإرادي، وتصبح الحالة أخطر كلما قلت درجة حرارة الجسم عن الدرجة الطبيعية.

حيث يكون انخفاض درجة الحرارة ناتج بشكل رئيسي عن عاملين، إما التعرض لجو شديد البرودة، أو وجود سبب صحي أدى لانخفاض درجة حرارة في ظروف طبيعية مثل حالة التسمم بالكحول أو انخفاض سكر الدم.

animate
  1. التعرض للبرد الشديد: العامل الرئيسي الذي يسبب انخفاض درجة حرارة الجسم هو التعرض لظروف جوية باردة جداً ولفترة طويلة نسبياً، بحيث يفقد الجسم مخازنه التي يضبط من خلالها درجة حرارته ولا يبقى لديه آلية داخلية لإعادة التوازن فتنخفض درجة حرارة الجسم، وكمثال على ذلك العيش في منزل بارد بدون وسائل تدفئة مناسبة.
  2. بلل الجسم لفترة طويلة: حتى لو لم يكن الجو شديد البرودة فإن بلل الجسد لفترة طويلة يؤدي أيضاً لانخفاض درجة الحرارة، مثل حالات السباحة لفترة طويلة أو السقوط في الماء أو المشي مدة طويلة تحت المطر بثياب مبللة وما إلى ذلك، وتزيد الخطورة عندما يتبلل الجسم في حالة العواصف والبرد الشديد.
  3. الجفاف ونقص السوائل: تعرض الجسم لحالة جفاف بسبب قلة السوائل يصعب القدرة على ضبط حرارة الجسم، كما يفقد الجسم حرارته بسرعة عندما يكون بحالة جفاف، وهذا ما يجعل درجة حرارة الجسم تنخفض حتى في البيئة الدافئ قليلة البرودة.
  4. قلة الغذاء: كذلك الجوع وقلة المغذيات تؤدي لخفض حرارة الجسم بسبب نفاذ مخازن الطاقة التي تحافظ على استقرار الحرارة، وهذا ما يؤدي للتعرض لانخفاض الحرارة في بعض الحالات.
  5. استخدام بعض الأدوية: بعض الأدوية، مثل بعض الأدوية المخدرة والمهدئات ومضادات الذهان تؤدي لخفض درجة حرارة الجسم بسبب اضعاف القدرة على الشعور بالبرد خصوصاً في الجرعات العالية منها.
  6. بعض الأمراض: هناك العديد من الأمراض التي تهيئ لحالة انخفاض في درجة الحرارة بعض الأحيان، مثل قصور الغدة الدرقية، انخفاض نسبة سكر الدم، نقص الفيتامينات خاصة فيتامين B12 وأيضاً انخفاض مستويات الحديد في الدم.
  7. ممارسة بعض الرياضات: مثل تسلق المرتفعات حيث تنخفض درجة حرارة الجو في الأماكن العالية وتقل الأكسجة الجوية مما يسبب انخفاض درجة حرارة الجسم في مثل هذه الرياضات، كما أن سباقات السباحة والتزلج التي تتم في ظروف جوية باردة قد تؤدي لانخفاض درجة الحرارة. [2]

تتظاهر أعراض انخفاض درجة حرارة الجسم على مراحل حسب شدة الانخفاض، لذا يكون لها أكثر من مستوى، كما أنها تختلف بين البالغين والأطفال:

  1. اعراض انخفاض درجة الحرارة الخفيف: تتراوح درجة الحرارة بين 35 درجة مئوية و32 درجة مئوية (95 و89.5 فهرنهايت)، وتتمثل الأعراض بالشعور بالتعب والإنهاك، الارتعاش والرجفان، ضعف النبض، نعاس، ازدياد معدل ضربات القلب، الشعور بالجوع، شحوب لون الوجه وجفاف الجلد، تسرع التنفس، ضياع التركيز، وصعوبة التحدث والتكلم بأشياء غير مفهومة، إضافة إلى كثرة التبول.
  2. أعراض انخفاض درجة الحرارة المتوسط: تزداد حدة الأعراض قليلاً ويكون الانخفاض بين 32 و28 درجة مئوية (89.5 و82.4 فهرنهايت)، ويحدث ازرقاق في الوجه والجلد، انخفاض الارتعاش، يحدث تصلب بالعضلات، تباطؤ التنفس ومعدل ضربات القلب، وتوسع حدقة العين، إضافة إلى انخفاض ضغط الدم، وتزايد التراجع في القدرات الذهنية والتركيز وربما يحدث فقدان للوعي.
  3. أعراض انخفاض درجة الحرارة الشديد: يكون عندما تنخفض درجة حرارة عن 28 درجة مئوية (82.4 فهرنهايت) وتكون أعرض ذلك توقف الارتعاش في الجسم، وغياب ردود الفعل، وتصلب العضلات بالكامل، كما يحدث فقدان الحركات الإرادية، وتجمع السوائل في الرئتين، وقد تصل لغيبوبة وفقدان وعي كامل، وتوقف القلب عن النبض وحدوث السكتة القلبية.
  4. أعراض انخفاض درجة الحرارة عند الرضع: حيث تنخفض درجة الحرارة عند الرضع بسهولة أكبر بدرجة حرارة 35 درجة مئوية (95 فهرنهايت) وتظهر عليهم أعراض احمرار الوجه، جلد بارد وأحمر أو بلون زهري، ويعانون من الخمول والهدوء والنوم لفترات طويلة، إضافة إلى رفض الطعام. [2-3-4]

يعتبر انخفاض درجة حرارة الجسم من الحالات الخطيرة حيث تتسبب بموت ما بين 700 إلى 1500 شخصاً في الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً، فعندما تنخفض درجة حرارة الجسم يتعرض الشخص لمخاطر صحية متعددة اعتماداً على درجة الانخفاض.

وتبدأ خطورة انخفاض حرارة الجسم عند فشل بعض أعضاء الجسم بأداء عملها بشكل طبيعي مثل القلب والجهاز العصبي، كما أن انخفاض حرارة الجسد يعطل عملية التنفس وفي الحالات الشديدة قد تصل لفشل كامل في القلب وتوقفه والوفاة.

ومن العوامل والحالات التي تزيد من خطورة انخفاض حرارة الجسم:

  • التقدم في العمر: أجساد الأشخاص كبار السن تحوي كميات قليلة من الدهون مقارنة بالأصغر سناً، كما انها تميل لاستهلاك كميات أقل من الطاقة مما يعني أن العجزة ينتجون حرارة أقل فسرعان ما يتأثرون بانخفاض درجة الحرارة خاصة أنهم أقل نشاطاً وحيوية من الشباب.
  • انخفاض الحرارة عند الأطفال: فمن ناحية يكون الأطفال أقل وعياً واهتماماً للطقس البارد خاصة إذا كانوا يلعبون ويستمتعون فهم غالباً سيتجاهلون البرد أو قد لا يخطر على بالهم، كما أن أجساده الصغيرة تفقد الحرارة بشكل أسرع من البالغين، مما يرفع خطورة تعرضهم لانخفاض درجة حرارة الجسم.
  • انخفاض الحرارة عند الرضع: الأطفال الرضع لا يملكون مخزون احتياطي من الطاقة كافي لتعديل حرارة الجسم عند التعرض لانخفاض مفاجئ، لذا فهم سرعان ما يتأثرون بالجو البارد ويتعرضون لانخفاض خطير في درجة الحرارة، فإذا ناموا في غرفة باردة يصابوا بانخفاض درجة الحرارة.
  • حالات اختلال الصحة العقلية: الأشخاص اللذين يعانون من إعاقة أو مشكلة ذهنية ما مثل الخرف يفتقرون للمقدرة على تقدير خطورة البرد أو أخذ الاحتياطات منها فقد يخرجون بملابس خفيفة في طقس بارد جداً دون وعي لذلك أو يضيعون طريقهم أحياناً فيقضون وقتاً طويلاً في مكان بارد مما يجعلهم أكثر عرضة لمخاطر انخفاض درجة حرارة الجسم.
  • الإدمان على الكحول والمخدرات: إدمان الكحول يسبب تمدد في الاوعية الدموية داخل الجسم مما يسرع من فقدان درجة الحرارة عبر الجلد على الرغم أن الجسم داخلياً يشعر بدفء، وكذلك المواد المخدرة تضعف قدرة الجسم على الشعور بالبرد في المحيط، وكلا الحالتين تزيد مخاطر انخفاض درجة الحرارة.
  1. الانتقال لمكان دافئ: حرك الشخص بلطف من المكان البارد في حال كان الجو البارد هو سبب انخفاض درجة الحرارة وانقله لبيئة دافئة، وفي حال عدم وجود مجال لإدخال الشخص لمكان دافئ، حاول لفه بغطاء خاصة بالنسبة لمنطقة الرأس والرقبة وارفعه عن الأرض الباردة.
  2. خلع الملابس المبلولة: إذا كانت نوبة انخفاض الحرارة تصيبك اخلع الملابس المبلولة والغارقة بالماء واستبدلها بأي ملابس أو أغطية جافة، وافعل الشيء ذاته لو كان شخص آخر مصاباً بانخفاض درجة الحرارة خصوصاً لو وصل لمرحلة فقدان الوعي.
  3. تقديم التدفئة الخارجية: حاول القيام باجراءات تزيد من دفء الجسد لمن يعاني من انخفاض درجة الحرارة كوضع كمادات ماء دافئة على الرقبة والصدر والفخذ، أو يمكن استخدام المدفأة أو وضع زجاجات ماء ساخنة ملفوفة بمنشفة، والتحذير الهام جداً هنا هو عدم نقل الجسم سريعاً من مكان بارد جداً لمكان دافئ جداً أو وضعه تحت الحمام الساخن أو أمام المدفئة، نقطة هامة جداً أن تكون التدفئة تدريجياً.
  4. تقديم مشروبات ساخنة ومحلاة: تساعد المشروبات الساخنة في تدفئة الجسم داخلياً، كما أن الحلاوة ترفع سكر الدم وتعطي طاقة للجسم تساعد في إعادة التوازن الحراري للجسم خاصة في حال انخفاض سكر الدم حيث يكون تقديم السكر ضروري لتدبير الحالة.
  5. الإنعاش القلبي الرئوي: في حال تسبب انخفاض حرارة الجسم بغياب الشخص عن الوعي وبدء علاماته الحيوية بالانخفاض، مثل التنفس والحركة وضربات القلب، يجب البدء بالإنعاش القلبي الرئوي واسعافه إلى المشفى فوراً.
  6. طلب الطوارئ: يجب عليك طلب الطوارئ أو الإسعاف فوراً إلى ظهرت على الشخص علامات انخفاض حرارة الجسم الحادة، مثل ازرقاق الجلد والأطراف وتباطؤ النفس وفقدان الوعي الجزئي أو الكامل.

المراجع