ما هو تحليل MCV للكريات الحمراء وعلى ماذا يدل؟

تحليل MCV أو اختبار متوسط حجم الكريات الحمراء في الدم (بالإنجليزية Mean Corpuscular Volume) هو أحد اختبارات الدم يرصد حجم الكريات الحمراء وإذا ما كانت ضمن المتوسط الطبيعي أم لا.

تحليل MCV هو أحد مؤشرات صورة الدم الكاملة CBC التي تعتبر من الاختبارات الروتينية والأساسية في التشخيص الأولي لمعظم الحالات الطبية، وعندما يكون حجم الكرية الحمراء صغيراً أو كبيراً يدل على وجود مشكلة في الدم مثل نقص بعض الفيتامينات أو فقر الدم.

ورغم أن تحليل متوسط حجم الكريات الحمراء لا يتم طلبه بشكل مستقل عادةً لكونه يقاس ضمن تحاليل الدم العامة، لكنه يساعد في تحديد سبب بعض الأمراض خاصةً أنواع فقر الدم، لذا يستخدم لمراقبة اضطرابات أمراض الدم المختلفة مثل التلاسيميا.

في الحقيقة نادراً ما يتم طلب تحليل MCV بشكل منفرد، حيث يطلب الطبيب تحليل صورة الدم الكاملة (CBC)، الذي من ضمنه يتم تحليل متوسط حجم الكريات الحمراء، ويطلب في الكثير من الحالات الصحية أو للتأكد من أسباب بعض الأعراض التي يشعر بها المريض، ومن الحالات التي تجعل الطبيب يطلب تحليل متوسط الكريات الحمراء أو صورة الدم الكاملة:

1. حالات ضيق النفس: يطلب الطبيب تحليل تعداد الدم الكامل CBC في حالات ضيق التنفس التي قد ترتبط بفقر الدم، ويكون مؤشر اختبار MCV مساعداً في تحديد نوع فقر الدم، كما قد يساعد في تشخيص الانسداد الرئوي المزمن.
2. الشعور المستمر بالخمول: يمكن لتحليل MCV المساعدة في تحديد ما إذا كان الخمول المستمر ناتجاً عن خلل في متوسط حجم الكرية الحمراء ما يعوق عملية نقل الأوكسجين بشكل كافي لجميع أنحاء الجسم.
3. شحوب الجلد: يعود شحوب الجلد للكثير من الأمراض التي لا يمكن الكشف عنها فقط من تحليل MCV وغالباً يطلب الطبيب تحاليل مرافقة لتحليل صورة الدم الكاملة، لأن تحليل MCV قد يظهر طبيعياً مع وجود حالة مرضية معينة تسبب شحوب لون الوجه.
4. حدوث نزف غير طبيعي: بعد التعرض لحالات نزف مفاجئة وغير طبيعية قد يطلب الطبيب تحليل MCV لبيان فيما إذا كان السبب من بنية الكريات الحمراء، أو بعد التعرض للنزف لمعرفة تأثير فقدان الدم على عدد الكريات وحجمها.
5. ظهور كدمات على الجلد: يشير ظهور الكدمات على سطح الجلد دون سبب لوجود مشكلة بانحلال الدم، قد يكون لأسباب عديدة منها تناول بعض المميعات ومنها لأسباب اضطرابات في الدم والصفيحات، لذا يطلب عندها الطبيب تحليل MCV ضمن تحاليل الدم الشاملة للمساعدة في تحديد السبب.
6. برودة الأطراف: تعود برودة الأطراف بشكل دائم لوجود بعض المشاكل بالتغذية الدموية للأطراف إما بسبب فقر الدم أو بسبب عدم قدرة الدم على نقل الأكسجين الكافي، لذا يطلب الطبيب عادة تحاليل الدم الشاملة ومن ضمنها تحليل MCV للتأكد من بنية الكريات الحمراء وصحتها.

يعتبر تحليل MCV بسيطاً جداً ولا يتطلب تحضيرات أو صيام المريض إلا إذا طلب الطبيب ذلك لتحاليل مرافقة مثل تحليل السكري، وخطوات إجراء تحليل MCV تتم كالآتي:

1. يقوم فني المعمل أو الطبيب بسحب عينة الدم من الوريد في اليد، بإدخال إبرة صغيرة للوريد بعد ربط العصبة لتخفيف جريان الدم والبدء بسحب العينة، قد تشعر بألم خفيف خلال سحب العينة.
2. يتم نقل عينة الدم مباشرةً إلى أنبوب تحليل مخصص يحتوي على العامل المانع للتخثر EDTA وهو عامل مخلب يرتبط بالمعادن كالكالسيوم لمنع تخثر الدم قبل التحليل.
3. يتم وضع عينة الدم المحضرة على عداد خلايا الدم (Hemocytometer) وهي شريحة مجهرية أكثر سماكة من الشريحة العادية ومقسمة بشكل يسهل عملية عد كريات الدم وقياسها.
4. توضع شريحة عداد الكريات الدموية تحت العدسة المجهرية، ويتم من خلالها تقييم وقياس حجم الكريات، ويمكن حساب متوسط حجم الكريات الحمراء بقسمة حجم كريات الدم الحمراء المكدسة (الهيماتوكريت) على تركيز الكريات الحمراء، أو باستخدام أدوات خاصة تقوم بقياس متوسط حجم كريات الدم الحمراء بشكل مباشر دون حساب الهيماتوكريت وتركيز الكريات الحمراء.

تتراوح النسب الطبيعية لتحليل MCV متوسط حجم الكريات الحمراء من 80 إلى 100 ميكرو متر مربع، وانخفاض هذا المستوى أو ارتفاعه في الغالب يشير لوجود مشكلة مرضية.

لكن ليس بالضرورة أن يشير لحاله خطيرة أو مهددة للحياة، كما يمكن أن تحافظ كريات الدم الحمراء على متوسط الحجم الطبيعي لها مع وجود مشاكل صحية مثل فقر الدم الخفيف والمتوسط، لذلك لا يتم الاعتماد على مؤشر متوسط حجم الكريات الحمر بشكلٍ مستقل، وإنما ضمن مجموعة مؤشرات صورة الدم الكاملة.

عندما تكون نتيجة تحليل MCV مرتفعة تعني زيادة حجم الكريات الحمراء أو كثرة الكريات الحمراء الكبيرة ((Macrocytosis، يحدث ذلك نتيجة تطور غير طبيعي للكريات الحمراء، أو تكون غشاء غير طبيعي للكرية، أو خلل بتكوين الهيموغلوبين ما يعطي ارتفاع بنتيجة تحليل MCV.

يدل انخفاض تحليل MCV على نقص حجم الكريات الحمراء، والذي يرتبط عادةً بحالات فقر الدم، ويؤثر على عمل الكريات الحمراء بنقل الأكسجين في الدم، وقد يكون انخفاض حجم الكريات الحمراء إحدى علامات التسمم بالرصاص.

أسباب ارتفاع تحليل MCV:

1. فقر الدم الناتج عن نقص فيتامينات B12 وB9، الذي يسبب خللاً في تشكيل الحمض النووي للخلية الدموية، ويسبب نقصه فقر الدم الناتج عن تشوه شكل الكريات الحمراء وحجمها لكونه عامل أساسي في تحويل الهيموسستين إلى الميثيونين وتحويل 5-ميثيل رباعي هيدروفوليت إلى رباعي هيدروفوليت وبالتالي خلل تكوين الكريات الحمراء.
2. تسبب بعض أمراض الكبد بتغير في تكوين الطبقة الدهنية في الغشاء الخلوي للكرية الحمراء، ما يؤدي إلى زيادة حجم الخلايا الدموية وتغيير شكلها ونفاذيتها، لذا ترتفع نسبة تحليل MCV.
3. ارتفاع تحليل MCV من مضاعفات ارتفاع سكر الدم، حيث بسبب زيادة الأسمولية في كرية الدم الحمراء، أي يزداد حجم السوائل داخل الكرية الحمراء وخلل نفاذيتها وتضخمها، فيرتفع تحليل MCV.
4. قد ترتفع نتائج تحاليل MCV عند مدمني الكحول، فعند التسمم بالكحول يتخلل غشاء الكرية الحمراء ويغير التركيبة الدهنية لغشائها، ما يسبب تشوهها وازدياد حجمها.

أسباب انخفاض تحليل MCV:

1. فقر الدم الناتج عن نقص الحديد عادةً يظهر في تحليل MCV المنخفض، حيث ينخفض حجم الكريات الحمراء لما دون 80 مايكرومتر مربع، بسبب خلل تكوين الهيموغلوبين وبالتالي تشكيل كريات دم حمراء غير ناضجة، يكون حجمها أقل.
2. يكون تحليل MCV منخفضاً لدى المصابين بالتلاسيميا، وهو من الأمراض الدموية الوراثية يحدث فيه خلل بالجين المسؤول عن تشكيل الهيموغلوبين، ويكون لدى مرضى التلاسيميا معدل متوسط حجم كريات حمراء أقل من الشخص السليم بسبب نقص تشكيل الهيموغلوبين.
3. التسمم بالرصاص عند الأطفال بشكل خاص ما دون السنتين يرتبط بشكل كبير بنقص مستويات الحديد في الدم ولوحظ أن متوسط حجم الكريات الحمراء لديهم أقل من 73 مايكرومتر مربع مقارنةً بالأشخاص الطبيعيين.
4. في حالات نادرة قد يعود انخفاض متوسط حجم الكرية الحمراء إلى بعض الحالات الوراثية التي تتداخل مع إنتاج الكريات الحمراء ووظيفتها، مثل فقر الدم صغير الكريات الموروث كعيوب في سلسلة الغلوبين كمرضى التلاسيميا واعتلال الهيموغلوبين، وعيوب تخليق الهيم المسؤول عن إعطاء الكريات لونها الأحمر.

عادةً لا يصاحب تحليل MCV أي مخاطر أو مضاعفات، لكن قد تظهر بعض الآثار الخفيفة موضعياً نتيجة إجراءات التحاليل الدموية بشكل عام، وليس مخاطر تخص تحليل MCV بشكل خاص، وغالباً ما تزول تلقائياً بعد ساعات من إجراء التحليل.

أهم المضاعفات المتوقعة بعد إجراء تحليل MCV تورم مكان الوخز ويختفي خلال ساعات، أو حصول كدمة على سطح الجلد نتيجة تلف الشعيرات الدموية وتزول خلال يومين أو ثلاثة، وفي حال لم تكن الأدوات معقمة فهمناك خطر حصول عدوى.