أنواع التربية المقصودة وغير المقصودة والفرق بينهما

ما معنى التربية المقصودة وغير المقصودة! اكتشف الفرق بين التربية المقصودة والتربية غير المقصودة ووسائل كل منهما
أنواع التربية المقصودة وغير المقصودة والفرق بينهما
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الفرق بين التربية المقصودة (التربية المدرسية) وغير المقصودة (التربية اللامدرسية) أن المقصودة تعتمد على المؤسسات الرسمية المتخصصة والمناهج التي يتم التخطيط لها بناء على أهداف محددة مسبقاً كالمدارس والمعاهد، فيما تمثّل التربية غير المقصودة عملية التربية غير الممنهجة التي يقوم بها الوالدان والمجتمع والمؤسسات الأهلية غير المنظّمة.

التربية غير المقصودة هي جانب التربية غير الرسمية يعتمد على سلوك تربوي عفوي أو تلقائي وجماعي مشترك بين الأهل والمجتمع، ولا تعتمد التربية غير المقصودة على مؤسسات متخصصة ولذلك تسمى أيضاً التربية اللامدرسية، وتشمل الثقافة الاجتماعية، توجيه الكبار للأطفال في أي مكان، المواقف والتجارب والتفاعلات الشخصية لكل طفل.

لا تستهدف التربية الغير مقصودة غايةً أو هدفاً تربوياً بشكلٍ منهجي، وإنما هي طريقة في تنشئة الأطفال على الأخلاق والمعايير والقيم العامة، وإكسابهم بعض الخبرات والمعارف المتوارثة الأساسية لحياتهم اليومية الطبيعية، بعيداً عن التربية المدرسية المنظّمة.

animate

مصطلح التربية المقصودة يشير لعملية تربوية رسمية أكثر تنظيماً وتخطيطاً وغائية من التربية غير المقصودة، ويعني تنشئة الطفل بطريقة تحقق هدف معين من العملية التربوية في إطار مؤسسات متخصصة ولذلك تسمى أيضاً التربية المدرسية.

التربية المقصودة تربية مؤسساتية تتم في إطار مؤسسة تعليمية مثل المدرسة أو الجامعة أو دور الرعاية وتنمية المواهب المتخصصة، وتعتمد على منهج واضح له أهداف محددة مسبقاً، مثل التعليم المدرسي التقليدي، أو التعليم المهني، وكل تعليم محكوم بقوانين ومناهج وأهداف.

  • المدرسة: أهم مؤسسات التربية المقصودة هي المدرسة، تتضمن المدرسة منهج محدد ومدروس وخطة تعليمية تستهدف حصول الطفل على قدر من المعلومات الأساسية بمجالات مختلفة، لغوية وعلمية وثقافية، بالإضافة للمساعدة في غرس القيم الاجتماعية والثقافية والقانونية في سلوك الأطفال منذ الصغر.
  • مؤسسات رعاية المواهب: كثيراً ما تقوم جهات خاصة أو أممية أو حكومية بتأسيس منظمات ترعى الأطفال الذين لديهم مواهب خاصة، وتقدم هذه المؤسسات خدمات تربوية وتعليمية للأطفال تتناسب مع مواهبهم وتساهم بنموها وتطورها، وتعتبر من أنماط التربية المقصودة باستثناء المعاهد الأهلية غير المنظّمة.
  • دور الرعاية الخاصة: وتختلف هذه المؤسسات باختلاف هدفها التربوي لكنها تشترك بوصفها مؤسسات تربية مقصودة، مثل مؤسسات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف أنواعها التي تهدف لتحقيق نتائج تعليمية وتربوية ورعاية وعلاج تناسب حالات معينة، أو دور رعاية الأيتام التي تأخذ على عاتقها بالإضافة لرعاية الأطفال الأيتام تربيتهم وفق معاير اجتماعية وقانونية وثقافية ودينية.
  • مؤسسات تنمية الطفولة: في كل مجتمع تنتشر العديد من المنظمات والمؤسسات المعنية برعاية وتنمية الطفولة ذات الطابع الحكومي أو الدولي أو الأهلي، وعادةً ما تسعى مثل هذه المؤسسات للوصول بالأطفال أو شريحة منهم لمستوى اجتماعي ومعيشي وثقافي معين بشكل منظم وهادف من خلال برامج وخطط.
  • مؤسسات التنشئة الثقافية: لا يعد هذا النوع من المؤسسات منتشراً في جميع البلدان والمجتمعات، وإنما قد تتواجد أحياناً عند وجود جهات تستهدف تربية الطفل تربية فكرية وعقائدية تتناسب مع أفكارها وقيمها وغايتها، مثل بعض أجنحة المنظمات ذات الخلفية السياسية أو الدينية التي تأخذ شكل المدرسة وتنوب عنها وعندها تدعى تربية مقصودة.

تختلف أهداف التربية المقصودة باختلاف السياق أو الغاية منها، فكونها تربية مقصودة فهي تستهدف غايات محددة، ومن هذه الغايات مثلاً:

  • تنمية القدرات والإمكانات: كثيراً ما تتوجه التربية المقصودة نحو تنمية قدرات وإمكانات خاصة لدى الطفل، مثل تنمية المواهب، أو اكتساب خبرات ومعرفة في مهنة معينة أو مجال دراسي معين، أو تربية بدنية تستهدف احتراف الطفل مستقبلاً بأحد أنواع الرياضة.
  • غرس صفات محددة: بعض المؤسسات والجهات قد تستهدف بالتربية المقصودة غرس صفات وقيم خاصة في شخصية الطفل وسلوكه، كأن يكون ذو شخصية قوية واثقة من نفسها، أو شخصية ملتزمة تحترم الآخرين وتشعر بالتعاطف، أو غرس صفات لعلاج مشكلات تربوية أو نفسية يعاني منها الطفل.
  • تحقيق نتائج مرغوبة: هذا ما يحدث في مؤسسات الرعاية الخاصة التي تهدف بوسائل وخطط التربية التي تقوم بها الوصول بالطفل لوضع صحي وتربوي وتعليمي معين، وفق معاير محددة تحقق سياسة المؤسسة.
  • تحقيق أهداف ثقافية وعقائدية: هذه الأهداف عادةً ما تكون من قبل جهات خاصة لديها أهداف عقائدية، مثل الأحزاب السياسية والجمعيات الدينية، التي تستقطب الأطفال وتسعى لغرس صفات وقيم فكرية تناسبها من خلال مؤسسات تنشئها لهذا الغرض، ويجدر التنويه إلى أن هذه الحالة تعد الأقل رسمية وربما تقابل بالرفض أو المنع أحياناً، لما قد يكون لها من آثار سلبية على طريقة تفكير الطفل، لتحقيق مصالحها الخاصة.
  • التحضير للمستقبل: هذا الهدف يكون من قبل الأهل في بعض الأحيان، حيث يلجأ الأهل لاستخدام كل الوسائل المتاحة في تربية الطفل بطريقة موجهة للتحضير لمستقبل مرغوب من قبلهم، كأن يعمل الاب في مهنة معينة ويبدأ بتعليم طفله أسس هذه المهنة منذ وقت مبكر وتربتيه وفق معاير تناسب هذه المهنة، أو التركيز على دراسة الطفل وتوجيهه إلى مواد معينة أكثر من غيرها تمهيداً لدخوله اختصاص معين.
  1. تقوم عليها مؤسسات رسمية: في أغلب الأحيان تتم التربية المقصودة من خلال مؤسسة رسمية، والمدرسة هي أهم مثال على مؤسسات التربية المقصودة، ولذلك تسمى أيضاً بالتربية المدرسية، وإن كان المقصود هنا مفهوم ومنهجية المدرسة وليس المدرسة بحد ذاتها ككيان حكومي أو خاص.
  2. تربية غرضية وهادفة: تتميز التربية المقصودة بأنها تستهدف غرض معين من العملية التربوية، فهي تريد تحقيق غاية معينة في شخصية أو سلوك أو عقلية الطفل.
  3. تربية مخططة وموجّهة: في عملية التربية المقصودة يتم وضع خطط مدروسة من حيث طريقة التعامل مع الطفل والمعلومات التي يتم تعليمه إياها بما يتناسب مع الغاية من التربية المقصودة.
  4. تربية منظمة ومنهجية: التنظيم والاعتماد على منهج تربوي واضح محدد من أهم خصائص التربية المقصودة، فهي لا تقوم على توجيهات تربوية عامة، وإنما تتبع خطوات منظمة روتينية، يتم قياسها واختبارها بشكل منظم.
  5. تعتمد الضبط والقياس: بهدف التأكد من سير العملية التربوية وفق المنهج والخطط الموضوعة والسير نحو الهدف التربوي، من الضروري قياس نتائج عملية التربية المقصودة، وهذا القياس يختلف باختلاف المؤسسة أو الهدف التربوي، ففي المدارس مثلاً يتم القياس من خلال الاختبارات والامتحانات الشهرية والفصلية والسنوية.
  1. البيئة الأسرية: البيئة والأسرية والمنزلية والأجواء التي يتربى فيها الطفل تعد من أهم عوامل التربية الغير مقصودة، فهو يقلد ويلاحظ وينتبه لكل ما يفعله والديه وأشقائه الأكبر ومن يدخل منزلهم من زوار وأقرباء، ويسمع ما يدور من أحاديث ومشكلات ويتعلم من العادات، وكل هذه تعتبر عوامل للتربية غير المقصودة.
  2. البيئة الاجتماعية: يعيش الطفل في وسط اجتماعي مكون من علاقات الأسرة سواء الأقرباء والعائلة الكبيرة أو الأصدقاء أو الحي والجيران وغير ذلك، وكل هذه عوامل اجتماعية تساهم في تعلم الطفل والتقاط بعض الأفكار والعادات والقيم، ما يجعل البيئة الاجتماعية مصدر مهم للتربية غير المقصودة.
  3. التجارب الشخصية: خلال يوميات الطفل يمر بالكثير من التجارب من الصعب إحصائها، فقد يسمع كلمة من هنا أو هناك، يتشاجر مع طفل آخر، يتعرض لحرق صغير أو ماس كهربائي بسيط، وكل هذه التجارب أشياء يتعلم منها الطفل وتساهم في صقل وتربية شخصيته بطريقة غير مقصودة.
  4. وسائل الإعلام: يتعرض الطفل لوسائل وبرامج إعلامية مختلفة، من خلال التلفاز وما يشاهده مع أهله من مسلسلات أو أخبار وبرامج، أو ما يشاهده منفرداً من رسوم متحركة وبرامج أطفال تقدم خبرات وتجارب وأفكار وحكم، هذا بالإضافة لاستخدام الطفل للهواتف النقالة وبرامج التواصل الاجتماعي وما يمكن أن يعرض عليه من أفكار وقيم، وكل ذلك يجعل من وسائل الإعلام هذه مصادر هامة للتربية غير المقصودة.
  5. الحياة المدرسية: بالتوازي مع ما يتعلمه الطفل من في المناهج الدراسية والخطط التعليمية في المدرسة، فهي أيضاً تمثل وسط اجتماعي جديد، يلتقي فيها الطفل مع أطفال آخرين ومعلمين واشخاص من شرائح اجتماعية مختلفة ولديهم أسليب مختلفة في الحياة والتفكير، بالإضافة لما يجربه الطفل أثناء اللعب مع أقرانه والتفاعل معهم في المدرسة، كل ذلك له دور غير مقصود في تربية الطفل.
  1. تربية عفوية وتلقائية: تتم التربية غير المقصودة بشكل عفوي بدون خطط أو مناهج أو أهداف محددة، فيحصل عليها الطفل من خلال التربية المنزلية العامة، أو من خلال الملاحظات والتجارب التي يمر بها.
  2. تربية غير رسمية: التربية غير المقصودة عامة وتلقائية لا تتم في إطار مدرسة أو مؤسسات معنية من قبل جهات حكومية أو دولية، وإنما يحصل عليها الطفل من خلال حياته اليومية.
  3. تتضمن أهداف عامة غير مخططة: أهداف التربية الغير مقصودة هي أهداف عامة لا ترتبط بغاية معينة يجب بلوغها في تربية الطفل، وإنما هي أهداف مشتركة بين جميع الأطفال تستهدف الحاجات الأساسية للطفل.
  4. تربية غير موجهة: في التربية الغير مقصودة لا يتم توجيه الإمكانات التربوية وتفكير الطفل وقدراته نحو أهداف محددة، وإنما هي ترعى شؤون الطفل وتعلمه المعاير العامة السائدة في مجتمعه وأسرته.
  5. إبراز الصفات الشخصية: يمكن القول أن التربية الغير مقصودة هي ما يظهر الصفات الشخصية الحقيقية للطفل، بعيداً عن الأشياء التي يتعلمها بشكل مقصود ومخطط، وإن اتبع مؤسسات وبرامج تربوية رسمية وخطط وتوجهات، يبقى أكثر تشابهاً مع أفراد أسرته من حيث صفاتها ومعايرها وقيمها وطريقة تفاعلها.

المراجع