هل التحرش في الصغر يؤثر على الشخصية في الكبر؟

هل يؤثر التحرش في الصغر على الميول في الكبر! تعرف إلى تأثير التحرش في الصغر على الشخصية وتكوين الميول في الكبر
هل التحرش في الصغر يؤثر على الشخصية في الكبر؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تأثير التعرض للتحرش في الصغر على الشخصية والميول والسلوك في الكبر ليس تأثيراً ثابتاً، وإنما يرتبط بعدة عوامل معقدة أهمها كيفية التعامل مع الحادثة عندما حصلت من الأهل والمقرّبين، وكيفية إدارة آثار التحرش المباشرة على الطفل، وغيرها من العوامل التي تجعل تأثير التحرش في الصغر مختلف من شخص لآخر.

بكل تأكيد يترك التعرض للتحرش في الصغر أثراً نفسياً وعاطفياً يظل ظاهراً في الكبر، حيث يعتقد أن التعرض للتحرش الجنسي والإساءة الجسدية في الصغر من الأسباب الرئيسية للاضطرابات النفسية والعاطفية واضطرابات الشخصية، مثل الرهاب الاجتماعي والاضطرابات الجنسية والقلق والاكتئاب وغيرها.

قوة تأثير التحرش في الصغر على الضحية في الكبر يرتبط بعوامل كثيرة معقدة ومتشابكة، على رأسها وعي الطفل بالتجربة التي تعرض لها وسنه عند وقوع حادثة التحرش ودرجة التحرش، والطريقة التي تعامل بها الأهل والمقرّبون مع الحادثة، ونوعية العلاج أو الدعم الذي تلقاه الطفل ضحية التحرش في الصغر، وغيرها من العوامل.

animate
  • يزيد التحرش في الصغر من الاضطرابات النفسية والعاطفية: يرتبط التعرض للتحرش بالصغر من زيادة احتمالات الإصابة بالاضطرابات النفسية والعاطفية، وأهم الاضطرابات التي قد يسببها التحرش في الصغر اضطراب الوسواس القهري واضطراب الجسدنة أو الآلام الجسدية ذات المنشأ النفسي، واضطرابات القلق والاكتئاب والذهان.
  • اضطرابات القلق والاكتئاب: أظهرت دراسات أجريت في عام 2017 أن الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش الجنسي في الصغر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق في الكبر، ويرتبط ذلك بمشاعر انخفاض القيمة الذاتية والشعور بالذنب والعار والخجل، إضافة إلى الاضطرابات العاطفية الناتجة عن حادثة التحرش في الصغر.
  • التحرش في الصغر يسبب اضطرابات جنسية: قد يسبب التحرش في الصغر تحوّلاً في الميول والأفكار الجنسية عند الضحية يؤثر على حياته الجنسية في الكبر، مثل القرف والنفور من العلاقة الجنسية أو رهاب الجماع أو الميول غير الطبيعية وغير السوية، إضافةً إلى البرود الجنسي، وغيرها من مشاكل وانحرافات الميول والسلوك الجنسي.
  • الانسحاب الاجتماعي: الانسحاب الاجتماعي رد فعل شائع ومألوف عند الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش في صغرهم، فعندما يتعرض الطفل للتحرش الجنسي يصبح أكثر انطوائية ويميل للانعزال، ويكون هذا الشعور في الغالب طويل الأمد ما يجعل ضحية التحرش في الكبر عاجزاً عن التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين بشكل سوي.
  • صعوبة تكوين علاقات عاطفية: يمكن أن يؤثر التحرش الجنسي في الصغر على تكوين العلاقات العاطفية في الكبر، بسبب الآثار العاطفية والنفسية التي يتركها التعرض للتحرش في الصغر، حيث يواجه ضحية التحرش الجنسي صعوبةً في تحقيق التوازن في العلاقات العاطفية بسبب مشاعر الخوف والقلق والخجل والعار.
  • التحرش في الصغر يسبب أزمة ثقة بالآخرين: من آثار التعرض للتحرش في الصغر على الشخصية في الكبر أن الضحية تعاني من مشاكل الثقة في العلاقات الاجتماعية والعاطفية، والتي قد تكون موجهة تجاه الجنس الآخر أو فئة معينة أو تكون أزمة ثقة عامة حتى تجاه أقرّب المقرّبين.

يعاني الطفل من العديد من الآثار النفسية والجسدية والسلوكية عند التعرض للتحرش الجنسي، وخاصةً إذا ترافق مع عنف شديد ومن شخص معروف بالنسبة له، ومن هذه الآثار:

  • الصدمة النفسية: يشعر الطفل بصدمة نفسية شديدة عند تعرضه للتحرش بسبب العنف والإكراه الذي تعرض له، وقد تحتاج هذه الصدمة لوقت طويل للخروج منها، ما يولد مضاعفات نفسية وعقلية تحتاج للكثير من التفهم من قبل الأهل والتعامل معها بحكمة، وقد تستمر إلى مراحل عمرية متقدمة مؤثرةً على الشخصية والميول.
  • الخوف والرهاب: يصبح الطفل بعد تعرضه للتحرش الجنسي دائم الخوف خاصةً عند محاولة شخص غريب الاقتراب منه، وقد يؤثر هذا الخوف على تطور شخصيته، وعدم قدرته على تطوير مهارته الاجتماعية والذي يؤدي للميل إلى العزلة وصعوبة التواصل مع الآخرين.
  • تغييرات في السلوك والمزاج: تتغير سلوكيات الطفل للأسوأ بعد تعرضه للتحرش الجنسي، فقد يعاني من تقلبات شديدة بالمزاج والانفعالات العاطفية نتيجة توارد الفكرة لذهنه بأي وقت، وقد يصبح عدوانياً ومتمرداً ويقوم بسلوكيات لا تتناسب مع أخلاق المجتمع وعاداته.
  • تغييرات في السلوكيات الجنسية: تتأثر سلوكيات الطفل الجنسية عند تعرضه للتحرش فقد يسبب التحرش بالطفل على تشويه مفهوم الحب والعلاقات الجنسية الصحيحة بالنسبة له، وقد يشجعه هذا على تجربة العلاقات الجنسية المنحرفة والتعرف على مفاهيم جنسية خاطئة، وقد تتطور هذه السلوكيات في الكبر مثل العنف الجنسي مع الآخرين والتحرش والاعتداء والاستغلال الجنسي.
  • العنف والإصابات الجسدية: خلال عملية التحرش يتعرض الطفل للتعنيف الجسدي وبعض الإصابات الجسدية، كالكدمات والكسور والنزيف وغيرها، الناتجة عن الأفعال التي يقوم بها المتحرش واستخدام القوة والعنف.
  • اضطرابات في النوم والأكل: يعاني الطفل من اضطرابات نفسية وعاطفية عند تعرضه للتحرش نتيجة الخوف والاكتئاب، والتي تنعكس على طبيعة الحياة اليومية مثل اضطرابات النوم كالأرق وصعوبة النوم ورؤية الكوابيس المزعجة، وكذلك اضطرابات الطعام والشهية، حيث يسبب التوتر والقلق الذي يعيشه الطفل فقدان في الشهية الذي ينعكس على صحته العامة أيضاً.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة: قد يصاب الطفل بعد التعرض للتحرش الجنسي بالأمراض المنقولة عن طريق الجنس إذا كان المتحرش مصاب بها، مثل الإيدز والسيلان والزهري والورم الحليمي البشري HPV، التي تسبب مضاعفات خطيرة على الطفل وتحتاج للعناية والرعاية الصحية.

إذا لم تتذكري تعرضكِ للتحرش وأنتِ طفلة لكنكِ تشعرين أنكِ ربما تعرضتِ لحادثة من هذا النوع، فإن أفضل طريقة لتعرفي الحقيقة هي التواصل مع المتخصص أو المعالج النفسي، الذي يستطيع من خلال بعض التقنيات والاختبارات أن يساعدك على استعادة حادثة التحرش أو حوادث الإساءة الجنسية في الصغر.

يعمل المعالجون النفسيون وفق بروتوكول معين يتجنبون من خلاله زرع أي ذكريات جديدة أو غير حقيقية حول التعرض للتحرش في الصغر، بدلاً من ذلك يتم مساعدة الأفراد على استرجاع ذكريات الطفولة المبكرة من خلال تقنيات الاستماع والكلام والأسئلة والاختبارات وجلسات التنويم المغناطيسي أو الإيحائي.

من العلامات التي قد تساعدك على معرفة إذا كنتِ قد تعرضتِ للتحرش في الصغر، أن تكون لديكِ سلوكيات وخيالات جنسية قهرية غير طبيعية مثل الشخصية السادية أو المازوشية، أن تكون لديك أعراض النفور من الجنس الآخر والبرود الجنسي، أن تعاني من اضطرابات متعلقة بالجنس الآخر مثل رهاب الذكور وفوبيا الزواج والجماع.

  • طلب العلاج النفسي: إذا كانت آثار التحرش في الصغر تقف عائقاً في استمرارية الحياة الطبيعية في الكبر يجب البحث عن الدعم والعلاج النفسي من خلال استشارة طبيب مختص، وقد يشمل العلاج النفسي لآثار التحرش الجنسي في الصغر العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري والدوائي باستخدام الأدوية التي تخفف من حالات الاكتئاب والتوتر والقلق.
  • التحكم بالعواطف والأفكار: يجب على الشخص الذي مازال يعاني من آثار التحرش الجنسي في الصغر تعلم كيفية التعامل مع العواطف والأفكار والمشاعر السلبية التي تراوده، مثل تعلم التقنيات النفسية للتحكم بالقلق والتوتر والخوف وكيفية الاسترخاء، والتركيز على أنه ليس المسؤول عما حصل معه في صغره.
  • المشاركة بالنشاطات الاجتماعية: من أفضل الطرق التي تساعد في علاج آثار التحرش في الصغر هي المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تتيح الفرص للتعامل مع مجموعة من الأشخاص وتحسين مهارات التواصل والتقليل من التفكير بالماضي السيء والسعي لبناء علاقات جديدة ومستقبله الجديد.
  • العمل على تطوير الثقة بالنفس: يعاني الشخص الذي تعرض للتحرش في الصغر من الشعور بانعدام القيمة ما يساهم في تطوير شخصية ضعيفة وليست واثقة، فإذا رغب الشخص بتفادي هذه الآثار للتحرش يجب التعرف على نقاط القوة التي يتمتع بها، وإعادة النظر في قدراته ومؤهلاته التي تساعده في بناء شخصية أفضل، وعند زيادة الثقة بالنفس حكماً سيتمكن من التخلص من هذه الآثار.
  • الاهتمام بالأنشطة البدنية: التمارين الرياضية والأنشطة البدنية من الطرق التي تساعد في تحسين المزاج والتقليل من التوتر والقلق وتحسين الصحة العامة، وكذلك الثقة بالنفس وتعزيز المشاعر الإيجابية الذي ينعكس على الصحة النفسية والاجتماعية، وبالتالي اجتياز آثار التحرش الجنسي الذي تعرض له في الصغر.
  1. الاستماع للطفل عمّا حدث له: قد يخطئ الأهل بشكل كبير في التعبير عن القلق الذي ينتابهم عند معرفة أن طفلهم تعرض للتحرش الجنسي، فبدلاً من إبداء الخوف الذي ينعكس سلباً على نفسية الطفل، يجب التأكيد على أنك تصدق ما يقول وأنه ليس خطأه، وبهذا سيتشجع للتحدث بصراحة ووضوح عما حصل معه.
  2. الإبلاغ عن حادثة التحرش: من الضروري جداً عدم السكوت عن التحرش الذي تعرض له الطفل والتبليغ عما تعرض له للجهات المختصة، أولاً لأخذ حقه وإقناعه أن السلوك الشنيع هذا له عقاب لا مفر منه ويعلم أنه ضحية، ثانياً كي لا يقع طفل آخر ضحية للتحرش على أيدي هذا المتحرش.
  3. الحفاظ على الهدوء: يجب تجنب الغضب والانفعال مع الطفل عند تعرضه للتحرش لأن هذا سيفاقم الآثار النفسية التي يتعرض لها ويشعره بانعدام القيمة وبالذنب والعار وأنه المسؤول عمّا حصل، ويجعله يشعر بالخوف والارتباك ويصاب بأمراض نفسية يصعب الشفاء منها.
  4. تعزيز التوعية والتثقيف: يجب التركيز في الحديث مع الطفل الذي تعرض للتحرش على التوعية بأن ليس كل الأشخاص سيكونون هكذا، وتعليمه كيف يتعامل في المرات الأخرى في حال التعرض للتحرش لحماية نفسه، وأن ما حصل له لن يؤثر على سير حياته المستقبلية.
  5. توفير الدعم النفسي للطفل: يحتاج الطفل عند تعرضه للتحرش إلى الدعم النفسي من قبل الأهل للتغلب على الآثار والأضرار النفسية الناتجة عنه، ويتمثل الدعم النفسي بالتحدث المستمر مع الطفل وتوفير الأمان والرعاية وتشجيعه على القيام بنشاطاته اليومية المعتادة، وإذا لزم الأمر يمكن عرض الطفل على طبيب نفسي للعلاج من الاضطرابات النفسية الناتجة عن التحرش.
  6. توفير بيئة آمنة: يجب توفير بيئة أمنة ومريحة للطفل لشعوره بالأمان والراحة في الأماكن العامة والمنزل والمدرسة، ويمكن إجراء المزيد من التعديلات لتوفير حماية إضافية للطفل وتجنب التحرش به مرة أخرى، مثل تأمين النقل من المنزل إلى المدرسة ومراقبة علاقاته مع أشخاص آخرين للتدخل في الوقت المناسب.
  • هل التحرش في الصغر يغير الميول الجنسية في الكبر؟ بالفعل قد تؤثر التعرض للتحرش والاعتداء الجنسي في الصغر على الميول الجنسية في الكبر، لكن ذلك ليس ملزماً لجميع الحالات، ويرتبط بعوامل أخرى مثل عمر الطفل ونوعية التحرش وعدد المرات التي تم بها التحرش الجنسي، وردة فعل الأهل والمجتمع من حوله والعلاج والدعم النفسي الذي حصل عليه.
  • هل التحرش في الصغر يسبب الشذوذ الجنسي؟ قد يرتبط التعرض للتحرش في الصغر بتغيرات في الميول الجنسية منها تطور الميول المثلية أو "الشذوذ الجنسي" ومن الجدير بالذكر أن هناك خلافات كبيرة حول علاقة التعرض للتحرش الجنسي بالميول الجنسية المثلية، لكن الثابت أن التحرش قد يكون سبباً قوياً لتطوير ميول جنسية معينة وتعزيزها لدى الضحية.
  • هل التحرش في الصغر يؤثر في الزواج؟ بالطبع قد يؤثر التحرش الجنسي في الصغر على الزواج في الكبر، حيث يجد الشخص صعوبة في التعامل مع الآخرين والثقة بهم، وكذلك التعبير عن المشاعر وعدم الثقة بالنفس، الذي ينعكس على صحة العلاقة الزوجية والجنسية.
  • هل التحرش في الصغر يؤثر على غشاء البكارة؟ يمكن أن يسبب التحرش الجنسي في الصغر بتمزيق غشاء البكارة إذا وصل لدرجة الإيلاج أو الاغتصاب الكامل، ويجب التعامل مع الفتاة كضحية على أي حال لأنها لا ذنب لها بحادثة التحرش أو الاغتصاب.
  • هل التحرش في الصغر يسبب مرض نفسي؟ في الحقيقة نعم يمكن للتحرش الجنسي في الصغر أن يسبب مرض نفسي قد يستمر مع الشخص للكبر، خاصةً إذا لم يحصل على الدعم النفسي والعاطفي المناسب للتخلص من آثار القلق والاكتئاب الناتجة عن التحرش، أو تجنب محاولة العلاج النفسي خوفاً من الفضيحة.
  • كيف أتخلص من ذكريات التحرش؟ يمكن التخلص من ذكريات التحرش الجنسي في الصغر بالالتفات للحياة الحالية ونسيان الماضي وتجاهل ما حدث، والبحث عن الدعم النفسي والعاطفي والسعي للنجاح بالتخلص من الآثار النفسية بالطرق التي تحدثنا مسبقاً.

المراجع