تعديل سلوك الطفل العصبي أساليب واستراتيجيات

تعرفي إلى وسائل تعديل سلوك الطفل العصبي والعنيد والتعامل مع عصبية وغضب الأطفال
تعديل سلوك الطفل العصبي أساليب واستراتيجيات
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتمد تعديل سلوك الطفل العصبي على فهم الأسباب التي تجعله يغضب أو يدخل في نوبات غضب غير طبيعية بالنسبة لسنه، وفهم شخصية الطفل وسماتها الفريدة، والأهم تعديل استجابة الأهل والمربين لعصبية الطفل، حيث تعتبر هذه الاستجابة هي الأساس في تعديل سلوك العصبية عند الأطفال وتغيير طريقة تعبيرهم عن مشاعرهم السلبية.

أفضل طريقة للتعامل مع الطفل العصبي وتعديل سلوكه أن يتم إعادة النظر في استجابة الأهل والمربين لنوبات الغضب والعصبية بحيث تكون هذه الاستجابة مناسبة وصحيحة، تجعل الطفل مدركاً تماماً أن سلوك العصبية والغضب سلوك مرفوض وغير مثمر، ثم منح الطفل طرق بديلة للتعبير عن غضبه وأدوات مناسبة لإدارة مشاعره.

الخطوة الأولى في تعديل سلوك الطفل العصبي هي فهم أسباب عصبية الطفل وغضبه باستمرار، فقد يكون سلوك الغضب عند الأطفال على سبيل المثال طريقة للضغط على الأهل لتنفيذ رغباته يتعلمها الطفل من خلال استجابة والديه لرغباته وحاجاته عندما يكون غاضباً.

كما يجب وضع سلوك الطفل العصبي في إطار التطورات الذهنية والنمائية، فعصبية الطفل في عمر 4 سنوات تختلف من حيث صفاتها وطريقة التعامل معها عن عصبية الطفل في عمر 8 سنوات.

وفي بعض الحالات تكون عصبية الأطفال ونوبات الغضب العنيفة والمستمرة مؤشّراً لوجود اضطراب نفسي أو عقلي أو مشاكل عاطفية، فنوبات الغضب الشديدة والمتكررة قد تشير لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو التوحد واضطرابات طيف التوحد وغيرها من الاضطرابات التي تجعل الطفل عصبياً بشكل غير طبيعي.

animate
  1. عدم الاستجابة لرغبات الطفل في حالة الغضب: أولى وأهم طرق تعديل سلوك الطفل العصبي عدم الاستجابة لرغباته وحاجاته عندما يلجأ للغضب والعصبية، فالطفل يستعمل الغضب والعصبية كوسيلة ضغط وابتزاز عاطفي للحصول على ما يريد، وعندما تنجح هذه الوسيلة تتحول العصبية لسلوك هادف عند الطفل حتى يصل لمرحلة افتعال الغضب والعصبية للحصول على ما يريد.
  2. تغيير حالة الطفل وقت الغضب: عندما يدخل الطفل في نوبة الغضب أو حالة السلوك العصب يمكن لتغيير حالته المساعدة في تعديل سلوكه، فإذا كان واقفاً يمكن أن تطلب منه الجلوس، أو يمكن أن تطلب منه فعل شيء معين بعيد عن موضوع غضبه أو يمكن محاولة إضحاكه، فكل هذه أشياء يمكن من خلالها السيطرة على الموقف وإنهاء حالة التوتر والغضب.
  3. تغيير الحديث الذي يسبب غضب الطفل: إذا كان السلوك العصبي الصادر عن الطفل نتيجة نقاش أو حديث معين، فمن الأفضل عدم الاستمرار في هذا الحديث تلافياً لاحتدام الأمر أو ترك الطفل يفرض إرادته أو الاضطرار لقمعه، فمن الأفضل تغيير الحديث وإلهاء الطفل بشيء آخر.
  4. اطلب من طفلك الخروج من الغرفة: من وسائل السيطرة على سلوك الطفل العصبي أن تطلب منه مغادرة الغرفة أو الذهاب إلى غرفته وحيداً، خصوصاً في حال أساء الطفل في الكلام أو التصرفات نتيجة سلوكه العصبي.
  5. تجنب استفزاز طفلك العصبي: لا تحاول استفزاز الطفل فهذا سيؤدي بالضرورة لزيادة عصبيته وغضبه، فلا تحاول الاستهانة به أو السخرية منه، بل أعلمه أن سلوكه خاطئ وأنه لن يحصل على ما يريد بهذه الطريقة، ويجب أن يكون ذلك بحزم ولكن دون تحدٍ أو استفزاز.
  6. وضع خطة لتعديل سلوك الطفل العصبي: تعديل سلوك الطفل العصبي على المدى البعيد يختلف عنه في حالة موقف الغضب والعصبية والحاجة للتدخل السريع، فهنا يمكن تعليم الطفل تقنيات الحوار والاسترخاء والسيطرة على الأعصاب، ويمكن دائماً الاتفاق على قنوات وأساليب لحل الخلافات دون الحاجة للمواجهة والعصبية.
  7. الاستعانة بمتخصص: في الحالات التي لا تنجح فيها جميع طرق الأهل في التعامل مع غضب طفلهم وسلوكه العصبي، فمن الأفضل الاستعانة بمختص لتشخيص الحالة والسبب، وإيجاد الطريقة الأفضل للتعامل مع طفلك العصبي بشكل خاص.
  1. استراتيجية التجاهل الإيجابي: تعتمد هذه الاستراتيجية من استراتيجيات تعديل سلوك الطفل العصبي على تجريد الغضب والعصبية من أي مفعول إيجابي، وذلك من خلال التعامل مع نوبات الغضب بتجاهل وعدم اهتمام، لكن دون إهمال الطفل أو تركه يغضب دون تهدئته، حيث يكون الاهتمام بتهدئة الطفل دون تحقيق أي مكتسبات له.
  2. إشعار الطفل أن العصبية تزيد المشاكل ولا تعالجها: يجب أن يشعر الطفل على المدى الطويل أن عصبيته تجعله مرفوض وأن أهله منزعجون من طريقته في التعبير عن استيائه، ولكن مع الحذر من تحويل العلاقة بين الأهل والطفل إلى عداوة، ولكن الهدف هنا فقط أن يشعر بالذنب ويحاول تعديل سلوكه بنفسه.
  3. تعليم الطفل التحكّم بأعصابه: ويشمل ذلك مجموعة من الإجراءات والآليات التي تساعد الطفل على تهدئة نفسه عندما يشعر بالغضب، مثل تقنيات التنفس العميق والاسترخاء، وتغيير المكان والحالة، وكيفية استعادة الهدوء والخروج من نوبات الغضب.
  4. تدريب الطفل العصبي على الانضباط: أفضل استراتيجية لتعديل سلوك الطفل العصبي أن يتدرب على الانضباط والتحمّل، يمكن ذلك من خلال تسجيل الطفل في الأنشطة الرياضية الجماعية التي تتطلب منه انضباطاً إضافياً.
  5. استراتيجية إعادة بناء المواقف: يمكن تعديل سلوك الطفل العصبي من خلال إعادة بناء الموقف مرة أخرى عندما يهدأ الطفل، على سبيل المثل عندما يغضب الطفل لأنه يريد الحصول على لعبة جديدة، نطلب منه أن يطلبه مرة ثانية بطريقة مختلفة تسمح بمناقشة الأمر بدلاً من الرفض القاطع.
  6. تمثيل القدوة الجيدة: الطفل يقلد والديه ويتعلم من سلوكهم، وإذا وجد أنهم يتصفون بالسلوك العصبي فمن المحتمل جداً أن يقلد هذا السلوك ويتعلمه، فالنموذج الذي أمامه ويستقي منه طريقته في الحياة وعلاج الأمور يتصف بهذا السلوك، أما إذا كان الوالدين يمثلان قدوة جيدة في طريقة التعامل فهو سوف يزيد احتمال اتباعه لنفس الطريقة في تعامله وعلاج مشاكله.

أحياناً يحتاج الطفل للعاطفية والتفهم والاحتواء من قبل الوالدين، وقد ينبع السلوك العصبي عن هذه الحاجة، ويمكن من خلال بعض الخطوات البسيطة احتواء الموقف وإنهاء حالة العصبية لدى الطفل:

  1. الهدوء في التعامل مع الطفل عندما يغضب: حتى لو كنت حازماً في التعامل مع الطفل وحالة الغضب لديه، ولكن يجب أيضاً أن تكون هادئاً وتتفهم مشاعره ورغباته وتحاول التقرب منه، فهو طفل صغير وليس عدو ويحتاج فقط لبعض المحبة من الكبار حتى تهدأ ثورته.
  2. فهم أسباب عصبية الطفل: عندما تعرف ما الأسباب التي تؤدي للسلوك العصبي عند الطفل، يمكن علاج هذا السلوك والتخلص منه بشكل دائم، فإذا كان السبب هو حاجة معينة يمكن تحقيقها إذا لم يكن في ذلك خطئ أو يمكن تأجيلها بالاتفاق مع الطفل، وإذا كان السبب نفسي فهو سوف يحتاج لدعم وعلاج نفسي، وإذا كان هو خوف فيمكن التقرب من الطفل واستيعابه.
  3. تجنب الصدام مع الطفل أو تعنيفه: من الخطأ الصدام مع الطفل عند المرور بحالة العصبية، فلا يجب أن تجعل من نفسك ند أو عدو له، ولا يجب قمعه بشكل عنيف حتى لا يؤثر ذلك على شخصيته، بل يمكن بدلاً من ذلك تأجيل الحديث حول مشكلته أو تغيير الموقف.
  4. إظهار المحبة للطفل عندما يغضب: يجب أن يشعر طفلك دائماً أنه محبوب من قبلك، وأنك حتى لو تصرفت معه بحزم أو رفضت الخضوع لتصرفاته، فذلك لا يعني أنك لا تحبه، وإنما يوجد خطب ما يجعلك ما تتفق معه، ويجب عليه أن يستوعب ذلك.
  5. تعليمه الحوار البناء والبحث عن حلول: وهذا يكون في الحالات الهادئة وليس موقف الغضب نفسه، فيجب أن يتعلم الطفل الحوار واقناع الآخرين برغباته، والتحدث معه بجديه وفهم رغباته ودوافعه والنقاش معه فيها.

بشكل عام من الضروري العمل على تعديل السلوك العصبي للطفل وتعليمه طرق أخرى للتعامل مع الآخرين، ولكن في حالات معينة يصبح تعديل السلوك ضرورة ملحة في التعامل مع الطفل العصبي والعنيد، وأهم هذه الحالات:

  • عندما يتسبب بالأذى للآخرين: أحياناً يلجأ الطفل العصبي لإيذاء الآخرين لتفريغ شحنة الغضب لديه أو إرغام الآخرين على فعل ما يريد، فقد يقوم بضرب أخوته الأصغر سناً أو رمي الأشياء على الآخرين أو الاعتداء على الأطفال في المدرسة أو الحي، أو إيذاء الممتلكات وغيرها من التصرفات، وهنا يجب أيضاً الإسراع في تعدل سلوكه العصبي وتهدئته قبل أن يتسبب بشيء خطير.
  • عندما يتسبب بالأذى لنفسه: يصل السلوك العصبي لدى بعض الأطفال لدرجة إيذاء النفس مثل حالات الصراخ الهستيري أو ضرب الحائط أو ضرب نفسه أو التهديد باستخدام الأدوات الخطيرة أو الحركة دون وعي، وفي هذه الحالات يجب التدخل فوراً لتعديل هذا السلوم بما يناسب الموقف لإيقاف نوبة الغضب عن الطفل وعلاج السبب لاحقاً.
  • عندما ينتج عن عصبية الطفل تخريب وتكسير: يفرغ الطفل العصبي طاقاته وشحناته العاطفية بالتخريب والتكسير لأثاث المنزل أو الهواتف أو أشيائه الخاصة أو أي شيء يتواجد أمامه، ومن الأفضل أن يقوم الأهل بإيقاف ذلك فوراً من خلال معاقبة الطفل أو التصرف معه بحزم وجدية، حتى يخاف ويعتاد أن لا يقوم بهذا السلوك مرة أخرى.
  • تجاوز حدود الأدب: يلجأ الطفل العصبي في حالات معينة لتوجيه الإهانة لمن حوله أو تسبب في غضبه، وقد يصل به الأمر لتجاوز حدود الأدب والأخلاق، مثل الصراخ بكلمات نابية أو إطلاق السباب والشتائم أو بالتهديد وغير ذلك، أيضاً يحتاج هذا الموقف لتعديل سلوك الطفل من خلال الحزم بالتعامل معه تجاهل رغباته دون استفزازه وإشعاره بخطئه وتحميله مسؤولية هذا الخطأ.
  • فرض رغباته باستخدام العصبية: يستخدم الطفل العصبي سلوك الغضب والعصبية لإرغام الآخرين على فعل ما يريد، ويخطئ الأهل في هذه الحالة إذا استجابوا لأسلوبه وخضعوا لرغابته فسوف يعتاد على ذلك ويترسخ في ذهنه أن هذا الأسلوب ينجح دائماً وسوف يشعر بالانتصار، وبدلاً من ذلك يجب العمل على تعديل سلوكه بهدوء ومناقشته دون تعنيف أو استفزاز وانتظاره حتى يهدأ من ثم النظر بما يريد.

المراجع