كيف تمهد لطفلك أنه سيخضع لعملية جراحية!
كيف أخبر طفلي أنه سيجري عملية جراحية! إليكِ أهم خطوات تهيئة الطفل نفسياً قبل العملية الجراحية
العملية الجراحة تجربة صعبة ومؤلمة مليئة بالمخاوف بالنسبة للطفل، وقد تسبب له أذى نفسي حقيقي على المدى البعيد إذا لم يعامل الطفل بشكل صحيح قبل وأثناء وبعد الخضوع للعملية الجراحية، فما هي الطريقة الصحيحة لتهيئة نفسية الطفل لدخول غرفة العمليات وأجراء عملية جراحية
محتويات المقال (اختر للانتقال)
أفضل طريقة لإخبار الطفل أنه سيجري عملية جراحية أن يتم التمهيد له قبل العملية بفترة مناسبة، مع مراعاة سنه ودرجة وعيه، وأن يتعرّف الطفل إلى أهمية العملية التي سيقوم بها وطبيعتها، ومن الأفضل أن يشارك الطبيب بالتمهيد للطفل قبل العملية، ويجب مراعاة بعض النقاط لتجهيز نفسة الطفل للعملية:
- مراعاة عمر الطفل: فكل عمر له طريقة خاصة لتجهيز الطفل نفسياً لدخول العملية، فالطريقة التي تخبر بها طفل بعمر 6 سنوات عن عملية جراحية لا تنفع مع مراهق بعمر 15 سنة مثلاً، لذا من المهم مراعاة عمر طفلك أثناء الحديث معه عن العملية التي سيجريها كي لا يشعر أنك تستخف به إذا كان كبيراً، وكي يفهم ما تقوله إذا كان صغيراً.
- تحدث إلى الطفل بلغة بسيطة: لا تستخدم مصطلحات غريبة أو مخيفة مثل جراحة وتخدير ومقص ومشرط، واستبدلها بمصطلحات لطيفة أو مضحكة مثل هناك مشكلة سيتم إصلاحها أو هناك بعض الكائنات الشريرة التي سنتخلص منها وما إلى ذلك.
- اختر وقتاً مبكراً لإخباره: من الأفضل إخبار الطفل أنه سيعمل عملية جراحية قبل الجراحة بيومين أو ثلاثة على الأقل وليس في صباح يوم العملية، هذا سيعطيك وقتاً أطول للتعامل مع مخاوف طفلك وتهدئته كما تسمح له بالتفكير والتعبير عن مشاعره.
- أخبره عن الجراحة بشكل قصة: احكي للطفل ما الذي سيخضع له على شكل قصة بسيطة، مثل سنذهب بعد يومين جميعاً إلى المشفى لإجراء بعض الفحوصات لنكتشف إذا ما كان يوجد كائنات شريرة مؤذية داخلنا ومن نجد داخله هذه الكائنات سينام قليلاً وسيقوم صديقنا الطبيب بإخراج هذه الكائنات من داخله، ثم سيصبح بطلاً عندما يستيقظ وسيحصل على هدية مميزة لانتصاره على الأشرار وعدم خوفه منهم.
- قم بمشهد تمثيلي عن العملية: استعن ببعض الألعاب وبأخوة الطفل مثلاً لصنع مشهد تمثيل بسيط مناسب لعمر الطفل عن العملية واجعل طفلك جزءاً منها كأن يمثل دور الطبيب الذي سيساعد أحد الألعاب في التخلص من المرض والتعب.
- اطلب المساعدة من الطبيب: اطلب من الطبيب أيضاً أن يشارك في إخبار طفلك بطريقة لطيفة حول العملية واطلب منه أيضاً استخدام الصور والألعاب لشرح العملية وتشجيعه عليها دون ذكر فكرة شق البطن أو حقن الإبر مثلاً أو أي شيء من الأفكار التي قد تخيف الطفل. [1-2]
- شجع طفلك للتعبير عن مشاعره: إذا أبدى طفلك ردة فعل صامتة دون أية سؤال أو اعتراض فقد يبدو لك الموضوع مبهجاً، لكنها قد تكون بسبب الشعور بالصدمة عند الطفل لذا شجعه ببعض الأسئلة البسيطة للتعبير عما يشعر به، مثل: "هل أنت متحمس للعملية؟ هل لديك أسئلة عن الجراحة؟ هل تشعر بالخوف؟"
- اجعل موضوع الجراحة يبدو بسيطاً: بعد إخبار طفلك عن العملية لا تستعجل بقول العبارات التي توحي بالألم والخوف، مثل لا تخف لن تشعر بالألم أو لا تخف من الإبرة، فقد تكون هذه العبارات هي سبب زرع الخوف في نفسية الطفل، بل انتظر ظهور ردة فعل طفلك وحدها ثم أخبره بهذه العبارات بالتدريج، واجعل الأمر يبدو بسيطاً وطبيعياً دون مبالغة ودون الضغط على الطفل بكثرة الحديث معه وسؤاله عن الموضوع.
- حاول احتواء خوف الطفل: لا تستخف بخوف الطفل أو تسخر منه أو ووصفه بالجبن والخوف لأنه يبكي بعد إخباره عن العملية، هذه السلوكيات الشائعة في التعامل مع الطفل تزيد الخوف عنده، بل احتوي خوفه واحضنه وقم بتقبله وأخبره أنك تعلم أنه يخاف لكنك معه طوال الوقت ولن تتركه ابداً.
- أجب عن كل أسئلة طفلك عن العملية الجراحية: لا تتجاهل أو تتململ من أسئلة طفلك الكثيرة عن الجراحة بل عليك الاهتمام بكل سؤال والإجابة عنه بطريقة مريحة ومناسبة للطفل بحيث تريحه من أفكاره وخيالاته المخيفة، كما يجب تحفيزه لطرح كل الأسئلة التي تخطر بباله برحابة صدر.
- أخبر طفلك عن ضرورة العملية: عندما تتعامل مع طفل كبير أو طفل بعمر المراهقة عليك مراعاة شعوره بالحاجة لفهم كل تفصيله عن العملية ليتخذ قراره ينفسه، بالإضافة لتوضيح ضرورة الخضوع لها سواء من قبل الأبوين أو من قبل الأطباء القائمين على الجراحة.
- لا تترك طفلك وحده: طفلك بحاجة ماسة للدعم العاطفي والنفسي بعد إخباره أنه سيخضع لعملية جراحية لأن الوساوس والخيالات المخيفة ستنهال عليه وتجعله يعيش حالة من الرعب، لذا فهو بحاجة لمن يبقى معه وبجانبه ليشعر بالأمان ويتخلص من هذه المخاوف.
- أخبره أنك ستجلب له لعبته المفضلة: تساعد هذه الطريقة في تشتيت تفكير طفلك عن العملية ومخاوفها فينساها ويذهب تفكيره للعبة التي سيحصل عليها أو غرضه المفضل الذي ستجلبه له بعد العملية.
- لا تتشاجر معه قبل العملية: الطفل الكبير أو المراهق قد يرفض الخضوع للعملية بمجرد إخباره بالموضوع وهو أمر طبيعي كرد فعل على الخوف، وهنا من الخطأ إجبار الطفل على تقبل الفكرة والتشاجر معه، بل يجب استيعابه والمحاولة معه أكثر من مرة ومناقشته بهدوء، كما يمكن السماح له بالتحدث مع الطبيب بنفسه للاستفسار عن كل ما يخيفه وليكون هو صاحب القرار في النهاية.
- عده أنه سيكون بخير: بدلاً من التحدث بمثالية مزعجة وغير مقنعة عن سهولة العملية مع طفلك الكبير أو المراهق، وضح له أنك من غير الممكن ابداً أن تخاطر بصحته واشرح له كم سألت وتأكدت من أمان العملية وعده أنه سيكون بخير وأنك لن تسمح بأي مكروه أن يصيبه، تلعب هذه العبارات والطريقة في الكلام دوراً مهماً جداً في إراحة طفلك قبل العملية وتقليل خوفه. [3]
- مراجعة الطبيب سوية: لتشجيع الطفل على مراجعة الطبيب قبل العملية للقيام بالفحوصات اللازمة يمكن الذهاب مع الطفل بشكل جماعي برفقة الأب والأم ومشاركة الطفل بخطوات الفحوصات مثلاً الدخول معاً لغرفة سحب الدم والقيام بنفس الخطوات التي يخضع لها الطفل سواء بشكل فعلي أو تمثيل ذلك.
- البحث عن طاقم طبي مختص للأطفال: عادة ما تكون الطواقم الطبية المختصة بالتعامل مع الأطفال مدربين على التعامل بطريقة لطيفة تجذب الطفل وتقلل خوفه من الأطباء، مثل ارتداء الأقنعة والغناء مع الطفل مثلاً أثناء فحصه واستخدام أدوات ملونة وذات شكل جميل وتزيين غرفة العمليات وارتداء ملابس ملونة على شكل ألعاب ما إلى ذلك.
- القيام بجولة في المشفى: يمكن أخذ الطفل بجولة في المشفى في الأماكن التي لا يرى فيها مرضى متعبين أو جرحى، وإنما في بعض الأقسام الهادئة كي ينسى الطفل فكرة أن الذهاب للمشفى هي شكل من أشكال العقوبة المخيفة والمؤلمة، كما يمكن أخذ الطفل للغرفة التي سيقضي بها فترة نقاهة ما بعد العملية ليتعرف عليها.
- مشاركته بتزيين الغرفة التي سيخرج إليها بعد العملية: قد تساعد فكرة تزيين الغرفة وتجهيزها سوية مع الطفل في تقبل وجوده بالمشفى ونسيان شعوره بالخوف والغرابة به خصوصاً لو كانت العملية التي سيخضع لها تتطلب المكوث بالمشفى عدة أيام، حيث يكون ذلك بإحضار بعض الألعاب التي يحبها طفلك أو يتعلق بها ووضعها في غرفة المشفى وجعلها قريبة لغرفته في المنزل.
- أكد لطفلك أنك ستكون معه: مثلاً اختر لطفلك غرفة تحوي سريرين وأخبره أن السرير الآخر هو لك لكي تقضيان الوقت سوية، ولا تترك طفلك وحيداً أبداً في المشفى أثناء الفحص والتجهيز للعملية وحاول أن تكون بجانبه كل الوقت. [4-5]
- إيقاف الطعام والشراب: تختلف أحياناً تعليمات الأطباء بشأن هذا الأمر باختلاف نوع العملية ووقتها، لكن سيحتاج طفلك بالتأكيد للصيام مدة معينة قبل العملية بمعنى أن يتوقف طفلك عن تناول الطعام الصلب والسوائل الثقيلة مثل الحليب واللبن قبل ليلة كاملة من إجراء العملية، ويستمر إعطاء السوائل الصافية للطفل مثل الماء وعصير التفاح مثلاً.
- استحمام الطفل: من أهم تجهيزات اليوم السابق لجراحة الطفل أن يستحم كي يبقى نظيفاً بعد الجراحة حيث سيمنع عن الاستحمام عدة أيام بعد العملية، كما يجب إزالة طلاء الأظافر للأطفال البنات اللواتي سيخضعن للعملية في اليوم التالي.
- تحضير حقيبة الطفل: بحيث يتم تأمين جميع احتياجات الطفل في فترة بقاءه في المشفى، ويفضل إشراك الطفل في عملية تحضير الحقيبة وأخذ بعض الأغراض التي تعنيه مثل لعبة يحبها وينام بجانبها يومياً بالإضافة للثياب التي يحبها كي يشعر وكأنه يذهب لرحلة ويزداد شعوره بالطمأنينة.
- نوم الطفل جيداً: يجب الحرص على نوم الطفل بشكل كافي قبل الجراحة بيوم كي يستيقظ بنشاط ويكون جاهزاً للعملية، كما يمكن مساعدة الطفل على النوم من خلال النوم بجانبه لتخفيف شعوره بالتوتر والخوف من العملية في اليوم التالي.
- تحدث مع طفلك مرة أخرى: ربما تزيد الرهبة عند الطفل قبل العملية بيوم ويشعر بجدية الموقف، وهذا ما يتطلب منك المزيد من الدعم للطفل بالتحدث وتقديم الحنان والعطف. [6]
- ثقف نفسك حول العملية: مما يساعدك في فهم خطوات العملية بشكل صحيح وكامل للإجابة على أسئلة طفلك كلها خصوصاً عندما يكون طفلك كبيراً أو مراهقاً.
- اسأل المختصين: المقصود بها مختصين في التعامل مع الأطفال بحيث يرشدونك للغة المناسبة للتحدث مع طفلك في حال كنت لا تمتلكها أو خائف من عدم قدرتك على استخدامها مع طفلك، كما يمكن لهم أن ينوبوا عنك بجزء صغير من عملية إخبار طفلك أنه سيخضع لجراحة.
- لا تفاجئ طفلك بزيارة الطبيب: بالتأكيد سيزور طفلك الطبيب عدة مرات قبل تأكيد الحاجة للجراحة، ويجب ألا تخفي الأمر عن طفلك كي لا يخاف ثم تفاجئه بزيارة الطبيب، سيترك هذا التصرف أثر سلبي عند الطفل ويصعب مهمة إخباره عن العملية الجراحية.
- كن صادقاً مع طفلك: يحاول العديد من الآباء حماية أطفالهم من خوف العملية بإخفاء الحقيقة وتزويدهم بمعلومات غير صحيحة، وإن عدم معرفة الطفل ما سيحدث أو إحساسه بكذب أبويه عليه يزيد خوفه من العملية ورفضه لها خصوصاً عندما يكون الطفل واعياً إلى حد ما أو بعمر المراهقة.
- استخدام لغة جسد مريحة: الأطفال أذكياء رغم صغر أعمارهم ويستطيعون الشعور بارتباك أهاليهم من حركاتهم وطريقة حديثهم، لذا من المهم أن ينتبه الأبوين على طريقة تلقين الطفل لخبر خضوعه لعملية قريباً واستخدام لغة جسد متزنة وصوت مريح. [1-2-3]