علامات تدل على نقص الحنان عند الأطفال وطرق علاجه

هل يعاني طفلك من الحرمان العاطفي! تعرفي إلى علامات نقص الحنان عند الطفل وكيفية إشباع الطفل عاطفياً
علامات تدل على نقص الحنان عند الأطفال وطرق علاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

نقص الحنان أو الحرمان العاطفي في مرحلة الطفولة يعرف على أنه إخفاق الوالدين في بناء الروابط العاطفية المناسبة مع الطفل، قد يكون ذلك بشكل مقصود أو غير مقصود، وينعكس نقص الحنان على شخصية الطفل وسلوكه على المدى القصير والبعيد بشكل سلبي، قد يصل إلى اضطراب الشخصية ومشاكل الصحة العقلية والنفسية.

حسب تعريف الجمعية الأمريكية لعلم النفس الحرمان العاطفي (بالإنجليزية: Emotional Deprivation) هو حالة من نقص أو انعدام الروابط الشخصية الكافية بين الطفل والوالدين أو مقدمي الرعاية على وجه الخصوص في السنوات الأولى من الطفولة، هذه الروابط التي توفر تأكيداً للحب والاهتمام والمودة والرعاية.

يمثل الحرمان العاطفي عند الأطفال أحد التحديات الكبرى في بناء الشخصية، حيث يعتقد المتخصصون أن نقص الحنان عند الطفل والحرمان العاطفي يترك أثراً عميقاً وطويل الأمد على شخصية الطفل وسلوكه وطريقة تعامله مع نفسه ومع الآخرين من حوله.

كما يؤثر الحرمان العاطفي بشكل سلبي على نمو الأطفال في السنوات الأولى من حياتهم، وقد يرتبط نقص الحنان عند الطفل بانحرافات ومشاكل سلوكية خطيرة مثل الاكتناز القهري واضطرابات الشهية مثل الشراهة المرضية والبوليميا، واضطرابات الأكل مثل أكل المواد الغريبة غير المخصصة للأكل، وغيرها.

animate

أهم العلامات التي تدل على نقص الحنان عند الأطفال أن يكون الطفل عاجزاً عن وصف مشاعره أو التعبير عن نفسه، وشديد التعلق بأشخاص غير والديه مثل الأصدقاء أو المعلمين، كما قد تعاني الطفل من مشاكل النوم واضطرابات الأكل وضعف التركيز بسبب نقص الحنان والحرمان العاطفي.

إليكِ 7 علامات تدل أن طفلك يعاني من نقص الحنان والحرمان العاطفي

  1. كثير الغضب وسلوكه عدواني: السلوك العدواني من أهم علامات نقص الحنان عند الأطفال، حيث يتخفى الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي تحت قناع العدوانية والقوة ليخفي شعوره بنقص الحنان والإهمال العاطفي، وقد يتصرف بغضب مبالغ به تجاه والديه وأخوته ويميل لعصيان الأوامر وتجاهل التعليمات والقوانين العائلية.
  2. يعاني من الخوف الشديد: نقص الحنان عند الطفل يسبب له مشاعر خوف قوية كنتيجة للعيش في جو من الإهمال العاطفي، حيث يشعر الطفل الذي يعاني من نقص عاطفي أنه وحيد بمواجهة العالم المجهول بالنسبة له، وتتطور هذه المشاعر للتحول إلى مخاوف وهواجس تسيطر على الطفل وقد تستمر معه مدى الحياة.
  3. يتعلق بسرعة بالأشخاص والأشياء: من علامات نقص الحنان عند الطفل أن يكون سريع التعلّق بالأشياء والأشخاص خصوصاً الغرباء الذين يمنحونه نوعاً من الاهتمام والحنان والأهمية، وغالباً ما يكون الأطفال شديدي التعلق بالمعلمين أو الأقارب ممّن يعانون من الحرمان العاطفي.
  4. يعاني من الوحدة والانعزال: يستجيب الطفل لما يعيشه من إهمال عاطفي بمشاعر سلبية تظهر إثر ذلك بزيادة رغبته بالانعزال والبقاء وحيداً بعيداً عن الأهل أو الأصدقاء أو أي شخص من المحيط، وذلك بسبب عدم توفر فرص للتفاعل الاجتماعي وتعلم تكوين علاقات والخوف من عدم تقبل الآخرين له كالذي تعرض له في منزله ومع افرد عائلته.
  5. يعاني من الاكتئاب والحزن: تسبب حالات التجاهل والإهمال العاطفي التي يتعرض لها الطفل صدمة عاطفية شعورية وحالة من الألم النفسي الصامت الذي يترجم على شكل حزن واكتئاب، حيث يعاني الطفل من اضطراب مزاجي يتمثل بالتعب والميل للانعزالية وعدم الاهتمام بالنشاطات، وقد يتمثل أيضاً بكثرة الشرود وإهمال الدراسة وفقدان الشهية للطعام وربما تتطور في الحالات الشديدة لأفكار انتحارية.
  6. يقلل من قيمة نفسه: وانعدام الثقة بالنفس، حيث ينتاب الطفل شعور بعدم قبول الآخرين لوجوده وانه غير محبوب حتى من أفراد عائلته، يتضح ذلك في طريقة حديثه عن نفسه وتعامله مع أفراد عائلته أو محيطه الاجتماعي وأصدقاءه، حيث يتجنب الجلوس مع الآخرين أو التواجد ضمن الاجتماعات العائلية.
  7. إهمال الدراسة والتراجع الدراسي: يقل حافز التعلم عند الطفل الذي يشعر بفقدان الحنان ويتعرض للتجاهل العاطفي مما يجعل الطفل غير مهتماً بأدائه وتحصيله الأكاديمي، كما أن مشاعر الحزن والإحباط التي ترافقه بسبب نقص الحنان تجعله ضعيف التركيز والانتباه. [2-3]

تتشابه أعراض نقص الحنان عند الطفل المراهق مع أعراضها عند الأطفال الصغار، وقد تتكرر نفس السلوكيات المتمثلة بالسلوك العدواني والوحدة والاكتئاب وقلة الثقة بالنفس وما إلى ذلك، لكن تبدو علامات نقص الحنان أكثر حدة عند المراهقين كما يوجد بعض الأعراض والعلامات المميزة لديهم أهمها:

  1. صعوبة في تكوين العلاقات: يزيد الخوف من الرفض عند المراهق الذي عاش فترة طفولته كاملة بشعور نقص الحنان، فيحدث أن تكثر الأفكار السلبية التي تراوده عن نفسه والتي تترافق مع حساسية فترة المراهقة والتقلبات المصاحبة لها، هذا ما يخيفه من تكوين علاقات اجتماعية وصداقات ويصعب الموضوع عليه أكثر من غيره ويجعله فاقداً لقدرات التعرف على الآخرين والتقرب منهم وغير راغب بذلك.
  2. التعلق المرضي: وهو نوع من الاضطراب في تكوين العلاقات، وأكثر ما يحدث لدى المراهقين الذين يعانون من حالة إهمال عاطفي ونقص الحنان، يتميز بحاجة مفرطة للاهتمام والرعاية من الآخرين مما يدفع الطفل المراهق للتعلق المرضي بشخص معين بشكل مبالغ به وغير صحي بحيث ينهار في حال غيابه عنه ويحتاج للبقاء معه طوال الوقت.
  3. فرط الحساسية: تتصف ردود أفعال الطفل المراهق الذي يعيش شعور بنقص الحنان بالحساسية المبالغ بها تجاه أي شخص يتعامل معه خاصة عند سماع نوع من الانتقاد موجه من الأهل، فيسارع المراهق إلى الغضب والحزن والبكاء ومعاتبة الأهل والانعزال وما إلى ذلك.
  4. صعوبة التعبير عن المشاعر: التجارب السلبية التي يتعرض لها المراهق ضمن بيئة أسرته وتجعله يعيش نقص في الحنان والاهتمام تسبب له صعوبة في التعبير عن المشاعر والخوف من ذلك وعدم الثقة في الآخرين.
  5. القسوة على الأهل: قد يتسبب شعور الطفل بإهمال الأهل له وعدم اهتمامهم بتقديم الدعم العاطفي، خاصة لو كان ذلك بشكل مقصود، بتطور شعور داخلي بالحقد والكره تجاه الأهل، مما يجعل تصرفات المراهق تتصف بالقسوة تجاه الاهل كمحاولة للانتقام.
  6. الخجل الاجتماعي: حيث يتصف المراهق الذي يشعر بنقص الاهتمام وفقدان بالخجل من التعامل مع الآخرين ضمن التفاعلات الاجتماعية بسبب الخوف من الرفض أو التجاهل، والتوتر والشعور شبه دائم بعدم الأمان.
  7. الأمراض ومشاكل الصحة العامة: قد يعاني المراهق من أعراض التوتر النفسي نتيجة شعوره بنقص الدعم العاطفي والحنان المقدم له فيظهر ذلك على شكل مجموعة من الأعراض الجسدية مثل فقدان الشهية وصعوبة النوم وضعف المناعة وآلام الجهاز الهضمي وغير ذلك.
  8. الاضطرابات النفسية والوجدانية: تشير الدراسات إلى وجود رابط قوي بين نقص الحنان والحرمان العاطفي في الطفولة من جهة، وبين اضطرابات الشخصية وبعض المشاكل والأمراض النفسية من جهة أخرى، مثل تطوّر أنماط الشخصية غير المتوازنة، أو الإصابة باضطرابات الأكل والشهية في المراهقة، أو الانحرافات الجنسية.
  1. الاهتمام بالطفل والتقرب منه: يحتاج الطفل الفاقد للحنان ليشعر بمحبة أهله وعائلته له من جديد وتقربهم منه واهتمامهم به، لذا تكون الخطوة الأولى لحل مشكلة نقص الحنان عند الطفل هي إعادة التقرب منه وإحياء التواصل معه والاهتمام به جسدياً ونفسياً وبكل الطرق الممكنة.
  2. الحفاظ على التواصل الجسدي مع الطفل: أهم طرق إشباع الطفل عاطفياً الحفاظ على قدر من التواصل الجسدي معه من خلال اللمس والعناق والتقبيل، حيث يمثّل التواصل الجسدي بين الأهل والطفل أعلى درجات الحنان والتعاطف.
  3. الاعتذار من الطفل وخاصة المراهق: الاعتذار منه والحديث معه حول الحرمان العاطفي نفسه وأنه لم يكن متعمداً قد يكون خطوة أولية مفيدة في علاج مشكلة نقص الحنان عند المراهق والشفاء من الإهمال العاطفي وتقليل الحقد والكره الذي يحمله تجاه أهله وتصحيح الصورة الخاطئة التي وصلت له.
  4. تحدث إلى طفلك بشكل ودي: عندما يتحدث أحد الأبوين مع طفلهم الذي يعاني من شعور بنقص الحنان والإهمال العاطفي والذي يبدو عليه أحد مؤشرات ذلك فهم يفيدونه في التخلص من هذا الشعور السلبي بعدة نواحي، من جهة يساعدونه في التعبير عن مشاعره وإخراج كل ما يخفيه ويدفنه داخله من حزن وانزعاج وخوف وبالتالي يتخلص من هذه المشاعر مع الوقت، ومن جهة أخرى ترجع له ثقته بأهله مع الوقت وبانه مهم عندهم ويتخلص مما كان يشعر به من النقص والرفض وعدم محبة الآخرين.
  5. القيام بحركات تعبر عن الحب والحنان: تعويض الحنان للطفل يجب أن يترافق مع سلوكيات وتصرفات تعبّر عن الحب والاهتمام مثل العناق وتقبيل الطفل وتقديم الهدايا له وعدم تركه يلعب أو يجلس وحيداً وما إلى ذلك.
  6. مساعدة الطفل على علاج أثر الحرمان العاطفي: في بعض الحالات يكون من الصعب على الوالدين وحدهم إيجاد الطريقة المناسبة لتعويض الطفل عن حرمان الحنان الذي عاشه، وقد لا يمتلكون القدرات المناسبة لذلك خاصة لو كان تأثر الطفل بذلك شديداً.
    لذا يفضل مساعدة الطفل على العلاج من خلال الاستعانة بمختصين بالتعامل مع الأطفال، فمن جهة يجرون محادثات مع الطفل ويساعدونه على تجاوز المشاعر السلبية ومن جهة أخرى يعلمون الآباء كيف يتعاملون مع أطفالهم ويعوضنهم عن نقص الحنان.
  1. العناق: يشعر الطفل بالراحة والأمان عندما يقوم بعناق أحد والديه ويقدم له ذلك شعور عالي بالحنان والدعم، فعندما يرغب الآباء بإعادة تقديم الحنان والدعم والحب لطفلهم الذي حُرم من ذلك يجب أن يقوموا بعناقه بين الحين ولآخر خاصة في مواقف الحزن والتعب.
  2. النشاطات المشتركة: أهمية النشاطات المشتركة للأطفال تكمن في بناء روابط عاطفية تساعد في تعزيز شعور الطفل بالأمان والاهتمام، كما أنها تنمي العلاقة بين الطفل ووالديه بالشكل الذي يسمح للطفل بتعويض الحنان الذي فقده من قبل.
  3. تلبية الرغبات: كذلك من السلوكيات التي تدل على الاهتمام بالطفل والعطف والحنية عليه هي الاهتمام برغابته ومحاولة تلبيتها، مثل شراء لعبة يحبها أو تحضير طعام يرغب به أو الخروج بنزهة لمكان يرغب به وما إلى ذلك.
  4. تقبيل الطفل: يعتبر تقبيل الطفل من أهم أشكال الاتصال الجسدي الذي يعبر عن الحب ويساعد في خلق جو من العطف والحنان الذي يسعد به الطفل ويفرح ويجعله يشعر بحب والديه له.
  5. مشاركة الطفل في اللعب: من أكثر الأفعال التي تعيد للطفل الصغير الشعور بالحنان الذي حُرم منه أو افتقده لسبب من الأسباب هي مشاركته في الألعاب التي يحبها وقضاء وقت معه من خلال ذلك.
  6. المدح والثناء: يشعر الطفل بالكثير من الحب والحنان عندما يتلقى مدحاً وإطراءً من أبويه حيث يكون لهذا المدح وقع خاص ومختلف عن أي شخص آخر، ما يقدم دفعة عالية من الشعور بالحب والاحترام والثقة والحنان يعيشها الطفل وتعوضه عن نقص الحنان. [4]

المراجع