كل ما يخص أسنان الطفل من ظهورها حتى تبديل الأسنان
ظهور الأسنان عند الأطفال يعتبر علامةً مهمة من علامات تطور الطفل ونموه، ويترافق مع تغيّرات كبيرة في طريقة تغذية الطفل، وعلى الرغم أن الأسنان التي تظهر في البداية هي أسنان مؤقتة، لكن لا بد من العناية بصحة فم وأسنان الطفل من البداية، وتعويده على ذلك، مع مراقبة ظهور أي مشاكل محتملة في الأسنان.
تبدأ أسنان الطفل بالنمو في الواقع وهو في رحم أمه، ويمكن رؤية البراعم لجميع الأسنان اللبنية في فحص الأمواج فوق الصوتية، حيث تبدأ براعم الأسنان في النمو بحلول الأسبوع 20 من الحمل.
تتراوح الفترة التي تبدأ فيها عملية التسنين عند الرضيع ما بين عمر 4 أشهر و7 أشهر، وفي أكثر الحالات يكون الرضيع بعمر 6 أشهر عندما تبدأ أسنانه الأولى بالظهور، وتترافق عملية التسنين بألم وانزعاج واضحين وتورم خفيف في اللثة، وبحلول عمر 3 سنوات تقريباً، تكتمل جميع الأسنان اللبنية عند معظم الأطفال.
يكون لظهور الأسنان اللبنية عند الرضيع ترتيب معين، لا يشترط أن يكون نفسه في جميع الحالات:
- ظهور القواطع المركزية: أولها القواطع اللبنية السفلية، حيث تظهر بعمر بين 5 شهور و10 شهور، وتليها القواطع اللبنية العلوية بعمر 6 وحتى 12 شهراً.
- ظهور القواطع الجانبية: حيث تظهر تقريباً القواطع العلوية والسفلية الجانبية في مراحل عمرية متقاربة بعد ظهور القواطع المركزية، وتقريباً تظهر القواطع الجانبية العلوية بعمر 9 وحتى 13 شهراً، أما السفلية بعمر 9 وحتى 16 شهراً.
- ظهور الأنياب: وهي الأسنان المدببة على جانبي الفم، تظهر بعد القواطع المركزية والجانبية، حيث تنمو الأنياب السفلية اللبنية عند الطفل الرضيع بعمر بين 17 شهراً و23 شهراً، بينما يكون ظهور الأنياب العلوية سابقة لها بمدة قصيرة حيث تظهر بعمر 16 وحتى 22 شهراً تقريباً.
- ظهور الأرحاء أو الأضراس: وهي آخر ما يظهر من الأسنان اللبنية عند الرضيع ويوجد رحى أولى سفلية تظهر بعمر 12 وحتى 16 شهراً، ورحى أولى علوية تظهر ما بين الشهر 13 و19 من عمر الرضيع، وكذلك يوجد رحى ثانية في كل جانب من الفم وهي آخر الأسنان في الفم وتظهر الرحى اللبنية الثانية العلوية بعمر 25 وحتى 33 شهراً، والرحى اللبنية الثانية السفلية بعمر 20 وحتى 31 شهراً. [1]
تبديل الأسنان اللبنية هي عملية طبيعية تحدث عند جميع الأطفال، حيث تظهر في سنوات الحياة الأولى أسنان مؤقتة تدعى الأسنان اللبنية أو الأسنان الأولية، تتبدل بعد فترة عندما تبدأ الأسنان الدائمة بالنمو تحت الأسنان اللبنية فتدفعها وتسبب تساقطها تاركة فراغاً لفترة مؤقتة في مكان كل سن ريثما ينمو السن الدائم بشكل كامل.
يبدأ تبديل الأسنان اللبنية في عمر 6 سنوات تقريباً عند معظم الأطفال لكنه قد يتأخر قليلاً لعمر 7 سنوات، وتستمر عملية تبديل الأسنان عدة سنوات تسقط فيها جميع الأسنان تباعاً وتظهر بدلاً منها أسنان جديدة حتى عمر 12 سنة.
وعادة ما تحدث عملية تبديل الأسنان بتراتبية معينة متمثلة في عدة مراحل:
- المرحلة الأولى من تبديل الأسنان اللبنية: مرحلة سقوط السنتان السفليتان الأماميتان (القواطع المركزية السفلية) حيث تكون هي أول الأسنان اللبنية التي تسقط عند معظم الأطفال، في سن ما بين 5 إلى 7 سنوات تقريباً، تليها الأسنان العلوية المقابلة وهي القاطعان المركزيان العلويتان.
- المرحلة الثانية من تبديل الأسنان اللبنية: بعد القواطع المركزية تبدأ القواطع الجانبية بالسقوط، يكون ذلك بعمر7 إلى 9 سنوات وكذلك تكون القواطع الجانبية السفلية غالباً التي تسقط أولاً تليها القواطع العلوية الجانبية.
- المرحلة الثالثة من تبديل الأسنان اللبنية: مرحلة سقوط الأرحاء الأولى أو الأضراس الأولى التي تسقط بعمر 9 إلى 11 سنة، وهنا تكون الأضراس العلوية الأولى هي السابقة في السقوط وتليها الأضراس الأولى السفلية التي تسقط بعمر 10 إلى 12 سنة.
- المرحلة الرابعة من تبديل الأسنان اللبنية: هي مرحلة سقوط الأنياب، حيث تسقط الأنياب السفلية بعمر 9 إلى 11 سنة، وتتبعها الأنياب العلوية بعمر 11 إلى 12 سنة.
- الأضراس الثانية: وهي أخر ما يسقط من الأسنان وتدعى أيضاً بالأرحاء الثانية، تتبدل فيها الأرحاء العلوية في الغالب أولاً حيث تسقط بعمر 9 وحتى 12 سنة، ثم أخيراً الأرحاء الثانية السفلية بعمر 11 وحتى 13 سنة. [2]
- تسوس الأسنان: تعتبر مشكلة تسوس الأسنان من أكثر الأمراض السنية المنتشرة عند الأطفال نتيجة كثرة تناول الحلويات والسكاكر والأطعمة المصنعة وقلة الوعي بالطريقة الصحيحة للاعتناء بالأسنان وتنظيفها، حيث تتراكم البكتريا على الأسنان عند حدوث التسوس وتنتج أحماضاً تهاجم الطبقة الخارجية للأسنان وتتلفها مع الوقت، مما يؤدي لضعف الأسنان اللبنية وتسوسها وحدوث الألم والالتهاب خاصة عند تناول الطعام وقد يؤدي ذلك لفقدان الأسنان في الحالات المتفاقمة.
- سوء الإطباق: وهي حالة يحدث فيها عدم تناسق في اصطفاف وتوضع الأسنان بشكل صحيح عند الأطفال وكثيراً ما يتعرض لها الأطفال بسبب العادات الخاطئة التي يمارسونها في فترة التسنين مثل مص الإصبع أو استخدام المصاصة واللهاية، كذلك إهمال الأسنان اللبنية وسقوطها المبكر يترك فراغات تؤدي مع الوقت لظهور الأسنان بشكل غير منتظم وتشوه شكل الأسنان، يؤثر ذلك على مظهر الفم وقد يضر ببعض الوظائف مثل الكلام ونطق الأحرف ومضغ الطعام.
- أمراض اللثة عند الأطفال: وهي مجموعة من المشاكل والحالات المرضية التي تصيب اللثة المحيطة بالأسنان، حيث تؤدي بعض الممارسات والعادات غير الصحية إلى حدوث أمراض في اللثة عند الأطفال والتهاب دواعم السن وتورم اللثة وغيرها، خاصة في حال إهمال تعليم الطفل ضرورة تنظيف أسنانه بشكل دائم او عدم التزام الطفل بذلك.
- ازدحام الأسنان: وهي أحد حالات سوء الإطباق الشائعة عند الأطفال حيث يحدث ازدحام الأسنان عند الأطفال عندما لا تكفي مساحة الفك لجميع الأسنان فتظهر الأسنان في غير مكانها بشكل غير مناسب وتنمو بشكل مزدحم غير متناسق وتضغط على بعضها، وقد يكون سببها وراثي حيث تظهر الأسنان بحجم كبير ولا يتسع فك الطفل الصغير لها أو يكون لها أسباب أخرى تتعلق بتعرض الطفل لحوادث تؤدي لفقدان الأسنان المبكر أو عادة مص الإبهام عند الطفل التي تؤثر على شكل الفك والأسنان وغير ذلك.
- فقدان الأسنان المبكر: وهي تشير لحالة سقوط الأسنان اللبنية قبل موعدها عند الأطفال، غالباً ما يحدث ذلك بسبب حالات تسوس الأسنان غير المعالج أو في حال تعرض الطفل لحادث أو صدمة على الأسنان سببت فقدان أحدها، وهذا ما يؤهب لمشاكل عديدة عند ظهور الأسنان الدائمة منها تزاحم الأسنان والتعرض لمشاكل في نمو الفك بشكل يؤثر على قدرات النطق أيضاً بعض الأحيان.
- حساسية الأسنان: وهي حالة من الألم والإزعاج يشعر بها الطفل استجابة لمحفزات معينة، مثل تناول طعام أو شراب ساخن أو بارد، وقد يكون هناك العديد من الأمور التي تحفز ظهورها عند الأطفال مثل الإصابة بالنخور السنية أو ظهور الأسنان الجديدة أو ضعف الأسنان وممارسة عادة جز الأسنان والمبالغة في تنظيف الأسنان وفركها من قبل الأطفال، كلها محفزات منتشرة عند الأطفال لضعف طبقات الأسنان وإصابتها بالحساسية. [3]
- الحد من تناول السكريات: إن البكتيريا التي تنمو داخل الفم وتسبب تسوس الأسنان عند الأطفال تتغذى بشكل أساسي على السكريات وبما أن الأطفال يبحون جداً لتناول الحلويات فإنهم بذلك يغذون هذه البكتيريا أكثر ويساعدونها على النمو وتخريب أسنانهم.
لذا يجب محاولة تجنب الإكثار منها عند الطفل للمحافظة على صحة أسنانه، وهذه الأطعمة لا يقصد بها فقط السكاكر والحلويات والكعك والشوكولا التي يتناولها الطفل، بل كذلك تشمل بعض الأطعمة مثل الخبز الأبيض والأرز التي تتحول لسكريات بسيطة يمكن ان تسبب تسوس الأسنان، بالإضافة لبعض أنواع المشروبات المحلاة التي تحوي نسبة عالية من السكر مثل العصائر والمشروبات الغازية. - تعليم الطفل نظافة الفم: فلا يمكن حرمان الطفل دائماً من كل أنواع الأطعمة الحاوية على السكريات التي تضر بصحة أسنانه لأنها أيضاً مصدر غذائي مهم للطاقة، ومن هنا تأتي أهمية التركيز على تعليم الطفل تنظيف أسنانه بشكل مستمر وخطورة إهمال ذلك، وأفضل الطرق لتصحيح تراكم الأطعمة والسكريات اليومي هي التنظيف المنتظم بالفرشاة مرتين يومياً، وبالخيط مرة واحدة يومياً.
- تنظيف الفم بعد الطعام: وهي عادة مفيدة يمكن إضافتها لروتين الطفل اليومي للعناية بالأسنان، تتضمن المضمضة بالماء فقط مدة 30 ثانية بعد كل وجبة طعام للمساعدة في التخلص من بقايا الطعام العالقة على الأسنان مما يساعد في المحافظة على نظافة الفم والأسنان عند الطفل دون إيذاء الأسنان من كثرة استخدام الفرشاة.
- اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم: عنصر الكالسيوم عنصر هام في دعم وتقوية الأسنان خاصة عند الطفل حيث تساعده على مقاومة التآكل والتسوس في مينا الأسنان مما يوفر له أسنان قوية صحية ويقيه من الإصابة بحساسية الأسنان، لذا يعد تضمين أنواع الأغذية الحاوية على الكالسيوم في غذاء الطفل، مثل منتجات الألبان والأجبان والخضراوات الورقية الداكنة والأسماك وسيلة فعالة في حماية أسنان الطفل من الضعف والتسوس.
- استخدام معجون أسنان غني بالفلور: عنصر الفلور من العناصر المهمة لتكوين ونمو الأسنان عند الأطفال حيث يساعد في تقوية المينا وتخفيف قدرة البكتيريا والبلاك الذي يتركم على الأسنان على إنتاج الأحماض، خاصة دون سن السابعة، وهناك بعض أنواع معاجين الأسنان تحوي كميات مناسبة وآمنة للطفل من الفلور وتساعده في تقوية أسنانه حتى لو بدأت بالإصابة بالتسوس.
- تقليل الأطعمة الحامضة: الأطعمة والمشروبات التي تحوي نسبة عالية من الحمض تتفاعل مع المعدن الأساسي الذي يشكل بنية الأسنان، وهو فوسفات الكالسيوم، وينتج عن هذا التفاعل حدوث تآكل في مينا الأسنان يضعف بنيتها ويسبب آلاماً متكررة فيها.
وفي الحالات الأكثر شدة قد يؤدي الحمض لإتلاف العاج، وهو طبقة الأنسجة الرخوة الموجودة تحت المينا مما يسبب حساسية الأسنان عند الأطفال، لذا يجب تجنب الإكثار من هذه الأطعمة والمشروبات الحامضة قدر الإمكان عند الأطفال بالإضافة إلى تنبيه الطفل لضرورة شطف الفم بالماء بعد تناولها لمنع تلامسها مدة طويلة مع المينا. - مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري: هذا يساعد على اكتشاف بعض المشاكل التي تحدث في أسنان الطفل مبكراً، فبعضها لا يظهر مباشرة وإنما يأخذ وقتاً لظهور الأعراض التي تنبه لوجود مشكلة مثل تسوس الأسنان، ومن ناحية أخرى يساعد ذلك في تعويد الطفل على فكرة زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري وجعلها جزء من روتين حياته وتقلل خوف الطفل من زيارة طبيب الأسنان وتشجعه على الالتزام بعادات العناية بالأسنان الصحيحة. [4]
- تقويم الأسنان: يمكن ان يتم استخدام تقويم الأسنان لعلاج المشاكل التي تواجه الأطفال الصغار في شكل الأسنان، مثل تزاحم الأسنان ومشاكل عدم تناسق الأسنان، وأيضاً أنواع مشاكل الأسنان التي تسبب ضعف في النطق أو القدرة على المضغ وتناول الطعام مثل سوء الإطباق.
- حشو الأسنان: من الطرق المستخدمة في علاج تسوس الأسنان عند الأطفال الصغار، حيث يتم العمل على إزالة التسوس وحشو مكان التسوس بعد تنظيفه بمادة مالئة، ويكثر استخدام الحشوات الزجاجية الدقيقة في هذه الحالات لأنها تملك خاصية إطلاق الفلوريد التي تحمي أسنان الطفل من التسوس مجدداً.
- قلع الأسنان: في الحالات الشديدة من التسوس أو تآكل الأسنان يمكن أن يلجأ الطبيب لقلع السن عند الطفل لمنع زيادة انتشار العدوى، أو عند الحاجة لتقويم الأسنان، خاصة لو كان السن لبنياً.
- استخدام الأدوية: وذلك حسب الحالة المراد علاجها عند الطفل، فيمكن اللجوء للمضادات الحيوية لمعالجة التهاب اللثة عند الأطفال، كذلك يمكن استخدام بعض مسكنات الألم للتخفيف من أوجاع اللثة والأسنان التي قد تصيب الطفل في مختلف الحالات.
- استخدام التيجان والجسور: وهي نوع من الأغطية الصناعية التي تصنع بشكل مشابه لحد كبير للسن الطبيعي، قد تستخدم لتغطية مكان الأسنان المفقودة عند الأطفال عند الكسر أو التسوس الشديد أو لحماية الأسنان الضعيفة أو المتشققة عند الأطفال.
- العلاج الوقائي للأسنان: وهو العلاج الذي يهدف لحل مشاكل الأسنان التي تكون في بدياتها، مثل التسوس الخفيف أو حساسية الأسنان، عن طريق الاهتمام بعادات الاعتناء بالأسنان الصحية، حيث يمكن للعناية بنظافة الأسنان واستخدام منتجات الفلورايد وتجنب الأطعمة الحامضة أن يساعد في عدم تطور مشاكل الأسنان عند الأطفال وتراجعها بالتالي علاج المشاكل الخفيفة.