سلوك وضع الأشياء في الفم عند الطفل وكيفية تعديله

كيف أمنع طفلي من وضع الأشياء في فمه! تعرفي إلى أسباب سلوك وضع الأشياء في الفم عند الأطفال وكيفية التعامل معه
سلوك وضع الأشياء في الفم عند الطفل وكيفية تعديله
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

هل وضع الطفل للأشياء في فمه طبيعي! وضع الأشياء بالفم سلوك طبيعي بالنسبة للأطفال الرضع والصغار حتى عمر 3 سنين تقريباً، وعادةً ما يتوقف الطفل عن وضع الأشياء بفمه بشكل تدريجي مع ازدياد وعيه وإدراكه، لكنه قد يستبدل هذا السلوك بصور سلوكية أخرى مثل قضم الأظافر ومص الإصبع.

يرتبط سلوك وضع الأشياء بالفم عند الأطفال الرضع بشكل خاص بالمرحلة الفموية (بالإنجليزية: Oral stage) أولى مراحل التطور النفسي الجنسي عند فرويد، والتي تستمر من الولادة وحتى عمر سنة تقريباً، لكن عادة وضع الأشياء في الفم لن تنتهي بنهاية المرحلة الفموية من حياة الرضيع.

خلال هذه المرحلة يعتبر الفم هو المصدر الأساسي للمتعة والراحة والأمان بالنسبة للرضيع، فالرضيع يحصل على التغذية من خلال الرضاعة، كما يستشعر الحب والحنان والثقة من خلال التحفيز الفموي.

ويعتقد فرويد أن محاولة فطام الطفل وخروجه من المرحلة الفموية تنعكس بسلوكيات وضع الأشياء في الفم، ليس فقط في مرحلة الطفولة بل مدى الحياة، وقد تتحول لسلوكيات مثل قضم الأظافر ومص الإصبع وحتى التدخين!

animate
  1. التجريب والاستكشاف: تحسس الطفل للأشياء من خلال لعقها والضغط عليها بالأسنان من الوسائل التي تعطي الدماغ العديد من المعلومات حول ماهية هذه الأشياء، من حيث الطعم والحجم والقوام والملمس ودرجة الحرارة والكثافة وغير ذلك، فيضع الطفل الأشياء في فمه كسلوك استكشافي تجريبي حسي يتعرف من خلاله على هذا الشيء.
  2. التذوق والتعرف على الطعم: كثيراً ما يجرب الطفل مذاق لطعام معين ويعجبه هذا المذاق، وهو لا يعرف ما هو الشيء الذي جعله يشعر بهذا المذاق ويريد تجريبه مرة أخرى، فيبدأ بتحسس كل شيء عبر فمه وكأنه يبحث عن هذا الطعم في الأشياء التي يضعها في فمه.
  3. الضغط الأسنان في مرحلة التسنين: في مرحلة التسنين يشعر الطفل ببعض الألم والحكة الناتجة عن التهاب اللثة وبروز الأسنان لديه، وعملية العض والضغط على الأشياء تشعره براحة مؤقتة من هذه الآلام والحكة، لذا هو يكرر هذا السلوك باستمرار ويعض أي شيء يحصل عليه وقد يعض يده إن لم يجد شيء.
  4. الفطام المبكر: عندما تقوم الأم بفطام الطفل وخاصة إذا حصل ذلك مبكراً وقبل أن يعتاد الطفل على إشباع نفسه من خلال الأطعمة المختلفة التي تقدم له، بشعر دائماً أنه ينقصه شيء ما، ويضع أي شيء في فمه ويمصه وكأنه يعوض هذا النقص.
  5. الشعور بالجوع: لا يعرف الطفل دائماً كيف يعبر عن شعوره بالجوع، وحتى أنه في العمر المبكر لا يفهم أن هذا الشعور هو جوع وهو بحاجة لتناول الطعام، ويلجأ جراء ذلك لأي طريقة تشغله عن شعور الجوع فيضع يده أو أي شيء يقع أمامه في فمه ويحاول امتصاصه وعضه ومضغه.
  6. الغضب والتوتر: عندما يشعر الطفل بالغضب والتوتر نتيجة أي شيء كالجوع أو تجاهله من قبل الآخرين أو الألم من شيء ما، فإنه لا يعرف كيف يخفف توتره ويشغل نفسه إلا من خلال العض على الأشياء التي أمامه، وهنا يمكن أن يلتقط أي شيء ويضعه في فمه.
  7. اللعب والتسلية: عندما يكون الطفل وحيد أو الجو هادئ مثل أن يترك لبعض الوقت في غرفة وحده، أو عند استيقاظه قبل الآخرين أو انشغال أهله عنه، فهو يحاول اللعب بأي شيء أمامه، ونتيجة ذلك بالإضافة لكل ما سبق فإن أول ما يخطر في باله هو وضع أي شيء يقع أمامه في فمه واللعب والاستكشاف به.
  • تقديم أشياء غير ضارة: لتجنب اعتياد الطفل على وضع أي شيء في فمه يمكن إعطائه بعض الأشياء غير الضارة للاستغناء بها عن هذا السلوك، مثل اللهاية أو بعض الأدوات والقطع المصنوعة من مواد آمنة وبطريقة غير مؤذية، مثل العضاضة المطاطية وغيرها من الأشياء.
  • عدم ترك الطفل وحيداً: في العمر المبكر لا يفضل ترك الطفل وحيداً كون هذا الوقت هو الذي يكوّن فيه الطفل بعض العادات السيئة مثل وضع الأشياء في فمه، وبدلاً من ذلك يجب أن يبقى بجوار أهله حتى يشعر بالتسلية والأمان والراحة وبالتالي ينشغل عن تعلم مثل هذه السلوكيات.
  • تجنب قمع الطفل بقسوة: لا ينصح بقمع الطفل عند وضع شيء في فمه فهو سلوك طبيعي وجميع الأطفال يقومون به، بل يمكن القول أنه ضروري في كثير من الحالات، وإنما يفضل تعليمه برفق ومحبة الاستغناء عن هذه العادة وإشغاله بعادات أخرى أفضل.
  • إبعاد الأشياء غير الآمنة عن طفلك: بعض الأشياء التي يقوم الطفل بوضعها في فمه قد تكون خطيرة على صحته مثل الأشياء صغيرة الحجم أو الحادة أو المؤذية، ويفضل إبعاد هذه الأشياء بحيث لا يصل لها، فإذا غفل عنه والديه والتقط شيء ما ووضعه في فمه يفضل أن يكون آمن عليه.
  • المثابرة على منع الطفل من هذه العادة: صحيح أنه لا يجب قمع سلوك وضع الأشياء في الفم عند الطفل إلا أن هذا لا يعني تركه دون تحذيره أو منعه وإنما يقصد عدم التعنت والقسوة بالمنع، فمثلاً كلما لوحظ أن الطفل يضع شيء في فمه يمكن أخذه منه والقول له بحسب الطريقة التي يفهما تناسباً مع عمره أن هذا أمر مؤذي وغير صحيح مع أي شيء يضعه الطفل في فمه وعدم الملل من ذلك، فالطفل يحتاج للكثير من التكرار حتى يفهم أن هذه العادة ضارة.
  • تحول السلوك إلى عادة دائمة: عندما يعتاد الطفل دائماً على وضع أي شيء في فمه ولا يقوم الأهل بأي شيء لمنع ذلك، فمن المحتمل جداً أن يعتاد الطفل على هذا السلوك ويصبح من العادات السيئة لديه التي يصعب عليه التخلص عنها حتى بعد أن يكبر ويريد هو ذلك.
  • انتقال الجراثيم والبكتريا: ليس كل ما في محيط الطفل آمن ونظيف ومعقم، فالمنزل يوجد فيه الكثير من الأشياء التي عليها أوساخ أو تتواجد على الأرض أو عليها غبار وغير ذلك، وهذه الأشياء تحتوي على جراثيم وبكتريا قد تكون خطرة على صحة الطفل إذا وضعها في فمه دون أن يمنعه الأهل.
  • إيذاء الحلق والفم: سلوك الطفل باللعب والتجريب لا يتصف بالحذر أو تقدير عواقب ومخاطر الأشياء، فهو لا يعي أن وضع شيء ما حاد الأطراف مثلاً في فمه يشكل خطر عليه، لذا قد يتسبب بتأذي حقله أو فمه والتسبب بالجروح لنفسه بهذه الأشياء.
  • حصول حساسية: كما ذكرنا فإن الأشياء التي يلتقطها الطفل تحتوي على جراثيم وأتربة وغبار ووضعها في فمه قد يسبب له حساسية في فمه مثل ظهور الحبوب أو التهاب اللثة أو التهاب الحلق، نتيجة عدم تعقيم ونظافة هذه الأشياء التي تدخل فمه.
  • ابتلاع بعض الأشياء: لا يفكر الطفل كثيراً بماهية الأشياء التي يضعها في فمه ونتائج ذلك، لذا فقد يضع أشياء صغيرة الحجم مثل القطع المعدنية أو أشياء قابلة للتفتت مثل الأوراق والمحارم وغيرها، وكل ذلك معرض للبلع من قبل الطفل والتسبب له بأضرار وأمراض عديدة.
  1. معرفة سبب وضع الطفل أشياء في فمه: السبب الذي يقف وراء سلوك وضع الأشياء في الفم عند الطفل يحدد كثيراً طريقة التعامل الأنجح مع هذا السلوك وتعديله، فإذا كان نتيجة شعور الطفل بالملل فيمكن إشغاله عن هذا الملل، وإذا كان بسبب الشعور الجوع فيمكن وضع برنامج تغذية واعتياد الطفل عليه، وإذا كان بسبب الشعور بألم وحكة فيمكن البحث عن سببها وعلاجه، وهكذا تختلف طريقة التعامل باختلاف الأسباب.
  2. علاج آلام الأسنان واللثة عند الطفل: آلام الأسنان واللثة من أهم العوامل وراء وضع الطفل ليده أو الأشياء في فمه، ويمكن لعلاج هذا السبب والتخفيف منه أو البحث عن بدائل مناسبة تشغل الطفل، أن تخفف من سلوك وضع الأشياء في فمه بسبب هذا العامل.
  3. السماح ببعص الأشياء غير الضارة: ضمن الحدود الطبيعية التي يشترك بها جميع الأطفال والتي تكون بسبب اللعب والتحسس والاستكشاف، لا ضير من ترك الطفل يعض بعض الأشياء الآمنة المخصصة لذلك وضمن حدود عمرية معينة، مثل اللهاية أو العضاضة.
  4. تحذير الطفل دائماً: حتى لو لم يأتي التحذير بنتيجة مباشرة مع ذلك فالتحذير المتكرر يفيد في معرفة الطفل أن هذا السلوك غير جيد ولا يقبله الوالدين، ويجب عليه التوقف عنه دائماً، هذا يمثل له رادع ذاتي مع الوقت والتكرار ينهي هذه العادة.
  5. إلهاء الطفل كل مرة يضع شيء في فمه: مع كل مرة يلاحظ فيها قيام الطفل بوضع شيء ما في فمه يجب إشغاله عن هذا السلوك حتى لا يسترسل به ويعتاد عليه، فيمكن مثلاً في هذه المواقف التدخل واللعب مع الطفل أو حمله إلى مكان آخر أو تقديم نوع من الأطعمة أو المشروبات المحببة بالنسبة له.
  6. إخفاء الأشياء التي يفضل وضعها في فمه: بعض الأطفال يبدون ميل أكثر نحو أشياء محددة في محيطهم ضمن المنزل، ويشعرون بنوع من المتعة والراحة عند وضع هذه الأشياء بالتحديد في فمهم، ويمكن للأهل القيام في معظم الأحيان بإخفاء هذه الأشياء عن الطفل حتى ينساها مع الوقت ويترك هذه العادة.
  7. استشارة متخصص: في الحالات المستعصية مثل وجود اضطرابات نفسية أو عقلية يقوم الطفل بوضع الأشياء في فمه كعرض من أعراض هذا الاضطراب، مثل بعض اضطرابات طيف التوحد أو تكرار الأنماط السلوكية المحددة، يمكن عرض الطفل على مختص نفسي للتعامل مع هذا الموقف.

الطفل يتوقف عن سلوك وضع الأشياء في الفم بين عمر سنتين و3 سنوات عادةً، فمن جهة يكون الطفل قد أنهى مرحلة التسنين في هذا العمر وبالتالي زال السبب المرتبط بآلام وحكة اللثة والأسنان، ومن ناحية أخرى يكون قد طور أدوات أخر للبحث والاستكشاف والتعرف على الأشياء.

بمعنى أن معظم الأسباب الطبيعية التي تؤدي لسلوك وضع الأشياء في الفم عند الأطفال تكون قد زالت في عمر العامين إلى ثلاث أعوام وبالتالي يؤدي ذلك لزوال هذا السلوك، ولكن يختلف ذلك بين طفل وآخر لأسباب تربوية ونفسية واجتماعية.

وفي بعض الحالات قد يستمر الطفل بوضع الأشياء في فمه لعمر أكبر، وذلك يكون بسبب اعتياد الطفل على هذا السلوك وعدم قدرته على التوقف عنه، أو وجود مشاكل نفسية أو عقلية تؤدي لهذا السلوك، وهذا قد يسبب استمرار هذه الحالة مع الطفل حتى بعد أن يصبح بعمر كبير وربما بعد أن يتجاوز مرحلة الطفولة أيضاً، لذا في مثل هذه الحالات فإن الطفل يحتاج لتدخل مختص للتوقف عن عادة وضع الأشياء في الفم.

المراجع