كيف أعالج طفلي من إدمان الكرتون ومشاهدة التلفاز؟
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين في اليوم أمام التلفاز هم أكثر عرضة للإدمان السلوكي في الكبر مثل الإدمان على السجائر المخدرات والقمار وغيرها! كما يرى المتخصصون أن هناك رابط قوي بين الوقت الذي يقضيه الطفل بمشاهدة الكرتون وبرامج الأطفال ومستوى أدائه الدراسي والاجتماعي.
إدمان الأطفال على التلفاز والرسوم المتحركة وبرامج الأطفال من التحديات التربوية الكبيرة في العصر الحديث، وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال يقضون بالمتوسط ساعتين أمام التلفاز أو شاشة الهاتف.
ويقترب معدل إدمان الأطفال للتلفاز والشاشات من 30% والذي يعتبر رقماً مخيفاً، وعادةً ما تبدأ المشاهدة في عمر 9 شهور، ويزداد متوسط الوقت في سن ما قبل المدرسة وتزداد أكثر في بين 5 سنوات و8 سنوات، وقد تتجاوز نسبة الأطفال تحت سن الثامنة الذين يشاهدون التلفاز يومياً 80%.
أهم أعراض إدمان الطفل على التلفاز والكرتون أن يتجاوز وقت المشاهدة ساعتين في اليوم بشكل منتظم، ويكون الطفل فاقداً للاهتمام بالأنشطة الأخرى، كما يدخل في نوبات من الغضب والحزن عند منه من مشاهدة التلفاز أو محاولة تنظيم وقت استخدام الهاتف، وتشغل شخصيات أفلام الكرتون وبرامج الأطفال تفكيرهم حتى خارج وقت المشاهدة.
أهم خطوات علاج الطفل من إدمان التلفاز والكرتون هي التنظيم التدريجي لوقت المشاهدة بالتزامن مع إيجاد البدائل الممتعة للطفل من وسائل الترفيه التقليدية، وتفهّم أعراض الانسحاب التي سيعاني منها الطفل عند منعه من مشاهدة التلفاز، مثل نوبات الغضب والتمرد.
ولا بد أن يكون علاج الطفل من إدمان التلفزيون وبرامج الأطفال منظّماً ومستمراً، حيث لا يجب أن يتم استعمال التلفاز لإلهاء الطفل أو مسايرته أو إيقاف نوبات غضبه، ومن الأفضل أن يشارك جميع أفراد الأسرة في خطة العلاج من خلال الالتزام بوقت مشاهدة مشترك مع هامش مشاهدة خاص للأطفال.
- تقليل مشاهدة التلفاز بشكل تدريجي: علاج الطفل من إدمان التلفاز والكرتون لا يمكن أن يتم من خلال إيقاف المشاهدة مرةً واحدة وبشكل نهائي، وغالباً ما تفشل هذه الطريقة في علاج الطفل وتجعل الأمر أصعب في المحاولات التالية، بدلاً من ذلك يفضل التقليل التدريجي لوقت مشاهدة التلفاز والكرتون وبمعدلات معقولة مع إخبار الطفل عن هذا التقنين.
- إشراك الطفل في خطة المشاهدة: أهم خطوات علاج الطفل مدمن التلفاز والكرتون أن يكون شريكاً في العلاج، بمعنى أن يتم وضع خطة لمشاهدة التلفاز في أوقات محددة بمشاركة الطفل ومراعاة تفضيلاته واختياراته، وإقناعه بأهمية الالتزام بهذه الخطة.
- الحزم في تطبيق خطة مشاهدة التلفاز: الطفل لن يتقبَّل بسهولة فرض وقت معين للكرتون والتلفاز وسيقوم بالعديد من السلوكيات المزعجة للتعبير عن رفضه ولمحاولة تغيير رأيك، لكن يجب أن يشعر الطفل بالحزم وأن الأمر لا يمكن نقاشه أو التراجع عنه، دون استخدام القسوة أو العنف.
- عدم التسامح في أوقات المشاهدة: الالتزام الكامل بخطة علاج الطفل من إدمان التلفاز والكرتون هو مفتاح نجاح الخطة، فالتسامح وخصوصاً في الفترة الأولى سيجعل الطفل أقل استجابة للقواعد، سواء كان هذه التسامح بسبب إصرار الطفل وأساليب الضغط التي يمارسها، أم بسبب ملل الأهل أو انشغالهم بأمور أخرى واللجوء للتلفاز لإلهاء الطفل.
- دمج الطفل بنشاطات بديلة: حرمان الطفل من مشاهدة التلفاز والكرتون لا بد أن يتزامن مع إيجاد نشاط بديل يجذب الطفل ويساعده في نسيان إدمانه للشاشات ويملأ الفراغ لديه، كما تعتبر هذه الأنشطة مفيدة لإعادة بناء دائرة المكافئة في دماغ طفلك.
- كن مثالاً جيداً لأطفالك: طفلك يحاكي عاداتك، فعندما تكون أولوياتك قضاء وقت طويل أمام الشاشات كالتلفاز والهاتف سيكون من الصعب تعديل إدمان طفلك للتلفاز والكرتون، لذلك ننصح بتطبيق خطة مشاهدة التلفاز على جميع أفراد الأسرة.
- استخدم التلفاز كمكافأة: يمكن إدخال التلفاز في نظام تقديم المكافآت للطفل، فعندما يكمل الطفل واجباته جميعها بالشكل الصحيح والأمثل دون نقص يكسب وقتاً إضافياً على التلفاز، يساعد ذلك على تعليم الطفل الانضباط الذاتي وتحمل المسؤولية، لكن يجب الحفاظ على وقت المشاهدة في الحدود المعقولة.
- اطلب المساعدة من متخصص: بعض الأطفال يبدون ردود فعل عنيفة جداً عند محاولة تعديل سلوكهم وعلاجهم من إدمان مشاهدة الكرتون، ستساعدك استشارة المتخصصين في وضع خطة للتعامل مع طفلك المدمن على التلفاز والكرتون وعلاجه بطريقة مناسبة وصحيحة. [1-2]
- استراتيجية التلفزيون المعطل: تعتمد هذه الاستراتيجية لعلاج إدمان الطفل على التلفاز على إلغاء وجود التلفاز تماماً أو إمكانية الوصول إليه بشكل قاطع خارج أوقات المشاهدة المحددة مسبقاً، سواء من خلال إخفاء جهاز التلفاز أو استعمال الرمز السري أو حتى نقل مكان التلفاز إذا لزم الأمر.
- استراتيجية الوقت المستقطع: تمثل هذه الاستراتيجية استقطاع وقت من أوقات مشاهدة التلفاز كنوع من العقوبة على الغش أو الخداع الذي يقوم به الطفل للحصول على وقت مشاهدة إضافي، لكن يجب أن يكون الاستقطاع معقولاً ولمرة واحدة عن كل خطأ يرتكبه الطفل.
- استراتيجية الرقيب الذاتي: وهي من أكثر الاستراتيجيات فعالية في علاج إدمان الطفل على الكرتون والتلفاز، تعتمد على جعل الطفل رقيباً على نفسه، وبدلاً من إطفاء التلفاز عند نهاية الوقت يتم الطلب منه فعل ذلك، ومساعدته على الالتزام من خلال ملصقات التذكير أو المنبه، وتعزيز شعوره بالمسؤولية والأمانة.
- ميزان العقوبات والمكافآت: من وسائل علاج إدمان الطفل للتلفاز والكرتون أن يرتبط الأمر بميزان الثواب والعقاب، فالطفل يجب أن يحصل على الثناء والمكافأة أحياناً لالتزامه بالخطة أو التزامه بأنشطة بديلة للتلفاز، كما يجب أن تتم معاقبته عند المخالفة أو الغش.
- البدائل الممتعة: تقوم هذه الاستراتيجية على استشارة الطفل نفسه حول بدائل الكرتون والتلفاز والهاتف التي يعتقد أنها ممتعة بنفس القدر، على سبيل المثال اطلب من طفلك أن يتخيل لو أنه جاء إلى الدنيا قبل اختراع التلفاز، ما هو النشاط الذي سيجعله مستمتعاً!
- تأخر التطور والنمو: يرتبط إدمان مشاهدة التلفاز والكرتون عند الأطفال دون سن الخامسة بتأخر الكلام والتطور الذهني وتأخر التطور الاجتماعي، كما يرتبط في وقت لاحق بصعوبات التعلم والصعوبات الاجتماعية.
- ضعف وفقدان التركيز: تشغل شخصيات وأحداث برامج الأطفال والكرتون تفكير طفلك وتأثر على تركيزه وانتباهه، ويعتبر ضعف تركيز وانتباه الطفل من علامات إدمان التلفاز وأعراضه.
- الاغتراب الثقافي والاجتماعي: لا يقتصر تأثر الطفل بالكرتون وبرامج الأطفال على الترفيه والمتعة، ولكن يتعدى ذلك إلى تبني العادات والأفكار والسمات الثقافية التي يشاهدها، ما قد يجعله مغترباً عن أسرته، وعن مجتمعه.
- التعرض لمخاطر التقليد: تعرض بعض أنواع أفلام الكرتون أفكار بعيدة عن الواقع، مثل قدرة الإنسان على الطيران والتحدث مع الحيوانات ووجود القوى الخارقة وغير ذلك، وبعض الأطفال خصوصاً الأطفال الصغار بعمر 6 سنوات أو أقل قد يحاولون تجربة هذه القوى الخارقة في العالم الواقعي مما يعرضهم لمخاطر كثيرة.
- التراجع الدراسي: حيث يقل اهتمام الطفل بواجباته ويميل للعجلة بإنهائها كي تتسنى له فرصة ووقت أكبر لمشاهدة الرسوم المتحركة والتلفاز ما يؤثر على أدائه الدراسي.
- مشاكل الصحة العامة: وهي شائعة ومتعددة بسبب كثرة الجلوس أمام التلفاز أو الهاتف، مثل الكسل والخمول، إجهاد العيون، اضطرابات ومشاكل النوم، السمنة الناتجة عن قلة النشاطات الحركية، آلام ومشاكل العظام خصوصاً في الرقبة والظهر وغيرها.
- العزلة الاجتماعية: من أخطر أضرار الكرتون وإدمان التلفاز أن يعوق تطور الطفل الاجتماعي وقدرته على بناء علاقات صحية وجيدة ومشبعة، ما قد يجعل طفلك أقل ميلاً للتواصل مع الآخرين وأقل قدرةً على الاندماج معهم. [3]
تؤثر الرسوم المتحركة تأثيراً مفيداً في بناء شخصية الطفل وتلعب دوراً هاماً في تبسيط العديد من أفكار والمفاهيم، فضلاً عن كونها مصدراً للترفيه مصمم خصيصاً ليجذب انتباه الأطفال ويستحوذ على اهتمامهم.
ومن فوائد الكرتون للأطفال أنه ينمي التفكير الإبداعي لدى الطفل ويعزز قدرته على التخيل، كام تلعب برامج الأطفال دوراً في تطوير مهارات الطفل الأساسية من مهارات اللغة وتعليم الألوان والحروف والأشكال، وصولاً لتعليم الآداب والمهارات الاجتماعية، وتظل فائدة الكرتون للأطفال مرتبطةً بتنظيم وقت المشاهدة واختيار البرامج المناسبة.