متى يمكن ترك الطفل لوحده في المنزل؟

تعرفي إلى العمر المناسب لترك الطفل لوحدة في المنزل وما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذه قبل ترك الطفل وحيداً
متى يمكن ترك الطفل لوحده في المنزل؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قبل التفكير بترك الطفل لوحده في المنزل لا بد أن يتعرّف الأهل إلى أهم الإجراءات والاحتياطات التي يجب اتخاذها، وهل سن الطفل ووعيه يسمحان بإبقائه وحيداً في المنزل في فترة غياب الأبوين، نتعرف أكثر إلى كل هذه التفاصيل في الفقرات التالية.

يمكن البدء بتدريب الطفل على البقاء وحده في المنزل من عمر 7 سنوات تقريباً لكن لفترات قليلة ومع اتخاذ كامل الاحتياطات، ولا يفضّل ترك الطفل في المنزل بمفرده قبل سن 10 سنوات، في حين تنصح الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال NSPCC بعدم ترك الطفل لوحده لساعات طويلة قبل عمر 12 سنة، وعدم تركه ليوم كامل قبل عمر 16 سنة.

تختلف قدرة الطفل على البقاء بمفرده في المنزل باختلاف درجة وعي الطفل وبعض الفروق الثقافية والاجتماعية بين بيئة وأخرى، وبكل تأكيد لا يمكن ترك الطفل في المنزل بمفرده قبل أن يكون قادراً على تلبية معظم احتياجاته الخاصة، وواعياً بقدرٍ كافي لتجنب الأخطار واستخدام الآلات وطلب المساعدة.

animate

قبل ترك الطفل لوحده في المنزل والذهاب للعمل أو لإنجاز بعض المهام لا بد أن تسألي نفسكِ الأسئلة التالية:

  1. هل سن الطفل يسمح بتركه وحيداً في المنزل؟ إذا كان عمر طفلك أقل من 7 سنوات لا يجب عليكِ تركه وحيداً في المنزل تحت أي ظرف حتى لو لساعةٍ واحدة، وإذا كان عمر طفلك بين 7 سنوات و10 سنوات يمكنكِ تركه لفترات قصيرة مع الأخذ بالاحتياطات اللازمة.
  2. هل تظهر على طفلك علامات المسؤولية؟ القدرة على تحمل المسؤولية تختلف من طفل لآخر، فمن الضروري بدايةً أن يبدي الطفل علامات المسؤولية حول الواجبات والأعمال المنزلية واتباع التوجيهات الخفيفة التي تمكنه من التصرف بشكل مستقل، إذا كان طفلك يميل إلى الفوضى والتصرف بشكل غير مسؤول لن يكون من الحكمة تركه بمفرده في المنزل.
  3. كيف يتعامل الطفل مع المواقف المفاجئة؟ يجب أن يكون الطفل قادراً على التعامل مع المواقف غير المتوقعة، فهل طفلك يتصرف بهدوء عادةً عندما تسير الأمور بشكل مختلف، أم يرتبك ولا يحسن التعامل مع المفاجآت.
  4. هل الطفل قادر على فهم القواعد واتباعها؟ بعض الأطفال يتصفون بالعناد أو التمرد، هذا النوع من الأطفال لا يعي أهمية القواعد واتباعها في المنزل، فيجب على الطفل أن يكون قادراً على استيعاب أهمية القواعد عند البقاء لوحده في المنزل، مثل عدم فتح باب المنزل لأحد، وعدم اللعب بشيء خطير كالغاز والكهرباء والأدوات الحادة.
  5. هل الطفل قادر على فهم إجراءات السلامة وتنفيذها؟ يجب أن يكون الطفل واعياً بإجراءات السلامة التي عليه تنفيذها عند بقاءه لوحده في المنزل، مثل التأكد من إغلاق الباب وقفله جيداً واللعب بشكل آمن وكيفية التعامل مع الغرباء ومتى يجب طلب المساعدة، واستخدام أرقام الإسعاف والإطفاء والنجدة وغيرها في الحالات الاضطرارية.
  6. هل يعرف الطفل شيئاً عن الإسعافات الأولية؟ التأكد أن الطفل يعلم كيفية إجراء الإسعافات الأولية في حال تعرض لإصابة خفيفة من الأمور الضروري أخذها في عين الاعتبار قبل ترك الطفل بمفرده في المنزل، مثل تعقيم الجرح وتخفيف الكدمة.
  7. هل يتبع الطفل التعليمات بشأن التعامل مع الغرباء؟ من أهم الأمور قبل التفكير في ترك الطفل في المنزل هي معرفة كيفية تعامل طفلك مع الغرباء، فقد يتعرض في المنزل لهجوم من قبل اللصوص أو المعتدين، لذا من الضروري معرفة طفلك أهمية عدم فتح الباب للغرباء أو التحدث لأحد عن وجوده وحده في المنزل خاصةً إذا كان يعيش في منطقة لا يعرف بها أحد يثق به.

يمكن تدريب الطفل وتهيئته للبقاء في المنزل لوحده بشكل تدريجي، حتى يصبح قادراً على الالتزام بكل ما يملى عليه من الأهل، ويمكن البدء بهذه الخطوات:

  1. البدء بتعليم الطفل الاعتماد على نفسه: يتحمس الطفل في البداية لفكرة البقاء لوحده في المنزل لإثبات قدرته على ذلك وأنه أصبح كبيراً بشكل كافي، لذا بدايةً من الضروري تعليم الطفل الاعتماد على نفسه في الكثير من التفاصيل الحياتية مثل الحفاظ على البيت نظيف وإعادة كل شيء لمكانه الصحيح، والقدرة على وضع الطعام وتناوله بشكل منفرد، والحفاظ على سلامته ونظافته الشخصية.
  2. ترك الطفل لفترات قصيرة بدايةً: في المرة الأولى التي تريد ترك الطفل لوحده في المنزل ينتاب الأهل القلق وهذا القلق في مكانه لكون الطفل يخوض هذه التجربة لأول مرة، لذا يجب عدم ترك الطفل لساعات طويلة في المرة الأولى، كالذهاب للعمل لستة ساعات، لكن يمكن ترك الطفل والخروج من المنزل في عمر 9 سنوات لمدة نصف ساعة إلى ساعة وزيادتها بشكل تدريجي في كل مرة.
  3. البقاء في مكان يسهل الوصول إليه: في المرة الأولى قد لا يتمكن الطفل من التعامل مع المواقف المفاجئة مهما كان واعياً لذلك، فعلى الأهل أن يكونوا في مكان قريب ويسهل على الطفل التوصل إليهم كالذهاب لمنزل الجيران، وكذلك من الضروري الحفاظ على سهولة التواصل عبر الهاتف في حال حدث أي طارئ يمكن الوصول للطفل مباشرةً.
  4. الحديث مع الطفل عن كيفية سير الأمور: عند العودة إلى المنزل على الأهل الجلوس مع الطفل والتحدث معه، فهو سيتحدث كيف استطاع البقاء وكيف تمكن أن يفعل أشياء بمفردة، ويمكن طرح بعض الأسئلة عليه لمعرفة كيف تسير الأمور معه، مثلاً هل تحدث أحد في الهاتف وماذا أجبته، وهل جاء أحد في غيابك عن المنزل وكيف تصرف معه.
  5. التأكد من فهم مشاعر الطفل عندما يكون وحده: يجب سؤال الطفل أيضاً عن شعوره من خلال هذه التجربة إذا كان قلقاً يجب معرفة ما يسبب له القلق أثناء وجوده لوحده في المنزل، هل يشعر بالأمان في الحي؟ هل يخاف من الظلام؟ هل يحب الهدوء أم يشعره بالوحشة؟
  6. توجيه الطفل لكيفية التصرف في المرات القادمة: قد يكون الطفل تصرف بشكل صحيح في وجوده بمفرده في المنزل هذه الساعة، لكن من خلال الحديث معه يمكن معرفة كيف قد يفكر في ساعات أطول وفي مواقف قد يتعرض لها في مرات القادمة، وعلى هذا الأساس تقدم الثناء على الطفل وقد تحتاج لإعطاء الطفل بعض التوجيهات التي تجدها مناسبة له وتغيير بعض التصرفات التي قام بها.
  1. تحديد وسائل التواصل مع الطفل: من الأفضل وجود وسيلة تواصل دائمة ومتاحة وسهلة مع الطفل طيلة فترة الغياب عن المنزل، خاصةً إذا كانت ساعات طويلة، فإذا ذهب الأهل إلى العمل يجب تشغيل جرس الموبايل، وعدم إغلاقه مهما كان والرد على الطفل حالما يتصل، وبنفس الوقت تقديم جدول للطفل بالأوقات التي يمكنه التواصل معهم بها عندما يحتاج ذلك، في حال لا يوجد شيء طارئ أو خطر.
  2. وضع القواعد الأساسية: عدم الخروج من المنزل في غياب الأهل وعدم فتح الباب للغرباء وتجنب الاقتراب من النوافذ والشرفة، والحذر بالحركة وعدم إصدار أصوات مزعجة للجيران والحفاظ على أثاث المنزل وعدم قضاء الوقت على مواقع التواصل والهواتف الذكية والتلفاز، من القواعد التي يجب على الأهل التنويه عنها للطفل قبل الخروج للحفاظ على سلامته والتأكد أن الطفل سينفذ هذه القواعد.
  3. توجيه بعض النصائح للطفل وتذكيره بها دائماً: هناك بعض النصائح التي قد يتجاهلها الطفل حيث يرى أنه أصبح كبيراً على ذلك، لكن لا بد من التذكير بها في كل مرة للحفاظ على سلامة الطفل لوحده في المنزل، مثل العبث بالأدوات الحادة كالسكاكين، واللعب في الكبريت والغاز والمواد التي قد تسبب سمية وعدم التحدث لأحد عن وجوده وغيرها.
  4. تأمين الاحتياجات الأساسية في المنزل: عند ترك الطفل في المنزل لوحده يجب أن يحتوي المنزل على كل ما قد يحتاجه الطفل، مثل الطعام ولوازمه، وجعل مفاتيح الكهرباء قريبة للتمكن من تشغيلها في حال انقطاع التيار الكهربائي، وكل ما يتعلق بالأمور اليومية والمنزلية التي يحتاجها الطفل خلال بقاءه لوحده في المنزل.
  5. تأمين حماية للطفل عندما يكون لوحده في المنزل: أيضاً من الأمور الهامة التي يجب على الأهل اتباعها قبل ترك الطفل لوحده في المنزل هي تأمين سلامة المنزل بحد ذاته قدر الإمكان، مثل سلامة احكام إغلاق النوافذ والأبواب، حيث لا يمكن قفلها على الطفل فيجب أن يكون إغلاقها محكم وفي نفس الوقت يمكنه فتحها عند الضرورة، ووضع أرقام الطوارئ للطفل للتمكن من التواصل معهم إذا اقتضت الحاجة، ووجود مطفئ للحريق، وأجهزة إنذار الدخان والإضاءة وغيرها ما يضمن حماية الطفل في غياب الأهل.
  1. الطفل المريض: عندما يكون الطفل في حالة صحية لا تسمح بتركه في المنزل وحيداً، كارتفاع الحرارة أو يعاني من مرض يحتاج لتلقي عناية خاصة وتناول الأدوية، يجب عدم تركه أبداً في المنزل لوحده حتى يصح.
  2. الطفل الذي يعاني من اضطرابات نفسية: غالباً الطفل الذي يعاني من اضطرابات نفسية وعصبية لا يمكن تركه في المنزل لوحده، مثل الطفل المصاب بالتوحد أو الذي يتمتع بصفات عدوانية أو يعاني من أمراض نفسية، لكونه أكثر عرضة لإيذاء نفسه وعدم معرفة كيفية التصرف مع المواقف التي يتعرض لها.
  3. إذا كان المنزل في منطقة معزولة: يجب أن يكون المنزل الذي سيبقى به الطفل لوحده مؤمن من الداخل ومن الخارج، فإذا كان المنزل في منطقة معزولة ولا أحد موثوق به حول الطفل أكثر عرضة للصوص والاعتداء دون أن يشعر أحد، وإذا تعرض الطفل لموقف يصعب عليه طلب المساعدة من الآخرين.
  4. صعوبة تأمين المنزل: إذا كان المنزل صعب التأمين بشكل مناسب، مثل سهولة الدخول عليه أو الأقفال غير محكمة أو يحوي حمام سباحة ولا يوجد أجهزة إنذار، يجب عدم إبقاء الطفل لوحده حتى يصبح بالغاً ويعرف جيداً ما قد يؤذيه وكيف يتصرف.
  5. عدم قدرة الطفل على حماية نفسه: يجب أن يكون الطفل قادراً على حماية نفسه في حال تعرض لأي طارئ، مثل نشوب الحريق فإذا كان يخاف أو يشعر بالارتباك فهو غير جاهز للبقاء بمفرده في المنزل.
  6. عدم وجود وسائل تواصل في المنزل: في حال لا يوجد وسيلة تمكن الطفل من التواصل مع الأهل بسهولة، كعدم وجود هاتف أو تواصل عبر الانترنت مع الأهل، يجب عدم تركه في المنزل لوحده تجنباً لوقوعه في مأزق دون علم الأهل.
  1. إلحاق الأذى بنفسه: أخطر الأضرار المحتملة لترك الطفل في المنزل أن يقوم بأفعال قد تسبب الأذى له جسدياً أو حتى نفسياً، قد يقوم الطفل باللعب بأدوات خطيرة أو تنفيذ بعض الأفعال الممنوعة بوجود الأهل، وقد لا يحسن تقدير الموقف دائماً ويعتقد أنه قادر على فعل أشياء أكبر من عمره مثل استخدام الفرن أو شفرات الحلاقة.
  2. الشعور بالملل والوحدة: قد يشعر الطفل في المرة الأولى من تركه في المنزل لساعات طويلة بالوحدة، وقد يتحول إلى الشعور بغياب الأهل وعدم تقديم الاهتمام الكافي له من قبلهم، خاصةً إذا كانوا يقضون وقتاً طويلاً في العمل وعليه البقاء لفترة طويلة لوحده في المنزل دون القدرة على الخروج واللعب أو استقبال الأصدقاء، لذا يجب على الأهل إضافة بعض المهام ينهيها قبل عودتهم.
  3. تطور الخوف لديه: قد يتعرض الطفل لأي حادثة بسيطة خلال تواجده وحده في المنزل تجعله يشعر بالخوف، وقد يتطور شعور الخوف عند الطفل عند بقائه وحيداً دون حدوث أي موقف، كالخوف من الظلال من حوله أو من الأصوات التي قد يكون متأثر بها من الأفلام والمسلسلات التي يراها.
  4. تعرض الغرباء له: من الأضرار المحتملة لوجود الطفل لوحده في المنزل لفترة طويلة وبشكل روتيني هو معرفة بعض الأشخاص الغرباء غير الموثوقين وأصحاب النوايا السيئة بوجود هذا الطفل لوحده في وقت محدد، ما يجعله عرضة للصوص والمعتدين، لذا من الضروري ومن أكثر الأمور التي يجب التنويه عنها هي عدم التحدث لأحد وعدم فتح الطفل باب المنزل والتأكد من إغلاقه.
  5. ضعف الأداء الأكاديمي: أيضاً من مساوئ ترك الطفل لوحده في المنزل هي عدم اهتمامه بالواجبات الدراسية والمذاكرة، وقضاء المزيد من الوقت على شاشات الهاتف المحمول والتلفاز وغيرها، ما يسبب تراجع في تحصيله دون شعور الأهل.
  6. تعلم سلوكيات انحرافية: عندما يدع الأهل الطفل لوحده في المنزل لفترات طويلة لا يمكن أن يعلموا كيف يقضي طفلهم وقته، قد يكون الطفل على معرفة بأحد الأشخاص المنحرفين والذين لا يتمتعون بأخلاق جيدة ويدخله المنزل في غياب الأهل، وقد يشاهد على التلفاز ما هو غير مناسب لعمره ما يجعله يكتسب سلوكيات انحرافية وغير ملائمة للمجتمع والأهل.
  • تنمية المسؤولية عند الطفل: يعد ترك الطفل في المنزل بمفرده جزء من طريق الطفل نحو الاستقلال، فهذا يمنح الفرصة لنقل المسؤولية للطفل، مثل القيام ببعض الأعمال المنزلية وإعداد بعض الأطعمة لنفسه والنوم عند وجود الأهل خارج المنزل.
  • شعور الطفل بالإنجاز: عندما تترك طفلك في المنزل لوحده هذا سيعزز لديه الشعور بالكفاءة، والقدرة على الحفاظ على نفسه وعلى منزله وأنه مؤتمن عليه، وبالتالي شعوره بالإنجاز والسعادة والنجاح بمهامه الحياتية ومحاولة تطور ذلك بنفسه.
  • تطوير بعض المهارات الإضافية: لا بد أن بقاء الطفل لوحده في المنزل من التجارب الجديدة التي يخوضها كل من الطفل والأهل، فهذا التجربة ستجل الطفل مضطراً لتعلم وممارسة مهارات جديدة ومفيدة، مثل محاولة الطهي وحل المشكلات واتخاذ بعض القرارات مباشرةً دون العودة للأهل.
  • الحصول على بعض الوقت الهادئ: قد يرغب الطفل أيضاً كالبالغين في قضاء وقتاً في هدوء مع نفسه، أو الدراسة في طقوس هادئة خاصةً إذا كان المنزل فيه الكثير من الأفراد، فقد يستمتع بوقته بهدوء والسعادة به وإن كان لا يملك شيء يفعله.
  • الحصول على بعض الخصوصية: قد يصبح الطفل مع بداية المراهقة وما قبل المراهقة بحاجة للشعور ببعض الخصوصية، ويمكن أن يشعر بها الطفل من خلال بقائه لوقت في المنزل مثل القدرة على التحدث مع صديقه على الهاتف بأحاديثهم الخاصة، وهي بالشيء الإيجابي مع وجود بعض الرقابة والحفاظ على الثقة.

المراجع