أضرار عدم خروج الطفل من المنزل

هل عدم خروج الطفل من المنزل يجعله ضعيف الشخصية! تعرفي إلى أضرار عدم خروج الطفل من المنزل
أضرار عدم خروج الطفل من المنزل
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

خروج الطفل من المنزل للعب أو التنزه أو التواصل مع الأصدقاء والمعارف أمر هام وأساسي لتطوير مهاراته الاجتماعية والنمائية، وقد تكون لعدم خروج الطفل من البيت أضرار وآثار طويلة الأمد على شخصيته ونفسيته وحتى على حالته الصحية.

يؤثر عدم الخروج من المنزل على الأطفال بشكلٍ كبير وفي نواحٍ متعددة، فبقاء الطفل في المنزل لفترات طويلة دون الخروج للتنزه أو اللعب له آثار مباشرة على صحة الطفل وحالته النفسية وعلى بناء شخصيه وتطور مهاراته.

حيث يعتبر البقاء في المنزل لفترات طويلة سبباً مباشراً لبعض المشاكل الصحية مثل نقص فيتامين دال وتأخر النمو والتطور الحركي، كما يؤثر حبس الطفل في المنزل وعدم خروجه بشكل منتظم على شخصيته، وقد يسبب له الخجل وضعف المهارات الاجتماعية وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين بشكل فعّال ومناسب.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الهدف الأساسي من تربية الأبناء هو مساعدتهم على فكّ الارتباط بالأهل والاعتماد على الذات في مواقف الحياة المختلفة، فإن عدم خروج الطفل من البيت بشكل منتظم وكافٍ يفسد هذا الهدف التربوي ويجعله مستحيل التحقق، لأنه يسبب زيادة اعتمادية الطفل على أهله وتعلقه بهم بشكلٍ غير طبيعي.

animate

أهم آثار عدم الخروج من المنزل على نفسية وشخصية الطفل أنه يؤثر على نمو وتطور مهاراته الاجتماعية وفهمه للقواعد والضوابط الاجتماعية وكيفية إدارة العلاقات مع الآخرين، كما يعزز بقاء الطفل في المنزل لفترات طويلة من بعض الصفات والحالات السلبية مثل التعلق الزائد والقلق والتراجع الدراسي:

  1. ضعف مهارات التواصل عند الطفل: من خلال التفاعل مع العالم الخارجي ورؤية أشخاص جدد يتعلم الطفل كيف يتواصل مع الآخرين ويبدأ المحادثات ويتعرف على الغرباء ويعبر عن نفسه وينصت للآخرين، وهذا ما قد لا يتوفر كثيراً ضمن بيئة المنزل التي دائماً يتواجد فيها أشخاص وأقارب محددين للطفل، لذا تضعف بشكل كبير مهارات التواصل عند الطفل الذي يقضي معظم وقته في المنزل.
  2. يسبب الاكتئاب والحزن: بقاء الطفل في المنزل لفترة طويلة ينتج عنه قلة التواصل والتفاعل مع الآخرين والشعور بالوحدة والانعزال والعيش ضمن روتين متكرر نمطي، وقد لا يعتاد الطفل على البقاء في المنزل ويشعر بالحرمان والظلم والغيرة من الأطفال الآخرين ما يسبب له شعوراً بالاكتئاب والحزن.
  3. قد يسبب البقاء في المنزل رهاباً اجتماعياً للأطفال: قد تصبح البيئة الخارجية بالنسبة للطفل الذي يبقى دائماً في المنزل مصدراً للخوف وعدم الأمان، فهو من جهة لا يمتلك التجربة التي تجعله قادراً على التواصل مع الآخرين بشكل طبيعي، ومن جهة أخرى لا يدرك الأدوات التي تساعده على حماية نفسه، ما قد ينتهي بحالة من القلق الاجتماعي الذي قد يصل إلى رتبة الفوبيا أو الرهاب.
  4. اعتياد الطفل على الوحدة: عندما يعتاد الطفل على البقاء وحيداً ضمن المنزل مع الوقت تتطور لديه رغبة بالوحدة والانعزال عن الآخرين، وقد يعتاد على ذلك الأمر نتيجة الخوف من التعامل والتواصل مع الآخرين والخجل من ذلك ونتيجة عدم إدراكه لهذه المهارات وكيفية تطبيقها أو حتى نتيجة شعوره بعدم أهمية الخروج من المنزل والتواصل مع الناس والطبيعة.
  5. عدم توازن شخصية الطفل: بقاء الطفل في المنزل لفترات طويلة وعدم الخروج قد يكون سبباً رئيسياً لبعض مشاكل واضطرابات الشخصية بدرجاتها المتفاوتة، مثل تطوير شخصية اعتمادية أو شخصية تجنبية، وزيادة فرص الإصابة باضطرابات الوسواس القهري وجنون الارتياب.
  6. ازدياد تعلّق الطفل بوالديه: عزل الطفل عن المجتمع وعدم خروجه من المنزل يجعله أكثر تعلّقاً بوالديه، ليس فقط لأنه لم يخض تجربة الانفصال عنهما بما يكفي، لكن لأنه أيضاً لم يرَ نماذج مختلفة عن والديه، ما يجعله أكثر ميلاً للشعور بالخوف والقلق من الانفصال والهجر.
  7. اضطرابات ومشاكل التعلم: أحياناً يؤدي التفاعل الضعيف مع العالم الخارجي إلى مشاكل في التعلم عند الطفل، فقد يعاني من مشاكل في التركيز وضعف الانتباه وضعف الخيال وقد لا يفهم بعض الأفكار التي تتحدث عن البيئة والتفاعلات الاجتماعية وما إلى ذلك. [1-2]

لا تتوقف أضرار بقاء الطفل في المنزل لفترات طويلة عند المشاكل النفسية والمهارات الاجتماعية، بل قد يكون عدم خروج الطفل من البيت سبباً رئيسياً لبعض الأمراض والحالات الصحية، أبرزها:

  1. الإصابة بنقص فيتامين د: عدم الخروج من المنزل وقلة التعرض للشمس تعرض الطفل لمخاطر نقص فيتامين د، مثل تأخر النمو وضعف بنية العظام والتعرض لمشاكل في الأسنان وبعض المشاكل المناعية، حيث يعتبر فيتامين د من أهم العناصر الضرورية لنمو الأسنان والعظام والجهاز المناعي والعصبي عند الأطفال.
  2. ضعف مناعة الطفل: التعرض للجو الخارجي يكون له دور في بناء المناعة عند الطفل ضد العديد الأمراض خاصة أمراض الحساسية، لذا فإن الطفل الذي يبقى في منزله وقت طويل ولا يخرج للعب خارج المنزل تكون مناعته أضعف ضد مختلف العوامل الخارجية المسببة للأمراض، ما يجعله أكثر قابلية للعدوى وأقل قدرة على مقاومة عوامل المرض والحساسية.
  3. السمنة وزيادة الوزن: عدم الخروج من المنزل تعني اعتياد الطفل على نمط الحياة الكسول قليل الحركة وهذا ما يزيد من خطر التعرض للسمنة والوزن الزائد عند الطفل، كما أن هذه السمنة قد تستمر مع الطفل طيلة حياته بسبب اعتياده منذ الطفولة على قلة الحركة والبقاء بالمنزل لفترات طويلة.
  4. ضعف عضلات الطفل ومهاراته الحركية: من ناحية تضعف حركة الجسم عند الطفل الذي يبقى في المنزل وقت طويل ولا يتحرك كثيراً، ومن ناحية أخرى تؤثر قلة التعرض لأشعة الشمس على قوة ومتانة العظام والأعصاب والعضلات، ويترافق ضعف العضلات فيسيولوجياً مع تأخر تطور المهارات الحركية عند الطفل.
  5. مشاكل النظر: بما أن الأطفال الذين يطيلون الجلوس في المنزل يعتادون على قضاء وقت طويل أمام شاشات التلفاز أو الهواتف الذكية فهم يتعرضون بشكل أكبر لمشاكل النظر مثل قصر البصر أو جفاف العيون وإجهاد العين والحول.
  6. مشاكل هضمية وإمساك: يتأثر أيضاً الجهاز الهضمي كثيراً بقلة الحركة وتقل قدرته على الحركة والنشاط والقيام بعمله، هذا ما يعرض الطفل لمشاكل الإمساك المزعجة والمؤلمة كثيراً كما قد يحدث مشاكل عسر الهضم ومشاكل الانتفاخ وألم البطن وارتجاع المريء وغيرها.
  7. اضطرابات النوم: التي تحدث بسبب قلة التعرض للشمس والشعور الدائم بالخمول نتيجة قلة النشاط البدني وعدم وجود حافز للخروج من المنزل وما إلى ذلك، فيعاني الطفل من اضطرابات القلق أو النوم المتقطع أو كثرة النوم. [1]

إلى جانب الآثار الجسدية والنفسية لعدم الخروج من المنزل المشتركة بين الأطفال والمراهقين، يمكن تمييز بعض الآثار الخاصة بمرحلة المراهقة:

  1. انخفاض ثقة المراهق بنفسه: يصبح من الصعب على المراهق اكتساب وتطوير الثقة بالنفس دون خوض تجارب جديدة في العالم الخارجي فهو يعيش حالة من العجز عند مواجهة أبسط التحديات خارج المنزل، هذا ما يجعل شخصية المراهق ميالة للخجل الشديد والخوف والتردد والشعور بقلة قيمة الذات.
  2. صعوبة تكوين علاقات مع الآخرين: قلة تجارب المراهق في التعارف وتكوين علاقات وصداقات والشخصية الخجولة والمترددة التي يكتسبها نتيجة عدم خروجه من المنزل تجعله أقل قدرة على تكوين علاقات اجتماعية أو عاطفية أو صداقات صحية ومستقرة.
  3. الشعور بالفراغ والملل: فالطفل الصغير يمكن أن تلهيه بعض الألعاب في المنزل عن الخروج، أما المراهق لا يجد ما يملأ له الوقت أو يسليه بهذه الطريقة في المنزل لذا يعاني من شعور دائم بالضجر والملل، ما قد يعزز لديه التفكير المفرط والأفكار السلبية والعادات السيئة.
  4. الاكتئاب: كذلك الطفل المراهق الذي يمضي معظم وقته ضمن المنزل يصاب بحالة من الاكتئاب نتيجة لعدة مشاعر تسيطر عليه منها الوحدة والانعزال ومنها الشعور بانخفاض قيمة الذات وعدم رغبة الآخرين بالتعرف عليه، إضافة إلى شعوره بالحرمان ومقارنة حياته بحياة الآخرين في عالم يعتبره غامضاً وبعيد المنال.
  5. التعرض للإدمان: تصبح الوسيلة الأساسية لتفاعل المراهقين مع أقرانهم في ظل غياب القدرة على الخروج من المنزل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وتصبح الألعاب ووسائل الترفيه الإلكترونية الطريقة الوحيدة للتسلية والترفيه عن النفس، هذا ما يعرض المراهق لمخاطر إدمان هذه الألعاب والهواتف الذكية وإلحاق الضرر بنفسه سلوكياً وصحياً ونفسياً، خاصة لو انجر المراهق لبعض المواقع الإباحية ووقع في إدمانها دون وعي.
  • تطوير القدرات والمهارات الحركية: لعب الطفل خارج المنزل يومياً في مكان آمن وضمن بيئة مناسبة يسهم في تطوير قدراته الحركية وتأمين نمط حياة حركي بعيد عن الكسل والخمول من خلال الركض والقفز والمشي والتسلق، كما أنه يمكن الطفل من إدراك مهاراته الجسدية وتعلم التحكم بها واكتساب خفة وسرعة في الحركة مقارنة بالأطفال الذين لا يخرجون من المنزل.
  • نمو المهارات العقلية: خروج الطفل من المنزل كل يوم له دور في تحسين الصحة العقلية من خلال تقليل التوتر والقلق وتعزيز الشعور بالسعادة والاستقرار مما يعزز قدرات الدماغ التفكير والتعلم والتركيز والانتباه ويحفز تطور المهارات الإدراكية.
  • تحسين الصحة الجسدية: من خلال اكتساب العناصر المفيدة والضرورية لنمو الأطفال مثل فيامين د، كما أن استنشاق الهواء النقي يعمل على تحسين وظائف الرئتين ويعزز نموها، بالإضافة إلى دور التعرض للعوامل الخارجية في تقوية المناعة عند الأطفال وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض.
  • تقوية المهارات الاجتماعية: يتعلم الطفل من خلال التفاعل مع الغرباء والأقران خارج المنزل الكثير من المهارات الاجتماعية الهامة له سواء خلال طفولته أو لمستقبله مثل التواصل والتعاون وتكوين صداقات وطرق حل النزاعات والخلافات وكيفية الاستماع للآخرين والتعاطف معهم وما إلى ذلك.
  • تحسين مزاج الطفل: اللعب خارج المنزل أو الخروج منه يومياً فترة معينة متطلبات هامة لعمر الطفولة تقدم لهم الكثير من المتعة والتسلية وتحسن من حالتهم المزاجية إلى الأفضل وتساعدهم على الاسترخاء والتخلص من المشاعر السلبية. [4]

قد يرفض الطفل الخروج من المنزل عندما يعتاد على عدم الخروج وقضاء معظم أوقاته في البيت، وغالباً ما يرتبط رفض الطفل الخروج من المنزل بمشاعر سلبية تجاه العالم الخارجي، مثل الرهاب الاجتماعي والخوف من التواصل مع الناس أو الخوف من العدوى والمرض.

في حالات أخرى قد يكون رفض الطفل للخروج من المنزل رفضاً للخروج مع والديه تحديداً، بسبب الطريقة التي يعاملونه بها خارج المنزل أو شعوره أن البقاء في المنزل يعني أخطاء أقل وعقوبات أقل! والجدير بالذكر أن رغبة الطفل البقاء في المنزل دائماً قد تكون بسبب إدمانه على ألعاب الفيديو أو الهاتف الذكي أو رغبته بالبقاء وحيداً للقيام بأمور يمنعها عنه أهله.

  • إشراك الطفل ببعض النشاطات خارج المنزل، حيث يساعد ذلك في تعويد الطفل شيئاً فشيئاً على الخروج من المنزل وحمايته من مخاطر وأضرار عدم الخروج من البيت التي تزداد كلما كبر الطفل خاصة عندما يصل لعمر المراهقة.
  • تشجيع الطفل على الخروج من المنزل عندما يكون الطفل هو بنفسه يرفض الخروج ويفضل البقاء وحده، يمكن اقتراح بعض الأنشطة التي يحبها الطفل وتحفيزه لخوض تجارب جديدة مع الأهل أو الأصدقاء، مع ضرورة فهم أسباب عدم رغبة الطفل بالخروج من البيت.
  • اللعب في الهواء الطلق، فليس من الضروري أن يبتعد الطفل عن منزله كي يعيش حالة التفاعل مع العالم الخارجي فيمكن السماح له باللعب لوقت محدد في الهواء الطلق بمكان آمن قريب من المنزل بما يوفر فرص اكتساب أصدقاء من الجيران ويخفف الرغبة بالعزلة والانغلاق عند الطفل ويجنبه بعض المخاطر الجسدية لعدم الخروج من المنزل.
  • الاستماع إلى مشاكل ومخاوف الطفل التي تجعله يرفض الخروج من البيت ومناقشتها معه تساعده في التغلب عليها وتسهم في تشجيعه على مواجهة مخاوفه، كما يمكن مناقشة الطفل في أضرار العزلة خاصة لو كان الطفل بعمر المراهقة ومحاولة مساعدته للتخلص منها تدريجياً.
  • في بعض الحالات يكون من الضروري اللجوء للمساعدة المختصة خاصة لو وصل الطفل لحالة الاكتئاب والرغبة الشديدة في العزلة ورفض الخروج من المنزل. [2]

المراجع