فضل شهر رمضان وفوائد الصيام
تعرف إلى فضل شهر رمضان المبارك وفوائده وأحاديث وآيات عن فضل شهر الصيام
لشهر رمضان المبارك خصوصية وأهمية لدى المسلمين لما له من فضائل وخصائص تجعلهم يستغلونها بالعبادات والطاعات للتقرب من الله ونيل الثواب والأجر والفوز بالجنة، وفي مقالتنا هذه سنبين فضل رمضان ومنزلته عند الله وفضل كل جزء من الأجزاء العشرية من أيام من رمضان وفضل صيام شهر رمضان وفضل ليالي وأيام رمضان وخصائص هذا الشهر الكريم.
محتويات المقال (اختر للانتقال)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم في أفضال شهر رمضان: (شَهْرِ رمضانَ أوَّلُه رحمةٌ، وأوسطُهُ مغفرةٌ، وآخرُهُ عِتقٌ منَ النّارِ)، وبذلك قسّم شهر رمضان الفضيل إلى 3 أجزاء كل منها عشرة أيام، ولكل منها فضائل وخصائص:
فضل العشر الأوائل من رمضان:
تُعرف العشر الأوائل من رمضان بأيام الرحمة لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم (أوَّلُه رحمةٌ) لأن الله يرحم فيها عباده التائبين، ومن فضائل أول أيام رمضان أنه في هذه العشر تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة ويبلغ فيها المسلم ذروة اشتياقه لشهر رمضان، فقد كان الصحابة يدعون الله ستة أشهر قبل بدئه أن يبلغهم رمضان وعندما يبلغونه ويصومونه ويدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم.فضل العشر الأوسط من رمضان:
وتسمى هذه الأيام بأيام المغفرة فيغفر فيها الله ذنوب عباده الصالحين ويجعلهم يستقبلون العشر الأواخر من رمضان بقلب طاهر، ومن فضائلها أيضاً حدوث فتوحات المسلمين فيها وانتصارهم على أعداء الإسلام في غزوة بدر حيث فرّق الله في هذه المعركة بين الحق والباطل، وكانت في العشر الثاني من شهر رمضان.فضل العشر الأواخر من رمضان:
وتسمى العشر الأواخر من شهر رمضان بأيام العتق من النار فمن أحياها أمن النار فلا يدخلها أبداً ومن فضلها أيضاً أن فيها ليلة القدر، كذلك فيها سنة الاعتكاف عن النبي صلى الله عليه وسلّم كما يتعاظم فيها الأجر وهي فرصة للمسلم لاستدراك ما قصره خلال العشرين يوماً الأولى من رمضان كون الأجر فيها مضاعف.
فضل رمضان ومنزلته عند الله كبيرة ووردت العديد من الآيات والأحاديث عن فضل شهر رمضان المبارك، نذكر أهمها:
- أنزل الله تعالى قسمه في رمضان: أنزل الله تعالى قسمه في الأيام العشر الأوائل من شهر رمضان، وذلك دلالة على عظمة هذه الأيام وأهميتها، فقال تعالى: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) سورة الفجر، أية 1-2.
- أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره العتق من النار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (شَهْرِ رمضانَ أوَّلُه رحمةٌ، وأوسطُهُ مغفرةٌ، وآخرُهُ عِتقٌ منَ النّارِ)، ففضل العشر الأوائل من رمضان يكون برحمة الله بعباده التوابين العائدين إليه وفضل العشر الوسطى يكون بمغفرة الله والعفو عنهم، وفضل العشر الأخيرة منه بإعتاق عبده الصائم التائب من النار.
- في رمضان تسلسل شياطين الجن: مع بداية الشهر الكريم تصفد أغلال الشياطين أي تشد بالسلاسل حتى لا يفسدوا على الصائمين صومهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (إذا كان أولُ ليلةٍ من رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ مَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النارِ، فلم يُفْتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجِنانِ فلم يُغْلَقْ منها بابٌ، ونادى مُنادٍ يا باغِيَ الخيرِ أقْبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقْصِرْ، وللهِ عُتَقاءُ من النارِ).
- تفتح أبواب الجنة في رمضان: عند قدوم شهر رمضان تفتح أبواب السماء احتفاء بالشهر الفضيل وترحيباً به وتنويهاً لفضله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (هذا شهْرُ رمضانَ قدْ جاءَكُمْ، تُفتَّحُ بهِ أبوابُ الجنةِ).
- تغلق أبواب النار في شهر رمضان: مع بداية شهر رمضان تغلق أبواب النار عن الصائمين فمن مات في هذه الأيام الفضيلة وكان قائماً بعباداته كان من عتقاء رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (هذا شهْرُ رمضانَ قدْ جاءَكُمْ، تُفتَّحُ بهِ أبوابُ الجنةِ، وتُغلَّقُ فيه أبوابُ النارِ، وتُسلْسَلُ فيه الشياطينُ).
- شهر تكفير الذنوب: إن صيام رمضان يكون مكفراً لصغائر الذنوب من رمضان إلى رمضان الذي يليه أما الكبائر فلا تغفر إلا بالتوبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (الصَّلَواتُ الخَمْسُ، والجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، ورَمَضانُ إلى رَمَضانَ، مُكَفِّراتٌ ما بيْنَهُنَّ إذا اجْتَنَبَ الكَبائِرَ) عن أبي هريرة، صحيح مسلم.
- في رمضان تتضاعف الحسنات: يضاعف الأجر في الأعمال الصالحة خلال شهر رمضان أكثر من باقي الأيام والشهور، لذلك يستحب أن يكثر المسلم من الأعمال الصالحة في هذا الشهر والتقرب من الله بالعبادات وقراءة القرآن.
- فضل أول ليلة من رمضان: لأول ليلة من رمضان فضل كبير عند المسلمين ففيها تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين بالسلاسل فلا توسوس للصائم خلال هذا الشهر، لذلك يجب على المسلم أن يستغل هذه الأيام بالعبادة والطاعة وذكر الله.
- فضل أيام المغفرة من رمضان: تبدأ أيام المغفرة بدخول اليوم الحادي عشر من رمضان وتنتهي بدخول اليوم الحادي والعشرين من رمضان وفيها يغفر الله تعالى زلات عباده المواظبين على العبادات والطاعات فيفوز العبد المجتهد في هذه الأيام بمغفرة الله وعفوه.
- فضل الليالي الوترية في رمضان: الليالي الوترية هي خمس ليالي من العشر الأخير من رمضان وهي ليالي 21-23-25-27-29 قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ" عن عائشة أم المؤمنين، صحيح البخاري، فُضّلت هذه الليالي لأن النبي والصحابة قالوا باحتمالية أن توافق ليلة القدر في هذه الأيام مما جعل النبي صلى الله عليه وسلّم يدعو المسلمين للاجتهاد في العبادة فيها.
- فضل ليلة القدر: لليلة القدر منزلة وفضل كبير عند الله ففيها نزل القرآن كاملاً إلى السماء الدنيا وهي ليلة خير من ألف شهر ففيها تضاعف الأجور والحسنات وهي ليلة سلام حيث تنزل فيها الملائكة إلى الأرض ليشعر المسلم بالطمأنينة وتنزل الأقدار من اللوح المحفوظ كما أنها ليلة سميت بها سورة من القرآن الكريم.
- فضائل العشر الأواخر من رمضان: تبدأ العشر الأواخر من رمضان من الليلة الحادية والعشرين منه، ومن فضل العشر الأواخر من رمضان احياء سنة الاعتكاف فيها، كما أنها فرصة للتوبة فالثواب والأجر فيها مضاعف.
يعتبر الصيام من أكثر الطاعات التي يتقرب فيها المسلم من الله تعالى لما له من فضائل كبيرة، ونذكر من فضل صيام شهر رمضان:
- الصوم يشفع للصائم يوم القيامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصِّيامُ: ربِّ إنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعامَ والشَّرابَ بِالنَّهارِ، فَشَفِّعْنِي فيهِ، ويقولُ القُرْآن: ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ، فَشَفِّعْنِي فيهِ، فيشَفَّعانِ".
- وعد الله الصائمين بالمغفرة: قال تعالى (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) سورة الأحزاب آية 35.
- دعوة الصائم مستجابة: قال النبي صلى الله عليه وسلّم "ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ".
- الصيام يطهر القلب من الغل والحقد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم " ألا أخبرُكُم بما يُذهبُ وحرَ الصَّدرِ، صومُ ثلاثةِ أيّامٍ من كلِّ شَهْرٍ".
- جعل الله في الصيام كفارة للذنوب: قال تعالى (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ) سورة البقرة آية 196.
- الصيام أفضل الأعمال لله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "قالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلّا الصِّيامَ، فإنّه لي وأَنا أجْزِي به، والصِّيامُ جُنَّةٌ".
- الصيام سبيل لغرف الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "إنّ في الجنَّةِ غُرفًا تُرى ظُهورُها من بطونِها وبطونُها من ظُهورِها، فقامَ أعرابيٌّ فقالَ: لمن هيَ يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ: لمن أطابَ الكلامَ، وأطعمَ الطَّعامَ، وأدامَ الصِّيامَ، وصلّى باللَّيلِ والنّاسُ نيامٌ" .
- نزول القرآن في شهر رمضان: من أهم خصائص شهر رمضان هو نزول القرآن الكريم فيه قال الله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) سورة البقرة آية 185. [7]
- اختص الله فيه فريضة الصيام: جعل الله تعالى صوم شهر رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام وهو فريضة على المسلمين اختصها الله بشهر رمضان المبارك.
- فيه صلاة التراويح: صلاة التراويح هي صلاة نافلة تقام جماعة في ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وتسمى أيضاً قيام الليل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "مَن قامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".
- العمرة في رمضان تعادل حجة: إن الاعتكاف في الشهر الكريم يعادل حجتين وعمرتين قال رسول الله "مَنِ اعتكفَ عشرًا في رمضانَ كان كحجتَيْنِ وعُمرتَيْنِ" وذلك لأن فيها ليلة القدر.
- صيام شهر رمضان مع صيام ستة من شوال كصيام الدهر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ "، فمن صام ستة أيام من شهر شوال بشكل متواصل أو متفرق بعد شهر رمضان كمن صام العام كله. [8]
- شهر مدارسة القرآن: والمقصود بمدارسة القرآن مراجعته فعن عبد الله بن عباس "كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلّم أجْوَدَ النّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ".