حكم الجماع في رمضان والعلاقة الزوجية في شهر الصوم

تعرف إلى أحكام الجماع والعلاقة الزوجية في شهر رمضان المبارك ونصائح للزوجين في شهر الصيام والعبادة
حكم الجماع في رمضان والعلاقة الزوجية في شهر الصوم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

شهر رمضان المبارك فرصةٌ لتحسين العلاقة بين الزوجين من خلال استذكار أهمية المودة والرحمة، ولا بد أن يعرف الزوجان حدود العلاقة الحميمة في شهر رمضان للحفاظ على صيامهما صحيحاً، تعرف في الفقرات التالية إلى أحكام الجماع والعلاقة الزوجية في رمضان.

حكم العلاقة الزوجية في رمضان أن الجماع بين الزوجين جائزٌ في الوقت من الفطور حتى السحور، وغير جائز في وقت الصيام، وهناك أحكام خاصة للجماع في نهار رمضان عمداً أو سهواً، وللعلاقة الزوجية للمعتكف، كما أن هناك أحكام خاصة للمداعبة بين الزوجين في نهار رمضان، منها ما يبطل الصيام ومنها ما يبقيه ويبقي أجره.

واختلف أهل العلم في كفارة الإفطار على الجماع في رمضان، فاعتبرها بعضهم إثماً يتوجب التوبة والكفارة الكبرى سواء كان الجماع بقصدٍ أم سهواً، ومنهم من أوجب الكفارة الكبرى على الجماع في نهار رمضان قصداً، والفدية أو الكفارة الصغرى على الجماع في رمضان سهواً أو نسياً.

animate

لا حرج في ممارسة العلاقة الزوجية والجماع في رمضان في الليل حتى الفجر أي بين الإفطار والسحور لغير المعتكف وذلك على كافة المذاهب، فأحل الله ممارسة العلاقة الزوجية والجماع في رمضان في ساعات الإفطار في قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) سورة البقرة الآية 187.

حكم الجماع وممارسة العلاقة الزوجية في رمضان قبل الفجر:

الجماع في رمضان قبل الفجر جائز وليس عليه إثم، وإذا أدرك الزوجان أذان الفجر وهما في العلاقة وجب عليهما العزل والنزع والتوقف عن الجماع، وكما يمسك المسلم عن الطعام والشراب إذا سمع الأذان كذلك الأمر في العلاقة الزوجية، ومن تعمّد الجماع وقد علم أن نهار الصيام بدأ فسد صيامه ووجبت عليه كفار الإفطار عمداً، والله أجل وأعلم.
أما للمعتكف في العشر الأخير من رمضان لا يجوز له الجماع حتى ينهي اعتكافه، اقتداءً بسنة رسول الله ﷺ خلاله ولقوله عزَّ وجل: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا) سورة البقرة الآية 187.

ما حكم الجماع بين الزوجين في نهار رمضان عمداً؟

الجماع في نهار رمضان بعد الفجر عامداً متعمداً انتهاك لحدود الله ومخالفةٌ لأحكام الصيام، فمن أقدم على الجماع في نهار رمضان عامداً قام بإثم عظيم يوجب عليه التوبة إلى الله وإعادة قضاء هذا اليوم وقضاء الكفارة الكبرى، وهو كمن أفطر عامداً متعمداً على الطعام والشراب بغير عذر أو سبب.

ما حكم الجماع في نهار رمضان ناسياً؟

من أفطر في رمضان بالجماع جهلاً بحكمه أو ناسياً لحكم الجماع في رمضان، قد اختلف المذاهب في حكم الجماع في رمضان سهواً أو نسياً، فهو لا يفطر عند الحنفية والمالكية ولا يتوجب الفدية والقضاء، أما عند الشافعية فهو مفطر وتتوجب عليه الفدية، أما المذهب الحنبلي فأوجب عليه كفارة الإفطار في الجماع مع القضاء والتوبة لله عز وجل.

حكم الجماع في رمضان وعدم الاغتسال من الجنابة:

إذا كان الجماع في رمضان قبل الفجر ونوى المسلم الصيام فصيامه صحيح، حيث أن الصيام لا تشترط له الطهارة، واستدلالاً على هذا حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ" أخرجه البخاري، لكن يجب أن يسارع بالاغتسال لأداء الفروض الأخرى في رمضان كالصلاة وقراءة القرآن الكريم.

الجماع في نهار رمضان من مبطلات الصيام للزوجين ومن حالات الإفطار التي توجب على المسلم الكفارة الكبرى، والتي تتضمن قضاء اليوم الذي أفطره وفوقه صوم 60 يوماً، أو إطعام 60 مسكيناً أو عتق رقبة مؤمنة، والكفارة الكبرى واجبةً على من أفطر بغير عذر أو سبب بالجماع أو غيره:

إذا توفي الشخص وعليه كفارة إفطار يوم بسبب الجماع في رمضان، يصوم عنه وليه شهرين متتابعين أو يطعم عنه ستين مسكين عن كل يوم، وهذا استناداً لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلّم: "مَن ماتَ وعليه صِيامٌ صامَ عنْه ولِيُّهُ"

  • الجماع في نهار رمضان: الجماع في نهار رمضان من مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين، وهو المتفق عليه بين أهل العلم، مع بعض الاختلافات حول الجماع السهو في رمضان والحدود التي تجب عندها الكفارة وأحكامها.
  • الإيلاج دون إنزال: الجماع هو إيلاج حشفة الفرج عند الذكر، فإن أولج ذكره في فرج زوجته في النهار فهذا من مبطلات الصيام بين الزوجين سواءً حدث إنزال للمني أو لم ينزل مني، فيفسد الصيام ويتوجب على الزوجين قضاء اليوم والكفارة الكبرى.
  • الاقتراب من المرأة للشهوة: إذا كان الاقتراب من الزوجة بدافع الشهوة أو كان الرجل شديد الشهوة والمقاومة للإنزال عنده صعبة، فالاقتراب باللمس والنوم والاحتضان والتقبيل في نهار رمضان من مبطلات الصيام في رمضان، وإذا حدث إنزال يتوجب عليه قضاء هذا اليوم.
  • المداعبة بين الزوجين في نهار رمضان: المداعبة لا تبطل الصيام في نهار رمضان في حال لم تسبب إنزال المني لدى الذكر أو الأنثى مع الكراهة لعدم ضمان تأثيرها، لكنها إذا أحدثت إنزال لديهما فهي من مبطلات الصيام بين الزوجين خاصةً إذا كانا شديدي الشهوة ويتوجب قضاء هذا اليوم بعد مضي الشهر على كلا الزوجين.
  • التقبيل المبالغ به: من مبطلات الصيام بين الزوجين هو التقبيل بشكل شهواني، والتقبيل من الفم بحدة، لما فيها من أثر على تحريك الشهوة والتسبب في نزول المني بدافع الشهوة، لذا يجب تجنب التقبيل بشهوة، بينما التقبيل بدافع التودد واللطف لا ضير به في نهار رمضان.

يحل للزوجين قضاء حياة زوجية طبيعية خلال الصيام في رمضان، فيجالسها ويغازلها ويلاطفها يداعبها وهي كذلك، وهي من الأمور المحللة وأيضاً المستحبة في العلاقة الزوجية في رمضان، كما يحل للزوجين النوم مع بعضهما بالسرير والاحتضان والتقبيل والتودد، لكن كل ما يقرب الشهوة ويتسبب بإنزال المني سواءً للرجل أو للمرأة فهو يحرم على الزوجين خلال ساعات الصيام مع إباحته في ساعات الإفطار.

آية تحريم الجماع بين الزوجين في نهار رمضان

يحرم تحريماً باتاً الجماع خلال النهار في رمضان، ويتطلب التوبة والاستغفار والكفارة الكبرى لأنه إفطار عمد، وبعد أذان المغرب يحل للمسلم ممارسة العلاقة الزوجية كاملة في شهر رمضان ولا حرج في ذلك.

والدليل على تحريم الجماع في نهار رمضان وأنه يبطل الصيام قوله الله سبحانه وتعالى:

(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) سورة البقرة الآية 187.

إذا كان يخشى أحد الزوجين الوقوع فيما حرم الله خلال فترة الصيام من باب الجماع في رمضان، يجب أخذ الحذر خاصةً إذا كان أحد الزوجين لديه شهوة كبيرة، أو في حال الأزواج الجدد، يمكن اتباع بعض النصائح لتجنب ممارسة العلاقة الزوجية في نهار رمضان، ومن هذه النصائح:

  • تجنب الأفعال التي تضعف النفس: ينصح بتجنب بعض السلوكيات وإن كانت طبيعية في العلاقة الزوجية في نهار رمضان، كالملامسة والتقبيل لكونها قد تشعر الزوجين بزيادة في الرغبة وضعف النفس خاصةً عند الأشخاص الذين لديهم شهوة جنسية ظاهرة ومن الصعب التحكم بها أو العرسان الجدد، لتفادي الجماع في رمضان.
  • العمل خلال النهار: يأخذ العمل خلال النهار حيزاً جيداً من الوقت، لذا ينصح لتجنب ممارسة العلاقة الحميمة في نهار رمضان أن ينشغل الزوج بعمله خارج المنزل أو داخله ما أمكن، وإن كان عمله يتوقف بعض الأيام يمكن الخروج لشراء بعض المستلزمات في الصباح، فبالإضافة لمرور الوقت أيضاً يستهلك الجسم الكثير من طاقته ما يجعل الرغبة لممارس العلاقة الحميمة تخف وقد تختفي قبل الإفطار.
  • الانشغال بالعبادة: العبادة تعصم الشخص عن التفكير بالمحرمات خلال الصيام، فعلاوة على أن الصيام حصن للمسلم، يعتبر الذكر والصلاة وقراءة القرآن أيضاً من العبادات المستحب الإكثار منها في رمضان، وتأخذ وقتاً لا بأس به من ساعات النهار ما يجعل الصائم لا يشعر باليوم.
  • عدم إهمال العلاقة الزوجية في الساعات المباحة: للتمكن من مقاومة ممارسة العلاقة الزوجية والجماع في نهار رمضان يمكن للزوجين الاهتمام بشكل أكبر في العلاقة الحميمة ليلاً وتحديد مواعيد منظمة لها، ما يخفف من شدة الرغبة الجنسية في نهار رمضان.
  • الاهتمام بالولائم الجماعية: شهر رمضان هو شهر الاجتماعات العائلية والأسرية، ويمكن استغلال هذه النقطة لتجنب الجماع في نهار رمضان، حيث أن الاهتمام بالاجتماعات على الفطور والولائم تتطلب المزيد من العمل والتبضع والانشغال للتحضير أو للذهاب لحضور هذه الولائم.

المراجع