أسباب عصبية الطفل في عمر السنتين وكيفية التعامل معه
تعتبر العصبية عند الطفل في عمر السنتين جزء طبيعي من تطوره النفسي والعاطفي والجسدي، حيث يبدأ الطفل في السنة الثانية من حياته باكتشاف مجموعة واسعة من المشاعر لكن دون إدراك كيفية التعبير عنها بشكل منفصل، فتكون الغضب والصراخ والعصبية مقابل الضحك والبهجة هي وسائله الوحيدة للتعبير عن مشاعره.
في عمر سنتين يتحول البكاء والصراخ عند الطفل من سلوك غريزي للتعبير عن الاحتياجات الأساسية كالجوع والألم والنعاس، إلى أسلوب للتفاعل مع الآخرين والتعبير عن الاحتياجات الثانوية والمشاعر، مثل الملل والغيرة وطلب شيء معين.
وهذه هي المرحلة الانتقالية في حياة الأطفال التي يبدؤون معها بالتعرف على مشاعر جديدة وغريبة لا يتسنى لهم التعبير عنها إلا من خلال نوبات العصبية والغضب.
لذا يعتبر البكاء الغاضب أو الصراخ والعصبية عند الطفل بعمر السنتين الوسيلة الوحيدة التي يعرفها للتعبير عن كل المشاعر السلبية التي يمر بها، والتي قد تختلف بين موقف وآخر وطفل وآخر.
- عدم كفاية الطعام الذي يتناوله: قد يكون ببساطة سبب غضب طفلك وعصبيته هو عدم شعوره بالشبع من الطعام الذي يتناوله، خاصة إذا كان الطفل قد تناول طعامه من وقت قريب وأنتِ تتوقعين أنه شبعان، قد يرجع ذلك لعدم تناسب نوع أو كميات الطعام المقدمة للطفل مع عمر سنتين، فلا يشبع من الوجبات التي يتناولها ولا تكفيه، أو في حالات أقل قد ينتج ذلك عن مشكلة صحية عند الطفل تسبب له عدم الشعور بالشبع.
- وجود ألم جسدي: عندما يعاني الطفل الصغير في عمر السنتين من ألم في جسده لا يجد سوى البكاء والغضب والعصبية للتعبير عن هذا الألم، مثل الحساسية الغذائية ومشاكل عسر الهضم وآلام التسنين وضيق التنفس وغيرها من المشاكل الجسدية والصحية، وتستمر عصبية الطفل ونوبات الغضب لديه ما دام الألم مستمراً.
- اختلال نظام النوم: النعاس وعدم الحصول على ساعات نوم مستمرة كافية من أهم أسباب عصبية الطفل في عمر سنتين، غالباً ما يعبّر الأطفال عن التعب والإرهاق والنعاس بالصراخ والبكاء والعصبية، تأكدي أن طفلك ينام جيداً وفي بيئة مريحة.
- التعرض للإهمال: من أهم أسباب نوبات الغضب والعصبية عند الأطفال في عمر السنتين الشعور بالإحباط وقلق الانفصال، وأكثر ما يسبب لهم ذلك هو الإهمال العاطفي والتجاهل لاحتياجاتهم الأساسية، مما يدفع الطفل في عمر سنتين للغضب والعدوانية للتعبير عن مشاعر الاستياء التي يشعره بها، وعند استمرار هذا الإهمال لفترة طويلة قد يلاحظ اكتساب الطفل للطبع العصبي وملازمة نوبات الغضب له باستمرار.
- عدم معرفة كيفية التعبير عن المشاعر: يختبر الطفل بعمر السنتين مجموعة مختلفة من المشاعر الجديدة التي قد لا يعرف كيفية التعبير عنها إلا عن طريق العصبية والغضب والبكاء الشديد، مثل الغيرة والضجر والانزعاج من درجة الحرارة والرغبة بلعبة معينة والإحباط والقلق والغضب وغيرها.
- الاهتمام الزائد بطفلك: الاهتمام الزائد بالطفل وتعويده على الدلال وتلبية رغباته دون تردد يعلم الطفل بعمر السنتين على سلوك التمرد والانفعال، حيث يصبح سريع الغضب وكثير التصرف بعصبية كي يحصل على متطلباته وحاجاته.
- الانزعاج من شيء معين: قد يتعرض الطفل لبعض المواقف اليومية التي تزيد من نوبات الغضب والعصبية عنده، حيث أنه لا يرى سبيلاً آخر للتعبير عن غضبه سوى العصبية والصراخ والبكاء، كالانزعاج من نوع الملابس التي يرتديها ومن نوع الحفاض المستخدم له والانزعاج من شخص ما موجود في المنزل أو عندما يتم أخذ غرض أو لعبة من يده وما إلى ذلك.
- الصراخ على الطفل: الطفل في عمر سنتين لا يفهم جيداً سبب غضبك منه، وعندما تصرخين عليه سيصرخ هو أيضاً، وكلما كان الأم والأب عصبيان ويتعاملان مع طفلهما بنزق وصراخ أدى ذلك لاكتساب الطفل سلوك العصبية وشعوره الدائم بالتوتر والقلق الذي يعبّر عنه بالبكاء المستمر والغضب.
- الغضب قد يكون من أعراض اضطرابات الطفولة: الغضب والعصبية غير المفهومين والمبالغ بهما عند الطفل بعمر السنتين قد يبرزان كأحد أعراض الاضطرابات النفسية والعصبية التي تبدأ أعراضها بالظهور في هذا العمر، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD ومتلازمة توريت واضطرابات طيف التوحد وغيرها.
- البكاء الشديد: يصبح بكاء الطفل أثناء نوبات العصبية والغضب قوياً وهستيرياً وصعب السيطرة عليه، كما أنه يترافق بحركات تشنجية وتصرفات اندفاعية كضرب النفس والعض والخدش وغيرها.
- العدوانية والضرب والعض: بعض الأطفال بعمر السنتين يظهرون سلوك عدواني بشدة أثناء المرور بنوبة غضب فيضربون أي شخص حولهم حتى لو كان كبيراً ويتصرفون بعدوانية معه، وقد تنعكس عدوانية الطفل عليه فيضرب نفسه أو يعض نفسه.
- السلوك التخريبي: وهو سلوك ركل الأشياء وتكسير الأغراض والألعاب وتمزيقها أو رميها بعيداً حيث يعبر الطفل بعمر السنتين عن غضبه الشديد بهذه الطرق بالإضافة إلى الصراخ بصوت عالٍ على شكل بكاء أو بدون بكاء.
- سهولة الاستفزاز: يعاني الطفل العصبي بعمر السنتين من حالة تهيج مستمرة تتمثل بسهولة وسرعة الغضب أو البكاء لأسباب قد لا تستحق ذلك بعض الأحيان.
- رفض الطعام أو النوم: يميل الطفل بعمر السنتن أثناء شعوره بالغضب إلى سلوك الرفض، وأكثر ما يظهر أثناء النوم أو تناول الطعام، كما قد يرفض الطفل ارتداء لباس معين أو الخروج لمكان ما وما إلى ذلك.
العصبية ونوبات الغضب هي حالة طبيعية في مرحلة الطفولة خاصة في عمر السنتين عندما يبدأ الطفل بالتفاعل مع محيطه واكتشاف مشاعره، ولن يكون من الممكن منع جميع نوبات الغضب عند الطفل والأفضل هو فهم كيفية التعامل مع الطفل العصبي بعمر السنتين أثناء نوبة الغضب كي لا تخرج الأمور عن السيطرة:
- قومي بتشتيت انتباه طفلك عندما يغضب: صرف انتباه الطفل عن الموقف الذي يجعله غاضباً بلعبة يحبها أو نوع طعام يفضله من أفضل وسائل التعامل مع نوبة الغضب، حتى إن لم تعرفي سبب غضبه حاولي تشتيت انتباهه عن العصبية نفسها.
- تفقدي احتياجات طفلك: كالجوع والبرد والانزعاج من الثياب أو الشعور بالألم، من المهم أن يتم تفقد ذلك لمعرفة سبب نوبة عصبية الطفل بعمر السنتين لأنه قد لا يعرف كيف يعبر عما يحتاجه إلا بالبكاء والصراخ.
- أبعدي طفلك عما يزعجه: قد يغضب طفلك بسبب انزعاجه من طفل آخر يضايقه أو من صوت عالي وضجيج يؤثر عليه أو من جو حار أو بارد جداً غير مناسب له، لذا يفضل إبعاد الطفل عن هذا الجو ريثما يهدأ.
- تأكدي من عدم وجود أدوات خطرة: قد يقدم الطفل على ركل أو رمي الأشياء من حوله عندما يغضب ويفقد السيطرة على حركات جسده أو يتعارك مع الآخرين خاصة الأطفال في نفس سنه مما يعرضه لمخاطر عديدة، لذا يجب ضمان عدم تعرض الطفل للخطر أثناء نوبة الغضب، كما يجب نقله إلى مكان آمن خاصة عند غضب الطفل خارج المنزل بإبعاده عن السيارات أو الادراج وما إلى ذلك.
- تجاهلي غضب طفلك أحياناً: بمجرد ضمان أمان طفلك تجاهل نوبة الغضب ولا تستجيب لها واسمح للطفل بأن يكمل غضبه، قد يواجه الآباء صعوبة في ذلك عندما يتواجدون خارج المنزل أو يقودون السيارة مثلاً لذا يمكن إيقاف السيارة بضعاً من الوقت حتى تنتهي نوبة الغضب.
- احملي طفلك وعانقيه: قد ينجح ذلك بتهدئة الطفل الغاضب، ويرجح أنه من الأفضل الجلوس على الأرض ومعانقة الطفل في نوبات العصبية الحادة والشديدة لتجنب إسقاط الطفل بسبب كثرة حركاته وهو غاضب.
- مراقبة الطفل لفهم سبب العصبية: قبل البحث عن علاج عصبية الطفل بعمر السنتين يجب التحقق من الأسباب التي تجعل طفلك للشعور غاضباً باستمرار، مثل شعوره بالألم أو الجوع أو العطش أو عدم حصوله على فترة نوم منتظمة وكافية.
- تجنب الانفعال والعقاب: سيكون من المرهق التعامل مع عصبية الطفل بعمر السنتين بالنسبة للآباء، هذا ما قد يدفهم للرد على عصبية الطفل بعصبية زائدة وانفعال وربما عقاب الطفل وتعنيفه وضربه كمحاولة لردعه عن التصرف العدواني، لكن في الواقع هذا يزيد الأمر سوءاً عند الطفل بعمر السنتين وقد يجعله يزيد من نوبات الغضب والعصبية وترتفع احتمالية استمرارها معه في المراحل العمرية اللاحقة.
- عرض الطفل على الطبيب: من المهم عرض الطفل على طبيب متخصص عندما تكون نوبات العصبية التي يمر بها شديدة وغير مفهومة ولا تنتهي، وكذلك عندما تزيد مع الوقت بدلاً من أن تتراجع، فقد يعاني الطفل من مرض جسدي أو نفسي يجعله غاضباً باستمرار.
- إدارة نوبات الغضب: من أهم ما يجب أن يطبقه الوالدين في سبيل علاج العصبية عند الطفل بعمر السنتين هي فهم كيفية إدارة نوبة الغضب لدى الطفل بوقت حدوثها وكيفية التعامل معه بشكل صحيح وهو غاضب بحيث يتمكن الأهل من تهدئة الطفل ومنعه من أذية نفسه أو غيره وهو غاضب.
- تجنب المواقف التي تسبب عصبية الطفل: كوضع الطفل في بيئة غير مريحة، تخويف الطفل بقصد أو بدون قصد، سحب لعبة من يده بشكل مفاجئ، إعطاء الطفل لعبة غير مناسبة لعمره لا يعرف كيف يتعامل معها ويغضب نتيجة ذلك.
- امنحي طفلك فرصة الاختيار: عندما تقدمين لطفلك خيارين لسلوك ما وجعله يقرر أحدهما يساعده ذلك على الشعور بالتحكم والسيطرة على زمام الأمور ويقلل من نوبات العصبية والعناد لديه، مثلاً اسألي طفلك هل تريد تناول الموز أو التفاح؟ هل تريد الخروج للحديقة أم الخروج للتسوق؟ بحيث يتم إعطاء طفلك خيارات محددة تناسب ما تريدين فعله لكن دون إجبار الطفل على ذلك وجعله يختار بنفسه.
- الحفاظ على روتين ثابت قدر الإمكان: تغيير روتين الطفل الصغير يؤثر بشكل كبير على مزاجه، مثلاً عند تغيير مواعيد نوم الطفل بعمر السنتين أو عدم الالتزام بها تؤدي لعدم الحصول على قسط كافي من الراحة وبالتالي التعرض للتعب والإرهاق الذي تجلب للطفل العصبية والغضب.
- توجيه طفلك لعدم تكرار السلوك: يتلقى الطفل بعمر السنتين الأوامر بشكل مبسط وخفيف، وذلك بتوضيح بعض التعليمات بشكل جدي لوجوب عدم تكرار هذه التصرفات العصبية لكن دون عنف أو صراخ، ويمكن استخدام بعض العقوبات المناسبة لهذا العمر مثل كرسي العقاب لكن بحذر وبشكل مدروس وبعد التأكد من عدم وجود سبب خارج عن إرادة الطفل للعصبية المستمرة وعند ترافقها مع العناد أيضاً.
بعض العلامات عندما تترافق مع عصبية الطفل بعمر السنتين قد تدل على ضرورة طلب المساعد المتخصصة، حيث يقوم الطبيب بتتبع نوبات الغضب لدى طفلك للمحاولة في تحديد السبب الكامن ورائها:
- عندما تترافق العصبية مع عدوانية شديدة: فعندما تترافق عصبية الطفل بعمر السنتين مع سلوك عدواني قوي مع أي شخص يقترب منه حتى لو كانوا أبويه، فقد يكون ذلك مشكلة تؤثر على نمو الطفل كما تشكل مخاطر صحية عليه في إيذاء نفسه.
- عندما يحبس الطفل نفسه: يقوم بعض الأطفال بحبس أنفاسه أثناء نوبات الغضب والعصبية إلى حد إصابته بالإغماء، وهي حالة خطيرة على صحة الطفل وتستوجب المعالجة الطبية لحلها وتجنب مخاطرها.
- عندما تترافق نوبة الغضب مع أعراض جسدية: كارتفاع درجة الحرارة الذي يدل على إصابة الطفل بالحمى، أو كثرة التبول والعطش وكثرة طلب الأكل التي قد تكون مؤشر لإصابة الطفل بمرض السكري، أو الترجيع والإسهال والإمساك المتكررين التي تدل على وجود مشاكل هضمية وغيرها.
- عندما تتكرر نوبات الغضب كثيراً وتستمر فترة طويلة: نوبات الغضب كما ذكرنا جزء طبيعي من حياة الطفل، لكن لها حدود حيث تستمر بضعة دقائق ثم تهدأ في الحالات الطبيعية، كما أنها تقل مع تقدم الطفل في السن، أما الطفل الذي تطول نوبة الغضب لديه أكثر من 15 دقيقة وتزداد مع ازدياد عمره فهي بحاجة لرعاية مختصة.
- عندما يؤذي الطفل نفسه أو الآخرين: وصول عصبية الطفل بعمر السنتين لحد الإقدام على إيذاء نفسه أو إيذاء الأبوين أو الآخرين بالضرب يعتبر مشكلة تحتاج للاستشارة المختصة لمنع تكرار ذلك وحماية الطفل من مخاطر التعرض للأذية.