مبادرة خريطة التحرش "امسك متحرِّش"
تزايدت ظاهرة التحرش الجنسي في الشارع المصري مؤخراً بشكل لافت، ومثير للقلق، والمشكلة أن الظاهرة بدأت تدخل حيز العقد الاجتماعي، مع التغاضي أو التستر عليها، ومن هذا المبدأ انطلقت مبادرة خريطة التحرش، للتخلص من هذه الظاهرة.
تم إطلاق خريطة التحرّش فى ديسمبر 2010، وقامت على تأسيسها 4 فتيات، ولكن ثمة قصة طريفة ومهمة لتأسيس هذه المبادرة، لا ينبغي المرور عنها مرور الكرام، حيث أن الدافع وراء التأسيس كان تعرُّض إحدى الفتيات المؤسسات لمبادرة خريطة التحرش لتحرش جنسي في مصر عام 2005، وبدأت تلاحظ أن هذا التحرش مستمر بصورة يومية، فقررت أن تجري استبياناً لتتحرى مدى انتشار هذه الظاهرة، وكانت النتائج صادمة، حين أثبتت أن الأمر أصبح ظاهرة عامة. وبمساعدة الأصدقاء والمتطوعين بدأت بحملة لمعالجة ظاهرة التحرش الجنسي في مصر، والتي تبناها في ما بعد المركز المصري لحقوق المرأة.
ومع زيادة تناول وسائل الإعلام لقضية التحرش الجنسي، اتجهت منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة إلى العمل على الدعوة إلى كسب التأييد من أجل وضع قوانين تحد وتمنع التحرش الجنسي في مصر، وفي المقابل شعرت الفتيات المؤسسات لخريطة التحرش بالحاجة الماسة لاتخاذ إجراء على أرض الواقع للتعامل مع الظاهرة ومدى القبول المجتمعي لها، وحدث أن تعرّفت المؤسسات الأربعة أخيراً على تقنيتي "فرونتلاين" للرسائل القصيرة و"يوشاهيدي" المتوفرتين بشكل مجاني، واللتين يمكن ربطهما معاً واستخدامهما لإنشاء نظام يمكنه استقبال بلاغات مجهولة المصدر، واستخدامها في رسم خرائط لأماكن التحرش. في الوقت الذي كان ما نسبته 97% من المصريين، نصفهم من النساء، يمتلكون هواتف محمولة، ما يمكنهم من استخدام هذا البرنامج بسهولة.
تقوم مبادرة خريطة التحرش باستقبال بلاغات عن التحرش والاعتداء الجنسي، من خلال استخدام أسلوب حشد المعلومات، عن طريق إرسال رسائل قصيرة أو من خلال الإنترنت، وتظهر تلك البلاغات على الخريطة على موقع المبادرة الإلكتروني.
وتعمل خريطة التحرش على إشراك كل فئات المجتمع المصري لخلق بيئة رافضة للتحرش الجنسي، وتوجه جميع أنشطتها نحو تشجيع المارة والمؤسسات للتصدي للمتحرش، واتخاذ مواقف لا تتسامح معه، لأنها تؤمن بأن التحرش الجنسي لن يتوقف إلا عندما يكف المتحرشون عن القيام به، وهذا لن يحدث إلا عندما نتوقف جميعنا عن تجاهل وقوعه، وافتراض أعذار للمتحرشين والتسامح مع سلوكهم، إذ يمكن ردع المتحرشين عن تكرار فعلتهم من خلال إعادة تأسيس العواقب المجتمعية التي سيواجهونها إن أقدموا على فعل التحرش، ومن خلال جعل من يتصدى لهم من الناس قدوة حسنة للآخرين. وتحقق مبادرة خريطة التحرش ذلك عن طريق إقناع المارة والمؤسسات بالتصدي للتحرش الجنسي سواء قبل أو أثناء حدوثه، فيمكن من خلال اتخاذ موقف جماعي ضد التحرش الجنسي خلق عواقب مجتمعية وقانونية تجرم سلوك التحرش وتقلل بالتالي منه.
ويعمل متطوعو مبادرة خريطة التحرش في جميع أنحاء مصر، من أجل إقناع الناس والمؤسسات بالتصدي للتحرش الجنسي. ويستخدم المتطوعون البلاغات التي تصل وحملات الاتصال لتجهيز معلومات ومواد تعليمية، تفيد في إقامة ورش عمل، وأنواع أخرى من الدعم، بهدف خلــق نقطــة تحــول لــدى جــزء كبـيـر مــن أفــراد المجتمــع، حتى يتصدوا للتحرش الجنسي، في سبيل الوصول إلى مجتمع رافض لهذه الظاهرة.
تنشر خريطة التحرش تقريراً سنوياً، يتضمن البلاغات والبيانات الأخرى التي جمعتها خلال العام، وتحليلها لتلك المعلومات، بالإضافة إلى تحليلها لتطورات قضية التحرش الجنسي بشكل عام، كما تقوم في التقرير بتوثيق وتقييم جميع أنشطتها وتعاوناتها مع المبادرات الأخرى على مدار العام.
كيف أبلغ عن التحرش؟
في حال كنت أحد المتعرضات للتحرش في مصر، ورغبت في التواصل مع خريطة التحرش للتبليغ عن التحرش، أو في حال كنت تنوين التطوع في صفوف مبادرة خريطة التحرش، فيمكنك التواصل مع المبادرة من خلال:
- موقع مبادرة خريطة التحرش الإلكتروني
- إرسال رسالة قصيرة (SMS) على الرقم: 6069
- البريد الإلكتروني للاستفسارات العامة: info@harassmap.org
- البريد الإلكتروني للتواصل الإعلامي: media@harassmap.org
- البريد الإلكتروني للتطوع مع خريطة التحرش: volunteer@harassmap.org