في اليوم العالمي للفتاة كيف نواجه العنف ضد الفتيات؟
يعد العنف ضد النساء من الأزمات الشائعة خصوصاً في الدول النامية التي تعاني فيها الفتيات من أشكال وآثار قاسية ومدمرة للعنف، لذا سنتناول في هذا المقال كافة جوانب العنف ضد الفتيات وصولاً إلى الحلول العملية غير التقليدية.
بمناسبة اليوم العالمي للفتاة يمكننا التذكير بتعريف الأمم المتحدة لمفهوم العنف ضد المرأة بأنه أي فعل من أفعال العنف المعتمد على التمييز بنوع الجنس، والذي ينتج عنه فعلياً أو يحتمل أن ينتج عنه أذى أو معاناة من أي نوع سواء كانت جنسية أو جسدية أو عقلية، ويشمل مجرد التهديد بالقيام بالعنف أو الإكراه على القيام بفعل معين ضد رغبتها، كما يعرف أحد أشكاله بأنه الحرمان التعسفي من الحرية أيا كانت سواء خاصة أو عامة.
بعض مظاهر العنف ضد الفتيات
1-التمييز: ينتشر التمييز بناءً على الجنس، حيث تفضل بعض المجتمعات الذكور على النساء وتمنحهم مرتبة أعلى ومميزات أكثر من الفتيات.
2-غياب التعليم: حوالي 70 مليون فتاة لا تذهب إلى المدارس النظامية.
3-الزواج القسري: فتاة من بين كل سبع فتيات من عمر 15-19 عاماً تجبرن على الزواج القسري وهو ما يصنف على أنه عنف أسري.
4-الوفاة: تسجل حالة وفاة لفتاة كل 10 دقائق بسبب العنف.
5-الاستغلال: تعمل الفتيات من سن 5-14 عاماً على مستوى العالم في الواجبات المنزلية بمتوسط أكثر من 160 مليون ساعة عن الذكور.
6-تدني الأجور: هناك تدني في أجور الفتيات حول العالم مقابل زيادة تصل إلى الأضعاف مقارنة بالرجال.
7-غياب القوانين: لا توجد تشريعات أو قوانين صارمة تتعلق بعقاب سريع لمرتكبي العنف ضد النساء.
ما أشكال العنف ضد الفتيات؟
1-الإيذاء البدني
ويشمل تعرض الفتيات للضرب أو العنف بالأسلحة البيضاء والآلات الحادة أو تلقي اللكمات أو التشويه، أو المنع من تلقي العلاج اللازم أو المنع من تناول الطعام والذي يؤثر على الصحة الجسدية للفتاة.
2-العنف الجنسي
ويتضمن إجبار الفتيات وإخضاعهن بالإكراه لممارسة الجنس دون رغبتهن، أو هتك عرضهن بأية طريقة أو وسيلة، وهو ما يتسبب لها في الإيذاء النفسي والبدني والمعنوي، كما يعتبر عدم الإشباع الجنسي للفتيات المتزوجات نوعاً من أنواع العنف الجنسي.
3-التحرش
التحرش بالفتيات سواء الجسدي أو اللفظي أحد الجرائم التي تصنف في نطاق العنف.
4-الإيذاء النفسي
هو ممارسة جميع التصرفات التي تؤذي المرأة نفسياً، مثل الحط من قيمتها وممارسة الضغط النفسي ضدها، وتعريضها للخوف والقهر والظلم الذي يتعبها نفسياً، والابتزاز والتهديد دون وجه حق، ويتضمن ممارسة أي نوع من الإرهاب النفسي، أو التهديد، أو التخويف ضد الفتيات.
5-الإيذاء اللفظي
سماع الفتاة الألفاظ الخادشة للحياء تعتبر من أشكال العنف، فالسب والقذف والألقاب غير اللائقة في المنزل أو الشارع أو العمل أو مكان الدراسة كلها تقع ضمن نطاق جرائم العنف، لما تسببه من مشكلات نفسية وبدنية.
6-الحرمان المادي
منع الفتيات من حقوقها المادية الكاملة، أو عدم توفير احتياجاتها الأساسية، مثل حرمانها من الميراث أو الاستيلاء على مالها، أو مصادرة راتبها كل هذه تعد أنماط متنوعة للعنف ضد الفتيات.
7-زواج القاصرات
تزويج الآباء في بعض الدول العربية للقاصرات في سن صغيرة جداً يعد من أشكال العنف ضد الفتيات.
تشير الدراسات حول العنف ضد النساء إلى أن حوالي 45% من حالات العنف ضدهم تؤدي في النهاية إلى الإصابة بآثار جسدية مدمرة، ويمكن أن تكون الآثار النفسية للعنف بعيدة المدى، بالإضافة إلى أن 85% ممن تعرضن إلى أشكال العنف المختلفة كشفن عن معاناتهن من آثار نفسية جسيمة.
وتكشف الدراسة عن أن الآثار الجسدية للعنف تشمل حدوث كسور في العظام، أو حروق في مناطق متفرقة من الجسد أو ارتجاج في المخ، أو ثقب في الأذن، أو فقدان الشعر أو جزء منه، بالإضافة إلى آلام شديدة في المفاصل والعضلات والصدر، وفقدان الأسنان والكدمات في العين.
ومن الآثار المترتبة على العنف والإيذاء الجنسي، نقل الأمراض، وآلام الأعضاء التناسلية، والحمل غير المرغوب، أو الإجهاض، أو تشويه الأعضاء التناسلية.
آثار الإيذاء النفسي تنوعت ما بين القلق المزمن أو فقدان الذاكرة أو قلة التركيز، أو انحراف السلوك الشخصي، أو عدم احترام الذات، أو سرعة الغضب، أو الانطواء والاكتئاب، والوسواس القهري، والميل للانتحار.
هناك العديد من الاتفاقيات الدولية والمواثيق التي تجرم العنف ضد النساء، ولكن لا يوجد التزام عالمي بها، بل على العكس تزيد معدلات العنف ضد الفتيات.
لذا يجب على الفتيات أنفسهن التحرك للدخول على خط المواجهة مع العنف المتزايد ضدهم بعيداً عن الحلول التقليدية عن طريق:
1-إطلاق حملات إعلامية
يجب على الفتيات سواء في بلدانهن أو في الخارج إطلاق حملات محلية أو إطلاق حملات عالمية لمواجهة العنف ضدهن، وهل هناك مثال أبرز من حملة me too للكشف عن المتحرشين والتي لاقت صدى عالمي، بل وتمت إدانة بعض المتحرشين من المشاهير حول العالم، وهو ما يثبت أن الحملات ذات جدوى فعلية.
2-الاهتمام بنشر الثقافة
يمكن أن تتعرض الفتيات لعنف وهي لا تعلم في الحقيقة أنه عنف ولكنها تتعامل معه على أنه نوع آخر من الانتهاكات، لذا وعي الفتيات هو ما سيجعل من مواجهة العنف ضدهم ممكناً.
3-التحلي بالشجاعة
يجب على الفتيات التحلي بالشجاعة الكافية لكشف وفضح الانتهاكات وطلب المساعدة وعدم الخوف من العواقب لأنها قضية عادلة ويجب الدفاع عنها.
4-الاستقلالية المادية
محاولة الفتاة تحقيق الاستقلالية المادية سيحررها من العديد من القيود خصوصا في الدول النامية التي تزيد فيها معدلات الانتهاكات ضد الفتيات بسبب عدم قدرتهن على تلبية احتياجاتهم الأساسية لعدم وجود مورد دخل.
5-مناهضة التمييز
يجب على كل فتاة أن تجعل من مناهضة التمييز قضيتها الخاصة للتخلص من تفضيل الذكور عليهن في المنزل والعمل والحياة عموماً لأنها يمكن أن تحل جزء كبير من المشكلة.
6-اللجوء للجهات المختصة
هناك العديد من الجمعيات والمنظمات النسائية التي تقدم العون للناجيات من العنف وتساعدهن في تجاوز الأزمات التي يتعرضن لها وآثارها لذا يجب عدم التردد في طلب المساعدة من هذه الجهات.
وفي النهاية، لا يمكن إخفاء تفاقم أزمة العنف ضد الفتيات، وزيادة معدلات العنف ولكن هذا لا يمنع ضرورة المواجهة الشاملة والتذكير بالحلول غير التقليدية، التي يجب اللجوء إليها على مدار العام وفي المناسبات المختلفة مثل اليوم العالمي للفتاة.