تأثير الألعاب الإلكترونية على المراهقين والحد من ضررها

كيف يتأثر المراهقون بالألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو! تعرفوا أكثر إلى أثر الألعاب الإلكترونية على المراهق وكيفية حمايته من أضرارها
تأثير الألعاب الإلكترونية على المراهقين والحد من ضررها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تأثير الألعاب الإلكترونية على المراهقين وصحتهم النفسية والعقلية والجسدية وأدائهم الأكاديمي هو أكثر ما يثير قلق الوالدين في هذا العمر، وذلك نظراً لتعلق المراهقين الشديد بهذا النوع من الألعاب وفي كثير من الأحيان الإدمان عليها، والحقيقية أنه هنا تكمن المشكلة حيث لا يوجد تأثير سلبي فعلي وكبير للألعاب الإلكترونية بحد ذاتها، لكن الإدمان عليها وإساءة اختيار الألعاب قد تكون له نتائج مقلقة على حياة المراهق خلال المراهقة وربما مدى الحياة!

أبرز آثار وأضرار الألعاب الإلكترونية للمراهقين تتعلق بإدمان ألعاب الفيديو وقضاء وقت طويل جداً في اللعب، ما يؤثر من جهة على أداء المراهقين الدراسي والاجتماعي، ومن جهة أخرى على حالتهم النفسية، كما يتداخل مع تكوين شخصيتهم وقيمهم بشكل كبير بسبب خصوصية هذه المرحلة العمرية.

تشير الدراسات الحديثة أن حوالي 90% من الأطفال والمراهقين يلعبون ألعاب الفيديو بوسائل مختلفة بشكل يومي! كما يشغل المراهقون تحت 18 سنة حوالي 20% من مقاعد اللاعبين المحترفين في البطولات وقنوات البث المباشر ووسائل التواصل الاجتماعي.

animate
  • الوصول لمرحلة إدمان الألعاب الإلكترونية: الخطر الحقيقي للألعاب الإلكترونية في مرحلة المراهقة هي تحولها من طريقة للتسلية والترفيه عند المراهق، لعادة يدمن عليها ولا يمكنه تركها وسلوك قهري لا يمكنه التحكم به، حيث قد يشعر بالقلق إذا لم يتم مهمة معينة في اللعبة، وقد يشعر بالتوتر إذا لم يتمكن من اللعب لسببٍ ما، فتصبح ألعاب الفيديو جزءً لا يمكن السيطرة عليه من تفكير حتى وهو في المدرسة أو في زيارة عائلية.
  • تراجع الأداء الدراسي للمراهق بسبب الألعاب: عندما تتحول ألعاب الفيديو عند المراهق لإدمان فإنها سوف تشغل الجزء الأكبر من تفكيره ووقته، وكثيراً ما يتعارض هذا مع واجباته نحو الدراسة والامتحانات، حيث تأخذ من الوقت والتركيز الذي يجب أن يخصص للدراسة، وبالتالي ينعكس ذلك على أدائه الدراسي بشكل ملحوظ.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية: عادةً ما يخرج المراهقون مع بعضهم للتنزه والتسلية، أو يزورون بعضهم في المنازل للجلوس والاجتماع أو حتى الدراسة، ولكن إدمان المراهق على الألعاب الإلكترونية يجعله لا يفضل هذه الأنشطة ويشعر فيها بالملل، ويريد دائماَ أن يعود للمنزل لممارسة ألعاب الفيديو، وحتى داخل المنزل ينعزل المراهق للكثير من الوقت في غرفته ولا يشارك أسرته جلساتهم.
  • التأثّر بالمشاهد العنيفة في الألعاب: بعض ألعاب الفيديو تعتبر ذات محتوى عنيف بطبيعتها وتتضمن مشاهد ومهام عنيفة مثل الضرب والقتل وإطلاق النار والتفجير والحروب وحوادث السيارات وغيرها، وتعرض المراهق لهذا النوع من المحتوى بشكل كبير قد يجعله ينظر لها على أنها أشياء طبيعية وعادية، ويصبح أكثر تقبلاً مع الوقت لهذا النوع من العنف.
    وبالتالي يفقد بعض نواحي التعاطف في شخصيته والإحساس بالآخرين، وينمي شخصية عنيفة يمكن أن ترتكب أعمال عنف في المستقبل، مثل استخدام الأسلحة أو قيادة السيارات بشكل متهور.
  • إضاعة الكثير من الوقت: إدمان المراهق للألعاب الإلكترونية يأخذ الكثير من وقته وليس فقط وقت فراغه، ما يجعله يفرغ مزيداً من الوقت للعب على حساب المهام الأساسية المتوقع منه أداؤها، مثل الدراسة والمساعدة في المهام المنزلية والتواصل مع الآخرين.
  • الألعاب قد تسبب اضطرابات في سلوك المراهق: بما أن مرحلة المراهقة هي مرحلة تكوين الشخصية واكتساب القيم والمعايير التي تتحكم بالسلوك، فإن إدمان الألعاب الإلكترونية قد يكون له تأثير مباشر على سلوك المراهقين وشخصياتهم، من جهة ستكون الألعاب سبباً للخلاف المستمر والحاد مع الأهل، ومن جهة أخرى يكتسب المراهق بعض الأفكار والرغبات والدوافع من خلال الألعاب التي يمارسها.
  • إجهاد العين: أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية تتعرض عين المراهق للضوء الأزرق وسطوع الشاشات المستمر، كما تتحرك العين بكل الاتجاهات وبشكل سريع حتى تتبع أحداث اللعبة، أضف إلى ذلك أن المراهق غالباً ما يمارس ألعاب الفيديو مع إطفاء الأنوار في الغرفة التي يجلس فيها، وهذا كله يسبب إجهاد للعين خاصة إذا كان يمضي ساعات طويلة في اللعب.
  • قلة الحركة وانخفاض النشاط: إدمان المراهق على ألعاب الفيديو يجعله أقل نشاطاً ورغبةً بالخروج من المنزل للقيام بأنشطة حركية مثل لعب كرة القدم أو اتباع دورات رياضية أو التنزه وغير ذلك، وقلة الحركة هذه قد تؤدي لبعض المشاكل مثل الإصابة بالسمنة أو الخمول، وما يرتبط بذلك من مشاكل صحة.
  • الإصابة بالصداع: عادة ما تخرج من ألعاب الفيديو الكثير من الأصوات والصور والمشاهد المتقلبة، وكل ذلك يكون مع التركيز الشديد من قبل المراهق وتتبع أحداث اللعبة باهتمام، وهذه الحالة كثيراً ما تؤدي لإصابة المراهق بحالات الصداع المستمر.
  • اضطرابات النوم: يتأثر نوم المراهق المدمن على الألعاب الإلكترونية ويحتمل أن يصاب ببعض اضطرابات النوم مثل القلق أو الأرق أو حتى كثرة النوم، وخاصة إذا كان يلعب قبل النوم مباشرة أو أثناء التواجد في السرير، حيث يتعرض لما يسمى للشاشة الزرقاء التي تسبب القلق، كما أن التركيز الشديد أثناء النهار بالألعاب يؤدي لإرهاق العين والدماغ، وقد يسبب النوم الكثير عند المراهقين.
  • المعناة من مشاكل صحية عدة: بسبب الحالة الجسدية التي تفرضها ألعاب الفيديو مثل الجلوس ساعات طويلة والتركيز الشديد في اللعبة والاقتراب من الشاشة وغير ذلك، يحدث مع المراهق الكثير من الأعراض الصحية مثل ألم الظهر والرقبة والتهاب أعصاب اليد، النعاس والخمول، القلق والتوتر.
  • زيادة حدة الاضطرابات النفسية والعقلية: لا يمكن القول حتى الآن أن ألعاب الفيديو سبب للإصابة باضطرابات نفسية أو عقلية بشكل كامل، لكن المؤكّد أن الإدمان على أنواع معينة من ألعاب الفيديو قد يزيد من حدة بعض الاضطرابات العقلية والنفسية التي تظهر عادةً في سن المراهقة، مثل اضطرابات الاكتئاب والقلق، واضطرابات الشخصية الاعتمادية والنرجسية والانطوائية والعدوانية على سبيل المثال لا الحصر.
  • زيادة مستوى التركيز عند المراهق: تزيد بعض أنواع الألعاب الإلكترونية من حالة التركيز والانتباه والتذكر عند المراهق، وتعلمه كيفية تتبع الخطوات وسرعة البديهة والبحث عن الاحتمالات، وخاصة تلك الألعاب التي تتضمن الألغاز والخطط التي تتطلب حفظ وتذكر وتجريب بدائل واحتمالات والانتباه لكل التفاصيل لكشف الأسرار والنجاح بالمهمة.
  • تمضية بعض الوقت والترفيه للمراهق: إذا كان استخدام المراهق للألعاب الإلكترونية لا يصل لدرجة الإدمان وضمن حدود معقولة، فإن هذه الألعاب فعلاً ترفه عن المراهق وتشغل بعض أوقات فراغه.
  • تعلم بعض مهارات حل المشكلات: بعض الألعاب الإلكترونية تتضمن متاهات أو ألغاز وتتطلب من اللاعب البحث عن الحلول، وهذا ينمي لدى المراهق مهارة حل المشكلات ودراسة التفاصيل وتتبع أفضل الحلول، ووضع الفرضيات وتجريبها للوصل لحل المشكلة في اللعبة، حتى وسائل الغش في ألعاب الفيديو يمكن اعتبارها من أبواب تعلّم حل المشكلات!
  • تعلم استخدام التكنولوجيا: حتى يتعلم المراهق كيفية النجاح والاحتراف بالألعاب الإلكترونية فإن ذلك يتطلب منه مهارة في استخدام الأجهزة التي تشغل هذه الألعاب، مثل الأجهزة الخليوية والكومبيوتر ووحدان الألعاب، كما يتطلب منه قراءة التوجيهات والتعليمات المتعلقة بتشغيل اللعبة واختيار بعض الخيارات، وكل ذلك يساعد المراهق في تعلم استخدام أدوات التكنولوجيا بشكل أفضل.
  • تجنب التعلق ببعض العادات السيئة: قد يكتسب المراهق عاداتٍ سيئة بسبب المرحلة العمرية التي يمر بها وأصدقاء السوء وغيرها من العوامل، مثل التدخين أو تعاطي المخدرات أو الهروب من المدرسة أو الانتماء لعصابات الأشرار، وانشغال المراهق بألعاب الفيديو تحت مراقبة الوالدين قد يشغله إلى حد ما عن مثل هذه الأمور، حيث يجد تسليته ومتعته أكثر في هذه الألعاب.
  • الحصول على فرص لكسب المال: أصبحت الألعاب الالكترونية سوق قائم بذاته، ويمكن للمراهقين كسب أموال طائلة من الألعاب، سواء من خلال إنشاء قنوات البث المباشر وحسابات التواصل الاجتماعي المخصصة بالألعاب، أو المشاركة في بطولات الألعاب الإلكترونية، لكن هناك أيضاً ما يشبه السوق السوداء التي قد تورط المراهق في عمليات تربّح مشبوهة، كما أن هذا الكسب المبكر قد يكون سبباً في انفصال مبكّر عن الأهل!
  1. تحديد أوقات اللعب: يجب أن يقوم الأهل بالاتفاق مع المراهق بتخصيص وقت معين لممارسة ألعاب الفيديو، مثل أن يلعب ساعة واحدة يومياً، ويمكن إطالة المدة في بعض الأوقات الاستثنائية مثل شعور المراهق بالملل وعدم وجود واجبات أو في الإجازات.
  2. ربط وقت اللعب بإنجاز المهمات: أهم خطوات علاج المراهق المدمن على الألعاب الإلكترونية أن نعمل على إعادة ترتيب أولوياته، من خلال وضع الوقت المخصص للعب في المكان الصحيح في سلم الأولويات، وربط الوصول إلى الألعاب بإنجاز المهام الأهم مثل الواجبات المدرسية والمنزلية.
  3. اللعب في ظروف صحية: من الأفضل تأمين المستلزمات التي تحافظ على صحة المراهق أثناء اللعب، مثل استخدام كراسي مريحة، ووضع حماية للعين على الشاشة أو نظارات مخصصة أثناء اللعب للحفاظ على صحة العينين، أو استخدام مقابض لعب لاسلكية لا تحتاج اقتراب المراهق بشكل كبير من الشاشة، بالإضافة لوضع إنارة الغرفة بشكل مناسب.
  4. تجنب بعض أنواع الألعاب الإلكترونية: بعض الألعاب الإلكترونية تتضمن محتوى غير مناسب، مثل العنف والتهور والعدوان، أو حتى المحتوى الجنسي أحياناً، ومن الأفضل تشجيع المراهق وتحفيزه على استبدال هذه الأنواع بتلك التي تحتوي على خطط وحاجة للذكاء وألغاز.
  5. تنويع الأنشطة الواقعية: يجب أن يحصل المراهق على أنشطة مختلفة خلال يومه وعدم الاكتفاء بالألعاب الإلكترونية، فيجب أن ينقسم أوقات الترفيه والفراغ، بين أنشطة رياضية ممتعة مثل كرة القدم، ولعب الألعاب الإلكترونية وتنمية مواهب معينة مثل الرسم أو الموسيقى، أو الذهاب في رحلات تعليمية أو ترفيهية، أو السباحة في فصل الصيف، والكثير من الأنشطة الأخرى.
  6. مشاركة المراهق في اللعب: المشاركة في لعب الألعاب الإلكترونية مع المراهقين من شأنها أن تقرب بين الأهل وابنهم المراهق من جهة، وأن تساعدهم أيضاً على مراقبة المحتوى الذي يتعرض له طفلهم والألعاب التي يلعبها، كما أن المشاركة تساعد على تنظيم الوقت.
  7. تشجيع العلاقات الاجتماعية: يجب أن يتم تشجيع المراهق على الحفاظ على علاقاته الاجتماعية وتكوين علاقات جديدة إذا أمكن ذلك، من خلال التشجيع على الخروج مع الأصدقاء، والجلوس مع أفراد الأسرة والزوار والأقرباء، إلحاق المراهق في أنشطة جماعية وغير ذلك، حتى لا يصبح شخص منعزل يفضل البقاء أمام الشاشة بدلاً من الاجتماع مع الآخرين.

تقول صاحبة الاستشارة أن طفلها المراهق عمره 12 سنة مدمن على الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو ولا تستطيع السيطرة عليه، وتعلّقه بالألعاب الإلكترونية جعله عنيداً وغير اجتماعي، يرفض الخروج من البيت ولا يحب العلاقات الاجتماعية أو الزيارات، لذلك لجأت إلى مجتمع حِلّوها لطلب الاستشارة.

أجابتها الخبيرة في حِلّوها ميساء نحلاوي أن عليها وضع قوانين صارمة لتنظيم أوقات اللعب لطفلها المراهق، وهذا لا يعني حرمانه تماماً من الألعاب الإلكترونية، لكن تحديد وقت معقول ومحدد لا يتخطاه، بالتزامن مع العمل على إعادة دمجه في علاقات اجتماعية مناسبة مثل تسجيله في نادٍ رياضي، مع أهمية توعيته بأضرار إدمان الألعاب الإلكترونية في سنه.

اقرأ الاستشارة كاملة وآراء الخبراء والقراء وشارك أيضاً برأيك من خلال النقر على الرابط "كيف اخلص ابني من الالعاب الالكترونية؟".

المراجع