اختيار اسم المولود وآداب تسمية الأبناء في الإسلام

ما هي آداب تسمية الأبناء في الإسلام! تعرف على قواعد وآداب اختيار اسم المولود في الإسلام والأسماء المستحبة والمكروهة
اختيار اسم المولود وآداب تسمية الأبناء في الإسلام
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

آداب تسمية الأبناء في الإسلام من الأشياء الأساسية والضرورية التي يجب أن يفكر فيها المسلم قبل اختيار اسم لابنه أو ابنته، فالاسم سوف يرتبط بالمولود بشكل دائم على اختلاف مراحل حياته، ويجب أن يكون اسم يليق به ولا يسبب له الحرج والخجل أو يتنافى مع قواعد وآداب التسمية في الإسلام، فما هي آداب تسمية المولود، وما هي الأسماء المحرمة والمكروهة والمحببة عند الله؟

يعتمد اختيار اسم للمولود في الإسلام على مبدأ الإحسان في التسمية لأن الله تعالى كرّم الإنسان واسمه يجب ألّا ينتقص من هذه الكرامة، لذلك يجب أن يكون الاسم حسن المعنى واللفظ ولا ينطوي على دلالة تقلل من قيمة حامله بحالٍ من الأحوال، ولذلك تعتبر الأسماء ذات المعاني المسيئة مكروهةً في الإسلام وفي بعض درجاتها محرّمة.

من شروط اختيار الاسم للأبناء في الإسلام أن يكون الاسم معروف المعنى والمصدر وحسن المعنى، وأن يليق بالابن أو الابنة على مدار الحياة، مع تحريم الأسماء التي في معانيها كفرٌ أو شِرك، وكراهة الأسماء التي تدل على اللهو أو الضعة أو تنسب المولود لمن فيه هذه الصفات، واستحباب الأسماء ذات المصدر الإسلامي مثل أسماء الأنبياء والصحابة وبعض صفات الله عزّ وجل.

animate

قال الرسول صلى الله عليه وسلّم عن تسمية المولود: "تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الأسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا‏:‏ حَارِثٌ، وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا‏:‏ حَرْبٌ، وَمُرَّةُ‏". وقد كره لنا النبي صلى الله عليه وسلّم اسم حربٍ لما في الحرب من مرارة ومعانٍ قبيحة وكذلك اسم مرّة، وأحب لنا اسم حارثٍ وهمّام لمعانيها الجميلة.

كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في أسامي الأبناء: "إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ، وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ" فعند اختيار اسم المولود لا بد أن يليق هذا الاسم أن ينادى به صاحبه يوم القيامة.

وقد أشار الإمام الطبري إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلّم غيّر بعض أسماء الأشخاص لتكون دلالاتها صادقة، وذلك أن وجه الكراهة في بعض الأسماء أن تكون صفةً إذا سمعها الشخص نفر من صاحبها وإن لم تكن في حامل الاسم حقيقةً.

  • اختيار أسماء معروفة المعنى والمصدر: يجب أن يكون الأهل على دراية بمعنى الاسم الذي سوف يطلقانه على ابنيهما، ويجب أن يكون ذو معنى واضح ومعروف من قبلها ومحيطهما، حتى لا يتنافى جهلاً منهما مع الدين الإسلامي أو تضمنه أي معاني أو دلالات محرمة أو مكروهة، لهذا يفضل الابتعاد عن الأسماء مجهولة المعنى.
  • اختيار اسم للمولود معناه جميل: يفضل البحث عن أسماء جميلة ومحببة في الإسلام، من ناحية حتى يتمكن الطفل من الافتخار باسمه عندما يكبر، ومن ناحية أخرى لتجنب الأسماء ذات المعاني السيئة.
  • أن يليق الاسم بحامله في جميع مراحل حياته: يجب اختيار اسم يبقى مناسب من حيث المعنى واللفظ لجميع مراحل حياة الإنسان، فالطفل اليوم هو صغير حالياً، وبعدها سوف يصبح شاب، ثم يصبح رجل ثم شيخ، وسوف يكون في يوم من الأيام أب لأبناء، ولا يجب أن يتضمن الاسم معاني وإشارات تهينه أو تقلل من شأنه.
  • من المستحب أن يكون الاسم من المصدر الإسلامي: استيحاء أسماء الأبناء من المصادر الإسلامية أو المعاني المحببة في الدين الإسلامي مثل القرآن الكريم، وأسماء الأنبياء، والتعبيد الله، والاسماء المستوحاة من الجنة، وأسماء الصحابة، وزوجاتهم، وأسماء الشخصيات الصالحية في الإسلام، ما لم تتضمن معاني مكروهة أو محرمة في الإسلام.
  • تجنب التسمية عمداً على أسماء المغنين والراقصين: فعند الاقتداء بالاسم يجب الاقتداء بالشخصيات الصالحة مثل الانبياء والصحابة والأولياء، بدلاً من اللحاق بأسماء من يمارسون أنشطة وأعمال قد يكون فيها معصية.
  • التعبيد لغير الله عز وجل: العبودية لله وحده والتعبيد لغير الله تعالى من الوسائل المحرمة في الإسلام، فهي تحمل معاني الشرك والكفر، ومن الأمثلة التي كانت شائعة عن التعبيد لغير الله تعالى (عبد شمس، عبد مناف، عبد رسول) وحتى اليوم قد يستخدم البعض هذه الطريقة في التسمية جهلاً بحكمها الشرعي، لذا فهذا النوع من الأسماء يعتبر غير جائز ويجب تجنبه اختياره كاسم للمولود، وتغيره إذا كان قد سمي وانقضى الأمر.
  • الأسماء التي تتضمن إذلالاً لصاحب الاسم: بعض الأسماء وجهلاً بمعانيها قد تتضمن معاني فيها إذلال لصاحب الاسم أو نوع من التحقير والتصغير، ومن أمثلة ذلك شحاد شحدة وشحادة، وألقاب مثل لقيط أو كريه أو منحوس، فهذه الأسماء توصف صاحبها بصفات مستهجنة وغير محببة ما يؤدي لتصغير شأنه وإذلاله، وقد يتعرض للاستهزاء والتنمر والسخرية بسبب اسمه.
  • الأسماء التي خص بها الله نفسه سبحانه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أخنعُ اسمٍ عند اللهِ تبارك وتعالى يومَ القيامةِ رجلٌ تَسمى ملكَ الأملاكِ" أخرجه بخاري ومسلم.
    وعلى هذا فلا يجوز التسمية بشكل مباشر ببعض أسماء الله الحسنى بدون التعبيد مثل الله الرحمن، الرحيم، الرب، الخالق، الجبار، وملك الملوك، كما أن استخدام باقي أسماء الله الحسنى التي يجوز أن تطلق على العبد مثل وبديع ونور ورؤوف يجب أن يحذف منها التعريف، فالتعريف بها هو خاص بالله سبحانه، وبشكل عام من الأفضل إسباق أسماء الله الحسنى بالتعبيد.
  • الأسماء الدالة على معاني الكفر: كان يطلق على الأولاد أسماء أو ألقاب تدل على معاني الكفر مثل إبليس وشيطان ومشرك وكفور، وهي من العادات المحرمة في التسمية أو التلقيب، ويجب تجنب هذه الأسماء وتغيرها من قبل صاحبها إذا سمي بها وقضي الأمر.
  • أسماء الكفار من أعداء الإسلام: لا يجوز إطلاق أسماء ترجع للكفار المعروفين من أعداء الإسلام مثل فرعون وهامان وقارون وطاغوت وأبو لهب وأبو جهل، فهؤلاء أشخاص عادوا الدين الإسلامي وحاربوه ويجب عدم الاقتداء بهم، بالفعل أو بالتسمية.
  • الأسماء التي تصف أصحابها بصفات سيئة: بعض الصفات قد يطلقها الإباء على أبنائهم في التسمية دون الإدراك أنها مكروهة في الإسلام وتدل على سوء طباع أو صفات حامل الاسم، مثل قتل وموت وجهل أو جهول، أو حرب ومرة اللذين جاء ذكرهما أنهما من أقبح الأسماء بالحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأسماء ذات المعاني والصفات السيئة تعد من أقبح الأسماء.
  • الأسماء ذات الدلالات الجنسية والشهوانية: بعض الأسماء توحي بدلالات جنسية أو شهوانية وقد تعطي انطباع جنسي عن صاحبها وخاصة بالنسبة للبنات مثل فاتنة ومفاتن وجسيمة وشهية.
  • التسمي بأسماء تدل على المعاصي أو تشير لها: من المكروه اختيار أسماء للموالد الجدد تدل على معاصي مثل زاني قاتل سارق، ومن الأسماء المشهورة والشائعة من هذا النوع عاصي.
  • الأسماء التي تعطي تزكية مبالغ بها: ذهب البعض لأن الأسماء التي تعطي صاحبها قدر أعظم من قدره وهو لا يناسب الناس العاديين من دون الأنبياء تعد مكروهة في التسمية، فقد ورد في هذا قوله تعالى (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم 32.
    وقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) النساء 49.
    ومن الأمثلة الشائعة لهذه الحالة التسمية بأسماء الله الحسنى والأسماء التي يليها كلمة دين أو الإسلام مثل عز الدين أو معز الإسلام، فعز الدين مثلاً يشير لأن صاحب الاسم قد أعز دين الإسلام بعد ذل، وهذا أمر مرفوض حيث أن الدين يأخذ عزه ومجده من الله عز وجل.
    ومما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام بتغير اسم زوجته برة وأسماها زينب رضي الله عنها، كما استبدل اسم عاصية باسم جميلة واسم بره باسم جويرية لزوجته جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
  • الأسماء المشتقة من النار ومعانيها: النار جهنم هما دار العذاب والعقاب الآخرة التي جاء بها وعيد الله سبحانه للكفرة والمشركين والمرتدين والعصاة في الدين الإسلامي، ومن المكروه التسمية بها أو بالأسماء المشتقة منها، ومن الأمثلة الشائعة لذلك شهاب وشعلة ونار ولهب ولهيب وحارق.
  • الأسماء التي تتضمن المعاصي: بعض الأسماء تأتي على صيغة اسم الفاعل من أفعال المعصية لله عز وجل أو الأشياء المحرمة والكبائر في الإسلام، ومن المكروه التسمية بهذه الأسماء، مثل سكران وعاصي وزاني وقاتل.
  • أسماء الأنبياء: أنبياء الله تعالى هم أشرف الخلق وأقدسهم والاقتداء بهم بالفعل والطباع وحتى التسمية يمنح الإنسان البركة والخير، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتسمى بأسماء الأنبياء، بالإضافة لذلك فإن الأنبياء عليهم السلام هم مصطفين دوناً عن الخلق من الله عز وجل وأسمائهم الكريمة مذكورة في القرآن الكريم والكتب السماوية، فكل ذلك يجعل أسماء الأنبياء عليهم السلام من أحب الأسماء إلى الله تعالى.
  • عبد الله وعبد الرحمن: يعد أسماء عبد الله وعبد الرحمن من أحب الأسماء إلى الله تعالى حيث روى أبو داود عن أبي وهب الجشمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومُرة" صححه الألباني في صحصح أبو داوود، لهذه فيعد هذين الاسمين أحب الأسماء إلى الله تعالى، ومنه يمكن أن نستنتج أن التعبيد لله تعالى بمختلف أسمائه الحسنى يعتبر من الطرق المحببة في التسمية.
  • التعبيد لله بجميع أسمائه: أسماء الله الحسنى جميعها تدل عليه سبحانه وجل جلاله، والتعبيد لأسمائه الحسنى يعطي صاحب الاسم الخير والبركة، ويدل على تقرب العبد من ربه والسعي لنيل رضاه سبحانه.
  • اسم زينب: يعتبر اسم زينب من الأسماء المحببة في الإسلام وذلك اقتداءً برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث عمد إلى تغير اسم أحد زوجاته زينب رضي الله عنها وهي بره اختار لها اسم زينب، كما أنه صلى الله عليه وسلم اختار هذا الاسم الشريف لواحدة من بناته وهي زينب بنت محمد رضي الله عنها، وأفضل ما يمكن للعبد فعله هو الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق في تسمية بناته.
  • اسم جويرية: جويرية بنت الحارث هي أحد زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمها بره واستبدله صلى الله عليه وسلم باسم جويرية.
  • أسماء أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم: جميع أسماء أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم تعتبر من الأسماء المحببة في الإسلام سواء للبنات أو الذكور، فهذه الأسماء جميها قام باختيارها بنفسه، ونحن إذا نبحث عن اسم مناسب لأبنائنا وبناتنا يجب أن نتشرب في تقليد خيارات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

المراجع