كيفية تحسين نفسية الطفل وعلامات مشاكل الأطفال النفسية

اكتشفي أهم علامات المشاكل النفسية عند طفلك ووسائل تحسين نفسية الطفل والحفاظ على حالته النفسية مستقرة!
كيفية تحسين نفسية الطفل وعلامات مشاكل الأطفال النفسية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كيفية تحسين نفسية الطفل ورعاية الصحة العقلية والعاطفية والنفسية للأطفال من المواضيع شديدة الأهمية في سياق العملية التربوية، نظراً لتأثير الحالة النفسية للطفل على مجمل جوانب حياته الاجتماعية والعاطفية والدراسية والمهنية مستقبلاً، ونظراً لتأثيرها المباشر على جودة الحياة التي يعيشها الطفل، في هذا المقال نقدم بعض المعلومات حول كيفية الحفاظ على نفسية الطفل، وعلاج المشاكل النفسية التي قد يعاني منها.

كيف أحافظ على نفسية طفلي؟ أهم خطوات تحسين نفسية الطفل والحفاظ على نفسيته مستقرة ومتوازنة هو الحفاظ على التواصل مع الطفل بشكل مستمر، التواصل العاطفي واللفظي والجسدي، والذي يعتبر المدخل الأساسي لفهم هواجس طفلك ومخاوفه، وتقديم المساعدة له، كما أن التواصل بحد ذاته من وسائل بناء نفسية الطفل المتوازنة:

  1. الحفاظ على علاقة جيدة مع الطفل: العلاقة الجيدة بين الوالدين وطفلهما من أهم الشروط لتحسين الصحة النفسية للطفل، فهذه العلاقة تجعل الطفل يشعر بمحبة والديه واهتمامهما به وأن له مكانة وشأن كبيرين لديهما، أضف إلى ذلك أن هذه العلاقة الإيجابية تساعد في استخدام نهج تربوي صحيح يلعب أيضاً دور هام في صحة الطفل النفسية.
  2. اتباع نمط تربية متوازن: السلوك والأسلوب التربوي الصحيح والمتوازن يعد أيضاً من الضروريات للحفاظ على صحة طفلك النفسية، فنمط التربية المتساهل أو المهمل أو السلطوي كل له نتائجه السلبية على تربية الطفل ومن ثم صحته النفسية، لذا يفضل اتباع نمط تربوي متساهل يأخذ بالاعتبار مشاعر الطفل وواجباته وحقوقه ومسؤولياته.
  3. إتاحة الفرصة لتنمية علاقات اجتماعية صحية: حصول الطفل على علاقات اجتماعية مرضية مع الأقران والأقرباء والأشخاص المحيطين به، يجعله يعيش حياة طبيعية، ويرى كيف يعيش الآخرين ويحاول الانسجام والتناغم معهم، ما يبعده إلى حد ما تطور المشاكل النفسية، ويجعله يشعر بالانتماء وأنه ليس وحيداً وهذا أيضاً يخفف الضغوط النفسية التي قد يمر بها الأطفال.
  4. تحقيق رغبات الطفل وضمان عدم شعوره بالنقص: سعي الأهل لتحقيق الرغبات المعقولة للطفل بحيث لا يكون أقل من اقرانه، يجعله يشعر بمحبة واحترام لذاته، وأنه ليس أقل شأن من أقرانه المحيطين به، وبالتالي يكون أقل عرضة للإصابة ببعض المشاكل النفسية مثل فقدان الثقة بالنفس أو الشعور بالنقص أو الذنب وغير ذلك.
  5. الحفاظ على نمط حياة صحي للطفل: يجب أن يتضمن نمط حياة الطفل رونين إيجابي فيما يتعلق بالطعام والنوم والخروج ومواعيد كل شيء في المنزل، مع اتاحة الفرصة لبعض الوقت للعب والأنشطة الحرة، فذلك يجعل الطفل يشعر بالمسؤولة بشكل عام، ويشعر بحريته لبعض الوقت، وهي أشياء مهمة لتربية طفل سوي يتمتع بصحة نفسية جيدة.
  6. إتاحة الفرصة للعب والأنشطة المحببة للأطفال: اللعب والتسلية والحركة والاستكشاف والتجريب، جميعها من أساسيات مرحلة الطفولة، ويجب أن يحصل الطفل على قدر كافي من هذه الأشياء حتى ينشأ في أجواء تدعم صحته النفسية وتشعره أنه لم يحرم من شيء.
  7. دعم هوايات الطفل ومهاراته أو قدراته الخاصة: في حال وجود مهارة أو هواية أو قدرة خاصة عند الطفل، فينصح دائماً بدعم هذا الجانب للطفل ومساعدته على تنميته وتطويره، فهذا يكسب الطفل ثقة بالنفس واحترام للذات، ومتعة في ممارسة هواياته ورغباته، وهذا يجعل الطفل يشعر بالراحة النفسية ويخفف عنه الضغوط.
  8. شغل وقت الطفل بأنشطة مسلية: الطفل ليس لديه عمل أو الكثير من المسؤوليات، ويجب إيجاد وسائل تشعر الطفل بالمتعة والتسلية في أوقات الفراغ، وبنفس الوقت تكون أشياء مفيدة، حتى لا يشعر الطفل بالملل وبالتالي نمو أفكار سلبية تؤثر على شخصيته ونفسيته.
  9. الاهتمام شعور الطفل بالأمان: كثيراً ما قد تنشأ بعض الهواجس والمخاوف عند الأطفال، مثل الخوف من أشياء وخرافات وهمية، أو الخوف من قصص سمع عنها، أو مشاهد تلفزيونية مرعبة تعرض لها، ويجب العمل على إشعار الطفل بالأمان والحماية وشرح حقيقة هذه الأشياء له، فعندما يشعر الطفل بالأمان يعيش بسلام داخلي يبعده عن أي اضطرابات نفسية.
animate
  • السلوكيات العدوانية والغضب: تعد السلوكيات العدوانية عند الطفل وكثرة الغضب، إشارة إلى أنه يتعرض لضغط نفسي أو عاطفي معين، قد يكون شعور مؤقت ولحظي لا يلبس أن يزول، وأحياناً قد تنتج هذه العدوانية عن ضغط نفسي متراكم ومزمن.
  • ضعف التواصل والتفاعل: الطفل الذي يعاني من ضغوط أو اضطرابات نفسية، لا يرغب كثيراً بالتفاعل مع الآخرين أو التواصل معهم، فلا يلعب مع الأصدقاء أو لا يشعر بالسعادة عند اللعب معهم، لا يهتم بالأنشطة والمشاريع الأسرية، وكأنه منزعج من شيء ينغص عليه أسلوب حياته.
  • الشعور بالنقص والدونية: من الحالات المنتشرة أن يشعر الطفل بالنقص وكأن الآخرين أفضل منه، ولا يشعر بالرضا عن ذاته وينظر دائماً لغيره بإعجاب وغيره، وهذا ينتج عن مشاعر الدونية وفقدان الثقة بالنفس عند الطفل، وعدم تقدير الذات بشكل جيد.
  • وجود مشاكل في نمط تناول الطعام: يتأثر طعام الطفل كثيراً بحالته النفسية والعاطفية، فقد يصبح الطفل شره أكثر نحو الطعام، أو قد يرفض تناول الطعام وتخف شهيته على أطعمة كان يحبها سابقاً، أو قد تقل كمية الطعام التي يتناولها بشكل عام، فشعوره بالضغط النفسي والعاطفي يفقده شهيته على الطعام.
  • المعاناة من مشاكل النوم: الحالة النفسية للطفل تنعكس أيضاً على نمط ورتين النوم لديه، فالطفل الذي يعاني من اضطرابات نفسية قد يزيد عدد ساعات نومه، أو يمر بحالات القلق والأرق وعدم النوم الليلي أو كثرة النوم النهاري وغيرها من أعراض تطرأ فجأة على نمط نوم الطفل.
  • الاختلاف عن الأطفال الآخرين: يبدو على الطفل الذي يعاني من ضغط أو مشكلة نفسيه أنه يختلف عن أقرانه في بعض الجوانب مثلاً في الاهتمامات والرغبات والميول والسلوكيات أو ظهور سلوكيات غير طبيعية وجديدة على الطفل.
    أما الطفل الذي يعاني من أمراض نفسية وعقلية صعبة ومعقدة، فهذا يكون واضح عليه أنه يختلف تماماً في نواحي القدرات والامكانيات والسلوكيات عن الطفل السليم، مثل حالات التوحد أو متلازمة داون، أو التخلف العقلي أو غيرها.
  • التأخر النمائي عند الطفل: من أهم علامات الحالات النفسية أو المشاكل النفسية عند الأطفال تأخر نموهم الإدراكي والسلوكي بشكل خاص وفي بعض الحالات قد تؤثر الحالة النفسية على النمو الجسدي أيضاً، على سبيل المثال التأخر في الكلام أو تعلّم الحمام أو التأخر عن أقرانه في اتقان المهارات الاجتماعية أو فهم الأوامر، جميع هذه المشاكل قد تشير لوجود مشكلة نفسية عند الطفل، لكنها أيضاً قد ترتبط بأسباب أخرى.
  • ظهور بعض مشاكل الطفولة الشائعة: قد تدل بعض اضطرابات الطفولة على أن الطفل يعاني من حالة نفسية خاصة، على سبيل المثال التبوّل اللاإرادي، وضع الإصبع بالفم وقضم الأظافر للأطفال فوق 5 سنوات، العدوانية المفرطة مثل العض والضرب.
  • وجود مخاوف كبيرة لدى الطفل: إذا كان طفلك يعاني من مخاوف وهواجس غير طبيعية وأكثر من الأطفال الطبيعيين، مثل الرهاب أو الهلع أو الفوبيات، فغالباً ذلك يدل على معاناته من اضطراب نفسي يحتاج لتشخيص وعلاج متخصص.
  • عدم الرغبة باللعب: معاناة الطفل من مشكلة نفسية في جانب معين في شخصيته، يجعله غير مهتم بشكل كبير باللعب والتفاعل والأنشطة على اختلاف أنواعها، فإذا كان الطفل لا يلعب ويتحرك ويقفز مثل باقي الأطفال فيحتمل أنه يعاني من مشكلة نفسية.
  • فقدان الطفل للثقة بالنفس: يعد فقدان الثقة بالنفس من علامات معانة الطفل من مشكلة نفسية معينة، مثل الشعور بالنقص والدونية، أو الشعور بالفشل وضعف الإمكانات، أو وجود مخاوف وهواجس نفسية أو حالات رهاب وفوبيا.
  • كثرة الشكوى عند الطفل: صحيح أن الأطفال بشكل عام دائمي التذمر، ولكن أحياناً يكون التذمر وكثرة الشكوى دليل على وجود مشكلة معينة في شخصية الطفل، فهو يتذمر حتى من الأشياء البسيطة ولا يعجبه شيء، ودائم الشعور بأنه مهمل وأنه يحتاج للاهتمام، وهذا قد يشير لوجود مشكلة عاطفية لدى الطفل، مثل الإهمال العاطفي أو الغيرة.
  • تغير طارئ في الرغبات والاهتمامات والسلوكيات: الاضطراب والصدمات النفسية والعاطفية، تظهر بشكل جلي على نمط حياة الطفل وسلوكياته، لذا فإن ملاحظة تغير في اهتمامات الطفل ورغباته وسلوكياته بشكل مفاجئ، ودون وجود تفسير منطقي لها، قد يشير لمروره بحالة نفسية معينة.
animate

أولى خطوات علاج الطفل نفسياً هي الحصول على التشخيص الدقيق والتخصصي بناء على الأعراض التي يعاني منها الطفل، واللجوء إلى المتخصصين يساعد على فهم السلوكيات الطبيعية وغير الطبيعية، وأسباب السلوكيات المضطربة أو غير الطبيعية وكيفية إدارتها بشكل منفصل، ومن أهم خطوات علاج الطفل نفسياً:

  • التشخيص المبكر لحالة الطفل النفسية: ملاحظة سلوكيات الطفل وكلامه واهتماماته وأفعاله دون مبالغة أو حجز حرية أو زيادة في المخاوف والتفسير السلبي لأي شيء، يفيد في تقدير وجود مشكلة نفسية لدى الطفل ومن ثم عرضه على مختص للحصول على تشخيص مبكر لأي اضطراب، والعمل على علاجه أو الحد منه قبل أن ينمو ويتطور ويصبح أكثر تعقيداً.
  • تقديم الدعم النفسي والعاطفي في الأزمات: عند مرور الطفل بأزمات نفسية بسبب مشكلات كبيرة أو مواقف مخيفة أو صدمات عاطفية ونفسية، يجب تقديم الدعم له من قبل الأهل والقائمين على تربيته أو حتى من قبل المختصين إذا لزم الأمر، فإذا لم يتم استيعاب هذه الصدمات وتفريغ الشحنات العاطفية المرتبطة بها، فقد تنعكس سلباً على شخصية وحالة الطفل النفسية في المستقبل.
  • تنمية الثقة بالنفس لدى الطفل: تعد الثقة بالنفس دون غرور ونرجسية شرط هام جداً في سياق الحفاظ على الصحة النفسية للطفل، وعند العمل على علاج الطفل من أي اضطراب أو مرض أو عارض نفسي، فيجب التركيز على ثقته بنفسه وببعض الأشخاص المهمين في حياته، فهذه الثقة هي العامل الضروري لدعم عملية علاجه.
  • دمج الطفل اجتماعياً: حصول الطفل على علاقات اجتماعية وتواجده في أنشطة جماعية مثل الألعاب والاجتماعات العائلية والأسرية والرحلات والنزهات العائلية أو الأسرية، ووجود علاقة جيدة مع أهله ومع مدرسيه والأشخاص المحيطين به، يفيد الطفل في استعادة اتزانه النفسي ويشجعه على تقبل العلاج، وأحياناً قد يساعده على التخلص من بعض الاضطرابات النفسية، أو يوفر له الدعم العاطفي والاجتماعي اللازم للتخلص من الكثير من الأعراض النفسية التي يعاني منها، خاصة تلك التي تكون ذات منشأ اجتماعي.
  • الحصول على دعم تخصصي في حال وجود اضطرابات نفسية: في حال معاناة الطفل من بعض الأزمات أو الاضطرابات النفسية أو العقلية والسلوكية، فقد لا تكفي وسائل العلاج المنزلية والعادية.
    ويحتاج لعلاج منهجي متخصص يقوم على دراسة الحالة بشكل دقيق، واختبارات نفسية لتشخيص الحالة ومعرفة أبعادها، ومن ثم وضع خطة علاجية مناسبة لحالة الطفل قد تتضمن جلسات دعم نفسي، وقد تحتاج لتناول بعض الأدوية مثل مضادات القلق والاكتئاب، أو علاج مشاكل جسدية تؤثر على الطفل نفسياً.
  • نمط التربية السيء: تعرض الطفل لنمط تربوي سيء، مثل التربية القاسية والسلطوية أو الدلال الزائد، أو الإهمال التربوي أو العاطفي، أو العنف والاعتداء من قبل أحد الوالدين أو كلاهما، كلها أسباب قد يكون لها آثار سلبية على الصحة النفسية والعاطفية للطفل.
  • التعرض لصدمات نفسية وعاطفية: قد يمر الطفل بأحداث في حياته تسبب له صدمات نفسية وعاطفية، مثل وفاة شخص عزيز، أو فقدان مستوى معيشي معين، أو الانتقال من حي لآخر أو من مدرسة لأخرى، أو مشكلات بين الوالدين، كل هذه الأحداث تسبب للطفل اضطرابات نفسية تسمى اضطراب ما بعد الصدمة، وقد يكون لها آثار مزمنة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
  • المرور بتجارب ومواقف قاسية: تنتج أحياناً بعض المشكلات والأعراض النفسية عند الطفل نتيجة المرور بتجربة قاسية مثل التعرض لمرض صعب، أو حادث أليم، أو مشاهدة شخص يتعرض للأذى، أو المرور بأحداث عنف أو كوراث طبيعية، أو حروب، فهذا النوع من التجارب والمواقف في كثير من الأحيان يسبب له مخاوف وهواجس نفسية وعاطفية.
  • الحرمان الاجتماعي: بعض الأطفال ولأسباب تتعلق بأسرهم يتربوا في جو من العزلة والوحدة، مثل الغربة أو كثرة التنقل، أو الخلافات العائلية، وهذه الظروف قد تسبب للأطفال حالات من الشعور بالوحدة، والاكتئاب وتجنب الناس وفقدان المهارات الاجتماعية.
  • التعرض لسوء المعاملة والتنمر والاعتداء: الكثير من الأطفال يتعرضون لسوء معاملة مختلفة الأشكال، مثل التعرض للتنمر في المدرسة أو الحي، أو التعرض لحالات اعتداء من قبل أشخاص مجهولية، أو حالات تحرش لفظي أو جسدي، أو اعتداء جنسي أو اغتصاب وغيرها، وكل هذه الحالات يكون لها وقع عاطفي سيء على نفسية الطفل.
  • وجود تاريخ عائلي أو أسباب وراثية للاضطرابات النفسية: أحياناً ينتج الاضطراب النفسي عند الطفل لأسباب وراثية، وغالباً ما يكون أحد والدي الطفل يعاني من نفس الاضطراب، وأحياناً أخرى فإن تربية الطفل مع والد يعاني من اضطراب نفسي في جانب ما، قد يؤدي لنشوء نفس الاضطراب لدى الطفل.

المراجع