تأثير كثرة الرضاعة على الطفل وعلامات إفراط الرضاعة
هل يوجد تأثير لكثرة الرضاعة على الطفل؟ كثيراً ما تتبادل الأمهات الجدد الأحاديث والنصائح حول شؤون الأطفال من رضاعة ورعاية وتغذية وغيرها، وربما يعتبر موضوع الرضاعة هو الأكثر طرحاً واهتماما بين الامهات، في هذا المقال سوف نتعرف على أسباب كثرة الرضاعة عند الطفل وعلاماتها وتأثيراتها.
كثرة الرضاعة للطفل قد تكون سبباً في حدوث مشاكل هضمية للرضيع منها صعوبة الهضم وكثرة التقيؤ والانتفاخ والمغص المستمر، كما قد تسبب كثرة إرضاع الطفل على المدى الطويل زيادة الوزن، وأهم تأثيرات كثرة الرضاعة على الطفل:
- زيادة وزن الرضيع: تؤثر الرضاعة الزائدة على الطفل من خلال زيادة الوزن بشكل غير طبيعي وغير منتظم وذلك بسبب استهلاكه كمية زائدة عن حاجته من الحليب، فيجب على الأم تنظيم عدد الرضعات والمدة بين كل رضعة ومراقبة وزن الطفل بشل دوري، وعدم إجبار الطفل على الرضاعة والبحث عن سبب رفض الطفل للرضاعة أو انخفاض معدل الرضعات عن المعدل الطبيعي.
- التقيؤ المتكرر: التقيؤ هو عادة طبيعية عند معظم الأطفال الرضع وخاصة حديثي الولادة منهم ولكن استهلاك الطفل كميات زائدة عن حاجته من الحليب تدفعه للتقيؤ الزائد و باستمرار وارجاع الحليب وعدم قبوله وهذا يخلق مشاكل في الجهاز الهضمي للرضيع.
- عدم القدرة على التعبير عن الجوع والشبع: عند ارضاع الطفل كميات حليب كثيرة وفائضة عن حاجته بشكل مستمر يؤدي إلى عدم معرفة ما إذا وصل الطفل إلى مرحلة الشباع أم أنه بحاجة الى مزيد من الرضاعة، فربما يكون الطفل شبع ولكن اعتاد على طلب المزيد من الحليب.
- إصابة الرضيع باضطرابات هضمية: كثرة الرضاعة تؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي لدى الطفل، بحيث يصعب على الجهاز الهضمي معالجة الكمية الزائدة من الحليب وهذا يؤدي الى اضطرابات هضمية ويزيد من نسبة الاصابة بأمراض الجهاز الهضمي
- معاناة الرضيع من الغازات والانتفاخ: هي من الأعراض الشائعة عند الكثير من الأطفال ولها عدة أسباب، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الانتفاخ وزيادة الغازات هو الإكثار من الرضاعة الذي يؤدي الى امتلاء معدة الطفل بشكل زائد وغير طبيعي.
- عدم فهم رغبة الطفل: أحد أسباب رضاعة الطفل الزائدة هي عدم القدرة على معرفة ما إذا كان الطفل بحالة جوع أو أنه يبكي لسبب آخر، وليس بالضرورة أن يكون الطفل قد شبع عندما يترك الرضاعة فربما يكون تعب من الرضاعة أو تألم من شيء ما.
- النوم أثناء الرضاعة: عند نوم الطفل أثناء الرضاعة قد يستمر بالرضاعة حتى لو وصل لمرحلة الاشباع فيجب على الأم الانتباه الى كمية الحليب والى مدة الرضاعة وذلك لتفادي اعطائه كمية زائدة من الحليب.
- الرضاعة السريعة: تدفق الحليب للطفل بسرعة وبشكل مستمر دون استراحة يؤدي إلى أخذ الطفل كمية زائدة من الحليب تفوق حاجته وقد تسبب الاختناق، ولذلك يجب مراعاة عدم السرعة في إرضاع الطفل.
- اضطراب النوم عن الرضيع: عدم انتظام النوم يرتبط بعض الأحيان بعدم انتظام الرضاعة ويؤدي الى استهلاك كميات زائدة من الحليب خاصة عند الطفل المعتاد على الرضاعة في كل مرة يستيقظ فيها من النوم.
- صعوبة الرضاعة: يعاني معظم الأطفال حديثي الولادة والخدج بشكل خاص من عدم القدرة على الامساك بثدي الأم بشكل صحيح وصعوبة المص منه وذلك يقلل من كمية الحليب المستخرج من الثدي وبنفس الوقت يزيد من مدة الرضاعة، فينصح في هذه الحالة اللجوء للرضاعة الصناعية، وذلك للتأكد من حصول الطفل الرضيع على الكمية الكافية التي يحتاجها جسمه للنمو.
من المؤكد أن الرضاعة الطبيعية هي الخيار الأفضل عند الأمهات ولكن في بعض الحالات تلجأ بعض الأمهات إلى الرضاعة الصناعية، وقد في بعض الحالات قد يكون هناك تأثيرات سلبية للرضاعة الصناعية ومنها:
- التأثير على الترابط العاطفي: الرضاعة الصناعية تضعف من العلاقة العاطفية بين الأم ورضيعها، بينما الرضاعة الطبيعية تعزز الترابط العاطفي بين الأم والرضيع.
- التأثير على وزن الطفل: تساعد الرضاعة الصناعية في زيادة وزن الطفل الرضيع وخاصة إذا كانت مصاحبة للرضاعة الطبيعية، ولكن قد يتعرض الطفل لمشاكل تتمثل في قلة ادرار حليب الأم واعتياد الطفل على الرضاعة الصناعية ورفض حليب الأم.
- التعرض للأمراض: زيادة احتمالية التعرض لأمراض الجهاز التنفسي والإسهال والتهاب الأذن، لأن بعض أنواع الحليب لا تحوي نسبة كافية من الأجسام والمواد المضادة للميكروبات.
- تلوث الحليب: قد يتعرض الحليب الصناعي للتلوث بالجراثيم والبكتريا الموجودة بالبيئة المحيطة، ويحدث ذلك أثناء تحضير الحليب وبسبب عدم التعقيم الدوري لعلبة الحليب وحلمة الرضاعة.
- البصق المستمر: البصق هو عادة طبيعية عند معظم الأطفال أثناء الرضاعة أو بعد الانتهاء منها ولكن يجب مراقبة ما إذا كان الطفل يبصق بكميات كبيرة فذلك يدل على في بعض الأحيان على استهلاك الطفل كمية زائدة من الحليب.
- كثرة التقيؤ: يعتبر التقيؤ شائع عند الأغلبية العظمى من الأطفال حديثي الولادة وخاصة في الأشهر الثلاث الأولى ولكن يجب التدخل في حال زيادة التقيؤ ومعرفة السبب وراء ذلك من خلال الحرص على اعطاء الطفل حاجته من الحليب دون زيادة، فالارتجاع المباشر بعد رفض الطفل الرضاعة هو أحد مؤشرات الرضاعة الزائدة.
- البكاء بعد الرضاعة: بكاء الطفل أثناء أو بعد الرضاعة ينذر بوجود مشكلة يعاني منها، واحدى المشاكل هي الرضاعة الزائدة عن حاجته فيجب على الأم الانتباه والالتزام بكمية الرضاعة المناسبة للطفل.
- كثرة التجشؤ: التجشؤ هو عادة طبيعية عند الأطفال حديثي الولادة ولكن يجب الانتباه عند تجشؤ الطفل بكثرة ومرات عديدة لأن ذلك من علامات الرضاعة الزائدة.
- اضطراب النوم: الرضاعة الزائدة يمكن أن تؤدي الى اضطراب النوم عند الطفل، لذلك يجب مراقبة نوم الطفل لأن عدم انتظامه من علامات الرضاعة الزائدة، خاصة إذا ترافق ذلك مع باقي العلامات الأخرى، لأن اضطرابات النوم قد ترجع لأسباب عديدة غير كثرة الرضاعة.
- التوقف المفاجئ عن الرضاعة: من علامات الرضاعة الزائدة عند الأطفال حديثي الولادة هو التوقف المفاجئ عن الرضاعة فذلك يعني أن الطفل وصل مرحلة الاشباع وأخذ الكمية الكافية التي يحتاجها، فيجب في هذه الحالة التوقف عن ارضاعه ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار الكمية المعتادة للرضاعة والتأكد من أن الطفل اكتفى من الرضاعة.
تعتقد الكثير من الأمهات أن الرضاعة الزائدة للطفل تعزز من صحته وتزيد من وزنه وتسرع نموه ولكن يجب الانتباه الى أن الافراط في الرضاعة قد يسبب عدة مشاكل وأضرار للطفل منها:
- تعزز من زيادة الدهون: استهلاك الرضيع كمية زائدة عن حاجته من الحليب تعزز من تشكل الدهون بشكل زائد عن الوضع الطبيعي وهذا يؤدي زيادة احتمال الاصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة.
- التسبب باضطرابات ومشاكل جسدية: الافراط في الرضاعة يجعل الرضيع أكثر عرضةً لظهور أعراض جسدية عديدة مثل عسر الهضم وصعوبة في التنفس والشعور بالغثيان، ويضعف مناعة الجسم.
- كثرة الغازات والانتفاخ: يتعرض معظم الأطفال الرضع لانتفاخ البطن والغازات ولكن إذا رضع الطفل كمية زائدة عن حاجته فقد يحدث انتفاخ غير طبيعي وصعوبة في تعامل الجهاز الهضمي للرضيع مع الكمية الزائدة.
- الشعور بالنعاس: يعتاد معظم الأطفال الرضع على النوم بعد الرضاعة، ولكن كثرة الرضاعة تجعل الطفل ينام لفترات طويلة وغير منتظمة وهذا يجعل الرضيع في حالة نعاس شبه دائم وخمول ويقلل من تفاعله مع البيئة المحيطة به.
- التهيج وسوء المزاج: الرضاعة الزائدة قد تدخل الطفل في حالة نفسية سيئة وتدفعه للبكاء المستمر ومعاناة الأهل صعوبة كبيرة في ارضائه وتحسين مزاجه.
- هل يمكن أن يرضع الطفل أكثر من حاجته؟ قد يفرط الطفل في الرضاعة وذلك لعدة أسباب ولكن يحتاج الاطفال حديثي الولادة بين 8 و 12 رضعة يومياً وبمعدل رضعة كل ساعتين الى ثلاث ساعات وهذا هو المعدل الطبيعي، فإذا لاحظنا أن الطفل يطلب الرضاعة أكثر من الحصة المخصصة له يجب علينا مراقبة رضاعة الطفل ومعرفة أسباب طلب المزيد من الرضاعة ومعالجة هذه الأسباب أو استشارة الطبيب المختص.
- ما سبب رغبة الرضيع في الرضاعة باستمرار؟ طلب الرضاعة باستمرار له عدة مسببات فربما يكون الرضيع يشعر بالبرد أو أنه يشعر بألم في بطنه أو نفخة فهذا يجعل الطفل يطلب الرضاعة باستمرار لأن الرضاعة والقرب من الأم يشعران الرضيع بالأمان، وأحياناً يمر الطفل في مرحلة نمو سريع وهذا يتطلب مزيد من الغذاء والرضاعة ولذلك يطلب الطفل الرضاعة باستمرار و بكميات أكبر.
- هل من الطبيعي أن يرضع الطفل كل ساعة؟ هذا يتوقف على عمر الطفل الرضيع فإذا كان الرضيع في الأسابيع الأولى من عمره فمن الطبيعي أن يطلب الرضاعة كل ساعة وذلك بسبب صغر حجم معدته التي لا تقوى على احتمال إلا كمية قليلة من الحليب، والرضاعة كل ساعة لحديثي الولادة تكون مفيدة للطفل وذلك لتدريبه على الرضاعة وبنفس الوقت تساعد على ادرار حليب الأم.
- طفلي يرضع كثيراً هل هذا طبيعي؟ لا داعي للقلق من كثرة رضاعة الطفل وخاصة في الأيام والأسابيع الأولى ولكن مع مرور الوقت وزيادة عمر الطفل يمكن أن يتم التحكم بعدد الرضعات في اليوم والكميات المخصصة للرضيع.
- هل كثرة الرضاعة تزيد وزن الطفل؟ بالتأكيد هناك تناسب طردي بين كثرة الرضاعة وزيادة الوزن وخاصة الرضاعة الطبيعية، ولكن يجب الانتباه إلى أن زيادة الوزن غير الطبيعية قد تكون مضرة للطفل وتعرضه لأمراض عديدة، لذلك ينصح بعدم إعطاء الرضيع أكثر من حاجته من الرضاعة، وبنفس الوقت مراقبة معدل نمو الطفل واكتساب الوزن و مقارنته بالحدود الطبيعية.