سبب دوران الطفل حول نفسه وهل يدل على مرض؟

تعرفي إلى أهم أسباب دوران الطفل حول نفسه وعلى ماذا يدل وهل دوران الطفل يدل على التوحد؟
سبب دوران الطفل حول نفسه وهل يدل على مرض؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

دوران الطفل حول نفسه من السلوكيات الحركية الملاحظة جداً عند الأطفال على اختلاف أشكالها في كافة الأعمار، فمن التدحرج بشكل دائري في العمر الصغير، إلى حركات الشقلبة والدوران الافقي، أو حركة القفز والدوران مرات متتالية، وأخيراً فتح اليدين والدوران باستمرار حتى فقدان التوازن والسقوط، فما أسباب دوران الأطفال حول ذاتهم، وما الفائدة من هذه الحركة ومضارها، وهل دوران الطفل حول نفسه سلوك طبيعي؟ أم قد يشير لأبعاد صحية نفسية أو جسدية؟

دوران الطفل حول نفسه يعتبر سلوكاً طبيعياً ومشتركاً بين معظم الأطفال ويعتبر شكلاً من أشكال اللعب، مع ذلك قد يكون دوران الطفل حول ذاته غير طبيعي ويدعو للقلق إذا ترافق هذا السلوك مع أعراض أخرى تشير إلى مشاكل عصبية أو عقلية نفسية، مثل ضعف التركيز وفرط النشاط العام، وعدم القدرة على التواصل، والمبالغة في تكرار الأنماط السلوكية المتكررة، وبهذه الحالة قد يدل دوران الطفل على مشاكل مثل فرط الحركة والنشاط أو التوحد أو اضطرابات نفسية أو عقلية أخرى. 

دوران الطفل حول ذاته قد يكون حالةً طبيعية وإيجابية وربما ضرورية في بعض الأحيان، وقد يأتي بأشكال عديدة ومتنوعة، من شقلبة أو تدحرج أو دوران في وضعية الوقوف أو حتى تدوير الأشياء، أو تفضيل الألعاب التي تتضمن حركات دائرية، ويكون الدوران مفيداً في تمرين الطفل لذاته على التوازن، وتنمية نظامه الحسي الحركي، وفهم حدود جسده وأبعاده.

وقد يشير دوران الطفل حول نفسه لحالات مرضية في أحيان أخرى وقد يكون لها نتائج سلبية، هنا الأمر يتوقف على بعض المعاير والمتغيرات، منها مثلاً مدى تكرار الطفل لهذه الحركة، وما الأعراض التي تترافق معها، ومدى صعوبة إيقاف الطفل عن الدوران، ومدى استمرارية هذا السلوك بمعنى هل هو سلوك دائم وثابت، أم أنه مجرد لعب يظهر في بعض الأحيان ويختفي في أحيان أخرى.

animate
  • اللعب والشعور بالمتعة: في أغلب الحالات يكون سلوك الدوران عند الطفل أمر طبيعي، وهو مجرد لعب وتسلية، فعندما يدور الطفل ويشعر ببعض الدوار جراء ذلك، ويفقد توازنه لفترة قصيرة، يشعر بأن هذا أمر غريب، ويرغب بتكراره بدافع اللعب والحماس لتجربة هذا الشعور مرة أخرى، وهنا يكون الأمر مجرد زيادة في النشاط تظهر أحياناً وينساها في أحيان أخرى.
  • التحفيز الدماغي: تشير بعض الفرضيات العلمية لأن الدماغ يحفز الطفل على الدوران، فهي الطريقة التي تعلم بها الطفل الحركة، من تدوير رأسه وتتبع الأشياء في عمر صغير جداً، إلى الشقلبة والتدرج للانتقال من مكان لآخر بعد فترة معينة، ثم يتطور الأمر لدوران الطفل حول نفسه بعد تعلمه الوقوف والمشي، وكأن الدماغ يدرب نفسه على فهم أبعاد الجسد وحدوده وأفضل الطرق للحركة واستكشاف المحيط، والتنسيق بين حركات الجسد وحواسه، وهذا ما يسمى عملية التكامل الحسي.
  • البحث عن التوازن: عملية دوران الطفل حول نفسه تساعده في التدرب على تحقيق التوازن، فمن خلال عملية الدوران والسقوط ثم الوقوف والدوران من جديد، يحاول الطفل اختبار أفضل الطرق للوقوف من الدوران، وكيف وأين يجب أن يضع قدمه لتحقيق ثبات أكبر عند الدوران، وهل سوف يشعر بالدوار إن أغمض عينيه، وتارة يجرب فيما إذا كان سوف يستطيع الانتقال من مكان لآخر أثناء الدوران، وكأن الطفل يستكشف بعض قدراته من خلال عملية الدوران.
  • وجود اضطراب نفسي أو عقلي: في بعض الأحيان قد يدل سلوك الدوران لوجود مشكلة نفسية أو عقلية عند الطفل، مثل حالات فرط الحركة والنشاط حيث يدور الطفل لأنه لا يعرف ماذا يفعل ولديه رغبة شديدة في الحركة، وأحياناً قد يدل على أحد اضطرابات طيف التوحد حيث أن طفل التوحد ولأسباب غير واضحة يحب الحركات الدائرية المتكررة ويرغب بالدوران حول ذاته أو حول مركز معين أو حتى تدوير الأشياء التي يستطيع التحكم بحركتها، وكأن الدوران حركة تساعده على تخفيف التوتر والتركيز.
  • وجود قصور في التكامل الحسي: يقصد بالتكامل الحسي هو حالة الانسجام بين حركة الجسم وحواسه، وفي حال وجود قصور في التكامل الحسي فقد تظهر أعراض وسلوكيات عدة عند الطفل، منها الاهتزاز أو المشي على الأصابع، أو الدوران حول الذات أو حول مركز معين، وكأن الطفل يقوم بمحاولات لتحقيق نوع من التوازن أو التكامل الحسي ما يشعره بالراحة عند الدوران.
  1. إذا كان دوران الطفل حول نفسه على شكل نوبات منتظمة أو شبه منتظمة.
  2. إذا استمر دوران الطفل حول نفسه لوقت طويل في النوبة الواحدة (أكثر من 5 دقائق).
  3. عندما يكون من الصعب منع الطفل عن الدوران أو تشتيته بشيء آخر.
  4. إذا تزامن دوران الطفل حول نفسه مع حالة من فقدان التركيز والانتباه.
  5. إذا ترافق دوران الطفل حول نفسه مع حركات أخرى غير طبيعية مثل الرفرفة باليدين أو الاهتزاز القهري.
  6. عندما يكون دوران الطفل حول نفسه غير مرتبطاً بمحفزات مثل الموسيقى أو المشاعر.
  7. عندما يبدي الطفل سلوكاً عدوانياً بسبب محاولة تشتيته عن الدوران أو إيقافه.

نعم في بعض الأحيان يكون دوران الطفل حول ذاته من علامات التوحد أو أحد أعراضه، ولكنها ليست علامة أكيدة وشاملة، بمعنى ليس كل طفل يدور حول نفسه هو مصاب بالتوحد، حيث أن دوران الطفل حول ذاته قد يكون له أسباب وحالات عديدة أخرى لا تكون بالضرورة ناتجة عن التوحد.

فمن المعروف عن طفل التوحد أن يحب الحركات الدائرية وتدوير الأشياء والدوران حول ذاته وحول مركز معين، وأن هذا السلوك يشعره بالراحة والاسترخاء مع عدم معرفة السبب في هذا، ولكن لتحديد فيما إذا كان الطفل مصاباً بالتوحد فإنه يحتاج لتشخيص يدرس أعراض واختبارات عدة أخرى، مثل القدرات العقلية، ومدى السوية النفسية والاجتماعية، ومستوى التركيز والانتباه.

أفضل طريقة لإيقاف الطفل عن الدوران حول نفسه تعتمد على تشتيت انتباه الطفل عن الدوران إلى نشاط آخر، وذلك من خلال دعوة الطفل لممارسة نشاط يحبه وإيقاف المحفز على الدوران أو تغيير وضعيته الجسدية دون إجباره على التوقف عن الدوران، وهذه الطريقة هي لإيقاف نوبة دوران الطفل حول نفسه وليس لعلاج المشكلة بشكل جذري.

يجب تجنب إجبار الطفل التوقف عن الدوران بعنف أو بطريقة غير مناسبة، ففي الحالات الطبيعية يسبب الإيقاف العنيف عن الدوران شكلاً من أشكال الصدمة عند الطفل كما يجعله أكثر عناداً وربما يزيد من سلوك الدوران حول ذاته، وفي الحالات المرضية مثل التوحد يعتبر الإيقاف القصري عن الحركات الإرادية سلوكاً شديد الأذى للطفل.

  • طلب استشارة تخصصية: أول خطوة في علاج دوران الطفل حول نفسه هي الحصول على استشارة متخصصة من طبيب الأطفال لتقييم سلوك الدوران عند الطفل إن كان طبيعياً أم مرتبطاً بأحد اضطرابات الطفولة العصبية والعقلية، وبناء عليه يتم وضع استراتيجية مدروسة لعلاج سلوك الدوران حول الذات عند الطفل.
  • لفت انتباه الطفل لأنشطة أخرى: قد يكرر الطفل سلوك الدوران حول نفسه ويتحول لديه لمشكلة نتيجة عدم معرفته أو إيجاد متعته في أنشطة أخرى، وهنا يجب على الأهل محاولة لفت انتباهه لأنشطة جديدة، مثل اللعب بألعاب الفيديو، أو قراءة القصص، أو اللعب مع الأقران، فكل هذه الأنشطة تعتبر أنشطة ممتعة بالنسبة للأطفال، وتقلل من احتمال تعوّده على سلوك الدوران حول الذات.
  • إبعاد الطفل عن محفزات الدوران: بعض الأشياء قد تكون محفزة للطفل حتى يدور حول نفسه أو حول مركز معين، مثل وجود بساط فيه نقش أو رسمة معينة تعتبر كمركز أو ومنصة تشجع الطفل على الوقوف فوقها والدوران حول نفسه، أو وجود غرفة فارغة من الأثاث في المنزل يشعر فيها الطفل بقدرته على الدوران براحة، فيجب أبعاد مثل هذه الأشياء من محيط الطفل.
  • علاج أي اضطرابات يعاني منها الطفل: قد ينتج سلوك الدوران عند الطفل عن معاناته من مشكلات أو اضطرابات نفسية أو عقلية أو جسدية معينة، والعمل على علاج هذه المشكلات أو تخفيف أعراضها، قد يقلل من سلوك دوران الطفل حول ذاته، مثل اضطراب فرط النشاط، أو قصور التكامل الحسي.
  • تشجيع الطفل على التمارين الذهنية وزيادة التركيز: التمارين والألعاب الذهنية على اختلاف أنواعها مثل السودوكو وألعاب المسابقات والأسئلة والشطرنج والمتاهات والألغاز، كلها أنشطة تلفت انتباه الطفل وتشغل جزء من تفكيره وتساعد في تهدئته، لذا ينصح بتشجيع الطفل على هذه الأنشطة لتخفيف رغبته بالدوران حول الذات.
  • ممارسة التمارين الرياضية: قيام الطفل بممارسة الأنشطة الرياضية على اختلاف أنواعها وأشكالها، لها دور في شعور الطفل بالاسترخاء وتفريغ الطاقة الزائدة، وهذا يقلل من حاجة الطفل للدوران حول نفسه ورغبته في ذلك لتفريغ نشاطه وطاقته.
  • تطوير النظام الحسي الحركي والجهاز الدهليزي: دوران الطفل حول نفسه أو حول مركز معين، يساعده في تطوير ما يسمى بالنظام الحسي الحركي، أو عملية التكامل الحسي، وهو يعني التنسيق بين حركه الجسد وحواسه، فمن خلال الدوران يتحسن إدراك الطفل لجسده ولموقعه في المكان وإدراكه للاتجاهات، وكيف يستطيع التحكم بحركته من حيث الحركة والثبات، وتركيز نظره في شيء معين أو عدة أشياء، وتركيز سمعه مع موسيقى أو صوت معين.
  • التدرب على تحقيق التوازن: عملية الدوران التي يقوم بها الطفل حول نفسه تساعده وتدربه على تحقيق التوازن، فهو أثناء الدوران والسقوط والدوران من جديد وتنسيق حركته وحواسه، يصبح مع الوقت أكثر إدراكاً للحركات التي تساعده على التوازن، وأكثر اتقاناً لكيفية الانطلاق والتوقف وكيف يحرك قدميه بحيث لا يسقط، وكيف يتصرف عند الشعور بالدوار، وكيف يوازن جسده حتى لا يسقط، وكل هذه الأشياء ضرورية في إطار التدرب على التوازن.
  • تفريغ الطاقة الزائدة: سلوك الدوران هو نشاط قوي ومتعب، وبالتالي يحقق بعض فوائد التمارين الرياضية، من حركة وتفريغ للطاقة الزائدة والشعور بالدوار والتعب بعد الدوران، يفيد في تهدئة الطفل وتخفيف توتره والشعور بالراحة، ويعتقد أنه يحسن نوم الطفل.
  • النشاط واللياقة البدنية: عملية الدوران التي يقوم بها الطفل من الأنشطة التي تحتاج لتنسيق عالي بين حركات الجسد والحواس، وسرعة في التوقف والحركة وفي تناوب حركة القدمين أو اليدين إذا كان يقوم بحركات معينة مع الدوران، وهذا كله يعتبر نشاط يساعد في تنمية اللياقة البدنية عند الطفل.
  • تحسين التركيز والانتباه: الفوائد التي يحققها الدوران عند الطفل من تحقيق للتوازن، وتحسين التكامل الحسي والحركي، وصرف الطاقة الزائدة عند الطفل وشعوره بالراحة وتخفيض التوتر، كل ذلك ينعكس إيجاباً على التركيز والانتباه عند الطفل.
  • تطور الدوران لنمط سلوكي قهري: قد يبدأ سلوك الدوران عند الطفل كنشاط طبيعي يكون جزءً من لعب الطفل وحركاته اليومية، ولكن إذا استمر دائماً في هذا السلوك، ووجد به شيئاً ممتعاً وطريقة دائمة لتفريغ التوتر والطاقة، فإنه مع الوقت سوف يتحول لديه لنمط سلوكي فهري ولا يشعر بالراحة إلا إذا قام بالدوران، وهذا قد يكون له آثار اجتماعية ونفسية سيئة.
  • شعور الطفل بالدوار: عندما يبالغ الطفل في الدوران حول نفسه نتيجة شعوره بالحماس والمتعة، فإن سوف يصاب بالدوار، وإذا استمر بالدوران فقد يفقد توازنه ويؤدي به ذلك لعدم القدرة على التوقف، وأحياناً قد يشعر بالغثيان وقد يؤدي للتقيؤ والشعور بالصداع وعدم الراحة لبعض الوقت.
  • فقدان التوازن والسقوط: في معظم الحالات يكثر الطفل من الدوران إلى حد يفقد معه توازنه، وهذا يعرضه للسقوط لمرات عدة، وربما يصاب بالأذى أثناء السقوط، أو يتعرض لصدمات قد تكون مؤذية أو خطيرة أحياناً.
  • التعرض لمواقف اجتماعية مزعجة: إن زيادة واستمرار سلوك الدوران عند الطفل لحد مبالغ فيه، يجعله لا يهتم بألعاب أخرى، وإذا تقدم الطفل بالعمر واستمر في سلوك الدوران، فإن هذه اللعبة لن تكون مفضلة لدى جميع الأطفال ولن يتقبلوها، وهذا قد يسبب ابتعادهم عنه أو عدم مشاركته في الاهتمامات ومصادر المتعة.
  • أضرار مزمنة: من المحتمل أن يؤدي سلوك الدوران الدائم عند الطفل لتطور بعض الأعراض المزمنة، مثل الشعور بالدوخة والانزعاج عند تحريك الرأس بسرعة، وربما قد تؤثر سلباً أيضاً على عملية التوازن.

المراجع