ما هو الحب؟ تعريف الحب وأنواعه وعلامات الوقوع في الحب

ما هو الحب! اكتشف معنى الحب وتعريفه وأنواع الحب الثمانية وكيف فسّر العلم الوقوع في الحب
ما هو الحب؟ تعريف الحب وأنواعه وعلامات الوقوع في الحب
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يا حبُّ ما أنت! كم أنتَ أنتَ... ولا أنت! هكذا عبّر الشاعر محمود درويش عن غموض مشاعر الحب وتعقيدها، ومعظمنا في لحظة ما من حياته يطرح على نفسه السؤال: ما هو الحب؟ لنقترب أكثر من الإجابة عن تعريف الحب ومراحله وأنواعه في هذا المقال.

تعريف الحب أنه شعور قوي بالانجذاب والتعلق بشيء أو شخص ما، وهو مزيج المشاعر والأحاسيس التي تبدو عميقة وقوية، تؤثر تلك المشاعر في الشخص على عدة أصعدة، فكرياً وسلوكياً ونفسياً وفيزيولوجياً، فيصبح الشخص يفكر كثيراً بمن يحب غير متحكماً تجاه ما يحب.

وعادة ما يصاحب شعور الحب حالات عاطفية مختلفة حسب المواقف المختلفة، فالقرب من المحبوب والاستقرار معه يستدعي مشاعر السعادة والرضى والثقة بالنفس وتقبل الذات بينما وجود أسباب تعيق الوصول لما نحب تجعلنا نشعر بالتوتر والانزعاج والحزن والغضب، وقد ينتج عن ذلك بعض التأثيرات الجسدية كالأرق وكثرة التعرق والتلعثم بالكلام وغير ذلك.

وعلى الرغم من أن تعبير الحب له العديد من الأوجه، كالحب الأخوي مثل الحب بين الأصدقاء والحب بين أفراد العائلة، أو الحب للأشياء والأماكن كحب الطعام أو حب الوطن، إلا أن ما يشيع بين معظم الناس عن الحب هو ما يتعلق بتجارب الغرام والعشق التي تجمع بين الرجل والمرأة وتربطهما ببعضهما. [2-1]

animate

تقوم الثقافة الغربية للحب على خمسة أنواع رئيسية مستوحاة من ثقافة الفلسفة الإغريقية القديمة، تلك الأنواع هي الحب الرومانسي والحب الأخوي وحب العائلة والحب العالمي وحب الذات، وقد مُيِّزت أنواع إضافية أكثر حداثة فيما بعد، فأصبحت أنواع الحب المعتمدة في معظم الثقافات ثمانية أنواع للحب هي:

  1. الحب العاطفي الرومانسي (إيروس - Eros):

    ايروس هو إله الحب والخصوبة لدى اليونانيين القدماء، ومنه اشتق هذا النوع من الحب المتعلق بالشغف الرومانسي والانجذاب الجنسي، بحيث أنه يصف مشاعر الإثارة القوية التي تجتاح فكر وسلوك طرفي العلاقة وتجعلهم يتصرفون برومانسية عالية، فيتوقون للعناق والتقبيل وما إلى ذلك من السلوكيات العاطفية الرومانسية الجسدية، ويعتبر هذا النوع من أخطر أنواع الحب لأن المشاعر فيه ذات طابع اندفاعي قوي ذو احتمالية عالية في فقد السيطرة، لذا فإن العلاقات الخاضعة لهذا النوع لا تستمر طويلاً وكثيراً ما تنتهي بكسر قلب أحد الطرفين.
  2. الحب الأخوي أو الودود (فيليا - Philia):

    يشير هذا النوع إلى الحب الحنون والودود الذي تكون الروابط فيه حميمية روحية غير مرتبطة بالرغبات الجسدية والشهوات الجنسية، لذا يدعى بحب الصديق أو الحب الأخوي، فمشاعر الصداقة الحقيقية العميقة والمتأصلة تنصب انصباباً تاماً في حب فيليا، كما أن حب فيليا قد يتطور في العلاقات العاطفية التي تستمر لفترة طويلة حيث تزول الاندفاعات الشهوانية القوية التي كانت تقود العلاقة في بدايتها ويصبح الشخصين الواقعين بالحب مرتبطين روحياً وصديقين بنفس الوقت، لذا كان يعتبر حب فيليا في الثقافة الإغريقية أثمن من حب إيروس، فالعلاقة الرومانسية والعاطفية القوية التي بينيها حب إيروس إما أن تنتهي بعد فترة قصيرة، وإما أن تستمر بتحولها لحب فيليا الهادئ والصحي والأكثر استقراراً.
  3. الحب غير المشروط أو حب العائلة (ستورج - Storge):

    يتشابه هذا الحب مع حب فيليا إلا أنه يعبر عن روابط أكثر قوة ومتانة تجسد التضحية المطلقة بدون انتظار مقابل، لذا تعتبر علاقة أفراد العائلة الواحدة ببعضهم، وخصوصاً بين الآباء والأبناء، الإسقاط الأفضل لحب ستورج، فهو حب مطلق ليس له شروط ولا ينتظر المبادلة ولا ينتهي.
  4. الحب غير الأناني أو الحب العالمي (أغابي - Agape):

    اغابي هو نوع من الحب الروحاني الذي لا يعتمد على الألفة أو الذكريات إنما يتمثل بالتعاطف والإيثار تجاه الآخرين والغرباء، تتجسد رغبات التضحية أيضاً في هذا النوع من الحب لكنها لا توجه لشخص محدد بعينه إنما هو عام لكل الناس، ويُعتقد أن قلة قليلة من البشر قادرين على حمل هذا النوع من الحب على المدى الطويل بعيداً عن الانانية مع الاهتمام برغبات الآخرين واحتياجاتهم ورفاهيتهم.
  5. الحب الغزلي أو الطفولي (لودوس - Ludus):

    لودوس هو الحب اللطيف الذي يتسم بالمرح ويدور حول المتعة بين الشريكين، يشاهد هذا النوع في بدايات العلاقات الغرامية حيث تكون فترة مليئة بالغزل والمرح والضحك والنشاطات الممتعة والمثيرة والسلوكيات المجنونة أو الطفولية في بعض الأحيان، يكون المحفز لذلك هو العاطفة الحماسية والشعور بالاستمتاع بالوقت الذي يقضيه الشريكين معاً، فنرى محادثات لفترات طويلة ولفتات غزلية لطيفة كالورود والهدايا وما إلى ذلك، لذا يُطلق على هذه الفترة احياناً بفترة شهر العسل.
  6. الحب الملتزم أو الدائم (براغما - Pragma):

    بعض التسميات تطلق عليه أيضاً الحب الأبدي، يعبر عن الحب الذي نضج على مدى سنوات عديدة، يتجسد بالالتزام والتفاني والتنازلات التي يبذلها الشريكين بشكل متساوي وإلى أجل غير مسمى سعياً للحفاظ على العلاقة، وهذا ما نراه في بعض العلاقات الزوجية التي استمرت لفترة طويلة وبقيت محافظة على استقرارها.
  7. حب الهوس (مانيا - Mania):

    يتصف هذا النوع بهوس أحد الشريكين بالآخر فيتمثل بالغيرة المفرطة وحب التملك، حيث يُعتقد أن الحافز لهذا النوع من الحب هو غريزة البقاء التي تدفع الشخص إلى الشعور بحاجة ماسة لتملك شريكه للشعور بقيمة الذات وإثبات الوجود، يعد أيضاً هذا الحب من الأنواع الغير صحية والتي تحمل نمطاً من الخطورة بسبب السلوك الاندفاعي الذي يسببه الهوس ونوبات الغضب والغيرة الجنونية التي قد تؤول إلى تصرفات مؤذية تجاه الشريك أو حتى تجاه النفس.
  8. حب الذات (فيلوشيا - Philautia):

    حب الذات عند الإغريق هو ضرورة وصفة أساسية يجب أن يتصف بها كل الناس، فبحسب معتقداتهم يُعتبر فيلوشيا شكل صحي للحب يقود الشخص لمعرفة قيمته وتقدير احتياجاته الشخصية والاهتمام برغباته، فمن الصعب تلقي أنواع الحب الأخرى أو تقدميها لمن لا يحب نفسه ولا يدرك أهمية صحته العاطفية والجسدية.

علامات الوقوع في الحب تشمل التغيرات والاستجابات الجسدية والنفسية والسلوكية، ولا يمكن الفصل بين هذه الجوانب لأن بعضها يفضي إلى بعض، فالسلوك الاندفاعي المرتبط ببدايات الحب عادةً على سبيل المثال، يرتبط بالنشاط الكيميائي في الدماغ الذي يؤثر أيضاً على عمل أجهزة الجسم، وأهم أعراض وعلامات الوقوع في الحب:

  1. علامات الحب النفسية والشعورية:

    • الشعور بالسعادة الغامرة عند قضاء وقت مع الحبيب.
    • الشعور بالرضا والثقة بالنفس أثناء التواجد ضمن علاقة حب مستقرة وممتعة.
    • تمني قضاء وقت أطول مع الحبيب والاشتياق السريع له.
    • الإحساس بالأمان والراحة مع الحبيب.
    • التأثر بأفكار وآراء الحبيب وتبنيها.
    • الغيرة على الحبيب ممن حوله.
    • التعاطف بشكل زائد مع مشاكل الحبيب.
    • التوتر والقلق عند رؤية الحبيب أو عند حدوث مشاكل معه.
    • الخوف من خسارة الحبيب والقلق من فقدان العلاقة التي تربط الشريكين ببعضهما.
    • زيادة الدوافع والرغبات والأفكار الجنسية.
  2. علامات الحب الجسدية والظاهرية:

    • تسارع دقات القلب.
    • التعرق الزائد وخصوصاً في راحة اليدين.
    • الأرق ومشاكل النوم.
    • فقدان الشهية والشعور بوخز في المعدة.
    • التلعثم بالكلام.
    • الرجفان.
    • احمرار الخدين.
  3. علامات الحب السلوكية:

    • كثرة التفكير بالحبيب في كل الأوقات والشرود به.
    • التحديق لفترة طويلة بالمحبوب بشكل غير إرادي.
    • محاولات كثيرة للتواصل مع المحبوب واختلاق أعذار للحديث معه.
    • الابتسامة العفوية عند رؤية الحبيب أو سماع شيء عنه أو الحديث معه.
    • الاهتمام بالحبيب بشكل مفرط والسعي لإرضائه.
    • تقديم التضحيات التي تفيد الحبيب أو الخدمات التي يطلبها.
    • وضع تقدير مثالي للحبيب بحيث يتم المبالغة في وصف إيجابياته والتغاضي عن سلبياته.
    • الاهتمام بالذات ومحاولة الظهور بالشكل المثالي دائماً أمام الحبيب.
    • الاندفاع لأي مشروع أو فكرة مع الحبيب أو من اقتراحه.
animate

فسِّرَ الحب من وجهة نظر علمية أنه رحلة عاطفية شعورية لها علاقة بكيمياء الدماغ، تقود تلك الرحلة مجموعة من النواقل العصبية والهرمونات التي تسلك طرق معقدة داخل الجسم وتؤثر على مناطق حساسة في الدماغ، فتعطي مجموعة متنوعة من الأحاسيس التي يشعر بها الشخص خلال مروره بتجربة الحب.

وبناءً على طرق وفترات إفراز تلك المواد الكيميائية المختلفة تم تقسيم الحب الرومانسي العاطفي إلى ثلاث مراحل بيولوجية بحسب الدكتورة هيلين فيشر، عالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية الشهيرة:

  1. الشهوة (Lust):

    وهي مرحلة الانجذاب العاطفي الجسدي والشهوة الجنسية التي تحدث في أولى فترات علاقة الحب، يشعر الشخص بهذه المرحلة بالرغبة في إغواء الطرف الآخر ولفت نظره ببعض الأمور الجسدية ذات الطبع الجنسي كالرائحة العطرة الفواحة والمظهر الجسدي المثير والأنيق والمثالي وغير ذلك، وهو ذاته ينجذب لهذه المثيرات في شريكه.
    تثير تلك المشاعر نوعان من الهرمونات هما هرمون الأستروجين (Estrogen) عند النساء وهرمون التستوستيرون (Testosterone) عند الرجال، ويجدر الإشارة إلى أن الشهوة جزء من عملية الحب، لكنها لا تعني بالضرورة حباً حقيقياً عند حدوثها ما لم تكمل باقي المراحل.
  2. مرحلة الانجذاب (Attraction):

    وهي مرحلة الاستمتاع بوجود الحبيب والتوق لحضوره، حيث يتم الشعور بموجات من الطاقة والحماس لقضاء الوقت مع الحبيب بالإضافة إلى كثرة التفكير به والاشتياق للحديث معه وعدم الرغبة في النوم.
    يعتقد أن هناك ثلاث أنواع من النواقل العصبية الكيميائية التي تتداخل فيما بينها لإنتاج هذه الأحاسيس وخلق هذه المرحلة من الحب، على رأسها الدوبامين (Dopamine) الذي يخلق المتعة بمرافقة الحبيب، بالإضافة إلى النورأدرينالين (Noradrenaline) المحفز للطاقة والمسبب لحالة اليقظة والمسؤول عن بعض التأثيرات الحماسية مثل تسرع دقات القلب والتعرق وفقدان الشهية وقلة النوم، وأخيراً السيروتونين (Serotonin) هرمون السعادة الذي يقوي الشعور بالسعادة الغامرة بسبب الحب.
  3. مرحلة التعلق (Attachment):

    وهي مرحلة الرغبة بالارتباط والالتزام مع الحبيب، هذه هي المرحلة التي يندفع بها الأحبة للزواج والعيش سوية والإنجاب، غالباً ما تكون بعد عدة سنوات من الحب، وسطياً بعد حوالي أربع سنوات، حيث تنخفض فيها مستويات الدوبامين وتقل معه حالة الانجذاب والشهوة، ويتم استبداله بهرمون الأوكستوسين (Oxytocin) والذي يدعى أيضاً هرمون الحب أو هرمون العناق، بالإضافة إلى هرمون آخر يدعى الفازوبريسين (Vasopressin) يعتقد أنه يلعب دور مهم بارتباط الشركاء ببعضهم واهتمام كل منهما بالآخر.
  • المحافظة على قيمة طبيعية لضغط الدم: فعند إجراء مقارنات لقيم ضغط الدم ما بين الأزواج السعداء الذين يحظون بعلاقة حب مستقرة والأزواج الغير سعداء، تبين وجود قيم أفضل وأكثر انخفاضاً عند أولئك المتمتعين بعلاقة طيبة يسودها الحب والتفاهم.
  • الحفاظ على صحة القلب: إن صحة القلب أيضاً ترتبط بمدى استقرار علاقة الحب التي يخوضها كل شخص ولها علاقة مباشرة بقيمة ضغط الدم التي تبقى مستقرة وطبيعية في تجربة الحب المتوازنة، وبالتالي يلعب الحب دوراً هاماً في الحفاظ على صحة القلب.
  • تقليل التوتر والقلق: وجود شريك بالحياة نحبه يعني أننا نثق به ونشعر بالأمان معه ونشاركه كل ما نواجهه من هموم ومشاكل في حياتنا ونحصل على الدعم الكامل منه، هذا يساهم بنسبة كبيرة في تخفيف حالات القلق والتوتر التي كثيراً ما يعاني منها الناس بسبب ظروف ومشاكل الحياة على اختلافها.
  • تقليل بعض الآلام والأوجاع وتسريع الشفاء: يمكن أن تعطي السعادة التي يخلقها الحب تأثيراً على منطقة الدماغ المرتبطة بالآلام والأوجاع، فتقللها نسبياً وتسرع نسبة الشفاء منها، من أبرز تلك الاوجاع التي يُقال أن مستواها تدنى عند الأزواج السعداء هي آلام الظهر والصداع.
  • الحب يطيل العمر: تشير بعض الاعتقادات إلى أن المتزوجين الذين يحظون بعلاقة حب صحية لديهم فرص للعيش فترات أطول بسبب استقرار الصحة النفسية بالإضافة إلى قلة الأخطار الصحية التي يمكن أن تهاجمهم كالنوبات القلبية والالتهابات الخطيرة وبعض أنواع السرطانات.
  • تحسين النوم والتخلص من مشاكل الأرق: حالة الاستقرار النفسي والراحة التي تلاحظ خلال فترات الحب السعيد، بالإضافة إلى قلة حالات التوتر والقلق، جميع ذلك له دور في الحصول على نوم جيد مريح وعميق في نهاية اليوم ويساعد في التخلص من حالات الأرق ومتاعبها. [8]

المراجع