ضعف الذاكرة وطرق فعالة لتقوية الذاكرة
نعاني أحياناً من نسيان أحداث هامة أو أشياء يومية ضرورية، وكذلك ذكريات قديمة، وربما معلومات حفظتها عن ظهر قلب قريباً، ويؤثر ذلك أحياناً على حياتنا اليومية سواء في الدراسة أو العمل أو علاقاتنا الاجتماعية، فدعنا نبدأ بطريقة عمل الذاكرة وأسباب النسيان، ونعرف بعدها طرق تقوية الذاكرة، والوقاية من ضعف الذاكرة.
يمتلك الإنسان ذاكرة قصيرة المدى، وأخرى طويلة المدى، وتنقسم الأخيرة إلى نوعين أيضاً، الأولى هي الذاكرة العرَضية والتي تسجل التجارب الشخصية الشعورية، في حين تعمل الذاكرة الثانية وتسمى "الدلالية" على تسجيل الحقائق والمفاهيم المجردة.
تختلف أسباب النسيان أو ضعف الذاكرة وفقا لطبيعة كل شخص، وظروفه، وروتينه اليومي، وهذه أبرز الأسباب التي اجتمع عليها الخبراء والمتخصصون:
- التوتر والضغط العصبي: وهو أخطر أسباب ضعف الذاكرة، فلن تستطيع الاحتفاظ بأي معلومة وأنت مجهد أو متوتر، حيث يؤثر الضغط العصبي على طريقة تكوين الذكريات، وستكتشف أنك تجد صعوبة في تعلم مهارة جديدة أو أي شيء جديد، وأنت تشعر بالقلق.
- قلة النوم: عدم حصولك على قسطٍ كافٍ من النوم سبب رئيسي لضعف ذاكرتك ونسيانك للمعلومات، حيث يؤثر على طريقة تخزين للمعلومات من ناحية، ويقلل تركيزك في استقبال كل جديد من ناحية أخرى، بالإضافة أن قلة النوم تقودك للتوتر والضغط وهو ما يمنعك من التذكر.
- الاكتئاب: تؤثر الأمراض النفسية المختلفة على طريقة عمل الذاكرة واسترجاع المعلومات بسهولة، وعلى رأس تلك الأسباب هو الاكتئاب، وكشفت دراسة عن وجود علاقة بين الاكتئاب والذاكرة، حيث توجد منطقة بالمخ تعرف باسم "قرن آمون" والتي تنمو بها خلايا جديدة مسؤولة عن الذاكرة، وينخفض نمو هذه الخلايا في حالات الاكتئاب.
- الأدوية: تؤثر بعض الأنواع من الأدوية على عمل الذاكرة، وخاصة أدوية الاكتئاب، والمهدئات، وبعض أدوية ضغط الدم، حيث تجعل من الصعب استقبال أشياء جديدة، لذلك فإذا شعرت بضعف ذاكرتك خاصة بعد تناول دواء جديد استشر طبيبك واطلب منه إيجاد بديل.
- الإرهاق في العمل: لن يعمل أي شيء في جسدك بالشكل الأمثل وأنت مرهق سواء جسدياً أو ذهنياً، وخاصة عقلك والجزء الخاص بالذاكرة، فيصعب عليه استقبال معلومات جديدة، أو استرجاع ذكريات قديمة.
- تغيرات هرمونية: وجدت دراسة أن النساء يعانين من ضعف في الذاكرة أثناء فترة حيضهن بسبب التغيرات الهرمونية، خاصة فيما يتعلق بالذاكرة قصيرة المدى.
- التدخين: افترض باحثون أن التدخين يضر بالطبقة الخارجية بالمخ، والتي ترتبط بقدرة الإنسان على استرجاع الذكريات، مما يؤدي إلى ضعف الذاكرة.
- نقص الفيتامينات: الطعام الصحي سبيل سريع للوصول لجسد وعقل مثالي، فيمكن أن تؤثر الأطعمة السريعة والمشبعة بالدهون على الذاكرة، وكذلك نقص الفيتامينات مثل فيتامين ب 12 والمسؤول عن صحة الأعصاب.
يوجد عشرات الحلول لتقوية ذاكرتك، وتنمية مهارة الحفظ واسترجاع المعلومات والذكريات بسهولة:
- النوم جيداً: أي عمل تقوم به وأنت مجهد لن يتم على أكمل وجه، وهكذا ذاكرتك لن تسعفك وتتذكر معلومات تلقيتها وأنت مجهد أو معرض للضغوط.
- زيادة معدل الانتباه: لن تتمكن من أخذ معلومة أو تذكرها إن لم تكن منتبهاً جيداً لحظة تلقيها، لذلك عليك أن تكون منتبهاً ومتيقظاً قدر المستطاع.
- ربط أكثر من حاسة بما تريد تذكره: إن كنت تقرأ كتاباً اقرأه بصوت عالٍ، أو بأداء يتناسب مع ما تقرأ، وإن كنت تجلس في محاضرة دوّن ما تسمعه، فيمكنك ربط المعلومة برائحة معينة أو صورة أو مشهد ما، ليسهل عليك استرجاعها.
- صنف معلوماتك: إن كنت توّد تذكر عدة معلومات، فعليك إدراجها في خرائط ذهنية أو تصنيفها حسب قوة ترابطها ببعضها، وحسب المجال الذي تندرج فيه.
- اختصر التفاصيل: لا تسهب بالتفاصيل حول كل شيء، ركز على الصورة الكلية للموضوع، وحاول قدر المستطاع تلخيص ما توّد تذكره من الأهم فالأقل أهمية.
- اربط معلوماتك الجديدة بالقديمة: يسهل عليك حفظ واستذكار المعلومات الجديدة كلما ربطتها بما تعرفه جيداً، فهذه طريقة فعالة جداً، ربما تتلقى معلومة غريبة أو جديدة للغاية، لكنها بلا شك تنتمي لمجال ما، وربما يكون لديك معرفة بهذا المجال، وتربط معلوماتك القديمة بالحديثة وتتم عملية الحفظ بنجاح.
- إتقان فن الاستذكار: من خلال ربط المعلومات أو الأسماء والتواريخ والعناوين بعبارات معينة، أو بالمشاهير و الصور المرئية.
- التكرار: راجع معلوماتك الهامة يومياً وكررها، وداوم على ذلك حتى تشعر أنك لا تجد صعوبة في تذكرها وأنها باتت مألوفة لديك.
- إدراك السياق: التركيز وإدراك السياق الذي ذُكرت فيه المعلومات يجعل من السهل تذكرها لاحقاً في المواقف والسياقات المشابهة، ويمكنك محاكاة الموقف المنتظر أن تتذكر فيه معلومات معينة.
- الإبداع: التجارب غير المألوفة والغريبة من السهل تذكرها، فاجعل ذكرياتك نابضة بالحياة، عميقة، وغنية، ومميزة.
رغم ضخامة تأثير الحياة اليومية على عمل الذاكرة، لكن التعامل مع ما تسببه من ضرر والتحكم فيه ما زال ممكناً من خلال 5 مفاتيح هامة:
- تمارين التنفس: وهي حل عملي وسريع للحصول على نتائج رائعة وشعور بتغيّر فوري في الحالة المزاجية.
- التخيل: تخيل نفسك بوضوح وقوة وأنت تصل لأحلامك وتحقق أهدافك، فهذه الممارسة العقلية تخفف من وطأة الضغط الواقع على الشخص لأنها تجذب انتباهه لصورة مريحة نفسياً.
- ترتيب الأولويات والأهداف: كلما كانت أهدافك وأولوياتك مرتبة كلما كان ذهنك أكثر صفاءً، وعقلك أكثر تحديداً في تفكيره فيما يتلقاه.
- الرياضة: فحصت دراسة تأثير برنامج تمارين الأيروبكس على الأشخاص ذوي الذاكرة الضعيفة، لتجد أن ممارسة برنامج التمرين لمدة 12 أسبوع ينمي الذاكرة.
- التأمل: هناك دراسة تناولت تأثير التأمل على التغيرات التي تحدث داخل الجسم أثناء التعرض لضغط نفسي أو توتر شديد، وأوضحت أن التأمل يستخدم كطريقة علاجية أو وقائية بشكل كبير في الممارسات الطبية والنفسية للتحكم بالضغط العصبي.