خطر عمليات التجميل أثناء الحمل وعمليات آمنة للحامل
ينصح الأطباء عادةً بالابتعاد عن الكثير من الإجراءات الطبية التجميلية وحتى العلاجية خلال فترة الحمل حفاظاً على صحة الحامل والجنين، مع ذلك هناك بعض العمليات التجميلية التي تعتبر آمنةً خلال الحمل، فيما تعتبر عمليات تجميل أخرى ممنوعة تماماً للحامل.
يتوقف مدى خطورة عمليات التجميل خلال الحمل على طبيعة الإجراء التجميلي والأساليب والمواد والمستحضرات المستخدمة فيه، وينصح الأطباء بالابتعاد عن عمليات التجميل الجراحية بأنواعها خلال الحمل سواء التي يتم إجراؤها تحت التخدير الموضعي أم الكلي، لتجنب مضاعفات العدوى والالتهابات ومضاعفات الجراحة والتخدير، وكذلك يفضّل تأجيل عمليات التجميل المغلقة أو غير الجراحية.
من جهة أخرى تعاني المرأة الحامل من مشاكل صحية عديدة تمنعها من بعض الإجراءات التجميلية وحتى العلاجية أحياناً، مثل نقص المناعة وسوء التغذية ومشاكل ضغط الدم ومستويات السكر واضطرابات الهرمونات، لذلك من المفضل تجنب جميع عمليات التجميل الجراحية، والتأكد من الطبيب حول إمكانية إجراء بعض الإجراءات التجميلية غير الجراحية وتأثيرها على صحة الحامل والجنين.
وعادةً ما يطلب الأطباء من المرأة إجراء اختبار الحمل قبل الخضوع للعمليات التجميلية المفتوحة -الجراحية- لأنها عمليات اختيارية وغير ضرورية على المستوى الحيوي، ويمكن تأجيلها لما بعد الولادة دون أن يؤثر ذلك على حياة المرأة، لكن إجراءها أثناء الحمل قد تكون له مضاعفات خطيرة وإن اختلفت نسبة حدوثه بين إجراء تجميلي وآخر.
ينصح الأطباء بتأجيل العمليات الجراحية الاختيارية إلى ما بعد الولادة، كما ينصحون بتجنب التعرض لأي مواد كيمائية خلال الحمل، وذلك لتجنب مخاطر عمليات وإجراءات التجميل أثناء الحمل، وأهما:
- أضرار التخدير على الحامل والجنين: أول خطر لعمليات التجميل خلال الحمل مرتبط بأضرار التخدير على الحامل والجنين، من جهة قد تؤثر أدوية التخدير أو البنج على وصول الدم والأكسجين إلى الجنين، وتتضاعف تأثيرات التخدير المحتملة على الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ومن جهة أخرى تكون الحامل أكثر عرضةً لمضاعفات التخدير العام مثل اضطراب ضربات القلب وضغط الدم.
- أضرار أدوية العلاج ما بعد عملية التجميل: من مخاطر عمليات التجميل خلال الحمل تأثير أدوية ما بعد العملية على الحامل والجنين، حيث تحتاج المريضة للالتزام بمجموعة من الأدوية التي قد يكون لبعضها آثار خطيرة على نمو الجنين وسلامته.
- الإصابة بالعدوى: العدوى من المضاعفات الشائعة في عمليات التجميل المفتوحة والمغلقة، وخلال الحمل تكون المرأة أكثر عرضة للعدوى بسبب ضعف المناعة واضطراب الجسم.
- الالتهابات بعد عملية التجميل ومضاعفاتها: الالتهابات من المضاعفات الطبيعية بعد أي عملية تجميل حتى العمليات البسيطة والمغلقة، ولكن خلال الحمل قد يكون تأثير هذه الالتهابات أكبر، كما أن خيارات معالجة مضاعفاتها أضيق لتجنب تأثير الأدوية على الجنين على الجنين.
- التعرض للمواد الكيماوية السامة: قد يتم استخدام بعض المواد الكيميائية في عمليات التجميل والتي قد تتسرب من خلال الدم وتصل إلى الجنين، وعلى الرغم أن هذه المواد مثل الحشوات والخيوط وغيرها تعتبر آمنة إلى حد بعيد، لكن المخاطرة بالاحتمالات غير واردة خلال الحمل!
- اختلاف نتائج التجميل خلال الحمل: إلى جانب أضرار ومخاطر عمليات التجميل خلال الحمل فإن نتائجها قد لا تكون بنفس الجودة المتوقعة منها في الظروف الطبيعية، بسبب اختلاف آلية عمل الجسم خلال الحمل ما يؤثر على طريقة الاستشفاء.
لا يوجد أدلة علمية حول تأثير البوتكس على المرأة الحامل، لكن الأطباء يتفادون عمليات البوتكس أثناء الحمل، حيث أن البوتكس مادة سامة تستهدف إحداث في نقاط معينة من الأعصاب، ويقلق الأطباء من تفاعل الدم مع البوتكس أو حدوث تغيرات هرمونية في جسم المرأة أو التعرض لمخاطر العدوى، وغيرها من المشاكل التي يمكن أن تأثر على الحمل، لذلك من الأفضل تفادي القيام بعمليات البوتكس أثناء الحمل.
أما بالنسبة لعمليات البوتكس قبل الحمل يفضل الأطباء أن يكون هناك فاصل ومني 4 أشهر على الأقل بين آخر حقنة للبوتكس وبداية الحمل.
الفيلر من عمليات التجميل الشائعة لزيادة حجم الشفاه أو تحت الخدود أو مواضع أخرى من الوجه، والفيلر مادة كيميائية يمكن أن تشكل خطراً على المرأة الحامل وعلى الجنين حالها حال البوتكس، لذلك وبالرغم من غياب الدراسات العلمية الواضحة حول تأثير الفيلر على المرأة خلال الحمل، يفضل الأطباء تجنب عمليات الفيلر بكافة أنواعها أيضاً قبل وخلال مرحلة الحمل والرضاعة خوفاً من تأثيرها على الجنين والطفل الرضيع.
عمليات إزالة الشعر بالليزر آمنة بشكل عامل خلال الحمل، مع ذلك يفضل الكثير من الأطباء تأجيل عملية الليزر إلى ما بعد الولادة، خاصة وأن نتائج إزالة الشعر بالليزر للحامل قد لا تكون مرضية بسبب تغيرات النشاط الهرموني التي تعزز وتسرّع نمو شعر الجسم.
أما بالنسبة لاستخدام الليزر لعلاج حب الشباب أو تحسين البشرة أو استخدام الليزر للعميات على البطن ومنطقة البكيني، فجميعها إجراءات تجميلية مغلقة وآمنة إلى حد بعيد لكنها اختيارية وغير ضرورية وينصح بتأجيلها إلى ما بعد الولادة.
تحتوي بعض مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية تؤثر بشكل كبير على نمو وصحة الجنين، ويمكن لهذه المكونات أن تكون أكثر خطراً على المرأة الحامل حتى من عمليات البوتوكس والفيلر والليزر، وفيما يلي أهم المواد الكيميائية التي تشكل خطراً كبيراً على الحامل والجنين:
- المنتجات التي تحتوي الريتينول (Retinol) والريتينويد (Retinoid): يرتبط كل من الريتينول والريتينويد بكريمات ومنتجات علاج حب الشباب ومكافحة الشيخوخة ويمكن أن يسبب استخدامها لحدوث عيوب خلقية لدى الجنين.
- المستحضرات التي تحتوي على الهيدروكينون (Hydroquinone): مادة كيميائية تستخدم عادةً في منتجات تفتيح البشرة ويتم امتصاصها بشكل كبير من قبل الجسم بعد الاستخدام وتعتبر من المواد غير الآمنة للمرأة الحامل.
- منتجات العناية التي تحتوي الفثالات (Phthalates): وهي مادة كيميائية تستخدم في العطور الصناعية وطلاء الأظافر ويمكن أن تؤثر على مستويات الهرمونات لدى المرأة وتسبب اضطراب في الغدد الصماء.
- منتجات العناية التي تحتوي التريكلوسان (Triclosan): وهو مادة كيميائية مضادة للبكتريا وتوجد في بعض أنواع الصابون والعناية بالبشرة ويمكن أن تؤثر على عمل الغدة الدرقية للمرأة الحامل.
- المستحضرات التي تحتوي على الأوكسي بنزون (Oxybenzone): وهو مادة كيميائية توجد عادةً في بعض أنواع كريمات الواقي الشمسي ويتم امتصاصه بسهولة ويمكن أن يتداخل مع نظام الهرمونات للمرأة الحامل.
بشكل عام لا ينصح بالقيام بأي نوع من عمليات التجميل أثناء فترة الحمل، حيث أن معظم العمليات يمكن أن تشكل خطر أو تهديد للجنين سواء عن طريق العمليات التجميلية الجراحية أو عمليات التجميل غير الجراحية، ولكن يوجد بعض الطرق والمنتجات التي يمكن استخدامها لعناية المرأة بجمالها والتي لا تشكل أي تهديد على صحة الجنين ومنها:
- روتين العناية بالبشرة: في بعض الحالات يمكن أن يسبب الحمل للمرأة بتغيرات على بشرتها متسببة بظهور تصبغات جلدية أو ظهور حب الشباب، ويمكن للمنتجات التي تطبق على البشرة لترطيبها وتنظيفها أن تكون آمنة في الاستخدام لعلاج تلك المشاكل إذا لم تكن تحوي مواد كيميائية خطرة يمكن أن تتسرب إلى مجرى الدم ومنه إلى الجنين، وهذا يحتاج لاستشارة طبيب جلدية يقرر ما هي أنواع منتجات العناية المناسبة لك.
- استخدام الواقي الشمسي: استخدام منتجات الوقاية من أشعة الشمس من الأمور الهامة للمرأة الحامل، حيث تكون بشرتها أكثر حساسية لأشعة الشمس، ولكن يجب استشارة طبيب الجلدية من أجل تحديد أنواع الواقي الشمسي المناسب للمرأة الحامل.
- استخدام صبغات الشعر: تستخدم صبغة الشعر على الشعر وفروة الرأس فقط وهي لا تتسرب إلى مجرى دم الحامل لذلك يعتبر استخدام صبغات الشعر من الإجراءات التجميلية الآمنة للأم الحامل أو المرضع، مع ذلك قد تشكل الأبخرة الناتجة عن صبغة الشعر بتشوهات للأجنة مع الاستخدام المفرط، وخصوصاً الأنواع الرديئة.
- طلاء الأظافر: الإجراءات التجميلية المتعلقة بالأظافر بشكل عام عادةً ما تكون آمنة حيث أن المواد الكيميائية المستخدمة في هذه المواد تكون بتركيزات منخفضة، لذا لا تشكل أي تهديد للمرأة الحامل أو جنينها، لكن مع ذلك ينصح بعدم الإفراط باستنشاق رائحة المناكير والأسيتون أو مزيل طلاء الأظافر.
- إزالة شعر الجسم بالشمع: إزالة الشعر من الساقين أو اليدين باستخدام الشمع يعتبر من الإجراءات الآمنة خلال مرحلة الحمل والرضاعة والتي لا تشكل أي تهديد لصحة الأم وجنينها.