أعراض تهيج القولون وأسبابه

تعرف إلى أعراض تهيج القولون وأهم الأسباب التي تقف وراءه وكيفية التعامل مع أعراض تهيج القولون
أعراض تهيج القولون وأسبابه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر اضطرابات الجهاز الهضمي أحد المشاكل التي يعاني منها العديد من الأشخاص حول العالم ومن أكثر هذه الاضطرابات شيوعاً هو تهيج القولون، حيث يؤثر على حياة نسبة كبيرة من الناس بسبب أعراضه المؤلمة والمحرجة في معظم الأوقات، فما هو تهيج القولون وما هي أعراضه الجسدية والنفسية؟

القولون (بالإنجليزية: Colon) هي الأمعاء الغليظة وهي الجزء الذي يربط بين الأمعاء الدقيقة ومنطقة المستقيم، ووظيفة القولون الرئيسية هي امتصاص الغذاء والماء والأملاح من الطعام الذي تهضمه الأمعاء الدقيقة بشكل جزئي، وبعد ذلك يقوم بدفع الفضلات إلى خارج الجسم عبر المستقيم وفتحة الشرج من خلال تقلصات عضلات جدار القولون، ولكن قد يحدث مشاكل في انقباضات جدار القولون في فترات متقطعة مسببة أعراض مزعجة وهذه الحالة تعرف بمتلازمة القولون المتهيج. [1]

تعتبر متلازمة القولون المتهيج أو ما يعرف بالقولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome) إحدى الاضطرابات الشائعة التي تصيب السبيل المعدي المعوي أي الأمعاء والمعدة، فتصيب حوالي 3 من كل 10 أشخاص، والنساء أكثر عرضة لتهيج القولون من الرجال.

يعرف تهيج القولون بأنه مجموعة من الأعراض يظهر تأثيرها على الجهاز الهضمي تنشأ نتيجة حصول خلل في وظائف القولون مما ينتج عنه أعراض تختلف في مدتها وشدتها من شخص لآخر ولكن عادة ما تكون مزمنة وتحتاج لعلاج طويل الأمد بحيث تمر على المريض فترات تتفاقم فيها الأعراض وباقي الفترات لا يلاحظ فيها هذه الأعراض، مما يشكل معاناة لدى مريض القولون المتهيج تؤثر على جودة حياته. [2]

animate

لا تزال الأسباب العضوية لتهيج القولون غير معروفة بدقة ولكن هناك بعض الأسباب التي يمكن أن تشكل سبباً لتهيج القولون:

  • أسباب وراثية: يمكن أن يكون التاريخ العائلي لمشاكل الجهاز الهضمي أحد الأسباب الإصابة بمرض القولون المتهيج، على الرغم من أن الأسباب الوراثية هي الأقل شيوعاً.
  • التقلص في عضلات الأمعاء: ضعف أو قوة عضلات الأمعاء تلعب دوراً في حدوث تهيج القولون، فالتقلصات القوية والمتكررة والمستمرة لجدران الأمعاء تتسبب في امتلاء البطن بالغازات فتؤدي للنفخة والإسهال نتيجة عدم أخذ الأمعاء الوقت الكافي لامتصاص السوائل قبل الإخراج، كذلك ضعف التقلصات تتسبب في إبطاء حركة الطعام في الأمعاء فتمتص كامل السوائل منه مما يتسبب في جفافه بالتالي تصلب البراز والإمساك.
  • الحساسية تجاه بعض الأطعمة: يمكن أن تكون الأمعاء الغليظة حساسة تجاه بعض الأطعمة مما يسبب سوء امتصاص لها وبالتالي الإصابة بالقولون العصبي.
  • العوامل النفسية لتهيج القولون: هناك علاقة كبيرة بين الصحة النفسية والعقلية والقولون العصبي فالأشخاص الذين يتعرضون للأحداث والظروف المثيرة للتوتر خاصة خلال فترة الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي.
  • فرط نمو البكتريا المعوية: يعيش عدد قليل من البكتريا في الأمعاء الغليظة، وأي زيادة في عدد أو نوع هذه البكتريا في الأمعاء الدقيقة يمكن أن يتسبب في إنتاج غازات والتسبب بالإسهال وفقدان الوزن وبالتالي الإصابة بالقولون العصبي.

عادة ما تظهر أعراض تهيج القولون بشكل نوبات حادة تختفي خلال يوم واحد ولكنها تكون متكررة، فتشمل أعراض القولون المتهيج العديد من العلامات الجسدية والتي يمكن إجمالها فيما يلي:

  • ألم في البطن: أكثر أعراض تهيج القولون شيوعاً هو الشعور بألم وتقلصات وتشنجات ومغص في أسفل البطن تظهر غالباً بعد تناول الطعام وتتحسن بعد إخراج الفضلات عبر الشرج.
  • انتفاخ البطن: أحد الأعراض الشائعة لدى مرضى القولون المتهيج هو انتفاخ البطن وتطبله بسبب وجود الغازات في الأمعاء وغالباً ما يحدث بعد تناول البقوليات أو الحليب أو أي طعام يسبب حساسية للقولون، وقد يرافق الانتفاخ صدور أصوات قرقرة من البطن ناتجة عن حركة السوائل والغازات في الجهاز الهضمي.
  • الإسهال المزمن: يشتكي من الإسهال حوالي 30% من مرضى القولون المتهيج فيكون البراز مائي لين ومتكرر.
  • الإمساك المزمن: يشتكي من الإمساك حوالي 50% من مرضى القولون المتهيج فيجدون صعوبة في التبرز ويكون البراز صلب ويخرج بشكل متقطع، وقد يرافقه خروج دماء من فتحة الشرج بسبب جرح البراز الصلب لجدار الشرج.
  • التناوب بين الإمساك والإسهال: يعاني 20% من مرضى القولون العصبي من الإمساك والإسهال معاً، أو تناوب بين الحالتين.

هناك بعض الأعراض التي قد لا تظهر عند جميع مرضى القولون المتهيج وهي:

  • سلس الأمعاء: في بعض الحالات يمكن أن يعاني مريض القولون المتهيج من عدم القدرة على التحكم في التبرز أو الغازات فتخرج بشكل لا إرادي.
  • الشعور بألم في جهة القلب: يمكن أن يسبب تهيج القولون واحتباس الغازات في الأمعاء إلى ضغط الغازات على منطقة الصدر والقلب فتسبب الشعور بنخزة وسرعة في خفقان القلب لعدة ثواني ويمكن أن تتكرر هذه الحالة عدة مرات.
  • ضيق النفس: انتفاخ القولون العصبي نتيجة الغازات يمكن أن يتسبب في الضغط على الحجاب الحاجز فيعيق حركته مما يسبب الشعور بألم في الصدر وضيق في التنفس.
  • الرغبة المتكررة في التبول: في حال تجمع الغازات في المستقيم نتيجة تهيج القولون فإنه يتسبب في انتفاخ المستقيم بالتالي الضغط على المثانة والشعور برغبة متكررة بالتبول على الرغم من أن المثانة قد لا تحتوي على البول.
  • آلام أسفل الظهر: يمكن أن يتسبب تجمع الغازات في المستقيم وانتفاخه إلى الضغط على الضفيرة العجزية مما يسبب ألم في أسفل الظهر.
  • حدوث ارتجاع مريئي: قد يتسبب ضغط الغازات على المعدة في ارتفاع الحموضة الموجودة فيها إلى المريء والشعور بحرقة فيه وهو ما يسمى بالارتجاع المريئي.
  • خروج مخاط مع البراز: قد يلاحظ مريض القولون العصبي خروج مخاط أبيض مع البراز.

لا تتوقف علامات تهيج القولون على الأعراض الجسدية فقط بل تتعداها إلى الأعراض النفسية، مع التنبيه على أن هذه العلامات النفسية هي أعراض وأسباب بنفس الوقت فهي كالدائرة المغلقة بمعنى أن القولون المتهيج يسبب هذه الأعراض النفسية وبنفس الوقت كلما زادت الضغوطات النفسية زاد تهيج القولون، ومن أعراض تهيج القولون النفسية نذكر:

  • الأرق: يعاني العديد من مرضى القولون المتهيج من صعوبات في النوم خاصة في حال تهيجه مسبباً ألم في البطن وضيق في التنفس.
  • التوتر: يعتبر التوتر أحد أعراض تهيج القولون حيث يظهر التوتر مع تفاقم أعراض تهيج القولون الجسدية بسبب عدم القدرة على التنبؤ بوقت ظهورها خاصة مشكلة الغازات وأصوات المعدة.
  • اضطرابات الهلع: يعتبر مرضى القولون المتهيج أكثر عرضة لنوبات الهلع وتوصف بأنها نوبة قلق مفاجئة والتي تؤدي إلى زيادة معدلات القلب والارتعاش والتعرق والغثيان والاختناق، وغالباً يكون ذلك خوفاً من الأعراض المحرجة للقولون المتهيج خاصة سلسل الأمعاء.
  • اضطرابات الوسواس القهري: يتجلى اضطراب الوسواس القهري بأنه أفكار وسواسية وقد يحدث تداخل كبير بين من يعانون من القولون المتهيج والوسواس القهري فيمكن أن يكون عرضاً لتهيج القولون أو قد يكون سبباً له.
  • الاكتئاب: يعتبر الاكتئاب والحزن أحد الأعراض المرافقة للقولون المتهيج على الرغم من أن العلاقة بينهما غير مفهومة تماماً، ولكن غالباً ما ينتج الاكتئاب عن الضغوطات النفسية التي يسببها القولون المتهيج من توتر وأرق وتعب.

تختلف مثيرات القولون من شخص لآخر ولكن من أكثر العوامل التي يشكو منها معظم مرضى القولون المتهيج نذكر:

  • حساسية لبعض الأطعمة: تكثر الأطعمة التي تسبب تهيج للقولون ومنها أكل الطماطم بقشرها، والأطعمة التي تسبب النفخة مثل الملفوف والفاصولياء والباذنجان والملوخية والقرنبيط والبقوليات والأطعمة الحارة والتوابل والتي تحتوي على اللاكتوز مثل الحليب ومشتقاته، والمشروبات الغازية والكحولية والكافيين، وتناول الثوم والبصل غير المطبوخ..
  • الطقس البارد: يتسبب الطقس البارد في حدوث اضطرابات في حركة الأمعاء مما يسبب تهيج القولون وحدوث انتفاخ في المعدة يؤدي إلى ألم في البطن واضطرابات هضمية.
  • التوتر والحالة النفسية السيئة: للتوتر والقلق والاجهاد النفسي تأثير كبير على القولون العصبي حيث تزيد من تقلصات عضلات الأمعاء فتسبب آلام أسفل البطن والتأثير على آلية الهضم والعناصر الغذائية التي تقوم الأمعاء بامتصاصها.
  • التدخين: يؤثر التدخين على القولون ويسبب تهيجه مما يؤدي إلى انتفاخ البطن والتطبل، بالإضافة إلى زيادة الحرقة والحموضة، ويشمل التدخين السجائر والشيشة.
  • تناول بعض الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي قد تسبب تهيج في القولون خاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومضادات الحموضة وأدوية خفض الكوليسترول ومكملان الحديد.

تهيج القولون من الأمراض المزمنة التي تحتاج للتعايش معها فلا يوجد طريقة أو حل للشفاء منه، والهدف من العلاجات المتوفرة هو تخفيف الأعراض فقط وهي تختلف من شخص لآخر، وهنا بعض النصائح لتخفيف أعراض تهيج القولون:

  • التغيرات في النظام الغذائي: ينصح بالإكثار من الأطعمة التي تحتوي على الألياف حيث تساعد على الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والقيام بوظائفه بالإضافة إلى أنها سهلة الهضم وتخلص من الإمساك، كما ينصح بتجنب الأطعمة التي تثير القولون والتي ذكرناها سابقاً بالإضافة إلى أي طعام تلاحظ أنه يسبب ازعاج في أمعائك.
  • العلاج الدوائي: يشمل العلاج الدوائي الأدوية المضادة للإسهال في حال المعاناة من الإسهال والأدوية الملينة إذا كان الإمساك أحد الأعراض، ومضادات التشنج والنفخة، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لمحاولة تغير البكتريا في الأمعاء التي قد تكون مسؤولة عن تخمر الكربوهيدرات سيئة الهضم، أو يرى ضرورة وصف مضادات الاكتئاب بجرعات منخفضة وذلك لتقليل تفاعل الجهاز الهضمي مع الحالة النفسية.
  • العلاجات العشبية: تساعد بعض الأعشاب في تقليل أعراض تهيج القولون خاصة النعنع والزنجبيل والبابونج، والكمون واليانسون.
  • ممارسة الرياضة: الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية يساعد على قيام الجهاز الهضمي بوظائفه بشكل طبيعي ويحسن الحالة النفسية للمريض، مما يقلل من أعراض القولون المتهيج وخاصة الإمساك.
  • التعامل مع الإجهاد النفسي: يلعب الإجهاد دوراً مهماً في تواتر وشدة الأعراض، لذلك يمكن التعامل معه من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء والخضوع لجلسات تدليك والتعامل بروية وهدوء مع المشكلات وتجنب القلق والتفكير المفرط والنرفزة.
  • اتباع نمط حياة صحي: يساعد اتباع نمط حياة صحي في التقليل من أعراض القولون المتهيج وذلك من خلال أخذ قسط كافي من النوم لا يقل عن 8 ساعات يومياً وتجنب السهر وتنظيم أوقات تناول الطعام وشرب ما لا يقل عن لترين من الماء وتجنب التدخين والشيشة.
  • شرب الماء الدافئ: شرب الماء الدافئ يومياً على الريق يعزز حركة الأمعاء وعملية الهضم فيساعد في طرد الغازات والفضلات مما يعالج الإمساك ويخلص من العديد من أعراض تهيج القولون.

المراجع