هل الإسقاط النجمي حقيقي! اكتشف حقيقة الإسقاط الأثيري
عملية الاسقاط النجمي أو سفر الروح خارج الجسد، أو التحكم بقدرات الجسم الأثيري مع الحفاظ على ثبات الجسم المادي، نقطة أخرى من نقاط المواجهة بين عالم الخوارق وما وراء الطبيعة والمنطق من جهة، وبين العلوم المادية المحسوسة والأديان السماوية من جهة أخرى، وما تؤدي به هذه النقطة من فتح باب واسع للجدال والخلافات والتناقضات، فما هو الإسقاط النجمي وكيف يتم تطبيقه؟ وما هي وجهة النظر العلمية فيه، وما رأي الدين الإسلامي بالإسقاط النجمي؟
الإسقاط النجمي (بالإنجليزية: Astral Projection) أو الخروج من الجسد (Out-of-body experiences) هي حالة رؤية الجسد المادي في مساحة خارجية من موقع المراقب، حيث يرى من يعيش تجربة الإسقاط النجمة صورةً ماديّةً من جسده يطلق عليها "الجسم الأثيري"، ويرى علماء النفس أن الإسقاط النجمي حالة متقدمة من الهلوسة البصرية المرتبطة باضطرابات عقلية ونفسية، فيما ينسبه آخرون للتجارب الروحية والاتصال بعوالم أخرى.
الإسقاط النجمي علمياً مجرد ادعاء آخر من الادعاءات حول إمكانية امتلاك قدرات فوق الطبيعة والقيام بأشياء خارقة للعادة والاتصال بعالم الروح والماورائيات، ويرفض علم النفس التعامل مع عملية الإسقاط النجمي وتجربة خروج الروح من الجسد خارج إطار الهلوسة البصرية والسمعية المرتبطة بالاضطرابات العقلية وبعض التجارب الصادمة مثل الاقتراب من الموت.
على الجانب الآخر يدافع المؤمنون بالإسقاط النجمي بوصفه تجربة روحية عن صدق هذه التجربة، ويفصّلون مراحلها ومفاهيمها الأساسية، ولفهم معنى الإسقاط النجمي حسب وجهة النظر هذه يجب فهم المصطلحات المرتبطة به مثل الجسم الأثيري، والجسم المادي وتجربة الخروج من الجسد.
الجسم الأثيري أو الجسم النجمي هو صورة متطابقة لجسم الإنسان لديها نفس الوعي والخبرات والمشاعر، ولكنها غير مقيدة بحدود قدرات الإنسان الطبيعية وقوانين الفيزياء والطبيعة، ويمكن القول أنها أشبه بروح الإنسان، أو الجزء النجمي غير المرئي الذي يمنح الوعي للجسد المادي للإنسان، ومن هنا جاءت تسمية الظاهرة بالإسقاط النجمي.
وبذلك يمكن تعريف الإسقاط النجمي أنه تحرر هذا الجسم الأثيري من الجسم المادي للإنسان، وانطلاقه في العالم الواقعي بما يشبه الحلم، لكنه بطريقة ما يمنح وعي الإنسان التحكم في مجريات هذا الحلم دون الالتزام بقوانين الطبيعية أو المنطق المعروفة لدينا مع بقاء اتصال الجسم الأثيري بالجسم المادي من خلال خيط رفيع يسمى (الخيط الفضي).
وبالتالي يحصل الجسم الأثير على القدرة على السفر إلى أماكن بعيدة والاطلاع عليها دون أن يلاحظه أحد، حتى أنه يستطيع الخروج من الكوكب والذهاب إلى كواكب أخرى، أو الدخول في عالم أثيري مجهول بالنسبة للبشر نظراً لعدم المعرفة بوجوده وموجوداته بسبب القدرات المحدودة للإنسان، وذلك طبعاً من وجهة نظر المؤمنين بتجربة سفر الروح والإسقاط النجمي.
الحقيقة لا توجد معلومات كافية وواضحة حول آلية حدوث ظاهر الإسقاط النجمي وخروج الروح من الجسد، والموجود فقط يروي قصص وتجارب يمكن من خلالها تشكيل فكرة أو صورة عن أنواع وأشكال عملية الإسقاط النجمي، ومن هذه الأشكال:
- الحلم الواعي: يمكن وصف هذا النوع بأنه الأقرب اتفاقاً وقبولاً من العقل البشري، حيث فيه ينام الإنسان ويحلم ولكنه يكون واعياً بحلمه ومدركاً أنه داخل حلم، ولديه القدرة على التحكم بحلمه بحيث يغير مجريات هذا الحلم أو تصرفاته خلال الحلم، هو حالة أقرب لامتزاج الحلم بالواقع مع الحفاظ على الإدراك لكليهما.
- التخاطر: مصطلح التخاطر ليس بالمصطلح الغريب عن الأذهان حتى بعيداً عن فكرة الإسقاط النجمي، ولكن في هذه العملية يؤكد أنصار الأسقاط النجمي قدرة الإنسان على استخدامها في نقل الأخبار والمعلومات بين أشخاص بعيدين تماماً عن بعضهم البعض دون أن يغادروا مكانهم أو يستخدموا أي وسيلة اتصال حديثة.
- الرؤية عن بعد أو الجلاء البصري: يمكن القول أن هذا النوع شائع بشكل كبير بين الأشخاص المؤمنين بالماورائيات أو المدعين بامتلاك قدرات خارقة، حيث يمكنهم رؤية أشياء أو أحداث في أماكن بعيدة أو أزمنة مختلفة في بعض الأحيان من خلال استخدام الإسقاط النجمي، وتشمل هذه الطريقة الشم أو التذوق أو السمع أو الإحساس عن بعد.
- خروج الجسد الأثيري: وهذا النوع يعتبر جوهر الإسقاط النجمي وأهم تجليات خروج الروح من الجسد وأعقدها، وهو النوع الذي يحدث فيه خروج الروح أو الجسم الأثيري من الجسم المادي وينطلق إلى عوالم وأماكن بعيدة مع الحفاظ على الوعي الكامل للإنسان، وهذا النوع بدوره له عدة أنواع ومنها:
- الإسقاط النجمي القسري: تحدث هذه الحالة بشكل قسري دون رغبة من قبل الإنسان أو محاولة لذلك، ومن أمثلة هذا النوع ما يحصل في الحوادث العنيفة التي يقترب فيها الإنسان من الموت، حيث تخرج الروح بشكل قسري خارج الجسد وترى الجسد من خارجه ثم تعود مرة أخرى إذا لم يمت الإنسان.
- إسقاط اللاوعي: وقد سمي هذا النوع بهذا الاسم لكون الشخص الذي قام بهذا النوع من الاسقاط النجمي لا يستطيع تذكر أو رواية ما حدث معه حيث تمحى الأحداث والتجارب والذكريات المتعلقة به بشكل تام من وعي أو ذاكرة الإنسان.
- الانتقال النجمي: هذا النوع يمكن وصفه بالإسقاط النجمي الجزئي أو غير الكامل، وجوهر الاختلاف هنا أن الإنسان لا يستطيع التحكم بمجريات الأحداث أو حتى بنفسه خلال مروره بالانتقال النجمي.
- الإسقاط النجمي الكامل: وفي هذه الحالة يكون الإنسان واعي تماماً بتجربة الاسقاط النجمي ومدرك ما يحدث خلالها ومتحكم بنفسه خلالها.
لا يوجد خطوات محددة حول كيفية القيام بتجربة إسقاط نجمي بشكل مؤكد وواضح، وقد يلاحظ اختلافات بين هذه الطرق باختلاف التجارب الشخصية والثقافات وارتباطها بتعاليم لديانات معينة، ولكن يمكن أن تجتمع جميعها حول بعض الشروط والتي يمكن أن نذكر منها:
- التدرب على التركيز: تحتاج عملية الاسقاط النجمي لقدرة عالية على التركيز، فهذه التجربة احتمال الفشل فيها كبير خاصة بالنسبة لغير الخبراء، وذلك بسبب حصولها في توقيت حساس بين وعي الإنسان الكامل واستغراقه في النوم، والمطلوب فيها ترك الجسد ينام مع الحفاظ على الوعي، ثم التركيز في استكمال الخطوات اللاحقة، لذا يجب التدرب على التركيز قبل مدة كافية.
- التدرب على التأمل: يرى البعض أن تجربة الإسقاط النجمي هي نتيجة متطورة أو تجلي أرقى من التأمل، ولهذا فهو يحتاج لجلسات تأمل طويلة حتى يصل الإنسان لحالة من الصفاء الذهني والتركيز العالي التي تحتاجها عملية الإسقاط النجمي.
- التواجد في مكان هادئ: عند الرغبة بإجراء تجربة الإسقاط النجمي يجب اختيار مكان هادئ لا يعكر صفو التجربة أو يؤدي لخروج المجرب من تركيزه.
- ارتداء ملابس بسيطة: حتى لا تفشل عملية الإسقاط النجمي تحتاج لأن يكون الإنسان بحالة استرخاء وراحة تامة، ولهذا يجب أن يرتدي ملابس فضفاضة خفيفة ويخلع عنه أي أساور أو إكسسوارات.
- الاستلقاء: يجب أن يستلقي الإنسان دون غطاء بعد تحقيق الشروط السابقة ويغمض عينيه ويبدأ بالتركيز والتفكير بأشياء بعيدة عن المكان الموجود فيه، ويمكن التركيز حسب معتقدات عدة بوجود نفق أو حبل أو طريق.
- خروج الجسم الأثيري: بعد الخطوات السابقة وتركيز الإنسان في الحبل أو النفق أو الطريق الذي يظهر له يجب أن يحافظ المجرب على تركيزه فهو أصبح في بداية عملية الإسقاط النجمي، وعليه استخدام هذا الحبل ومحاولة الإمساك به وسحب نفسه للأعلى، وهنا سوف يشعر بما يشبه وخزات كهربائية في أماكن عدة من جسده، ويقول مؤيدي التجربة أن هذه هي لحظة انفصال الجسد الأثيري عن الجسد المادي.
- الانطلاق بالجسد الأثيري: ما أن تنجح عملية الإسقاط النجمي سوف يصبح الإنسان بمقدره رؤية جسده المادي وهو مستلقي على السرير، وهنا يجب الابتعاد عن الجسد المادي حتى لا تفشل التجربة ويعود الجسد الأثيري له، وهنا إما أن يستيقظ الإنسان أو يستغرق في النوم الطبيعي، أما إذا قام بالابتعاد عن جسده المادي تكون تجربة الإسقاط النجمي قد نجحت وأصبح بإمكانه الذهاب حيث يريد ويقوم بتجارب وأشياء لا يمكنه القيام بها بالحالة الطبيعية، مثل العوم في الهواء أو الطيران أو الذهاب لبلدان أخرى أو حتى الخروج من الكوكب والاطلاع على أشياء كثيرة، ثم العودة متى أراد لجسده المادي.
الإسقاط النجمي هل هو حرام؟ يرى معظم أهل العلم والفتوى بحرمة الإسقاط النجمي وأنه ليس من الجائز الاعتماد على الإسقاط النجمي وممارسته وهو ينطوي على محرّمات مثل التقوّل على الله وادعاء معرفة الغيب، والأولى تجنبه وتركه، ذلك ليس فقط لما في النظرية من مخالفةٍ لبعض أصول الدين مثل التكهن بطبيعة الروح وادعاء التحكّم بها واختراق عوالم أخرى، بل لأن النظرية نفسها من الناحية العلمية فاسدة ولا يوجد ما يدل عليها، بل أن العلم أثبت عدم وجود المادة الأثيرية نفسها التي تحدث عنها فلاسفة اليونان وتأثرت بها الفلسفات الشرقية.
لماذا حرم الله الإسقاط النجمي؟
يدعي أنصار طريقة الإسقاط النجمي أن هذه العملية لها وجود في الدين الإسلامي، بل ذهبوا أيضاً للادّعاء أن ما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج ما هو إلّا إسقاطٌ نجمي، وأن الرسول الكريم خرج بروحه (جسده الأثيري) في تلك الليلة، ولكن أنكر العلماء هذا القول مستدلين بقوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء 1، وحسب الآية الكريمة معنى كلمة "سبحان الذي أسرى بعبده" أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أسري بجسده وروحه وليس بروحه فقط فكلمة العبد يقصد بها مجموع الروح والجسد، وهو أسري بأمر الله سبحانه وتعالى وليس بإرادته، وهذا النقش من أهم أسباب رفض وتحريم الإسقاط النجمي.
ماذا يرى الإنسان في الإسقاط النجمي؟ من الصعب ذكر جميع التجارب التي المشكوك بدقتها وواقعيتها من قبل أشخاص أو أديان وفلسفات قديمة حول القيام بظاهرة الإسقاط النجمي، فالحقيقة أنها ادعاءات كثيرة ومختلف على تفاصيلها ولا يوجد حولها معلومات كافية.
ففي الديانة الهندوسية يوجد ذكر لتجارب عديدة للإسقاط النجمي من قبل قديسين ورجال دين حتى في الوقت الحاضر، وفي النقوش والوثائق الفرعونية يوجد إشارة صريحة في مواضع عدة لتجارب سفر الروح، بالإضافة لوجود تجارب في العديد من الثقافات الأفريقية، ووجودها كطقوس تعبدية في الديانة الطاوية في الصين القديمة، والكثير غيرها من الادعاءات المشابهة.
أما في العصر الحديث فتنتشر الكثير من الادعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي أو قصص شعبية متداولة أبطالها أشخاص من بلدان مختلفة عربية وأجنبية قاموا بالإسقاط النجمي لمرة واحدة أو يمارسونه بشكل دائم.
ولكن أشهر هذه التجارب والتي أقيم حولها ما يشبه دراسية علمية للتحقق من صحتها، فهي لشخص يدعى أنغو سوان طبيب نفسي وكاتب يدعي امتلاك قدرات باراسايكولجية، ادعى أنه قام بتجربة الإسقاط النجمي عام 1973 وذهب خلالها إلى كوكب المشتري وعاد منها ليقدم 65 معلومة غير معروفة للعلماء حول كوكب المشتري تتعلق بشكله والغلاف الجوي حوله وبعض موجوداته وتضاريسه، وبالفعل تم تسجيل هذه المعلومات التي قدمها سوان من قبل العلماء، وبعد فترة وخاصة بعد إطلاق مسبار ناسا فيوغير 1 عام 1979، تمت مقارنة نتائجه ونتائج رحلات فضائية أخرى سابقة مثل بيونير 10 ومارينين 10، قام العلماء بمقارنة نتائج هذه الرحلات والمعلومات التي حصلوا عليها من خلالها مع المعلومات التي قدمها سوان، وكانت نتائج المقارنة كما يلي:
- أحد عشر معلومة صحيحة ولكن يوجد لها أساس في بعض الكتب والعلوم.
- سبع معلومات بديهية يمكن معرفتها أو توقعها من قبل أي شخص.
- خمس معلومات تعتبر من التخمينات العلمية.
- تسع معلومات يصعب التأكد منها.
- معلومتان غالباً صحيحتان بشكل غير مؤكد تماماً.
- معلومة واحدة صحيحة ولم تكن معروفة من قبل.
- ثلاثون معلومة خاطئة لا صحة لها.
وحسب تقدير العلماء لهذه الدراسة فيمكن إعطاء نسبة 35% لصحة أدعاء سوان، وبقيت هذه النسبة قليلة لتقنع العلماء بصحة أدعاء سوان وحقيقة ظاهرة الإسقاط النجمي، خاصة إذا أخذ بالاعتبار ما كان يدور من أحداث عالمية سياسية وعسكرية من حرب باردة، ورعاية هذه التجربة من قبل معهد ستانفورد بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية.
من خلال النظر في جميع الآراء المؤيدة والمعارضة لحقيقية ظاهرة الإسقاط النجمي، سواء من الناحية العلمية أو الفلسفية وحتى المنطقية والدينية، فلا يمكن الحصول على إجابة دقيقة مؤكدة بشكل لا يقبل الشك لجهة تأكيد أو نفي هذه الظاهرة، فمؤيدو هذه ظاهرة الخروج عن الجسد لم يأتوا بدليل حقيقي ومقبول للعقل البشري يثبت حقيقتها، وكذلك المعارضون لم يأتوا بدليل واضح لنفيها، وهذا ما أبقى باب الجدل والخلاف مفتوحاً بين مؤيد ومعارض.
يرتبط الاعتقاد أن ظاهر الإسقاط النجمي حقيقية بآثار بعض الديانات والحضارات والفلسفات القديمة والتي ما زال ميراثها مستمراً حتى اليوم، والتي كانت تدعم حقيقة هذه القدرة وتدعي استخدام الجسم الأثيري بأساليب وغايات كثيرة ومتنوعة.
فهي موجودة في الحضارة المصرية الفرعونية ولكنها حكر على الملوك والكهنة ومن لهم اتصال مع الآلهة المصرية ويعرف ذلك من خلال النقوش المرسومة على توابيت وقبور تصور جسد هذا الشخص وهو يحوم حوله جسد مشابه يشير للروح أو الجسد الأثيري، وفي الديانة البوذية والهندوسية في الهند الكثير من التجارب والادعاءات حول قديسين أو كهنة قاموا بعملية الإسقاط النجمي، وفي الحضارة الطاوية الصينية، والأساطير اليابانية وحتى في أفريقيا وأوروبا، العديد من التجارب المشابهة مع الاختلاف في طريقة التطبيق والأهداف منها.
ويتابع أصحاب هذا الادعاء بأن الاسقاط النجمي هي ليست شيء خارق للطبيعة، وإنما هي خارقة لحدود العقل البشري، بمعنى أن قدرات العقل البشري هي أكبر مما نعرفه الآن، والعجز عن تصديق فكرة الإسقاط النجمي نابع من العجز عن استخدام هذه القدرات العقلية وليس عن عدم صحتها ومنطقيتها، وهذا ما يجعلها قدرة خاصة لا يمكن تجربتها من قبل أي شخص، فهي تحتاج لحالة من التأمل والتدريب والإيمان والصبر وتحرر الإنسان بوعيه وإدراكه من حدود جسده، وبهذا فقط يمكن للإنسان القيام بتجربة الاسقاط النجمي.
أما من الناحية العلمية فلا يوجد معلومات عن أبحاث مخصصة وممنهجة استهدفت دراسة ظاهرة الإسقاط النجمي والتأكد من نتائجها وحقائقها، وإنما اكتفت وجهت النظر العلمية على بعض الملاحظات والمقارنات المستخلصة من إفادات أصحاب بعض التجارب في هذا الشأن، ومقارنة هذه النتائج بالحقائق العلمية ومدى إمكانيتها.
وعلى هذا فيوجد ميل علمي لربط هذه الظاهرة أو تجارب الأشخاص الذين ادعوا قيامهم بالإسقاط النجمي بنوع من الهلوسات العقلية الناتجة عن شروط التدريب الجسدية والغذائية وحتى العقلية التي يمر بها الفرد قبل التجربة وأثناءها، وما تحدثه هذه التجربة من آثار على دماغ المجرب، وذهب البعض لتفسيرها بأنه نوع من الشطط في أحلام اليقظة وما يرافقها من تركيز عالي وإيمان قوي يؤدي لما يشبه التنويم المغناطيسي الذاتي للمجرب، وغالباً يكون الانتقاد العلمي لهذا الشيء مبني على أنه منافي لأسس وقواعد علمية ثابتة مثل قوانين الفيزياء.
- الهلوسة: من شروط تجربة الإسقاط النجمي وجود حالة مبالغ بها من التركيز والتحضير والتدريب والتأمل، وقد تأخذ هذه الأمور وقت طويل ومجهود كبير، وهذا بالإضافة لحالة الإيمان المطلوبة، وهذه الشروط جميعها قد توصل الإنسان لحالة من الهلوسة ورؤية خيالات معينة غير موجودة.
- الشلل: يدعي البعض دون وجود أبحاث تدعم ذلك أن التأثير الكبير الذي تفرضه عملية الإسقاط النجمي على الدماغ قد تؤدي لأذية الدماغ وبالتالي حدوث شلل للإنسان، خاصة إذا ترافق ذلك مع اتباع نظام غذائي معين أو استخدام أدوية وأعشاب دون مراقبة طبية.
- نزيف الدماغ: من نفس المنطلق السابق فيما يخص حالة التركيز العالية والتدريب المبالغ به واتباع نظام حياة يؤثر على الدماغ، بالإضافة للحالة الشعورة والمزاجية المرتبطة بالإسقاط النجمي من خوف ورؤية مشاهد قد يحتملها العقل، فمن الممكن حدوث حالات نزيف دماغي.
- هل الإسقاط النجمي يسبب الموت؟ لا يوجد تجارب أو دراسات أو أمثلة تربط بين عملية الإسقاط النجمي وحدوث حالات وفاة، ولكن من ناحية فحسب العلم والأديان السماوية فإن مفارقة الروح للجسد هي عملية موت، وإذا حصل في الإسقاط النجمي سبب معين منع عودة الروح للجسد فبالتأكيد سوف يسبب هذا الموت، وبالإضافة لذلك فإن الطقوس والشروط المرتبطة بعملية الإسقاط إذا ترافقت مع وجود أمراض معينة لدى الإنسان فمن الممكن حدوث الوفاة.