تعريف الاحترام وأنواعه ومتى تقول عن شخص محترم!
تُبنى العلاقات الاجتماعية بين الأفراد على قيم ومبادئ أخلاقية أهمها الاحترام وتظهر صور الاحترام من خلال تصرفات وسلوكيات الأفراد مع البيئة المحيطة من عائلة وأصدقاء وأهل وجوار، وسنذكر في هذا المقال ما هو مفهوم الاحترام؟ وكيف عرفه الدين الإسلامي؟ وماهي صوره وأشكاله وفوائده؟
ما هو مفهوم الاحترام؟ تعريف الاحترام أنه أحد القيم الأخلاقية والإنسانية الحميدة التي تميز شكل العلاقات المرغوبة في التعامل بين الأشخاص ويفاضل بينهم أخلاقياً على أساسها، حيث يتشمل الاحترام تقدير الشخص لذاته وللآخرين سواء بتجنب وضع نفسه في مواقف تقلل من قيمته، أو بالتعامل مع الآخرين بطريقة لطيفة لا تحمل أي إساءة، واتباع السلوكيات والمفاهيم المرغوبة اجتماعياً وأخلاقياً التي تجعل الفرد جديراً بصفة "محترم".
- احترام العائلة: احترام العائلة يعد من أهم أشكال الاحترام ويتمثل بالأهل والأخوة بالدرجة الأولى، حيث يجب إعطاؤهم الحب والتقدير والاحترام ومراعاتهم والتعاون معهم، وعدم تجاوزهم في أي شيء، ثم احترام العائلة الكبيرة والواجبات الاجتماعية تجاه هذه العائلة من أعمام وعمات وأخوال وخالات.
- احترام الكبير: يشكّل احترام الكبير أحد أهم صور وأشكال الاحترام في المجتمع، ويستند هذا الشكل من أشكال الاحترام على اعتبار الأشخاص الأكبر سناً مصدراً من مصادر التنشئة الاجتماعية ونقل الأخلاق والمبادئ العامة للأجيال الأصغر سناً، كما يمتد احترام كبار السن إلى طريقة التعامل مع المسنين بالوفاء اللازم لما قدموه في شبابهم وكهولتهم.
- احترام المرأة: الحفاظ على مكانة المرأة واحترامها من أهم أشكال الاحترام التي تعبر عن التنور الفكري وتوضح أهمية المرأة في المجتمع وتظهر مدى تطور هذا المجتمع، فقد وصل العلم والتطور لدرجة أكبر بكثير من الخلافات على المساواة بين الجنسين، وتتمثل صور احترام المرأة بعدم التقليل من شأنها أو إهانتها، ومساعدتها فيما تحتاج، ودعمها في علمها وعملها وتأسيس حياتها وبيتها واحترام عواطفها وملاطفتها.
- احترام بيئة العمل والزملاء: يعد احترام البيئة المحيطة في العمل من أشكال الاحترام أيضاً، حيث يتوجب معاملتهم معاملة جيدة واحترام خصوصياتهم وعدم التدخل بها، كما يجب عدم التقليل من قيمة أيّ منهم مهما كانت درجته في العمل، مع مراعاة ظروف الزملاء لكسب صداقتهم وحبهم.
- اللطف بالأطفال: الطفل بالأعمار الصغيرة يتعلم بمراقبة الآخرين وتقليدهم، حيث يعتبر احترام خصوصية الطفل والمعاملة معه بلطف وود من أهم أشكال الاحترام التي يتعلم الأطفال من خلالها السلوكيات الصحيحة واحترام الكبار وحسن التعامل معهم.
- احترام الثقافة العامة في المجتمع: لكل مجتمع عادات وتقاليد خاصة من المهم احترامها وعدم تجاوزها حتى ولو لم يكن الشخص مقتنع بها، ولا يرغب بالالتزام فيها، ولكن عليه احترام هذه التقاليد وعدم المجاهرة بالنقد، لكي لا يواجه الرفض من المجتمع، فلا يمكن لأي فرد أن يغير عادات مستمرة منذ عدة عقود.
روى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " ليس منّا من لم يرحَمْ صغيرَنا ويُوقِّرْ كبيرَنا" أخرجه الترمذي، ويوضح الحديث الشريف أهمية الاحترام للكبير والصغير وارتباطه بالدين الإسلامي بقول الرسول صلى الله عليه وسلّم أن من يهجر هذه الخصّال ليس على نهج الأمّة وليس منها.
فيعد الاحترام من أهم الفضائل التي دعا لها الإسلام، ومن أهم صوره احترام الكبير والرحمة بالصغير والتآخي والمودة وعدم إيذاء الناس، وإظهار التقدير للأفراد والتعامل معهم بشكل جيد للحصول على محبتهم، ومن أنواع الاحترام في الإسلام: [2]
- احترام الله تعالى: تتجلى صور احترام الله تعالى في تطبيق أوامره وطاعته، واجتناب نواهيه، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي، والالتزام بالفرائض والواجبات الدينية، للوصول إلى رضا الله تعالى ورحمته ومغفرته.
- احترام الوالدين: لطالما دعا الإسلام إلى أهمية رضا الوالدين واحترامهم وتقديرهم وجعل الله عز وجل رضا الوالدين من رضا الله، ويتمثل احترام الوالدين بالعديد من الصور من خلال عدم رفع الصوت بوجودهم، والتحدث معهم بأدب، وتقبيل يديهم وإظهار المودة لهم، وعدم اتخاذ قرارات مصيرية دون الرجوع إليهم، وغيرها من صور الاحترام.
- احترام العادات والتقاليد الدينية: دعا الإسلام أيضاً إلى احترام العادات والتقاليد الدينية سواء كانت بالفرائض أو بالواجبات الدينية الأخرى في المجتمعات الإسلامية، واحترام هذه الطقوس يتمثل بالالتزام بها وعدم الاستهزاء فيها.
- احترام غير المسلمين: من أنواع الاحترام في الإسلام احترام الأشخاص غير المسلمين فمثلاً رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما كان يبعث بالرسائل للملوك في البلاد الأخرى ليدعوهم للإسلام، كانت تبدأ الرسائل بصيغ الاحترام والتبجيل لمكانتهم ومُلكهم على الرغم من أنهم من دين آخر أو حتى كفاراً ومع ذلك لم يقلل النبي صلى الله عليه وسلّم من شأنهم.
فمثلاً عندما قام بمراسلة هرقل ملك الروم بدأت الرسالة" بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم"، وعندما بعث رسالة إلى النجاشي ملك الحبشة كان مطلعها "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة" واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلّم يجب احترام الأشخاص من غير الدين الإسلامي. - احترام الإنسان: من أنواع الاحترام في الإسلام هو احترام الإنسان كإنسان من جسد وروح مهما كان شكله أو وضعه العام، وعدم التقليل من شأنه لأنه مريض أو معاق أو كفيف أو حتى فقير أو غير متعلم فلا يجب التقليل من احترام أي شخص لأي سبب كان فجميع البشر أبناء آدم لا يتميزون عن بعضهم إلا بالتقوى والعمل الصالح.
حيث روى أبي سعيد الخدري عن الرسول صلى الله عليه وسلّم "إنّ ربَّكم واحدٌ وأباكم واحدٌ ولا فَضْلَ لعربيٍّ على أعجميٍّ ولا لعَجَميٍّ على عربيٍّ ولا أحمرَ على أسودَ ولا أسودَ على أحمرَ إلّا بالتَّقوى" الطبراني. - احترام الذات: لا يقتصر الاحترام على التعامل مع الآخرين فقد دعا الإسلام إلى احترام النفس والروح وعدم تعذيبها بالدخول في المعاصي وارتكاب الذنوب، التي تحول بين الإنسان وتوفيقه في عمله وحياته وعائلته، بالإضافة إلى أن احترام الذات يشمل عدم التقليل من قيمتها بأفعال وأقوال غير لائقة وغير متناسبة مع مكانة الشخص في المجتمع.
- احترام الكائنات الحية الأخرى: يوضح الدين الإسلامي أهمية احترام الكائنات الحية والرفق بها كالحيوانات والنباتات، حيث يجب عدم التعرض للحيوانات أو إيذائهم أو تعذيبهم، ومن جهة أخرى يمكن احترام وجود النباتات من خلال عدم قطع الأشجار وعدم حرقها والحفاظ عليها.
- التسامح: يظهر الاحترام بين الأشخاص من خلال التسامح، والذي يعد من أهم الصفات التي يتحلى بها الشخص المحترم، فهو شخص غير حقود أو سوداوي على العكس يكون شخص متسامح لا يسعى إلى رد الأذية بمثلها، بل ينتظر الأجر والثواب والقصاص من الله عز وجل.
- رفض التنمر: انتشرت ظاهرة التنمر في السنوات الأخيرة بشكل كبير خاصة بين المراهقين الذين يحاولون بشكل أو بآخر التمرد على قواعد وآداب المجتمع بهذه الأساليب التي تجعلهم يقللون من احترام الآخرين، ويتنمرون على ملابسهم أو شكلهم أو أي شيء آخر، وهنا يكون من أهم صفات الشخص المحترم هو عدم التنمر على الآخرين، والحفاظ على مشاعرهم واحترامهم على ما هم عليه وعدم التقليل من شأنهم.
- التواضع: تظهر صور الاحترام في المجتمع أيضاً من خلال التواضع في التعامل مع الآخرين على اختلاف صفاتهم وطبقاتهم الاجتماعية ودرجتهم العلمية، فمن المهم عدم التكبر على الأشخاص ومعاملتهم بأدب ومجاملة ضمن الحدود التي لا تصل للنفاق، وإنما اللطف والتواضع في التصرفات.
- الصدق والوفاء بالوعود: الشخص المحترم هو الشخص الذي لا يحب الكذب ويكون صادق في حياته الاجتماعية ولكن ضمن حدود الأدب التي تمنعه من الصراحة للدرجة التي يجرح بها الآخرين، كما أنه يكون صادق ووفي مع نفسه أولاً ومع الآخرين فلا يطلق أي وعد غير قادر على تنفيذه.
- التعاون والمساعدة: يملك الشخص المحترم روح التعاون والمساعدة لكل من يحتاجه دون أن يفكر بمقابل للأفعال التي يقوم بها مما يكسبه حب الآخرين واحترامهم له ومساعدته في أي وقت يحتاج فيه إليهم.
- الاعتراف بالأخطاء: الاعتراف بالأخطاء لا يعد ضعف على العكس تماماً الشخص المحترم الواعي القادر على تقدير صحة الأفعال التي يقوم بها قادر بنفس الوقت على الاعتراف بأخطائه والاعتذار عنها. [3-4]
- الشعور بالرضى والقناعة: تطبيق آداب الاحترام وصوره تعطي الإنسان شعور نفسي بالرضا والقناعة عن ذاته، هذه المشاعر تجعل منه شخص ناجح ناضج متفهم لمن حوله ومحبوب ممن حوله.
- الاحترام يساعدك على تجنب المشاكل: التعامل مع الناس بشكل محترم يخفف من تعرض الشخص للصدامات والمشكلات التي قد تواجهه في حال كان شخصاً مؤذياً لمن حوله أو كاذباً أو مخادعاً في حياته.
- يجعلك تكسب صداقات جيدة: الاحترام يجعل الشخص يكسب العديد من الصداقات الجيدة والتي تدوم طويلاً، حيث يملك العديد من الصفات الاجتماعية التي تسبب ديمومة الصداقة كالصدق والتعامل بحب وتسامح وتعاون مع الآخرين مما يجعل علاقاته مع الأصدقاء قوية تملؤها المحبة والمودة.
- يجعلك محط ثقة للآخرين: الشخص الذي يفرض احترامه على الآخرين من خلال تصرفاته العقلانية والتي تحمل المحبة والخير وسلوكه الواعي، هو شخص قادر على كسب ثقة الآخرين حتى ولو كانت علاقته فيهم علاقة سطحية أو مجرد معرفة بعيدة، ولكن كل من حوله يثق بأنه شخص جيد ومحترم ومحط للثقة.
- الاحترام يجعل منك شخص إيجابي: الصفات التي يملكها الشخص المحترم هي صفات تجعل منه شخص إيجابي محبوب راضٍ عن نفسه بعيداً عن الطباع والتصرفات السلبية التي تؤذي صاحبها ومن حوله. [4-5]