مفهوم المساواة لغةً واصطلاحاً

ما معنى المساواة؟ تعرف أكثر إلى مفهوم المساواة في اللغة والاصطلاح وأنواع المساواة وغيرها من المفاهيم المرتبطة بها
مفهوم المساواة لغةً واصطلاحاً
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يشكّل مفهوم المساواة اليوم أهم المطالب الإنسانية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والقانونية وغيرها، وذلك لأهمية المساواة في الحفاظ على حقوق الإنسان واستقرار الأمن في المجتمعات، بناء على ذلك نناقش في هذا المقال مفهوم المساواة من عدة نواحي، كمفهوم المساواة في اللغة وتعريف المساواة اصطلاحاً، ومفهوم المساواة بين الرجل والمرأة، وحق المساواة في الإسلام، بالإضافة إلى أبرز أنواع المساواة وأهمية المساواة في المجتمع.

  • المساواة في اللغة العربية مصدر الفعل سَاوى، ساوى يُساوِي فهو مُساوٍ، والمفعول مُساوىً، ومعنى المساواة في اللغة هو كلام ليس فيه فصل عن معناه، أي أن قدر الكلام على قدر المعنى، إذا نقص الكلام قصر المعنى، وإذا زاد الكلام أصبح ثرثرة أو لا ضرورة ولا معنى له.
  • والمساواة هي حالة الصفر بين الإيجاز والإطناب، بحيث أن الإيجاز يعبر عن أوسع ما يمكن من المعنى لكن بالقليل من الكلام، أما الإطناب وهو أن نعبر عن المعنى بالكثير من الكلام بحيث يصبح الكلام لا فائدة له.
  • والمساواة في اللغة أيضاً هي المعادلة أي التعادل والتكافؤ بين عدة عناصر بحيث يكافئ كل عنصر مع مماثله بدون أي زيادة أو نقصان، فنقول مثلاً فلان متساوٍ مع زميله في الحقوق، فهما يتملكان الحقوق ذاتها بالضبط وبدون تفضيل أو تنقيص.
  • من مرادفات كلمة مساواة في اللغة العربية تعادل، تسوية، معادلة، تماثل، توازن، تكافؤ، إنصاف.
  • ومن أضداد كلمة مساواة في اللغة تمييز، مبالغة، مفاضلة، مفارقة، تعارض، تفاوت، زيادة، شط.
animate

المساواة اصطلاحاً هي تعميم لمفهوم المساواة في اللغة، وتعرف على أنها وضع مقدارين أو شيئين أو حالتين أو أكثر مهما كان نوعها على مستوى واحد دون تمييز أو تفضيل.

ومصطلح المساواة الأكثر تداولاً يستخدم للمناداة بحفظ حقوق البشر بشكل متكافئ، فيدعى بحق المساواة، وهو إلغاء أي نوع من الامتيازات التي تفرق بين الأفراد في جميع أنحاء العالم، الثقافية أو الجنسية أو العمرية أو الدينية أو السياسية أو الطبقية وغير ذلك، بحيث ينعم جميع الناس حول العالم بمكانة واحدة ويكون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات دون أي اختلاف يذكر.

  • المساواة الطبيعية: وهي التي تقوم على الطبيعية البشرية الإنسانية التي يشترك بها جميع البشر، فعلى الرغم من تفاوت معدلات الذكاء والأشكال والأحجام والقوة الجسدية بين الناس إلا أن جميع البشر يولدون ويعيشون ويموتون بنفس الطريقة، وبالتالي يترتب على هذا المبدأ حق التساوي بين البشر بسبب تكوينهم الإنساني الموحد، فمثلاً الحرية حق من حقوق جميع الناس ولا تقتصر فقط على الأذكياء أو الأقوياء، وحق الحياة أيضاً واحد لجميع البشر ولا توجد ميزة لجعل فئة معينة تستحق العيش أكثر من فئة أخرى.
  • المساواة الاجتماعية: عدم وجود حدود طبقية أو عرقية أو دينية مفروضة قانونياً أو اجتماعياً داخل المجتمع الواحد، بحيث يتمتع جميع الأفراد ضمن المجتمع بحقوق ملكية وحريات متماثلة، بما يشمل مثلاً مفاهيم العدالة الصحية والحق في التعليم والمساواة الاقتصادية وتكافئ فرص العمل والمساواة في الوصول إلى السلع والمرافق العامة والمساواة في الخدمات الاجتماعية.
  • المساواة السياسية: تشمل المساواة السياسية حصول المواطنين جميعاً على فرص متكافئة ومتعادلة للمشاركة الفعالة في العمليات السياسية ضمن البلاد بالإضافة إلى حرية التعبير والحصول على صوت متماثل في العمليات والقرارات الحكومية.
  • المساواة الاقتصادية: المساواة الاقتصادية لا تكون بإعطاء جميع الناس نفس الأجور، بل تشير إلى توزيع عادل ومتساوي للثروة والموارد الوطنية على جميع أفراد المجتمع لتضيق الفجوة قدر الإمكان بين الأغنياء والفقراء، ويمكن التعبير عنها ببساطة على أنها ساحة لعب متكافئة بحيث يمكن لجميع الأفراد الوصول إليها والاستفادة منها لتحقيق تنمية اقتصادية فردية وللقدرة على العمل وكسب الرزق.
  • المساواة أمام القانون: بمعاملة جميع الناس على قدم المساواة أمام القانون ووجوب تطبيق القوانين على كل أفراد المجتمع بغض النظر عن مكانتهم ووضعهم السياسي أو الطبقي أو الديني أو أي صفة أخرى ضمن المجتمع، ليس فقط فيما يتعلق بالعقوبات وإنما حتى في أنواع الحماية التي ينص عليها القانون. [3]

حارب الإسلام العادات الظالمة والتفرقة والتمييز التي انتشرت في الجاهلية وانطلقت منه شعلة المساواة وانتشرت في المجتمعات، حيث جعل الإسلام المؤمنين سواسية أمام الله، فلا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود ولا لغني على فقير إلّا بالتقوى.

ومثلت فرائض الشريعة الإسلامية حقوقاً وواجبات متساوية ومتماثلة على جميع المسلمين دون تمييز لشعوب وقبائل معينة على غيرها، وقام الإسلام على مقياس وحيد للتفاضل بين المسلمين ألا وهو التقوى والعمل الصالح.

من مظاهر المساواة في الإسلام:

  • المساواة الاجتماعية: مساواة جميع الاجناس والأعراق ببعضها فيما شرع الإسلام من حقوق وفيما فرض من واجبات.
  • المساواة بين الأبناء: حق العدل والمساواة بين الأبناء في التربية والمعاملة والوصية والورث وغيرها.
  • المساواة في الكرامة الإنسانية: فلا يجوز إيذاء إنسان بسبب لونه أو عقيدته أو طائفته أو جنسه.
  • المساواة في العقاب والجزاء: من صفات الله عز وعجل العدل سواء في الثواب لمن عمل عملاً صالحاً أو العقاب لكل من ينتهك حداً من حدود الله جل جلاله.
  • المساواة بين الجنسين: المساواة بين الرجل والمرأة في أداء كل منهما للواجبات الشرعية والمساواة في الثواب العائد على تلك الواجبات.
  • العدالة والمساواة في الحكم: المساواة بين المتخاصمين أمام القضاء فتسمع حجة كل خصم مهما كانت مكانته ومنزلته ولا يتم تمييز أحد الخصوم على غيره.
  • المساواة بين الزوجات: المساواة في حقوق الزوجات جميعهن في حال التعدد. [2-1]

يعتبر مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة أحد أشكال أو تطبيقات المساواة الطبيعية التي تشير إلى ضرورة معاملة البشر على أساس تكوينهم البشري الواحد، بغض النظر على الفروق في القوى والذكاء والأحجام والأشكال، وهذه الطبيعية الإنسانية الموحدة تفرض نفس الاحتياجات والتطلعات وتوحد سبيل الحياة لكل البشر مهما اختلفت الفروقات بينهم.

بالتالي تكون المساواة بين الرجل والمرأة معبرة على الإنصاف في التعامل بينهما في جميع الحقوق والمسؤوليات وعلى جميع الأصعدة لأن اختلاف الجنس لا يغير الطبيعة البشرية.

وتتمثل جوانب المساواة المطلوبة بين الجنسين في النقاط التالية:

  • المساواة في التعليم: تعتبر المساواة في حق التعليم من الحقوق الأساسية للفتيات والنساء في كل المجتمعات وهو يعني الحصول على فرص متكافئة مع الرجل للتعليم بدءاً من المرحلة المدرسية ووصولاً إلى الدراسات الأكاديمية التخصصية.
  • المساواة في مكان العمل: أي التساوي في المكانة والحقوق وطريقة المعاملة في أي مكان عمل بين الرجل والمرأة وعدم التحيز تجاه الرجل وإعطاءه الأهمية الأكبر والتقليل من شأن المرأة ودورها وجهدها في العمل، بالإضافة إلى تساوي الأجر الوظيفي لنفس نوع العمل بين الرجل والمرأة.
  • تجريم العنف ضد المرأة: فالعنف ضد المرأة من الحواجز التي تعيق تحقيق المساواة الفعالة بين الجنسين في المجتمع ويحرم المرأة من استيفاء حقوقها الإنسانية بمختلف أشكالها، لذا من المهم السعي للقضاء على ظاهرة تعنيف المرأة للتمكن من المضي في سبيل المساواة بين الرجل والمرأة.
  • المساواة في الحقوق والأحكام الاجتماعية: عن طريقة مكافحة مظاهر التحيز داخل المجتمع للرجل على حساب المرأة والمساواة في الأحكام كالحق في الميراث، واحترام قرار المرأة واستقلاليتها والسعي للحصول على حقوقها الاجتماعية كاملة.
  • المساواة أمام القانون: بالسعي لتغيير القوانين المجحفة بحق المرأة التي تحد من إمكانياتها وتقلل من حقوقها، والمطالبة بسن قوانين جديدة تعلن سيادة المساواة أمام القانون بين الرجل والمرأة في مختلف المجالات والأحكام القانونية.
  • الحق في المشاركة السياسية الفعالة: تحقيق المساواة السياسية بين الرجل والمرأة بتوفير فرص متماثلة للقيادة والدخول بمجالات صنع القرار وزيادة عدد المقاعد المخصصة للمرأة في مجلس الشعب والوزارات والمناصب العليا على اختلافها.
  • تحقيق التكافؤ الاجتماعي: فالمساواة الاجتماعية تقلل من الفقر وتضيق فجوة المعيشة بين الفقراء والأغنياء.
  • تحقيق التقدم الاجتماعي: ترتقي المساواة بالمجتمع وتزيد قدرته على التطور والتقدم وتزيل الأحقاد الطبقية والعرقية بين أفراده.
  • تحسين المستوى الصحي والمعيشي: في المجتمعات التي تسود فيها المساواة يكون متوسط العمر للأفراد أعلى من المجتمعات غير المتكافئة، حيث تسهم المساواة في جانب من الجوانب باستقرار الحالة النفسية لمختلف الأفراد مما يعني صحة أفضل.
  • التقليل من المشاكل الاجتماعية: بالمساواة تزدهر حقوق الإنسان في المجتمعات والعالم ككل وبدون المساواة هناك دائماً قضايا تهدد حقوق الإنسان كالعنف ضد المرأة والتفرقة العنصرية ووجود فوراق طبقية وغير ذلك.
  • تحسين النمو الاقتصادي: استقرار الاقتصاد وازدهاره حيث تزيل المساواة فكرة التمييز ضد مجموعات معينة ضمن المجتمع التي تضر بالاقتصاد وتسبب مشاكل اجتماعية متعددة. [4]

المراجع