تربية الأطفال تربية صحيحة وتجنب أخطاء التربية

ما هي التربية الصحيحة! تعرف إلى أهم قواعد تربية الطفل تربية صحيحة والأخطاء التي يجب تجنبها في التربية
تربية الأطفال تربية صحيحة وتجنب أخطاء التربية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التربية الصحيحة هي غاية المنى للأهل تجاه أطفالهم، فالتربية الصحيحة بجميع جوانبها الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والدينية والجسدية والفكرية والعلمية، تضمن لهؤلاء الأطفال حياة كريمة سوية تقل فيها المشاكل وتزيد فيها فرص النجاح والتطور، لذا يجب البحث عن السبل التي يمكن من خلالها تقديم التربية الصحيحة لأطفالنا من جميع جوانبها، ونأمل في هذا المقال أن نضيء على ماهية التربية الصحيحة للطفل وطرق الوصول لها.

يمكن القول أن التربية الصحيحة للأطفال هي التربية التي تحقيق الهدف منها من جهة، وتحقق أفضل نمو للطفل على جميع المستويات وبجميع المجالات من جهة أخرى، وتشمل التربية الصحيحة العناية بالطفل ورعايته غذائياً وصحياً وبدنياً ونفسياً وعقلياً وثقافياً واجتماعياً وفكرياً، حيث يجب أن تحقيق التربية أفضل المستويات في تنمية وتطوير هذه المجالات لدى الطفل.

مفهوم التربية الصحيحة هو مفهوم متغير ونسبي ويتوقف على الأهداف المرجوة من عملية التربية، وتنظر المجتمعات نظرةً متباينة ومختلفة للتربية الصحيحة، بناء على العادات والتقاليد والمعتقدات، إلى جانب وجود بعض القواعد الأساسية الثابتة للتربية، مثل اعتبارها الوسيلة التي تهيئ الطفل للتأقلم مع المجتمع ومواجهة العالم منفرداً.

animate

لتحقيق التربية الصحيحة للأطفال والوصول للغايات والأهداف المرجوة من هذه التربية، لا بد أن تكون:

  • تكون تربيةً شاملة: لا تقتصر التربية الصحيحة على جانب واحد أو معين من جوانب التربية كالعناية بالصحة وإهمال العلم أو العناية بالعلم وإهمال الأخلاق، فالشمولية شرط أساسي من شروط تحقيق التربية الصحية لدى الطفل ويجب على الأهل الراغبين بتربية طفلهم تربية مثالة مراعاة هذا الشرط.
  • تضمن الحفاظ على صحة الطفل: مهما كانت أهداف التربية الصحيحة فيشترط ألا تؤثر سلباً على صحة الطفل، فإذا كانت التربية تهدف لتحسين المهارات الرياضية فلا يعني ذلك زيادة الضغط والتدريب على الطفل بما قد يؤذي صحته، وإذا كان الهدف التربوي هو الوصول لأفضل مستوى تعليمي فلا يجب أن يكون ذلك على حساب صحة الطفل من حيث الحصول على الراحة الكافية.
  • أن تكون في مصلحة الطفل: يجب أن يكون التركيز في عملية التربية الصحيحة منصب على تحقيق أفضل ما يمكن للطفل، بمعنى ألا تكون بسبب دوافع شخصية ومصالح من قبل الأهل مثل تربية الطفل ليعمل ويأتي بالمال لذويه، نعم سيكون هذا من واجبه في وقت لاحق ولكن ليس في مرحلة الطفول.
  • أن تكون تربيةً هادفة: تحتاج التربية الصحية لوجود هدف تربوي حتى تتحقق، فإذا كان الهدف العناية الصحية بالطفل فالوسيلة هي اتباع نظامي غذائي صحي يشمل جميع العناصر الغذائية، وإذا كان الهدف تعليمي فالوسيلة هي تأمين كل ما يلزم من حاجات وظروف ليتمكن الطفل من النجاح والتفوق في تعليمه.
  • أن تكون متوافقة مع المجتمع: من أهم شروط التربية الصحيحة أنها تمنح الطفل القدرة على التأقلم مع المجتمع الذي يعيش فيه، هذا لا يعني أن تتم تربية الطفل على أخطاء أو آفات مجتمعه، ولكن منها القدرة على فهم المجتمع الذي يعيش فيه والتعامل معه حتى وإن امتلك أفكار مختلفة عنه، بمعنى آخر تدريب الطفل على التحدث بلغة مجتمعه.
  • الحفاظ على الحب والتقدير والحنان: من شروط التربية الصحيحة أن يقدم المربي أو الأهل المحبة والعطف للطفل، فهو طفل وبحاجة للشعور بالتعاطف والمحبة والحنان من قبل ذويه، ولا يمكن تحقيق أي غاية تربوية بدون مراعاة الجانب العاطفي للطفل وتقدير مشاعره.
  • تعتمد على الحوافز: الحافز من الأمور الأساسية في ترغيب الأطفال بأي هدف تربوي، ويجب أن يكون هذا الحافز متناسب مع طبيعة الهدف ومع سلوك الطفل، فقد يكون الحافز مادي مثل المكافآت أو قد يكون معنوي مثل تحقيق بعض الامنيات والأهداف، أو قد يكون عاطفي مثل محبة الوالدين والوطن والأسرة.

يمكن للآباء اتباع بعض النقاط الضرورية لتربية الطفل تربية صحيحة تحقق أفضل نتائج في شخصيته على جميع المستويات، ويمكن تلخيص هذه النقاط بعدة نصائح، ومنها:

  • القدوة الحسنة: لا يمكن للتربية الصحيحة أن تتحقق دون أن يكون المربي قدوة حسنة في الهدف التربوي المنشود، فكيف يمكن أن تقنع الطفل بأن التدخين عادة سيئة ويجب الابتعاد عنها والمربي نفسه شخص مدخن، أو كيف يمكن اقناع الطفل بالأخلاق الحسنة دون أن يلاحظها في أقرب الناس إليه أو على الأقل في الأشخاص المعنين بتربيته.
  • الجدية والالتزام: التربية عملية صعبة وتحتاج لوقت طويل ويجب على كل من الوالدين أن يلتزم بالغاية التربوية وبالوسائل التي تحققها، فلا يمكن أن نضحك اليوم للطفل إذا قام بشيء خاطئ وأن نعاقبه في المرة القادمة، ولا يمكن الحزم في تعليم الطفل عادة معينة في وقت معين والتهاون في وقت آخر، بل يجب أن يكون المربي ملتزم وجدي في مختلف الأوقات والظروف حتى يترسخ في ذهن الطفل جدية الشيء الذي يتربى عليه.
  • مراعاة رغبات الطفل: أي كان الهدف التربوي الذي ينشده الوالدين في طفلهما لا يمكن أن يكون على حساب مشاعر الطفل ورغباته وحاجته ومرحلته العمرية، فهو طفل ويجب أن يعيش هذه الطفولة بمختلف مضامينها، من أخطاء وتهور ورغبات قد يراها الكبار غير هامة.
  • الاهتمام بمواهب الطفل: من وقواعد التربية الصحيحة عدم إهمال أي مهارة أو موهبة يبديها الطفل، ففي حال أبدى الطفل محبته لأي موهبة ولديه فعلاً خامة جيدة فيها، يجب على الأهل مساعدته في تنميتها وتطويرها والتعلم أكثر عنها، حتى تتحول لملكة حقيقية مع الوقت وعند التدرب والممارسة.
  • عدم الضغط على الطفل: الضغط على الطفل طريقة لا تكون ناجحة دائماً وقد تأتي بنتائج عكسية في بعض الأحيان، فهو طفل ويحتاج للراحة واللعب والتسلية والمتعة وليس فقط العمل والدراسة والالتزام والاجتهاد، ومهما كان المطلوب من الطفل من واجبات ومهمات يجب دائماً ترك مساحة له ليعيش طفولته وعدم الضغط عليه أكثر من اللازم.
  • التعلم حول أفضل الأساليب التربوية: يمكن للأهل الذين يرغبون بتحقيق تربية صحيحة لطفلهم البحث والتعلم حول أفضل الوسائل التربوية المجربة أو التي أقرها العلم، فهذه الأساليب تفيد جداً في بلوغ الأهداف التربوية بوقت أسرع وعناء أقل.
  • تعليم الطفل أركان الإسلام: أركان الإسلام من الشروط الأساسية التي يجب أن يعرفها الطفل المسلم وكيفية تأديتها بالشكل الصحيح، ومن واجب الأهل المسلمين تعليم طفلهم حول هذه الأركان وخطواتها وكيفية تأديتها.
    فعندما يصل الطفل للعمر المناسب يجب تعليمه الصلاة وشروطها وخطواتها الصحيحة ويجب أن يتعلم الوضوء، كما يجب أن يعرف معنى نطق الشهادتين، ويجب أن يتدرب على الصيام ويتعرف على أهمية الزكاء ويكون مع والده عندما يزكي ليتعلم منه، ويجب أن يعرف الحج ومناسكه وقواعده، وهذه الأمور من أهم قواعد التربية الإسلامية.
  • تعليم الطفل آداب وأخلاق الإسلام: حث الإسلام على مكارم الأخلاق في مواضع عديدة من القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، ويجب أن يتعلم الطفل المسلم من أهله حول هذه الآداب والأخلاق وما هو مصدرها في النص الإسلامي أو التأويل، ويجب أن يقتنع بها وتترسخ في ذهنه.
  • تحفيظ القرآن الكريم للطفل: القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل ويتضمن كل يريد المسلم معرفته حول دينه، كما أن قراءته وحفظه يفيد الطفل في استقاء الدين من مصدره الصحيح والأساسي، لذا يجب أن يتعلم الطفل قراءة القرآن من الصغر وبعتاد عليه ويبحث أولاً بمساعدة والديه ولاحقاً بنفسه عن تفسير الآيات القرآنية حتى يفهما بشكل صحيح.
  • تثقيف الطفل حول الدين الإسلامي: يتضمن الدين الإسلامي الكثير من التعاليم والأحكام، بالإضافة للقصص حول الأنبياء والملائكة، ويجب أن يتعرف الطفل على هذه المضامين ليعرف دينه بشكل أفضل منذ نعومة أظفاره.

يجب أن تشمل التربية الصحيحة على جميع جوانب حاجات ورغبات الطفل والأشياء الضرورية في حياته، وعدم إهمال أي جانب خلال العملية التربوية، وتشمل جوانب تربية الطفل:

  • التربية الغذائية: يقصد بالتربية الغذائية هو العناية بتغذية الطفل بأن يحصل على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنموه والحفاظ على صحته، وتعد التربية الغذائية من أهم جوانب التربية الصحيحة التي يجب الاهتمام بها من قبل الأهل.
  • التربية الصحية: صحة الطفل من الأشياء الضرورية ليكبر ويتربى بشكل صحيح، ومن جوانب التربية الصحيحة هو العناية بصحة الطفل الجسدية والنفسية والعقلية، حتى تنتج هذه التربية شخص سوي يتمتع بصحة جيدة وعقل سليم.
  • تربية المواهب والمهارات: من الجوانب المهمة في التربية الصحية هو رعاية المواهب والمهارات التي يبديها الطفل، فمجرد أن يلاحظ الأهل وجود ميل أو موهبة معينة لدى الطفل يجب تقديم الدعم له لتنمية هذه الموهبة وتطويرها.
  • التربية الاجتماعية والثقافية: الطفل ابن بيئته ولا يمكنه العيش منعزل عن مجتمعه، وحتى يتربى الطفل بشكل صحيح اجتماعياً، يجب أن يتعرف على ثقافة مجتمعه وعاداته وتقاليده ومعاييره، ليتمكن من مراعاة هذه الأمور وعدم الشعور بالعزلة عن المجتمع عندما يكبر.
  • التربية الفكرية والعقلية: لا تقتصر التربية فقط على الغذاء والصحة والتعليم، فالتربية العقلية والفكرية أيضاً من الجوانب التربوية المهمة التي يجب أن تشتمل عليها التربية الصحيحة، وتتحقق التربية العقلية من خلال تأمين التعليم للطفل واعتياده على التحليل المنطقي وتدريبه على مهارات التفكير وحل المشكلات، ويمكن في مرحلة لاحقة تشجيعه على التثقف في جميع مجالات الحياة.
  • التربية العاطفية والنفسية: يجب أن يتربى الطفل في جو يحقق السوية النفسية، وذلك من خلال إشباع حاجاته العاطفية بتقديم المحبة والاهتمام له وتقدير مشاعره، وعدم التصرف بطريقة الضغط أو التعنيف أو الإهمال بما يؤثر على صحته النفسية.

قد يرتكب الآباء الكثير من الأخطاء أثناء تربية أطفالهم، وهذه الأخطاء كثيراً ما تسبب نتائج عكسية بالنسبة للأهداف والغايات التربوية، ويجب على الآباء معرفتها لتجنبها، ومن هذه الأخطاء:

  • الدلال الزائد: يتبع بعض الأهل أسلوب الدلال مع أطفالهم ظناً منهم أنهم يحققون لأطفالهم كل ما يرغبون به ولا يحرمونهم من شيء، ولكن يجب عدم المبالغة في ذلك لا يتعلم الطفل بعض الصفات السلبية مثل الأنانية أو الاتكالية أو عدم تقبل الخسارة والهزيمة.
  • زيادة الضغط على الطفل: الضغط على الطفل أسلوب تربوي خاطئ ولا يأتي دائماً بالنتائج المطلوبة، فقد يشعر الطفل بالتعب والملل بسبب هذا الضغط، وقد ينتج عن هذا النفور من الهدف التربوي الذي يسبب ضغط الاهل على الطفل وبالتالي ذهاب جميع الجهود التربوية دون فائدة.
  • استخدام العنف: صحيح أن العنف قد يسبب أحياناً تحقيق بعض الأهداف المباشرة في تربية الطفل، مثل إرغامه على فعل شيء كعين أو منعه من آخر، ولكن على المدى الطويل سيسبب العنف نتائج سيئة في شخصية الطفل، مثل ضعف الثقة بالنفس، أو الخوف الزائد أو كره الوالدين وغيرها من النتائج السيئة.
  • المبالغة بالمكافآت: المكافأة والتحفيز طرق تربوية صحيحة ويجب استخدامها في العديد من الجوانب، ولكن لا يجب المبالغة بهذا الأسلوب حتى لا يعتاد الطفل على انتظار هذه المكافأة كلما فعل شيء، بل يجب أن يعتاد أنه يجب القيام بالفعل الصحيح لأنه صحيح دون انتظار مقابل.
  • الإهمال التربوي: أحياناً يترك الوالدين طفلهم على ليفعل ما يحلو له، ظناً منهم أنه ما يزال صغير أو بسبب الانشغال عنه أو من منطلق أن الحياة والمواقف سوف تتكفل بتعليمه، وصحيح أن الطفل يجب أن يتعلم من أخطائه وتجاربه الخاصة، ولكن هو ما يزال طفل في نهاية المطاف، ويحتاج للدعم والرعاية والتوجيه والإرشاد من قبل ذويه.

المراجع