التعامل مع الطفل العنيد والتخلص من عناده نهائياً؟
تربية الأطفال ليست أمراً سهلاً على الإطلاق، خاصة إذا كان الطفل صعب المراس، يصرخ ويبكي، ولا يتوقف إلا بعد الحصول على ما يريد، ويزداد الأمر صعوبة في الأماكن العامة أو لدى الأقارب.
ويستقبل موقع حلوها الكثير من المشكلات من قبل الأمهات اللاتي يشكين من عند أطفالهن، وللسؤال عن الطرق المثلى للتعامل مع الطفل العنيد.
يمكن أن يتم إطلاق مصطلح الطفل العنيد على الطفل الذي يصر على رأيه ويرفض الانصياع إلى الوالدين حتى إذا حاولا إقناعه، وهو دائم التذمر والرفض والصراخ، ويعتبر الطفل أن العناد يعبر عن استقلاليته، كما أنها أحد وسائله للفت الانتباه إليه.
متى يظهر العناد؟
تبدأ بوادر العناد عند الطفل منذ عامه الأول، ومع بدء تعلم الكلام والمشي عندها يبدأ الشعور بالاستقلالية وأن باستطاعته الوصول إلى الأشياء التي لم يتمكن سابقاً من الإمساك بها، كما بات قادراً على التحدث والتعبير عن نفسه، فيبدأ بالمعارضة والإصرار على موقفه، ليرفض النوم ويصر على النوم في الوقت الذي يحلو له، ويرفض الطعام تشبهاً بالكبار ولفتاً للأنظار، ويرفض الاستجابة بالنظرة والتوبيخ وهكذا.
تتعدد أسباب العناد والعصبية عند الطفل وفقاً لشخصيته وطباعه، وكذلك طباع أهله، والطريقة التي يتعاملون بها معه، وهذه أبرزها:
- رفض طلبات الطفل والتحكم بتصرفاته والحد من تعبيره عن نفسه وعن رغباته.
- تدخُل الكبار في كل ما يخص الطفل وعدم إعطاءه مساحة من الحرية لاختيار ما يحلو له.
- عندما يبدأ الطفل في العناد ورفض النوم المبكر أو نوع من أنواع الطعام فهو بهذا يلجأ إلى تقليد الأب أو الأم.
- أحيانا يشعر الطفل بالملل من الأوامر التي يلقياها عليه الكبار، فيلجأ إلى التمرد والعناد للتعبير عن ذاته ولفت انتباههم بأنه إنسان كبير مستقل.
- التدليل الزائد وتنفيذ كل رغبات الطفل يؤدي به إلى العناد وتصعب السيطرة عليه.
- حينما يرفض الكبار تنفيذ أوامره يلجأ للبكاء الشديد فيضطرون إلى تنفيذ رغبته، ويكرر هذا الفعل حتى يصبح عادة وسلوكاً ملازماً له.
- عدم الالتفات للطفل ومناقشته فيما يريد وتجاهل رأيه، يجعل الطفل يزداد في العناد أكثر ويزيد إصراره على ما يريد.
- لجوء الكثير من الآباء إلى عقاب الطفل العنيد بالضرب الشديد يجعل الطفل يشعر بالإهانة وسيزداد عناداً.
- وصف الأهل للطفل أمام الآخرين بأنه عنيد قد يدفع الطفل للاعتقاد بأنها صفة جيدة فيتمسك بعناده أكثر.
- شكوى الأهل من الطفل العنيد أمام الأصدقاء ومقارنته بأقرانه وأنهم أفضل منهم يجعل الطفل كثير العناد.
- لجوء الأهل إلى إجبار الطفل العنيد على فعل شيء لا يريده، قد يزيده تحدياً وعناداً.
و يوجد عدة أشكال من العناد الذي يظهر على الطفل ومنها:
العناد الصحي
وهو الذي يكون فيه عناد الطفل مقبولاً ومحبوباً، ويكون متمثلاً في التحدي كأن يريد أن يفك لعبة ويقوم بإصلاحها رغم رفض الجميع، فهو طفل مبدع ويجب تشجيعه وتوجيهيه لتنمية موهبة الاكتشاف لديه.
العناد السلوكي
وهو العناد الذي يكون ملازماً للطفل ومعتاداً عليه، ويعتبره الخبراء اضطراباً في سلوك الطفل، ويتطلب هذا النوع علاجاً نفسياً.
العناد مع النفس
ويلجأ الطفل في هذا النوع إلى إيذاء نفسه مثل امتناعه عن الطعام أو اللعب أو أخذ الدواء، والعناد هنا يكون عقاباً الأهل لتنفيذ أوامره.
العناد الفسيولوجي
وهو نوع العناد الذي يكون نتيجة وجود إصابة عضوية مثل التأخر العقلي، وتلف أنسجة المخ.
عناد من أجل العناد
وهو العناد الذي يمارسه الطفل من أجل العناد دون معرفة عواقبه، كأن تقول له الأم عليك أن تأكل لتصبح إنسان قوي وكبير فيكون رده لا أريد أن أصبح قوياً أو كبيراً، كما أنه يرفض النوم المبكر للاستيقاظ للمدرسة في نشاط وحيوية.
1- القاعدة الأولى خلال التعامل مع الطفل العنيد هي الصبر، فلابد أن يتحلى الكبار بالصبر والحكمة في التعامل مع الطفل العنيد.
2- المرونة وعدم العصبية والتحكم بالانفعالات والتعامل بلين والتعامل بهدوء وعدم الصراخ في وجه الطفل، ومحاولة إقناعه بيسر وسهولة، وترك له مساحة من الحرية في اختيار ملابسه أو نوع الأكل الذي يحبه وعدم إجباره على فعل أي شيء.
3- عند عقاب الطفل العنيد يجب أن يكون عقاباً ليس به إهانة للطفل، وأن يحافظ على كرامته، مثلاً يمكن عقابه بحرمانه من وقت اللعب أو مشاهدة برنامج أطفال معين أو الكرتون المحبب له.
4- عدم التدليل الزائد للطفل والانصياع لكل أوامره فليس كل ما يرغبه مجاباً.
5- المعاملة الحسنة وعدم مقارنة الطفل بأحد من أصدقائه، فذلك سيزيد الطفل عناداً وكرها لأصدقائه.
6- مشاركة الطفل في اللعب ومشاهدة ما يحب من البرامج، واللجوء إلي المكافأة عندما يقوم بعمل جيد كشراء لعبة جديدة أو الحلوى التي يحبها.
7- عندما تريد الأم أن يسمع الطفل أوامرها، يجب أن تأمره بأمر واحد ولا تتعدد الأوامر حتى لا يشعر الطفل بالضجر ويصبح عنيداً.
8- الجلوس مع الطفل والاستماع إليه، لأنه بمجرد أن يصبح الآباء أصدقاء لأطفالهم يتغير الطفل ويصبح هادئاً، وقليل التمرد والصراخ والعصبية.
9- أن يقوم الآباء بإشراك ألعاب الطفل والشخصيات المحببة له في الحديث واللعب وأن تتقمص الأم دور أحد هذه الشخصيات وتوجه له النصائح التي ترغبها عن طريقها.
10- تعليم الطفل العنيد حب العطاء والتنازل عن الأنانية بأن يعطي صديقه حلوى أو يهدي إليه لعبة، فهذا ينمي لديه حب الغير وأنه إذا أراد شيئاً، فعليه أن يعطي ليأخذ.
11- الآباء قدوة للصغار، فالطفل مقلد بطبعه فعندما يرى الآباء متمردين ويصرخون، بالتالي سيسلك نفس السلوك فكن قدوة حسنة لطفلك.
12- العناد صفة يمكن القضاء عليها بالحب والهدوء وتنمية ثقة الطفل في نفسه.