تأثير قلة النوم على الأطفال وضرر السهر على صحة طفلك

طفلي قليل النوم! تعرفي إلى أهم أسباب قلة النوم عند الأطفال وتأثير السهر على صحة الطفل وكيف تساعدين طفلك على النوم
تأثير قلة النوم على الأطفال وضرر السهر على صحة طفلك
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

السهر لوقت متأخر وقلة النوم من المشاكل الشائعة في العصر الحديث عند البالغين والأطفال، ويمكن للسهر وقلة النوم عند الطفل أن تكون نتيجة مشاكل صحية أو نفسية يعاني منها الطفل أو بسبب عادات سلوكية خاطئة، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن مخاطر وآثار قلة النوم عند الطفل، وما هي الأسباب المحتملة لقلة النوم مع ذكر بعض النصائح لعلاج مشكلة السهر عند الطفل.

كم ساعة يجب أن ينام الطفل؟ ينام الطفل الرضيع في بداية حياته لفترات طويلة تصل إلى 18 ساعة في اليوم، وفي كل مرحلة من نمو الطفل تنخفض ساعات النوم بالتدريج إلى من 10 لـ 13 ساعة في عمر سنتين إلى خمس سنوات.

 ومن عمر 6 سنوات ينتظم نوم الطفل بشكل أفضل وينام من 9 إلى 12 ساعة متواصلة في الليل، أو يكون مجموع ساعات النوم حوالي 12 ساعة مع قيلولة قصيرة في النهار، وينخفض عدد ساعات نوم الطفل في سن المراهقة (11 سنة حتى 14 سنة) من 8 حتى 10 ساعات تقريباً.

يرتبط عدد ساعات نوم الطفل بعوامل كثيرة منها السن والنشاط الهرموني ونظام التغذية وروتين حياته اليومية، ويمكن القول أن الطفل يعاني من قلة النوم إذا كان عمره أقل من 5 سنوات وغير قادر على النوم لأكثر من 8 ساعات متواصلة، أو كان عمره بين 6 و12 سنة وغير قادر على النوم 6 ساعات متواصلة على الأقل.

كما يتم تشخيص قلة النوم والأرق عند الأطفال برصد تأثير قلة النوم على النشاط والتركيز والنمو، فإذا كان طفلك عمره 7 سنوات وينام أقل من 6 ساعات متواصلة ليلاً، سيعاني من قلة التركيز خلال النهار وستظهر عليه أعراض التشتت واضطرابات المزاج، والتي تعتبر من علامات قلة النوم الأساسية عند الأطفال.

animate

تختلف العوامل التي تسبب قلة النوم والسهر لأوقات متأخرة عند الأطفال باختلاف أعمارهم بين مرحلة الرضاعة والطفولة والمراهقة المبكرة، وفيما يلي أكثر الأسباب شيوعاً لقلة النوم عند الأطفال:

  • التغيرات البيولوجية: من أهم أسباب قلة النوم عند الأطفال الرضع بشكل خاص أنهم يمرون بدورات نوم تختلف عن البالغين، فالنوم يتميز لديهم بفترات قصيرة ما يؤدي لاستيقاظهم بشكل متكرر أثناء الليل، وفي بعض الفترات من النمو قد يعجز الطفل الرضيع عن النوم لفترات متصلة، لكن غالباً ما يكون ذلك طبيعياً.
  • عملية التسنين: من أسباب قلة النوم عند الأطفال الرضع هو بداية ظهور الأسنان، حيث يسبب ذلك حدوث ألم وانزعاج للطفل ما يؤدي لإيقاظه ليلاً بشكل متكرر واضطراب النوم لديه.
  • الشعور بالجوع: من الأسباب الشائعة لاستيقاظ الطفل خلال النوم هو الشعور بالجوع وغالباً ما تكون هذه العادة عند الأطفال الرضع والصغار، ولذلك يعتبر تنظيم الرضاعة والتغذية من أهم وسائل علاج قلة النوم أو النوم المتقطع عند الأطفال.
  • الشعور بعدم الراحة: يمكن للنوم بطريقة غير مريحة أو اتساخ الحفاض للطفل أو الشعور بالحر أو البرد أن يؤدي لانزعاج الطفل وعدم نومه بشكل جيد.
  • التغيرات في الروتين اليومي: من أسباب قلة النوم عند الأطفال حدوث تغيرات في حياتهم وروتين يومهم، مثل انتقال الطفل لغرفة جديدة أو إلى منزل جديد مع العائلة أو دخوله الحضانة أو المدرسة، كل ذلك قد يسبب له صعوبة في النوم.
  • النشاط المفرط: يميل بعض الأطفال للحركة الزائدة ما يصعب عليهم عملية الاسترخاء وبالتالي يؤثر على النوم بشكل عميق وجيد، وعادةً ما يعاني الأطفال مفرطي النشاط من عدم القدرة على الالتزام بروتين النوم.
  • استخدام الأجهزة الالكترونية: تعرض الطفل للأجهزة الالكترونية والشاشات قبل النوم يسبب تعرضه للضوء الأزرق لوقت طويل وهذا الضوء يثبط إفراز الميلاتونين لديه ما يصعب عملية النوم ويمكن أن يسبب الأرق أيضاً.
  • مشاعر القلق: الطفل خصوصاً خلال مرحلة المدرسة قد يعاني من القلق بسبب البيئة الجديدة التي يحاول الاندماج بها، وهذا يشغل تفكيره قبل النوم ما قد يسبب له الأرق وصعوبة في النوم أيضاً.
  • المشاكل الصحية: الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التنفس أو من اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه وغيرها من المشاكل الصحية التي تؤثر بشكل سلبي على عملية النوم للطفل.
  • تقليد الوالدين: سهر الوالدين لأوقات متأخرة من الليل يزيد من رغبة الطفل في قضاء الوقت معهما بدلاً من النوم، حيث يميل الأطفال لتقليد سلوك والديهم بشكل كبير، كما أن تسامح الوالدين مع مواعيد النوم يجعل الطفل معتاداً على السهر أكثر ما قد يؤدي لقلة النوم.

مخاطر قلة النوم والسهر على الطفل تبدأ منذ مرحلة الطفولة، حيث تنعكس بشكل سلبي عليه، وفيما يلي بعض المخاطر للسهر وقلة النوم عند الطفل الرضيع:

  • مشاكل النمو: يعتبر النوم عامل حيوي جداً في عملية النمو، حيث أنه يتم إفراز هرمون النمو للطفل بشكل كبير خلال النوم ما يساعد على تطوير العضلات والعظام وقلة النوم أو السهر بشكل كبير يؤثر بشكل سلبي على نمو الطفل الجسدي، والنوم الجيد يعزز من جهاز المناعة وقلة النوم تسبب تعرض الطفل للأمراض بشكل أكبر ما يؤثر على صحته ونموه بشكل جيد.
  • التأثير على الوظائف الذهنية: النوم عنصر هام جداً لتخزين المعلومات والتذكر، والسهر وقلة النوم للأطفال يسبب لهم ضعف في التركيز والانتباه ومشاكل في الاستجابات العصبية والذهنية، إضافة لضعف الذاكرة ما يؤثر على عملية التعلم والاكتساب، ما ينعكس بشكل سلبي على التطور المعرفي والذهني للطفل.
  • تقلب المزاج: تؤدي قلة النوم عند الرضع إلى حدوث تقلبات مزاجية والشعور بالقلق والتوتر وعدم الراحة بشكل كبير فيصبح الطفل أكثر عرضة للبكاء وأكثر عصبية وعناد.
  • ضعف التفاعل مع الآخرين: يحتاج الطفل الرضيع للتفاعل مع الآخرين بشكل كبير، حيث يتعلم منهم المهارات العاطفية ومهارات التواصل والتفاعل، وقلة النوم تصعب هذه العملية عليه بسبب شعوره بعدم الراحة والحالة المزاجية السيئة.
  • تأخر في المهارات الحركية: بما أن قلة النوم تأثر بشكل عام على عملية النمو، فهذا يؤدي لضعف المهارات الحركية للطفل وتأخر تعلمها ما ينعكس بصورة سلبية على تفاعله مع الآخرين أيضاً.

لا تقتصر مخاطر النمو على الأطفال الرضع، بل تنعكس بشكل سلبي على الطفل في جميع الأعمار وغالباً ما تكون بتأثيرات متشابهة ومن مخاطر السهر وقلة النوم على الأطفال نذكر ما يلي:

  • تأثير قلة النوم على النمو: كما هو الحال عند الأطفال الرضع فإن هرمون النمو يتم إفرازه بشكل رئيسي عند النوم طوال مرحلة الطفولة، ولذلك قلة النوم تؤثر تأثيراً سلبياً خطيراً على عملية النمو الجسدي والعقلي.
  • ضعف جهاز المناعة: يتم تعزيز جهاز المناعة خلال عملية النوم، وعندما يعاني الأطفال من قلة النوم أو يعتادون على السهر قد يعانون من ضعف جهاز المناعة وسهولة إصابتهم بالعدوى وصعوبة الشفاء منها.
  • ضعف التركيز والانتباه: تؤثر قلة النوم بشكل مباشر على قدرة الطفل على التركيز والانتباه، حيث قد يواجه صعوبة في متابعة الدروس والقيام بالأنشطة اليومية المعتادة، بل أن الأطفال الذي يسهرون في الليل قد ينامون في الفصول الدراسية!
  • ضعف الذاكرة: يعتبر النوم عاملاً رئيسياً في تخزين المعلومات الكبيرة التي يحصل عليها الطفل خلال اليوم، وقلة النوم تؤثر بشكل سلبي على أداء الذاكرة ما يصعب عليه تذكر الدروس والمعلومات الجديدة التي يتعلمها كل يوم.
  • زيادة مشاعر القلق والاكتئاب: اضطراب النوم والسهر يؤدي لاضطراب توازن المواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ ما يسبب للأطفال مشاعر قلق وتوتر ويمكن أن تسبب الشعور بالاكتئاب أيضاً، ويعتبر تقلب المزاج من أهم علامة قلة النوم عند الأطفال.
  • زيادة السلوكيات السلبية: عدم راحة الجسم ومشاعر الاكتئاب والقلق والتقلبات المزاجية تؤثر في النهاية لظهور سلوكيات عدوانية عند الطفل أو زيادة طبيعته التمردية، ومع الوقت سوف يجد الطفل صعوبة في التحكم بهذه المشاعر.
  • انخفاض التحصيل الدراسي: المشاعر السلبية والسلوكيات العدوانية للطفل تؤثر بالنهاية على تحصيله الدراسي وكل ذلك ينتج عن اضطرابات النوم والسهر لأوقات طويلة.
  • ضعف التفاعل الاجتماعي: الطفل الذي لا يحصل على النوم الكافي أو يسهر لأوقات متأخرة يبدي استعداد أكثر للعزلة، وهذا يسبب قلة التفاعل الاجتماعي مع الأطفال من سنه.
  • صعوبة بناء العلاقات: قلة التفاعل الاجتماعي وميل الطفل للعزلة تصبح مع الوقت مشكلة كبيرة، حيث يصعب على الطفل بناء علاقات صحيحة مع الأفراد الآخرين.

النوم الكافي والجيد هو عنصر رئيسي في صحة الدماغ للأطفال وللكبار على حد سواء، وإن كان تأثير قلة النوم والسهر لأوقات طويلة لا يظهر بشكل مباشر على الدماغ فإنه سوف ينعكس بشكل سلبي مع مرور الوقت وتقدم الطفل في العمر، فالنوم هو الوقت الذي يقوم به الدماغ في ترميم المسارات العصبية وبنائها، وعلى الرغم من الغموض الذي يحيط بعملية النوم، لكن المؤكد أن قلة النوم والسهر للأطفال تسبب الكثير من المشاكل النمائية.

ويعتقد أن تأثير السهر يكون بعيد المدى، حيث أنه يسبب تلف الخلايا العصبية بالدماغ بشكل تراكمي ما يعرض الطفل للإصابة بأمراض مثل الزهايمر وأمراض عصبية أخرى مع التقدم في العمر، وبالرغم أن الدراسات ما زالت قائمة لمعرفة تأثير قلة النوم على الدماغ بشكل أكبر إلا أن التجارب على الفئران أوجدت أن قلة النوم والسهر تساهم في تدمير خلايا عصبية داخل الحصين وهو جزء من الدماغ يشارك في التعليم والذاكرة.

كما أن المؤشرات أوضحت أن السهر وقلة النوم مسؤولة عن ضعف الوظائف الإدراكية مثل مهارات التخطيط والتنظيم وحل المشكلات ما يجعل الطفل يواجه مشاكل في وضع الخطط وتنفيذها ومواجهة أي عقبات وصعوبات يمكن أن تعترضه.

علاج قلة النوم عند الطفل هو أمر يعتمد على اهتمام الوالدين بشكل رئيسي من خلال بعض العادات الروتينية الصحية التي يتم تقديمها للطفل ومن هذه العادات التي تساعد الطفل على النوم بشكل جيد نذكر:

  • الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة: تحديد أوقات وساعات محددة للنوم يساعد جسد الطفل في الاعتياد على هذه الأوقات لتكون وقت راحة ونوم، بالتالي تنظيم ساعته البيولوجية ما يجعل عملية النوم أكثر سهولة على الطفل، وبالطبع فإن الأوقات المناسبة للنوم هي ليلاً.
  • التزام روتين هادئ ما قبل النوم: من الجيد والمفيد للطفل هو تحديد نوع النشاطات التي يقوم بها قبل النوم، فمثلاً النشاطات مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى الهادئة قبل النوم تساعد في نوم الطفل بعمق أكبر، وعلى العكس من ذلك فإن مشاهدة الفيديو أو اللعب قبل النوم يمكن أن يسبب له الأرق وصعوبة في النوم.
  • تأمين بيئة نوم هادئة ومريحة: يجب الحرص من قبل الوالدين على أن تكون أوقات النوم هي أوقات هادئة في كل المنزل حتى يستطيع الأطفال النوم بعمق دون حدوث ضجيج يسبب ازعاجهم، كما عليهم الحرص على تهوية الغرفة جيداً وتجنب الإضاءة القوية واستخدام فراش ووسائد مناسبة وارتداء الطفل للملابس المريحة للنوم.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي: بعض الأنواع من الأطعمة التي تحوي كميات كبيرة من الدهون أو أنواع الوجبات الثقيلة الأخرى يمكن أن تسبب الانزعاج للطفل أثناء النوم، لذلك من الأفضل التركيز على الوجبات الخفيفة مثل الفواكه والسلطات والزبادي قبل النوم.
  • تشجيع الطفل على النشاط البدني خلال اليوم: ممارسة الطفل للأنشطة الجسدية مثل اللعب مع الأطفال الآخرين أو ممارسة بعض الألعاب الرياضية تساهم في تحسين جودة النوم للطفل لكن يجب الحرص ألا تكون هذه الأنشطة قبل النوم بشكل مباشر.
  • الاهتمام بالحالة النفسية والروابط الأسرية: شعور الطفل بالدعم العاطفي من قبل الوالدين وقضاء الأوقات الجيدة مع العائلة يعزز مشاعر الأمان لديه ويجنبه مشاعر القلق والتوتر، وهذا بدوره يساعد الطفل في الحصول على نوم أفضل.
  • استشارة الطبيب المختص: قد ترتبط قلة النوم عند الأطفال بمشاكل هرمونية أو صحية ربما لا تكون ظاهرة، ولذلك لا بد من استشارة الطبيب المختص عندما يعاني الطفل من أعراض قلة النوم لفترة طويلة دون أن تنجح خطط الأهل في تنظيم النوم.

المراجع