أسباب ألم الحوض في بداية الحمل وكيفية علاجه
ألم الحوض في بداية الحمل بين الشهر الأول والثالث مرتبط بعوامل عديدة، ويعتبر ألم الحوض من الأعراض الشائعة والطبيعية في بداية الحمل، وقد يرتبط ألم الحوض ببعض المشاكل الصحية التي يجب على الحامل الاهتمام بها، مثل الحمل خارج الرحم أو التهابات المسالك البولية شديدة الخطورة على الحمل.
في بداية الحمل، وذلك نتيجة طبيعية لنمو الرحم الذي يؤثر على توضع المفاصل والعظام والتغيرات التي تطرأ عليها بما يتناسب مع حجم الرحم الجديد الذي يسمح بحمل واستيعاب الجنين ويحضر لعملية الولادة.
تعتبر مشكلة آلام منطقة الحوض عند الحامل شائعة ومنتشرة في كل مراحل الحمل، وحيث أن واحدة من كل خمس نساء يتعرضن لألم في الحوضكما أن هرمونات الحمل تؤثر في سلوك العضلات مما يساهم في ظهور أنواع متعددة من الآلام والأوجاع في منطقة الحوض في بداية الحمل، وتكون هذه الأوجاع جزء طبيعي من مرحلة الحمل لا تدعو للقلق طالما أنها تقتصر على الآلام البسيطة المحتملة دون وجود علامات تحذيرية وأعراض أخرى غريبة، حيث يكون ألم الحوض الطبيعي عند الحامل في بداية حملها أشبه بآلام الدورة الشهرية.
ويكون ألم الحوض في بداية الحمل خطيراً إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل النزيف المهبلي الحاد وأعراض الحمى والشعور بألم لا يحتمل يأتي فجأة ويختفي فجأة أو وجود تقلصات شديدة في الظهر ودم في البول، فهنا لا بد من طلب الاستشارة الطبية فوراً للاطمئنان على الحمل واتخاذ الإجراءات المناسبة.
- تغيرات الحمل الطبيعية: في الفترة الأولى من الحمل وخلال الثلث الأول يتمدد الرحم بشكل طبيعي ويتهيأ ليستوعب حجم الجنين ويزداد حجمه شيئاً فشيئاً، وخلال الأسبوع 12 من الحمل تقريباً يصبح بحجم حبة الجريب فروت، هذا التمدد يشكل أعراض وخز وألم وانزعاج في أسفل البطن ومنطقة الحوض وهي طبيعية وجزء طبيعي من فترة الحمل وعلامة على أن الحمل يسير بشكل جيد وطبيعي.
- الإجهاض التلقائي: الإجهاض التلقائي هو خسارة الجنين قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل ويكون، بشكل تلقائي دون وجود محفز مباشر أو مقصود، وقد يكون من علاماته ألم الحوض عند الحامل خاصة إذا كان الألم شديداً ومترافقاً مع نزيف.
- الحمل خارج الرحم: أو الحمل المنتبذ وهو حمل يحدث خارج بطانة الرحم في غير المكان المخصص له، ويسبب مشاكل وآلام عديدة من أبرزها ألم الحوض المستمر والقوي والشديد، ويعتبر من أخطر أسباب ألم الحوض في بداية الحمل وهو حالة إسعافية تطلب التدخل الطبي الفوري لأنها تشكل خطر فعلي على حياة الحامل.
- الحمل بتوائم: قد يلاحظ عند الحمل بتوائم ظهور أعراض ألم الحوض عند الحامل بشكل مبكر نتيجة النمو السريع للرحم مقارنة بالحمل العادي، مما يشكل ضغط متزايد على منطقة الحوض والعضلات والأربطة والمفاصل والعظام، وهذا ما يكون سبب ألم الحوض المبكر عند الحامل.
- التهاب الجهاز البولي: مشاكل الجهاز البولي التناسلي حالة متكررة أثناء الحمل، أبرزها عدوى المسالك البولية التي تسبب شعوراً بالألم والانزعاج أعلى عظم العانة وفي منطقة الحوض عند الحامل، تترافق مع عدة أعراض أخرى أبرزها الحمى والقشعريرة وحرقة البول، ولا يجب أن تستخف الحامل بمشاكل المسالك البولية لأنها تهدد بالإجهاض والولادة المبكرة.
- الانتفاخ والمشاكل الهضمية: وهي شائعة خلال الثلاث أشهر الأولى من الحمل، مثل مشاكل الإمساك وتشكل الغازات عند الحامل، كما أن زيادة مستويات الهرمونات يؤثر في حركات عضلات الأمعاء ويغير سلوكها ويؤدي للإبطاء في حركتها قليلاً مما يخلق شعور بالضغط والانزعاج في الجزء الأسفل من البطن عند الحامل ويؤثر على عضلات الحوض مسبباً ألماً وانزعاجاً فيها.
- تغير نسب الهرمونات: في الفترات الأولى المبكرة من الحمل يحصل تغيير كبير في سلوك الهرمونات داخل جسم المرأة مما ينتج عنه تأثير على بعض وظائف الجسم أبرزها العضلات التي تتأثر بشكل خاص في منطقة الحوض والأمعاء وتسبب آلام متعددة ومزعجة للمرأة الحامل.
آلام الحوض عند الحامل تشير للأوجاع والآلام التي تصيب الجزء السفلي من البطن وقد تكون هناك أماكن مختلفة لظهور هذا الألم عند المرأة الحامل في بداية الحمل، مثل:
- ألم فوق عظم العانة: عظم العانة هو العظم السفلي الباطني الأمامي من الحوض، وهو عظم واضح وبارز عند النساء أكثر من الرجال، تطرأ تغيرات على توضع هذا العظم استعداداً لاستيعاب الجنين وتحضيراً لمروره أثناء الولادة، مما يعرض المرأة للشعور بألم وضغط وانزعاج في هذا العظم سواء في بداية الحمل أو أواخره، ويكون شعور الألم مركز فوق عظم العانة في المنطقة الأمامية والمنتصف أي على مستوى الوركين تقريباً.
- ألم في جوانب الظهر من الأسفل: وذلك بسبب تمدد الرحم خاصة بعد الشهر الثاني من الحمل مما يشكل ضغط على مناطق مختلفة من منطقة الحوض وأسفل البطن والظهر فتظهر على شكل آلام في منطقة أسفل الظهر من جانب واحد أو من كلا الجانبين.
- ألم منطقة العجان: العجان هو المنطقة الواقعة بين فتحة المهبل والشرج عند المرأة، وهي منطقة عضلية نسيجية تنتقل وتنتشر إليها آلام الحوض المفصلية والعضلية الحاصلة بسبب تمدد الرحم عند المرأة الحامل مما يسبب آلاماً مزعجة فيها في بداية الحمل.
- ألم أعلى الفخذين: ينتشر الألم أحياناً إلى أعلى الفخذين بسبب وجود حركة في العظام والمفاصل في منطقة الحوض نتيجة الحمل تؤثر على عضلات الفخذين، خاصة لو تصادف وجود أكثر من حالة صحية تسبب ألم وضغط على منطقة الحوض في بداية شهور الحمل.
- ألم قاع الحوض: ألم قاع الحوض هو ألم تشعر به المرأة نتيجة تمدد العضلات ووجود اختلاف في هرمونات الجسم عند الحمل، يكون بالقرب من المهبل أو المثانة أو الرحم، وكذلك قد يشعر به بأسفل البطن والظهر.
- العلاج الطبيعي لآلام الحوض للحامل: والذي قد يكون بالتمارين حيث يوصي الطبيب بتطبيق الحامل لبعض التمارين الآمنة خلال فترة الحمل والتي تساعد في تقوية عضلات قاع الحوض والورك والمعدة والظهر مما يساعد في جعل مفاصل الحوض أكثر ثباتاً وتأقلماً مع نمو الجنين وتمدد الرحم، ويقلل من آلام منطقة الحوض والورك، كما يمكن أن يتم العلاج بمساعدة أجهزة خاصة مثل أحزمة دعم الحوض والعكازة.
- المضادات الحيوية: والتي تهدف لعلاج عدوى المسالك البولية والمسببة لآلام الحوض عند المرأة الحامل، ويكون ذلك تحت إشراف طبي لتجنب تعريض الأم والجنين لأي خطر أو مشكلة صحية من تأثير الاستخدام الخاطئ للأدوية.
- زيادة شرب الماء: بكمية مناسبة ومعقولة مما يساعد في التخفيف من حالات الإمساك وتسهيل عملية الإخراج التي تسبب ضغط وألم في منطقة الحوض عند النساء الحوامل، كما يسهم في تنظيم درجة حرارة الجسم في حالات الالتهاب والعدوى.
- إجهاض الحمل في الحمل المنتبذ: في حالة وجود حمل خارج الرحم مسبب لآلام قوية في منطقة الحوض بمرحلة مبكرة من الحمل فمن الضروري إجهاض هذا الحمل لأنه يحمل مخاطر صحية عديدة على الحامل بعضها قد ينتهي بالوفاة، لذا يقوم الطبيب بتقدير الطريقة الأنسب للإجهاض إما بالأدوية أو الجراحة بحسب ما تتطلبه الحالة.
- النوم بوضعية مريحة: اختيار وضعية مريحة للنوم للحامل يخفف من نوبات ألم الحوض الطبيعية عند الحامل الناتجة عن التمدد الطبيعي للأنسجة والأربطة وزيادة حجم الرحم، وينصح بالنوم على الجانب مع ووضع وسادة بين الركبتين.
- التزام روتين حياة مريح: يتمثل باختيار أحذية مريحة، والحفاظ على قدر متوسط من النشاط الذي لا يزيد الآلام، والابتعاد عن الأعمال المجهدة مثل رفع الأثقال والوقوف لفترات طويلة والصعود على الأدراج والجلوس لفترات طويلة، ويفضل محاولة الدخول والنزول من السيارة بوضعية ضم الركبتين على بعضهما، والراحة في الأوقات المتاحة وما على ذلك.
- الاستحمام بماء دافئ: يساعد الماء الدافئ على تخفيف التشنجات في منطقة الحوض وإرخاء العضلات وبالتالي تقليل الألم المرافق لتمدد الرحم في منطقة الحوض عند الحامل.
هل ألم الحوض في بداية الحمل يدل على الإجهاض؟ في الحقيقة قد يكون ألم الحوض في بداية الحمل مؤشراً خطيراً على وجود مشاكل صحية مثل العدوى والالتهابات وضعف الحمل، ويكون ألم الحوض خطيراً على الحامل والجنين في حال ظهور الأعراض التالية:
- حدوث نزيف مهبلي: النزيف المهبلي عند الحامل المرافق لشعور بألم في منطقة الحوض علامة تحذيرية خلال الفترة الأولى بالحمل لأنها قد تكون مؤشر على حدوث إجهاض خاصة لو كان النزيف مستمر ومتكرر والألم شديد، وكذلك قد تشير لوجود حالة حمل خارج الرحم، وكلا الحالتين تحتاج رعاية طبية طارئة، كما أن النزيف المتكرر يضع المرأة بخطر انخفاض الضغط والدخول بصدمة قد تنتهي بالوفاة.
- حدوث حمى: ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل المترافق مع نوبات ألم في الحوض قد تكون مؤشر لوجود عدوى في المسالك البولية أو عدوى هضمية، وهي مشكلة تحتاج علاج متخصص يكون باستخدام الأدوية لذا فهي تتطلب مراجعة طبيب.
- ألم شديد يزداد مع الحركة: ازدياد حدة وشدة الألم في الحوض عند الحامل بوقت قصير، أو تفاقم الألم أثناء المشي أو الحركة قد يكون مؤشر لمشاكل أخرى تعاني منها المرأة الحامل وتشكل خطر عليها مثل مشكلة الحمل خارج الرحم أو غيرها.
- نزيف هضمي: والذي يتضح عن طريق وجود دم في البراز عند الحامل، وعندما يترافق ذلك مع آلام الحوض قد يشير ذلك لوجود مشكلة في الأنبوب الهضمي تضغط على عضلات الحوض بسبب الحمل مسببة آلام فيها، وقد تتطلب تدخل طبي خاصة لو كان النزف متكرر لأنه يضر بصحة الأم والجنين.
- آلام ونزيف أثناء التبول: ألم وحرقة البول وظهور دم مع البول عند الحامل المترافق مع تشنج وألم في منطقة الحوض يشير لوجود التهاب وعدوى في المنطقة البولية التناسلية عند المرأة يحتاج لتدخل طبي وعلاج فوري.
- وجود إصابة سابقة بالحوض: فعلى الرغم من أن آلام الحوض في بداية الحمل طبيعية وشائعة إلا أنها حتى في المستوى الطبيعي منها قد تكون خطراً على الحوامل اللواتي لديهن تاريخ من الإصابات في منطقة الحوض أو الخضوع لعمليات جراحية في المنطقة، حيث قد تتأثر العضلات والمفاصل والعظام بشكل مؤذي في هذه الحالة لذا تحتاج لمراقبة دورية مستمرة.