أسباب التأتأة المفاجئة عند الأطفال وكيفية علاجها

ما هو سبب التأتأة المفاجئة عند الأطفال! تعرفي إلى أنواع التأتأة عند الطفل والعوامل التي قد تسبب التأتأة المفاجئة
أسباب التأتأة المفاجئة عند الأطفال وكيفية علاجها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التأتأة المفاجئة هي مشكلة في التدفق الطبيعي للكلام تحدث بعد إتقان الطفل لمهارات اللغة، وتكون لأسباب نفسية في معظم الحالات، في هذه المقالة نذكر الفرق بين التأتأة العادية والتأتأة المفاجئة، وأسباب حدوث التأتأة المفاجئة وطريقة علاجها، كما نوضح ما هو الاختلاف بين التأتأة المفاجئة عند الأطفال والكبار.

التأتأة هي إحدى اضطرابات الكلام التي تؤثر على قدرة الطفل على التحدث بطلاقة، حيث يعاني من مشاكل في تدفق الكلام بطريقة صحيحة، وقد تكون التأتأة مجرد مرحلة يمر بها الطفل أثناء تعلم الكلام، وقد تكون مشكلة مستمرة تتطلب تدخلاً تشخيصياً وعلاجياً.

 تظهر التأتأة عند الأطفال على شكل حدوث تكرارات لبعض المقاطع الصوتية أو كلمات أو حروف محددة أو وقفات غير طبيعية أثناء الكلام أو صعوبة في بدء الجملة، كما تترافق مع حركات جسدية مثل رمش العينين وحركة الرأس.​​​​​​​

animate

يوجد للتأتأة ثلاثة أنواع رئيسية هي:

  1. التأتأة النمائية: والتي تحدث لدى معظم الأطفال خلال مرحلة النمو (2-5 سنوات) حيث يكون الطفل ما يزال يتعلم مهارات اللغة والكلام، ويمكن أن يواجه صعوبات في نطق بعض الأحرف والكلمات أو مشاكل في مزامنة الكلمات مع الأفكار التي يريد التعبير عنها، وعادةً ما يزول هذا النوع من التأتأة مع نمو الطفل بعد أن تنمو مهارات الكلام لديه.
  2. التأتأة العصبية المنشأ: حيث يعاني الطفل من مشاكل في الدماغ أو في السمع أو بسبب تعرض الدماغ لإصابة ما نتيجة حادثة أدت لتضرره.
  3. التأتأة النفسية: والتي تظهر نتيجة التعرض لصدمة نفسية أو حالة اضطراب عاطفي مثل فقدان شخص مقرب منه أو وفاة أحد الوالدين أو بسبب تعرضه لمعاملة سيئة ما ينعكس بشكل سلبي على قدرته في الكلام بطلاقة.
  • تحدث التأتأة العادية أو النمائية في مرحلة النمو خلال تعلم الطفل لمهارات الكلام، أما التأتأة المفاجئة تحدث دون سابق إنذار وتختلف من نواحي عديدة، حيث تتميز التأتأة المفاجئة بأنها تحدث بعد أن يتعلم الطفل الكلام السوي أي بعد إتقانه لمهارات الكلام، ولا تكون محصورة في سن الطفولة فقط حيث أنها يمكن أن تحدث في أي مرحلة من حياة الإنسان مثل سن المراهقة أو بعد البلوغ.
  • يرتبط حدوث التأتأة المفاجئة في سن الطفولة بحدوث تغيرات كبيرة في حياة الطفل، مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو بيئة جديدة أو التعرض لصدمة، غالباً ما تترافق مع مشاعر حزن وقلق وإحباط يعاني منها الطفل تظهر تعرضه للكثير من الضغوط النفسية.
  • أضف إلى ذلك أن آثار التأتأة المفاجئة تكون أكثر حدة في عرقلة قدرة الطفل على الكلام، حيث يعاني من توقفات طويلة وتكرارات أكثر لبعض الأحرف والكلمات، على عكس التأتأة النمائية أو العادية التي تتراجع وتزول مع مرور الوقت، فإن التأتأة المفاجئة غالباً ما تحتاج لعلاج من قبل مختص والتي تحتاج لوقت أطول حتى يتم علاجها.
  • تتفاقم التأتأة المفاجئة للطفل كلما تعرض لضغوط نفسية أكبر أو عند تعرضه لمواقف اجتماعية تسبب له المزيد من مشاعر القلق والتوتر.
  • وتؤثر التأتأة المفاجئة بصورة سلبية كبيرة على حياة الطفل اليومية بسبب تعرضه للكثير من المواقف المحرجة عند التفاعل الاجتماعي مع الآخرين فتزيد لديه مشاعر الخجل والقلق ما يؤدي بالنهاية لتفضيله الانسحاب والعزلة.​​​​​​​

بينما التأتأة الطبيعية جزء من عملية تعلم الكلام واللغة فإن التأتأة المفاجئ هي تجربة مقلقة قد تشير إلى مشاكل عميقة تتطلب الانتباه من قبل الوالدين، ونذكر فيما يلي أسباب التأتأة المفاجئة:

  • التعرض لضغوط نفسية: تعرض الطفل لمواقف تسبب له القلق والتوتر وبشكل خاص عند التعامل مع باقي الأطفال في المدرسة أو الحي يمكن أن يسبب له التأتأة المفاجئة إضافةً للضغوط الأسرية مثل المشاحنات بين الوالدين أو مرورهم بتجربة انفصال أو وجود ضغوط مالية على العائلة، كلها أسباب تظهر بصورة ضغوط نفسية يمكن أن يعبر عنها الطفل بحالة تأتأة مفاجئة.
  • تغير البيئة الاجتماعية للطفل: انتقال العائلة لمكان سكن جديد أو انتقال الطفل لمدرسة جديدة يحدث تغيرات كبيرة في حياة الطفل وقد يجد صعوبة في التأقلم مع هذه التغيرات وعدم قدرة على التكيف مع المحيط الجديد ما يسبب له مشاعر قلق وتوتر تؤدي في النهاية للتأتأة المفاجئة.
  • التغيرات الكبيرة في حياة الطفل اليومية: حدوث تغير كبير في الروتين اليومي للطفل مثل دخوله للمدرسة حديثاً والانتقال من النوم واللعب في الوقت الذي يريده للالتزام بأوقات معينة للنوم واللعب أو حدوث أمر طارئ لدى العائلة يسبب في تغير الروتين اليومي له بشكل كبير يمكن أن يؤدي بالنهاية لحدوث تأتأة في الكلام أيضاً.
  • عوامل وراثية: يكون الطفل أكثر عرضة لظهور التأتأة المفاجئة إذا كان هناك تاريخ عائلي للتأتأة عند أحد الأبوين حيث تشير الأبحاث إلى أن التأتأة قد يكون مرتبطاً بعوامل عصبية قد تكون وراثية ما يؤدي لزيادة احتمالية ظهور التأتأة المفاجئة لدى الطفل.
  • الصدمات العاطفية: يمكن لتعرض الطفل لصدمة عاطفية قوية أن تسبب له ظهور مفاجئ للتأتأة مثل فقدان أحد الأبوين أو تعرض لحادث سير أو التهجم عليه بشدة أو أي موقف يشكل خطر عليه أو على أحد أفراد أسرته المقربين.
  • الإصابات الجسدية: تعرض الطفل لحادثة ما تسبب له الضرر في الدماغ مثل السقوط على الرأس يمكن أن يسبب له مشاكل في النطق ومن بينها التأتأة المفاجئة.
  • التعرض لمواقف اجتماعية محرجة: تعرض الطفل لحالات التنمر أو الاعتداء أو مواقف تسبب شعوره بالخجل أو الضغط النفسي من الأقران والسخرية الشديدة منه كلها تسبب مشاعر اكتئاب وتوتر تنعكس بصورة تأتأة مفاجئة.​​​​​​​

يختلف علاج التأتأة المفاجئة باختلاف السبب المؤدي للإصابة بها، حيث أنها في الغالب عندما تحدث بعد الكلام السوي تكون التأتأة عرض لمشكلة أخرى، وبالرغم من ذلك يمكن استخدام تقنيات علاج التلعثم المعتادة لعلاجها والتي نذكرها فيما يلي:

  • تقديم الدعم النفسي: غالباً ما ترتبط حالات التأتأة المفاجئة بزيادة مشاعر القلق والتوتر لدى الطفل أو الإصابة بالاكتئاب لذلك تعزيز الصحة النفسية وتقليل المشاعر السلبية للطفل وزيادة شعوره بالراحة والأمان كلها عوامل تساعد في علاج التأتأة المفاجئة، وأي وسلة علاج سوف يتم استخدامها مع الطفل سيكون الدعم النفسي عنصر مرافق لها بالضرورة.
  • العلاج السلوكي المعرفي: هو علاج نفسي يركز على فهم الأسباب المؤدية للتلعثم والتدرب على علاجها عن طريق التكيف مع المشكلة وعلاج الضغوطات النفسية التي تسببها، ويستخدم العلاج السلوكي المعرفي بعض التقنيات مثل تقنيات الاسترخاء، والتعرض التدريجي لتدريب الطفل على كيفية التعامل مع مشكلة التلعثم بأفضل طريقة ممكنة.
  • علاجات النطق وتمارين الكلام: يمكن تحسين الطلاقة الكلامية عن طريق بعض التمارين التي تساعد في تقليل توتر العضلات، إضافة لتمارين صوتية لتكرار كلمات وجمل محددة يجد الطفل صعوبة في نطقها، إضافة لتقنيات التنفس العميق من أجل اعتياد الطفل على الفصل بين التفكير والكلام وأخذ الوقت الكافي في النطق.
  • الأجهزة الذكية: بعض الأجهزة الالكترونية توفر وسيلة جيدة لعلاج التأتأة العادية أو المفاجئة وتختلف التقنيات التي تستخدمها هذه الأجهزة، فمنها ما يركز على مساعدة الطفل في سماع الكلام بشكل جيد حتى يستطيع تحديد مكامن الضعف لديه أو منها ما يلجأ لاستخدام تقنيات تأخير الكلام والتدرب على نطق الجمل الصعبة.
  • أدوية علاج التأتأة: يختلف العلاج الدوائي حسب تشخيص السبب لحدوث التأتأة المفاجئة، فمثلاً يمكن وصف بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب أو أدوية لعلاج المشاكل الصحية الأخرى التي تؤثر على صحة عمل الدماغ بشكل عام والتي تنعكس بصورة سلبية عند النطق.​​​​​​​

تعتبر تمارين علاج التلعثم والتأتأة عند الأطفال وسيلة فعالة في تحسين طلاقة الكلام لديه وعادةً ما تتم تحت أشراف طبي مختص في علاج مشاكل النطق والكلام لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة، ومن التمارين المستخدمة في العلاج نذكر ما يلي:

  • تمرين التنفس العميق: يتم هذا التمرين عن طريق أخذ نفس عميق من الأنف وملئ البطن بالهواء ثم يتم حبس الأنفاس لثواني قليلة وبعد ذلك يتم إخراج الهواء بشكل بطيء من الفم، يساعد هذا التمرين الطفل في صنع فاصل بين التفكير والكلام مما يعطيه الوقت الكافي لترتيب أفكاره ما يساهم في تحسين الطلاقة الكلامية لديه، ويتم تكرار 5-10 مرات في اليوم.
  • تكرار الكلام: يتم اختيار جمل وكلمات محددة ويطلب من الطفل تكرار هذه العبارات عدة مرات مع التركيز على تحسين نطقها ويبدأ بشكل بطيء ثم زيادة السرعة تدريجياً، يعزز هذا التمرين النطق الصحيح للكمات والعبارات التي يجد الطفل بها صعوبة ما يعزز ثقته بنفسه ويساعده على تحسين النطق.
  • تمرين الإيقاع: هو تمرين بسيط وممتع يستخدم فيه إيقاع معين مثل التصفيق أو النقر على الخشب كالطاولة مثلاً مع نطق الطفل لجملة أو عبارة ما، ويطلب منه مزامنة النطق مع الإيقاع وتكرارها، كما يمكن استخدام أغاني بسيطة لتعزيز هذا التمرين، ويساعد هذا التمرين في تحسين التنسيق بين التفكير والكلام ما يسهل عملية النطق.
  • تمرين القراءة بصوت عالي: يتم اختيار نص سهل وبسيط ويطلب من الطفل القراءة بصوت عالي وببطء مع التركيز على النطق الصحيح، كما يمكن استخدام أداة لتسجيل الصوت وسماعه للطفل عند الانتهاء، يساعد هذا الطفل على ممارسة الكلام في بيئة آمنة بعيداً عن اللقاءات الاجتماعية التي قد تسبب له الأحراج، وتكرار التمرين يساعد في التغلب على الكلمات والعبارات الصعبة ونطقها بصورة صحيحة.
  • تمرين المحادثة: يعتمد على اجراء محادثات بسيطة حول مواضيع بسيطة يفضلها الطفل والسماح من خلالها للطفل التعبير عن مشاعره بشكل أكبر ومنح الطفل الوقت الكافي للتفكير واختيار الرد المناسب، يساعد هذا التمرين في زيادة مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي خاصةً في ظل شعوره بالراحة أثناء الحديث.
  • تمرين الاسترخاء العضلي: يتم هذا التمرين من قبل مختص علاج النطق حيث يطلب من الطفل الاسترخاء لكامل الجسم وشد كل مجموعة عضلية لمدة 5 ثوان ثم الاسترخاء، يركز هذا التمرين على تقليل مشاعر التوتر والقلق وتحسين السيطرة على عضلات الجسم بشكل أكبر.
  • تمرين الحديث البطيء: يتم اختيار عبارات وجمل محددة ويتم الطلب من الطفل نطق كل كلمة بشكل بطيء وواضح مع تكرار الكلمات الصعبة حتى يحفظها بشكل أفضل، يساعد هذا التمرين في تقليل سرعة الكلام ما يساعد الطفل على التفكير قبل نطق كل كلمة ما يخفف التوتر ويحسن طلاقة الكلام.​​​​​​​

يكمن الفرق الرئيسي في الإصابة بالتأتأة المفاجئة بعد الكلام السوي بين الأطفال الصغار وبين الكبار في السبب المؤدي لها، حيث أنها في سن الطفولة تكون نتيجة مشاكل نفسية يعاني منها لطفل، أما بعد البلوغ فغالباً ما تكون نتيجة مشاكل عصبية في الدماغ للمصاب.

أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بالتأتأة المفاجئة عند الكبار هو التعرض للسكتات الدماغية أو وجود ورم في الدماغ أو إصابات الرأس المختلفة أو الإصابة بأحد الأمراض التنكسية العصبية مثل الشلل الرعاشي أو التصلب اللويحي، كما يمكن أن تظهر كعرض جانبي لتناول بعض الأدوية المتعلقة بعلاج الاكتئاب أو علاج الفصام، إضافةً لذلك يمكن أن تكون نتيجة لتعرض الفرد لأزمات نفسية حادة.

وتظهر أعراض التأتأة المفاجئة عند الكبار من خلال حدوث اختلالات لغوية في جميع الكلمات وتكون التكرارات أو الإطالة في جميع مواضع كلام الشخص وليس فقط في مقاطع صوتية محددة، كما تتسم التأتأة لدى الكبار بوجود نمط محدد لها.

يرتكز علاج التأتأة عند الكبار على علاج المشكلة المسببة لها، مثل علاج مشاكل إصابات الرأس وأورام الدماغ والسكتات الدماغية، حيث يمكن أن تتحسن المشكلة مع مرور الوقت، وإذا كانت التأتأة نتيجة عرض جانبي لتناول دواء ما فيمكن تغير الدواء، لكن بعض الأمراض التنكسية العصبية مثل التصلب اللويحي والشلل الرعاشي يصعب حل المشكلة بل ويمكن زيادتها مع مرور الوقت دون وجود وسيلة فعالة لعلاجها

المراجع