اللسان المربوط عند الرضع وعلاج ربط اللسان

ما هو اللسان المربوط أو لجام اللسان! تعرفي إلى تأثير ربط اللسان على الأطفال وكيفية علاج اللسان المربوط
اللسان المربوط عند الرضع وعلاج ربط اللسان
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

مشكلة اللسان المربوط أو ربط اللسان أو اللسان الملتصق من المشاكل الخلقية الشائعة التي يعاني منها المولودين الجدد، وهي تسبب إعاقة في وظائف اللسان لدى الرضيع ما ينعكس سلباً على العديد من جوانب حياته، في هذا المقال ندرس ما هي مشكلة اللسان المربوط عند الرضع، وما أسبابها وآثارها وطرق علاج ربطة اللسان.

اللسان المربوط أو التصاق اللسان (بالإنجليزية: Ankyloglossia) هو حالة خلقية يكون بها الجزء الجلدي السفلي من اللسان، والذي يدعى اللجام اللساني، أقصر أو أكثر إحكاماً من المعتاد، مما ينتج عنه التصاق اللسان بأرضية الفم وتقييد حركته وصعوبة في استخدامه.

وهي حالة خلقية يولد الطفل بها، وإلى الآن لا يوجد سبب واضح محدد للإصابة بهذه الحالة وقد يكون هناك عنصر وراثي يسهم بظهور ذلك عند الأطفال حديثي الولادة.

يمكن أن تتراوح حالة اللسان المربوط من الخفيفة إلى الشديدة، وبناءً على شدة الحالة يتم ملاحظة الأعراض وتقييم ضرر ذلك، فقد لا يتأثر الطفل باللسان المربوط بأي جانب من حياته، وقد يلتصق اللسان بأرضية الفم بشكل كامل مسبباً ضعف في مختلف القدرات عند الطفل أهمها الرضاعة والنطق.

هل اللسان المربوط يؤثر على النطق عند الأطفال؟

في معظم الحالات لا يكون تأثير اللسان المربوط كبير على النطق، ويمكن التعامل مع الموضوع ببعض التدريبات والاستراتيجيات التعويضية، حيث أنها تساعد في مواجهة بعض الآثار المزعجة للسان المربوط وتعديل مشاكل النطق عند الطفل بما يمكن من استبعاد العملية الجراحية، لكن في حالات أشد، يكون بها اللسان عند الرضيع ملتصق بقوة وبشكل كبير، يتأثر النطق عند الطفل بشكل واضح بسبب تقييد حركة اللسان وضعف القدرة على التحكم بعضلات اللسان.

animate
  1. بكون اللسان على شكل قلب: وهي علامة شهيرة على حالة اللسان المربوط أو التصاق اللسان عند الأطفال، حيث يأخذ شكل اللسان المربوط عند الطفل شكل القلب عندما يحاول إخراج اللسان من الفم أو عندما يفتح الطفل فمه ويتثاءب ويبكي.
  2. يعاني الرضيع من صعوبة إخراج اللسان: اللسان المربوط يقيد الحركة الحرة الطبيعية للسان عند الأطفال الرضع مما يسبب صعوبة في إخراج اللسان من الفم ليتخطى صف الأسنان السفلية الأمامية، وصعوبة رفع اللسان إلى صف الأسنان العلوية أو تحريك اللسان من جانب إلى آخر داخل الفم.
  3. وجود جروح تحت اللسان: وذلك عند الأطفال الأكبر سناً حيث يعلق اللجام بين الأسنان الأمامية السفلية أثناء الكلام أو أثناء تناول الطعام مما يؤدي التعرض لجروح وآلام في منطقة أسفل اللسان.
  4. إصدار صوت أثناء الرضاعة: وكذلك هي من الأعراض الشائعة لحالة اللسان المربوط عند الرضع، خاصة عند الرضاعة من الببرونة، حيث يظهر صوت يشبه النقر أثناء الرضاعة بسبب عدم القدرة عن التقاط حلمة الثدي أو زجاجة الحليب بشكل كامل وضعف قدرة امتصاص الحليب مما يتسبب بظهور هذا الصوت، وتجدر الإشارة إلى أن هذا العرض يظهر مع حالات أخرى أيضاً لذا لا يؤكد لوحده وجود حالة من اللسان المربوط.
  5. يعاني من مشاكل الرضاعة الطبيعية: من أعراض حالة ربط اللسان عند الرضع هو الإصابة بمشاكل عديدة أثناء الرضاعة خاصة الرضاعة الطبيعية مثل السعال أثناء الرضاعة وعدم القدرة على مسك حلمة الثدي أو حلمة زجاجة الحليب وسيلان الكثير من اللعاب اثناء الرضاعة وغيرها.

تتسبب حالة اللسان الملتصق عند الرضع بالعديد من الآثار سواء خلال فترة الرضاعة أو في مراحل لاحقة من الحياة أبزرها:

  • صعوبة التغذية واكتساب الوزن: مشاكل التغذية والرضاعة عند الأطفال الذين يعانون من حالة اللسان المربوط تسبب لهم صعوبة باكتساب الوزن بسبب ضعف القدرة على التغذية السليمة والتعرض لمشاكل عديدة أثناء الرضاعة، لذا يكون الأطفال بهذه الحالة أقل قدرة على اكتساب الوزن من أقرانهم بنفس العمر.
  • مشاكل النطق: يتسبب اللسان المربوط بمشاكل في نطق العديد من الأحرف، خاصة حروف (ل-ن-د-ت)، وكذلك قد يتسبب بمشاكل بحروف أخرى، وعموماً تحدث صعوبات بالكلام عند الطفل عند حالة التصاق اللسان خاصة في الحالات الشديدة.
  • مشاكل نظافة الفم: عند الطفل الصغير الذي تجاوز مرحلة الرضاعة وبدأ بتناول الطعام وظهرت أسنانه يلاحظ التعرض لمشاكل سوء نظافة الفم بسبب اللسان المربوط عند الطفل، أبرزها مشكلة تسوس الأسنان، وذلك بسبب عدم قدرة استخدام اللسان لتنظيف الأسنان أو لإزالة بقايا الطعام من سقف الفم.
  • التداخل مع بعض الأنشطة: يسبب اللسان المربوط عند الأطفال مشاكل بممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة الحياتية سواء بمرحلة الطفولة المبكرة أو بمراحل لاحقة من الحياة، مثل عدم القدرة على لعق الشفاه أو لعق مخروط من الآيس كريم، وفي مراحل لاحقة قد يكون هناك صعوبة في العزف على الآلات الهوائية.
  • مشاكل في الصحة العامة: مثل الصداع وألم الفك ومشاكل الأسنان المستمرة من المضاعفات التي قد تظهر بمراحل لاحقة من حالات اللسان المربوط، وذلك عندما لا تعالج المشكلة منذ الطفولة المبكرة.​​​​​​​

الرضاعة الطبيعية هي العائق الأكبر أمام الأطفال الرضع المصابين باللسان المربوط، حيث تظهر مشاكل عديدة أثناء الرضاعة الطبيعية تعيق الطفل عن ممارستها بالشكل المريح الطبيعي، أما عن الرضاعة من الزجاجة أو الببرونة تكون أقل عذاباً للطفل ولا تظهر بها مشاكل مثل الرضاعة الطبيعية، تتمثل أبرز هذه المشاكل بما يلي:

عدم القدرة على التقام الحلمة: فهناك صعوبة في عملية المص عند الطفل الرضيع المصاب بالتصاق اللسان، وهو يعتمد على عملية المضغ بدلاً منها، هذا ما يسبب ضعف القدرة على رضاعة الحليب وقضاء وقت أطول أثناء الرضاعة.

  • سيلان اللعاب: تحدث حالة من زيادة سيلان اللعاب وفرط اللعاب أثناء الرضاعة عند الرضيع الذي يعاني من اللسان المربوط، وذلك لضعف القدرة على التحكم بعضلات اللسان وصعوبة تحريك اللسان داخل الفم، والتي قد تكون حالة مزعجة لكل من الأم والطفل الرضيع.
  • زيادة وقت الرضاعة: فالطفل لا يستطيع أخذ حاجته من الحليب بسهولة، لذا نرى أنه يقضي وقت أطول في الرضعة الواحدة للتمكن من الشبع، كما أنه ينفصل عن الثدي عدة مرات أثناء الرضاعة ثم يعاود المحاولة من جديد.
  • عدم الشبع: في كثير من الحالات تسبب كثرة المشاكل والصعوبة في الرضاعة الطبيعية عدم قدرة الطفل على إكمال الرضاعة بشكل كامل مما يسبب له حالة من عدم الشبع والحاجة بشكل متكرر للرضاعة من جديد.
  • الإرهاق والتعب: الطفل بحالة وجود اللسان المربوط يبذل جهد متزايد أثناء عملية الرضاعة ويحاول مواجهة العديد من المشاكل المزعجة، لذا قد نرى أنه يصاب بالتعب بعد دقيقة أو دقيقتين من بدء الرضاعة ويظهر ذلك بانفصاله عن الثدي بحالة من البكاء والانزعاج.
  • وجود غازات ومغص: يحدث المغص عند الرضيع بحالة إصابته باللسان المربوط بسبب دخول كمية من الهواء أثناء عملية الرضاعة تتجمع في بطنه مسببة حالات متكررة من النفخة والمغص والانزعاج.
  • السعال أثناء الرضاعة: قد يتعرض الطفل الرضيع المصاب باللسان المربوط لمشاكل السعال والاختناق وصعوبة تنظيم التنفس أثناء الرضاعة بسبب ضعف مهارة عملية المص المطلوبة للرضاعة الطبيعية وصعوبة تحريك اللسان داخل الفم.
  • إعاقة إدرار الحليب لدى الأم: وكذلك من مشاكل اللسان المربوط أنه يؤثر على الأم المرضع ويسبب لها مشاكل إدرار في الحليب، الذي ينخفض بسبب ضعف قدرة الطفل على التغذي بشكل سليم من الثدي، بالإضافة لمشاكل تشقق أو التهاب الحلمات الذي يسبب رضاعة مؤلمة، وكذلك التهاب الضرع وهي عدوى تصيب غدد الثدي.​​​​​​​
  • جراحة ربط اللسان بالليزر: وهي عملية تستخدم الليزر لقطع اللجام اللساني وتحرير اللسان المربوط، وتتميز بأنها إجراء دقيق وسريع وأقل آثار جانبية من الجراحة التقليدية، كما أن فترة التعافي منه سريعة مما يتيح للطفل العودة لممارسة حركات الفم بحرية وراحة بسرعة أكبر.
  • الجراحة التقليدية لفك اللسان المربوط: والتي تعتمد على إجراء قص أو قطع في لجام اللسان بما يضمن للسان العودة للحركة الطبيعية والتمكن من ممارسة جميع الوظائف المطلوبة بحرية وراحة، لكن قد يكون لهذه الطريقة آثار جانبية ومخاطر مثل النزيف والعدوى والندب ومشاكل التغذية وطول فترة العلاج والتعافي، لذا تكون الخيار الأخير إذا لم تنجح الطرق الأخرى كتعديل وضعيات الرضاعة، أو في حال كانت حالة ربط اللسان عند الرضيع شديدة ومؤلمة.
  • تعديل وضعيات الرضاعة: في الحالات غير الشديدة من اللسان المربوط والتي لا تحتاج لتعديل جراحي طارئ يوصي الطبيب بتعديل وضعيات الرضاعة الطبيعية للتمكن من تغذية الرضيع بشكل كامل وسليم دون تعريضه لمخاطر نقص التغذية.
  • اعتماد الرضاعة الصناعية: بما أن الرضاعة الصناعية أقل آثار جانبية ومشاكل مع مشكلة اللسان المربوط عند الرضيع قد يكون التحويل لها خيار جيد لعلاج المشكلة، وذلك في الحالات الخفيفة والتي لا يكون الرباط فيها شديداً ويسبب آثار جانبية أخرى.​​​​​​​

يعتمد تحديد العمر المناسب لعلاج ربطة اللسان على حالة الطفل وتأثير اللسان المربوط عليه، قد ينصح الطبيب بالانتظار والترقب في حال لم يؤثر رباط اللسان على تغذية الرضيع، وذلك لمشاهدة مدى تأثير هذا الرباط على العمليات الطبيعية الأخرى للسان مثل النطق، فقد تتراجع الحالة مع نمو الطفل في حال كانت خفيفة وقد لا تؤثر على الوظائف الأساسية وبالتالي لا يكون هناك حاجة لتعريض الطفل لمخاطر الجراحة.

المراجع