أضرار مشاهدة الأطفال للتلفاز أو الهاتف أثناء الطعام
مشاهدة مقاطع الفيديو والتلفاز أثناء تناول الطعام أصبح من العادات الشائعة جداً في الوقت الحالي للأطفال الصغار أو من قبل الكبار أيضاً متجاهلين الأضرار التي تنتج عن هذه العادة، وفي هذه المقالة نذكر مخاطر مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام للأطفال وكيف يمكن تحويل التلفاز لأداة مفيدة لهم.
تعتبر عادة مشاهدة البرامج أو المسلسلات خلال تناول الطعام عادة سيئة لها الكثير من الآثار السلبية على الصحة النفسية والجسدية، وخصوصاً عندما يتعلّق الأطفال بهذه العادة، حيث يؤثر استخدام الهاتف المحمول أو مشاهدة التلفاز أثناء الطعام على شعور الطفل بالشبع واستمتاعه بالطعام وعلى المدة التي يقضيها على المائدة، كما يؤثر أيضاً على التواصل الأسري بين أفراد العائلة خلال فترة تناول الطعام والتي تعبر من أهم فترات الوقت النوعي بين أفراد الأسرة.
بالرغم من المتعة التي يجدها الأطفال في مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام، لكن ذلك يحمل على طياته الكثير من المخاطر غير المرئية والتي نذكرها فيما يلي:
- بناء عادات أكل سيئة: تناول الأطفال للطعام أمام التلفاز يؤدي لانشغالهم بالمحتوى المرئي ما يجعلهم عرضة لتناول كميات أكبر من حاجتهم، إضافة لعدم الوعي بنوعية الطعام، حيث يمكن لهم تناول كميات كبيرة من الوجبات غير الصحية ما ينعكس سلباً على نظامهم الغذائي ككل.
- خطر الإصابة بالسمنة: معظم الأبحاث تشير إلى أن تناول الأطفال للطعام مع مشاهدة التلفاز أو أي محتوى مرئي آخر تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة نتيجة الاستهلاك المفرط للوجبات والمشروبات التي غالباً ما تحوي كمية كبيرة من السكريات.
- تأثير الإعلانات الترويجية على الأطفال: تناول الطعام أمام التلفاز يعرضهم لمشاهدة إعلانات ترويجية للكثير من الأطعمة المعلبة والمحضرة مسبقاً، يمكن لهذا أن يؤثر على وعيهم بنوعية الطعام الذي يجب أن يأكلوه ويعزز الرغبة لديهم لتلك الأطعمة، وهذا يسبب تعلقهم بالوجبات غير الصحية واتباع عادات غذائية سيئة.
- التأثير على العلاقات الأسرية: تناول الطعام يعتبر من الأوقات الهامة للتواصل بين أفراد العائلة خاصةً إذا كان ضمن مواعيد منظمة خلال اليوم وتشتت انتباه الأطفال وقت تناول الطعام عن المحادثات والتفاعلات مع أفراد الأسرة الآخرين يؤثر مع الوقت بشكل سلبي على الروابط الأسرية، ويمكن لذلك أن يتسبب بتفضيل الطفل للعزلة والابتعاد عن الجو العائلي مع الوقت.
- التأثير على الصحة النفسية: تحول مشاهدة التلفاز إلى عادة رئيسية للطفل عند تناول الطعام يسبب له الانغماس بشكل أكبر في البرامج التلفزيونية، وهذا يمكن أن يؤدي لشعور الطفل بالقلق والتوتر نتيجة تفاعله الكبير مع تلك البرامج وشخصياتها خاصةً اذا احتوت مشاهد عنيفة ومرعبة، هذه التأثيرات مع العزلة التي تسببها مشاهدة التلفاز يمكن أن تؤدي لمشاعر الاكتئاب عند الأطفال وأن يصبحوا غير متصلين بالواقع الذي ينتمون له.
- تأثيرات سلبية على النوم: تناول الطعام أمام التلفاز وخاصةً عند وجبة العشاء يؤدي لانشغال تفكير الطفل بمحتوى التلفاز والتفاعل معه وأحياناً متابعة المشاهدة حتى بعد التوقف عن تناول الطعام، مع مرور الوقت يتحول ذلك إلى سلوك إدماني يؤثر على قدرة الطفل على النوم بعد الوجبة الأخيرة وتسبب له الشعور بالأرق وقلة التركيز ما ينعكس سلباً على صحته البدنية أيضاً.
- تشتت الانتباه وقلة التركيز: فعل الأطفال لأمرين في وقت واحد يسبب لهم ضعف في التركيز، فهم لا يستطيعون التركيز على تناول الطعام ومشاهدة التلفاز في وقت واحد، وذلك يمكن أن يصبح أكثر سوءً في البيئة المليئة بالضجيج، ومع تكرار هذه الظروف يصبح تشتت الانتباه صفة لازمة لدى الطفل.
- ضعف الذاكرة: تشير معظم الأبحاث إلى أن الأطفال ممن يتناولون الطعام أثناء مشاهدة التلفاز يعانون من ضعف وصعوبة في تذكر المعلومات التي تتعلق بالحياة اليومية للطفل، حيث أن التركيز على التلفاز يسبب لهم صعوبة في تعزيز الذاكرة العاملة لديهم.
- ضعف مهارات التفكير النقدي: انعزل الأطفال وانشغالهم بمشاهدة التلفاز وقلة التفاعل العائلي والتواصل مع المحيط وتبادل الأحاديث والتجارب العاطفية المختلفة معهم تجعلهم يفقدون مهارات التواصل ما يعيق التفكير النقدي والقدرة على إدارة الحوار.
- ضعف الصحة البدنية وتأثيرها على وظائف الدماغ: المخاطر من مشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام مثل الإصابة بالسمنة وانخفاض جودة النوم تسبب تأثيرات سلبية على جميع وظائف الدماغ ومنها قلة مهارات التعلم إضافة لتشتت الانتباه وضعف الذاكرة وعدم التركيز وصعوبة التواصل مع الآخرين.
- مخاطر نفسية تؤثر على صحة الدماغ: إضافة للعوامل التي ذكرناها سابقاً، فيمكن للطفل أن يتأثر بشكل كبير أثناء مشاهدة محتوى قد يكون غير مناسب له مثل مشاهد العنف أو الرعب، تسبب هذه المشاهد للطفل حالة كبيرة من التوتر والقلق حيث تشغل تفكيره بصورة أكبر مما نعتقد وتنعكس بشكل سلبي على صحة العقل بسبب ملازمة هذه المشاعر السلبية للطفل حتى بعد الانتهاء من مشاهدة التلفاز.
تحديد ما إذا كان التلفاز أداة ضارة للأطفال أو أداة مفيدة لهم يعتمد على القواعد التي يضعها الوالدين والمتعلقة بمدة المشاهدة الأطفال للتلفاز والأوقات المناسبة للمشاهدة والبرامج التي يتابعها الأطفال.
في ما يخص المدة المناسبة لمشاهدة الأطفال للتلفاز توصي الاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن لا تتجاوز مدة مشاهدة الأطفال (2-5) سنوات أكثر من ساعتين يومياً، أما الأطفال بعمر 6 سنوات وما فوق فتنصح الاكاديمية بتوزيع مشاهدة التلفاز مع الأنشطة الأخرى مثل اللعب البدني والدراسة والأنشطة الاجتماعية وأن لا تتجاوز المدة اليومية أكثر من ساعتين أيضاً.
أما عن الأوقات المناسبة لمشاهدة التلفاز فينصح بمشاهدة التلفاز في فترة الظهير أو بعد عودة الأطفال من المدرسة بما يتناسب مع روتينهم اليومي ويمكن تجاوز القواعد قليلاً في فترة العطلة مع التأكيد على تجنب مشاهدة التلفاز قبل النوم بساعتين أو أثناء تناول الطعام.
ومن الهام أيضاً التركيز على المحتوى المناسب للأطفال مثل البرامج التعليمية أو الرسوم المتحركة التي تؤكد على القيم الأخلاقية الإيجابية إضافة لمشاهدة البرامج المخصصة للعائلة مع باقي افراد الأسرة.
- تحديد وقت المشاهدة: يجب دائماً مراقبة مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على التلفاز وعدم السماح لهم بمتابعة التلفاز أكثر من الأوقات المخصصة لذلك.
- اختيار البرامج المناسبة: مراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال والتركيز على القنوات التعليمية الموجهة للأطفال أمر هام حتى يكون التلفاز أداة مفيدة بين يدي الطفل.
- التركيز على الأنشطة البدنية: يجب توزيع الوقت بشكل متوازن بين مشاهدة التلفاز والأوقات المخصصة للنشاطات الأخرى مثل اللعب بالهواء الطلق والدراسة والنوم وغيرها.
- التركيز على النشاطات الاجتماعية المشتركة: لا يمكن للتلفاز وحده أن يعلم الطفل المهارات الاجتماعية اللازمة له لذلك القيام بنشاطات العائلية المشتركة وزيارة الأقارب والتفاعل مع الآخرين هو ما يعزز تنفيذ ما تعلمه الطفل من التلفاز.
- اختيار الأوقات المناسبة لمشاهدة التلفاز: يجب التأكيد على عدم مشاهدة الأطفال للتلفاز قبل النوم بساعتين على الأقل أو أثناء تناول الطعام أو أثناء المناسبات الاجتماعية المختلفة، لتجنب ميل الطفل للعزلة والابتعاد عن العائلة.