أنواع هوايات الطفل وأهم فوائد الهواية للأطفال
الهواية هي عنصر هام في تشكيل شخصية الطفل وتنعكس بصورة إيجابية على نموه وتطور مهاراته، وفي هذه المقالة نوضح ما هي الهواية وما هي أنواع هوايات الأطفال، وكيفية اكتشاف اهتمامات الطفل المختلفة وتحويلها إلى هواية مفيدة له.
الموهبة بشكل عام هي نشاط يمارسه الفرد باهتمام وبشكل منتظم ويكون ذلك غالباً في أوقات الفراغ من أجل المتعة بالدرجة الأولى، وعند الأطفال تشكّل الهواية نشاطاً ممتعاً ومسلياً ما يجعل الطفل يحب ممارستها بشكل طوعي يخلق توازن بين واجباته وبين الترفيه المفيد.
يختار بعض الأطفال مواهبهم في وقت مبكر، حيث يميل الطفل لممارسة سلوك معين بشكل كبير يعبّر عن اهتمامه وتفضيله لهذا النوع من النشاط، وقد يكون لعب الكرة أو اللعب في الماء أو محاولة الرسم أو التلوين أو الأعمال اليدوية، لكن البعض الآخر قد لا يكتشف ملامح أي هواية أو موهبة في الطفولة المبكرة، ويحتاج للمزيد من الوعي والنضج والتجارب والدعم ليكتشف هوايته.
ما الفرق بين الهواية والموهبة عند الأطفال؟
الفرق الأساسي بين الهواية والموهبة أن الموهبة تتضمن تميّزاً عند الطفل أو حتى الشخص الكبير في مجال معيّن، فيما الهواية هي نشاط ممتع لا يشترط اتقان أعمال مميزة أو وجود فروق فردية واضحة أو براعة في عمليات ذهنية أو جسدية، على سبيل المثال تعتبر مراقبة الطيور هواية وهي لا تتطلب أي قدرات خاصّة، وكذلك جمع الطوابع والعملات واقتناء نوع معين من الألعاب، فيما يعتبر الرسم هواية تتطلب قدراً من الموهبة، ويتطلب الغناء صوتاً جميلاً ما يعد موهبة أيضاً!
يمكن للطفل أن يمتلك هوايات معروفة مثل ممارسة نشاط رياضي ككرة القدم أو فني مثل العزف والرسم، لكن يمكن لبعض الهوايات أن تكون غير ظاهرة بشكل واضح مثل ممارسة النشاطات الجماعية بشكل عام، وفيما يلي نذكر أنواع الهوايات المختلفة للأطفال:
- الهوايات الرياضية: تنقسم الهويات الرياضية إلى هوايات فردية أو جماعية وتكون هذه الهوايات واضحة من خلال ممارسة الطفل لبعض الألعاب مثل لعب كرة القدم أو كرة السلة أو كرة الطائرة وكلها من الراضات الجماعية، أما عن الرياضات الفردية فيعبر الطفل عن ذلك من خلال ميله للفنون القتالية أو السباحة أو حتى الركض والجري.
- الهوايات الحرفية: يمكن لفضول الطفل أن يتوجه نحول ممارسة الحرف اليدوية ومحاولة صنع بعض الأشياء من بناء أشكال بواسطة الكرتون أو الميل لبعض الحرف مثل الطبخ وحرفة النجارة أو الخياطة أو اهتمامه بالأمور الكهربائية والالكترونية أو حتى السيارات والدراجات عندما يصبح بسن متقدمة.
- الهوايات الفنية: في هذا النوع من الهويات يكون الطفل أكثر هدوء ويميل لممارسة نشاطات الرسم أو تلوين الرسومات والتعبير عن أفكاره على الورق، كما تشمل المهارات الفنية مهارات الاستماع للموسيقى والغناء ورغبة الطفل في العزف إذا كان في عمر مناسب.
- الهوايات العلمية: بعض الأطفال يملك الكثير من الفضول لمعرفة الأشياء المحيطة به وفهمها وتفسيرها مثل محاولة التعرف على الظواهر الطبيعية أو المزروعات وكيفية العناية بها أو أنواع الحيوانات المختلفة وفهم سلوكها أو يميل لفهم الأدوات المصنوعة من قبل الأنسان مثل التلفاز والهاتف وفهم كيفية عمله.
- الهوايات الاجتماعية: قد لا يميل الطفل لهواية محددة بقدر ما يميل لممارسة النشاطات الاجتماعية مع بقية الأطفال ويعتقد العديد من الأهالي أن ذلك ليس هواية، ولكن في الحقيقة النشاطات الاجتماعية المختلفة هواية ينتج عنها طفل يمتلك الكثير من المهارات الاجتماعية التي تؤهله في المستقبل للمناصب الإدارية والتنظيمية المختلفة.
تختلف العوامل التي تحدد الهوايات الأكثر متعة للأطفال، حيث أنها تعتمد على البيئة التي نشأ بها واهتمامات الأشخاص المحيطين به وعمر الطفل، وفيما يلي نذكر أكثر الهوايات الشعبية والممتعة للأطفال:
- الرياضات الجماعية: تعتبر ممارسة الرياضات الجماعية عن طريق اللعب هي أكثر الهوايات التي يميل الأطفال إليها لقضاء أوقاتهم بشكل ممتع مثل لعب كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة على شكل فريقين يتكون كل فريق من مجموعة من الأطفال.
- الفنون القتالية: بعض الأطفال وخاصةً من يمتلك نوع من السلوكيات العدوانية يميل للرياضات العنيفة مثل ممارسة الفنون القتالية، وتعتبر هذه الألعاب مفيدة لتخليص الطفل من عدوانيته وتعليمه الخضوع للقوانين من خلال الالتزام بقوانين كل لعبة يمارسها.
- السباحة: بعض الأطفال يحب ممارسة الرياضات الفردية وهنا تكون السباحة خيار ممتاز للطفل، حيث يستمتع بقضاء وقته في السباحة واللعب في الماء، كما يمكن أن تكون نشاط جماعي مشترك من خلال إجراء مسابقات بسرعة السباحة مع الأطفال الآخرين ومحاولة الغطس لأطول فترة.
- القراءة: بعض الأطفال يتميزون بامتلاكهم للفضول المعرفي الذي يدفعهم لمحاولة قراءة القصص المختلفة أو قراءة الكتب العلمية المخصصة للصغار أو الكتب التي تشرح الظواهر الطبيعية في حياتهم بطريقة ممتعة وطريفة تراعي درجة فهمهم واستيعابهم.
- الرسم والتلوين: بعض الأطفال يمكن أن يجد المتعة في الرسم والتلوين والتعبير عن أفكارهم من خلال الرسم على الأوراق ومحاولة إعطاء هذه الأشكال قيمة من خلال تلوينها جيداً والاهتمام بتفاصيلها وحتى محاولة تعلم نحت هذه الأشكال أو صناعتها بمواد كرتونية وورقية.
- الحرف اليدوية: إعجاب الأطفال ببعض الأشكال ومحاولة صناعتها قد يكون من الهوايات المفضلة والممتعة مثل محاولة صناعة كرسي أو طاولة بأدوات بسيطة أو تحويل قطعة قماشية لقطعة ملابس أو صناعة أشكال على هيئة إنسان أو حيوان.
- الموسيقى والغناء: بعض الأطفال يستمتع بالتعبير عن مشاعره من خلال تأدية الأغاني المختلفة أو الاستماع للموسيقى ومحاولة تعلم العزف وإصدار أصوات ضمن إيقاعات محددة.
- الرقص: يميل بعض الأطفال للخلط بين الاستمتاع بالموسيقى وممارسة نشاط بدني مرافق وهنا يكون الرقص خير ما يعبر عن مشاعره، حيث يستمتع الطفل بالغناء والاستماع للموسيقى ومحاولة التعبير عن هذه المشاعر بنشاطات حركية متناسقة.
- فك الألغاز: يمكن أن يميل بعض الأطفال للألعاب التي تحفز التفكير والاستنتاج لديهم مثل ألعاب الألغاز ومحاولة معرفة وإيجاد الحلول للعوائق التي تواجههم وأكثر ما يمكن للطفل أن يعبر فيه عن هذه الهواية هو لعبة الشطرنج.
- الألعاب الإلكترونية: يعشق الكثير من الأطفال الألعاب الالكترونية ويحبون ممارستها ويمكن لهذه الألعاب أن تكون مفيدة إذا تمت بضوابط من الأهل، حيث أنها قد تحفز الخيال لديهم وتحثهم على إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه لكن يمكن أن تكون خطيرة إذا تعلق الطفل بها بشكل مبالغ فيه.
قد يؤثر النوع أو جنس الطفل على التفضيلات والهوايات بسبب الهوية الاجتماعية للجنسين، فمثلاً قد تبتعد البنات عن الهوايات العنيفة وتميل أكثر لهوايات شائعة بين الفتيات، وتظل معظم الهوايات مشتركة بين الإناث والذكور خصوصاً في الطفولة.
ومن الهوايات المفيدة للبنات على سبيل المثال إلى جانب الهوايات المشتركة بين الجنسين:
- الرسم والتلوين
- والغناء وعزف الموسيقى
- رقص الباليه أو الباليه المائي
- ممارسة اليوغا
- الجمباز ورياضات الليونة
- الخياطة والتطريز
- التريكو والحياكة
- الطبخ
- الزراعة والبستنة
- العناية بالحيوانات الأليفة
- التصوير.
امتلاك الطفل لهواية ما والعمل على تطويرها وتنميتها ينعكس عليه بشكل إيجابي من نواحي مختلفة، وفيما يلي نذكر أهم فوائد الهويات للأطفال:
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه: امتلاك الطفل لهواية محددة يعني حب تعلمها وتطويرها واتقانها بشكل كبير من قبله وبالتالي تميزه بها مقارنة برفاقه، وتمتع الطفل بأي مهارة تساعد في زيادة ثقته بنفسه من خلال الشعور بالإنجاز والقدرة والتفوق على الأطفال الآخرين المحيطين به.
- تطوير مهارات التفكير لدى الطفل: حب الطفل لممارسة هواية ما يعني الاهتمام بتفاصيلها والسعي لفهمها بشكل كامل وإيجاد آلية خاصة به لممارستها لإظهار مدى إتقانه لها واستمرار التعلم الدائم لكل ما يتعلق بها ومحاولة إيجاد الحلول للمشاكل التي تتعلق بها، كل هذه العوامل تساعد في تنمية مهارة التفكير النقدي للطفل وزيادة القدرة على حل المشكلات.
- بناء وتطوير الشخصية: اتقان الطفل لهواية ما يساعد في بناء هوية شخصية تكون فيها هذه الهواية عنصر رئيسي عند النمو وخاصةً عند وصول الطفل لسن المراهقة، فمثلاً للرياضي طباع خاصة تختلف عن الرسام أو الموسيقي، وبذلك الهواية تساعد الطفل في الانتماء لفئة معينة من المجتمع ما يعزز الهوية الشخصية له.
- تعزيز الروابط الاجتماعية: تميز الطفل بهواية ما تجعله يميل للأطفال الذين يشاركونه نفسه الاهتمام وبالتالي تبادل الخبرات والآراء حولها وممارستها بشكل جماعي معهم ما يعزز قدرة الطفل على بناء الصداقات الجديدة والقدرة على التواصل.
- تحسين الصحة النفسية: جميع العوامل السابقة إضافة لحب الطفل لممارسة هواية مفضلة لديه تساعد في تحسين حالته المزاجية والتقليل من مشاعر التوتر والقلق وتمتع الطفل بالمرح بعد ممارسة هوايته.
طفلي لا يملك هواية! يشتكي بعض الأهالي بسبب عدم امتلاك طفلهم لأي موهبة يبرع بها ويبحثون عن طريقة لتعزيز مقدراته، والحقيقة أن ذلك بسبب الصورة النمطية للهوايات المعروفة لدى الوالدين مثل ممارسة الرياضة أو الرسم أو القراءة أو العزف.
لكن اهتمامات الطفل يمكن أن تكون أوسع من ذلك بكثير، وقد يحتاج الطفل الوصول لمرحلة عمرية متقدمة حتى يكتشف اهتماماته المفضلة، وخاصةً تلك المتعلقة بالعمليات الفكرية مثل اهتماماته بعلم الحساب والأرقام أو بالنشاطات الاجتماعية مثل قدرته على القيادة وبناء العلاقات والتواصل الفعال مع الآخرين
أيضاً الاهتمام بتفسير الظواهر الطبيعية والتي يعبر عنها الطفل بكثرة الأسئلة والاستفسارات حولها، أو متابعة البرامج التلفزيونية المتعلقة بالحياة البرية أو الاهتمام بالحيوانات الأليفة أو لاهتمام بالنباتات والمزروعات وأعمال البستنة أو حبه لعمليات البيع والشراء بشكلها البسيط أو ميله لتعلم اللغات المختلفة، كل تلك الاهتمامات لا تكون واضحة في سن مبكرة لكنها تتحول لهواية مفضلة مع نمو الطفل.
لذلك على الوالدين عدم التركيز فقط على الاهتمامات التقليدية المعروفة للطفل، وإنما تشجيعه على أي نشاط يبرع فيه ومساعدته في تنمية هذه المهارات وتقديم الأدوات اللازمة له وتوفير البيئة المساعدة لتنميتها أيضاً، والأهم من كل ذلك هو عدم الإلحاح في محاولة معرفة الهواية التي يتميز بها الطفل في سن مبكرة والانتظار حتى يكمل الطفل نموه وتحديد الاهتمامات المفضلة له بدون أي ضغط من الوالدين.