تحليل رسومات الأطفال العنيفة ودلالاتها

ماذا تعني رسومات الأطفال العنيفة! اكتشف دلالات رسم الطفل رسوم عنيفة وكيف تتعامل معه
تحليل رسومات الأطفال العنيفة ودلالاتها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تحليل رسوم الأطفال العنيفة أو أي رسوم أخرى لا يعتبر وحده طريقة كافية ووحيدة لفهم أفكاره وترصد تخيلاته أو معرفة مشاعره، فحتى الآن لا يوجد طريقة لتحليل أبعاد كل رسمة يرسمها الطفل، فالعوامل العشوائية التي يمكن أن تؤثر في رسومه غير محدودة، وعندما ننجح في تحليل رسمة لدى طفل معين فيمكن أن نخطأ مع أطفال آخرين، في هذا المقال سوف نتعرف على تحليل رسوم الأطفال العنيفة، بين الدوافع والمعاني وطريقة التعامل.

  • تقليد رسومات أو أشكال أو مشاهد: في الكثير من الحالات وربما أغلبها تكون الرسومات العنيفة عند الطفل مجرد تقليد من قبله لرسومات أخرى أو مشاهد كرتونية أو ألعاب الفيديو أو تخيلات لقصص معينة وما إلى ذلك.
  • التعرض لمشاهد أو أحداث عنيفة: قد يتعرض الطفل لرؤية مشاهد أو أحداث عنيفة، مثل رؤية شخص يتعرض للاعتداء، أو رؤية شجارات الوالدين التي قد يتخللها العنف أو الضرب، أو رؤية مشاهد على التلفزيون أو الانترنيت تتضمن مشاهد عنيفة، أو رؤية حيوان يصطاد حيوان آخر، كل ذلك يبني لديه دوافع أو تصورات وافكار يرسمها فتتشكل لديه رسومات عنيفة.
  • التعبير عن دوافع انتقامية: ممكن أن تنتج الرسومات العنيفة عند الطفل من دوافع انتقامية لديه، فقد يتعرض الطفل للاعتداء أو الشجار مع طفل آخر، أو قد يحمل مشاعر سلبية تجاه شخصية معينة تلفزيونية أو كرتونية، أو حتى قد يغضب من والديه بسبب عقوبة تعرض لها من قبلهما.
    وبعض الأطفال المحبين للرسم قد يعبروا عن مشاعرهم السلبية هذه من خلال الرسم، فيظهر الشخص الذي يحمل مشاعر سلبيه تجاهه بصورة ضعيفة وهو يتعرض للعنف أو الضرب، سواء من قبل الطفل نفسه أو قبل شخص آخر، مثل رسم نفسه يضرب والده أو طفل آخر في مدرسته، أو رسم شرطي يضرب شخصية إجرامية.
  • الرغبة بامتلاك القوة: يتربى أغلب الأطفال بثقافة تقدر القوة الجسدية، وهذا ينمي لديه رغبة بامتلاك هذه القوة، ويعبر الطفل أحياناً عن هذه الرغبة برسم صور عنيفة، يتخيل فيها نفسه هو الشخص القوي الذي يعتدي على الآخرين أو يضربهم.
  • التعبير عن المخاوف: قد يعبر الطفل أحياناً عن مخاوف معينة لديه من خلال الرسم مثل رسم الأشكال المرعبة التي قد يراها في أفلام يشاهدها أو في كوابيس أو قصص يسمعها، وقد يرسم صور أو يكتب كلمات بسيطة تعبيراً عن كرهه لهذه الأشياء التي يرسمها.
animate
  • يوجد بعض المحاولات لتفسير رسم الطفل لوجوه بشرية مشوهة، وهي لا تعتبر دلائل كافية أو صحيحة بشكل أكيد، وإنما قد تكون تفسيرات صحيحة أحياناً وقد تكون مجرد لعب وتسلية في أغلب الأحيان.
  • من تحليلات رسم الطفل للوجه المشوه أنه يعبر عن مشاعر انطوائية أو عن التوتر أو وجود مخاوف لديه مثلاً عندما الطفل عندما يرسم نفسه أو أحد والديه بدون رأس.
  • وعندما يرسم الطفل أحد الوالدين برأس مشوّه كبير فهذا يعكس نظرته أن هذا الوالد هو صاحب السيطرة الأكبر في المنزل لمكنها سيطرة عنيفة أو مخيفة بالنسبة للطفل، وعلى العكس من ذلك عندما يرسمه برأس صغيرة مشوّهة فهذا يعبر عن ضآلة دور الشخص المرسوم لكنه ما زال مصدر قلق وخوف للطفل.
  • قد يرسم الطفل الشخص بملامح ظاهرة ومبالغ فيها تعبيراً عن شوقه له بسبب بعد عنه مثل الحالات التي يعيش فيها الطفل بعيداً عن أمه وعن أبيه ولا يراه إلا مرات قليلة أو يتكلم معه عبر الهاتف، وكبر حجمه أو حجمه رأسه في رسم الطفل في هذه الحالة يعبر عن مكانته لدى الطفل، وهنا لا بعتر الرسم مشوّهاً بقدر ما هو غير مطابق للأبعاد الطبيعية.
  • رسومات الطفل التي تكون فيها وجوه ذات ملامح مشوهة أو مخيفة أو مرعبة غالباً تعبر عن مشاعر سلبية لدى الطفل تجاه الشخص المقصود من الرسمة، فهو يأخذ أفكاره عن الأشخاص السيئين من خلال أفلام الكرتون التي تعرض عادةً الأشخاص الأشرار بصورة سيئة، فيعبر عن نظرته لهؤلاء الأشخاص برسمهم بصورة سيئة، مثل العيون الكبيرة، أو الوجوه المشوهة، أو الأسنان الظاهرة والكبيرة، وهذا يعتبر التفسير الأقرب للمنطق.
  • مع ذلك يمكن أن تكون رسوم الطفل للوجوه المشوهة مجرد قلة خبرة في الرسم وعدم تقدير للأبعاد وكيفية تطبيق الأفكار وعدم القدرة على استخدام أدوات الرسم بأحسن صورة، لذلك يجب التعامل مع تحليل رسوم الطفل بحذر لتجنب تحميلها أكبر من معانيها.

كثيراً ما يرسم الأطفال الأشخاص برسوم مشوهة أو مرعبة أو عنيفة، وهذا قد يثير القلق لدى الأهل من الأفكار أو المشاعر التي قد تجول في خاطر الطفل وتدفعه لرسم هذه الرسومات، لكن لا داعي للمبالغة بالقلق، حيث أن معظم هذه الرسوم وفي أغلب الحالات لا تشير لمشاكل واضطرابات نفسية.

صحيح أنه في بعض الأحيان قد تدل رسومات الطفل العنيفة على معاناته من أفكار أو مشاعر وعواطف سلبية، أو حتى اضطرابات نفسية، مثل الميول العدوانية أو كبت مشاعر الكره، أو الرغبات الانتقامية، أو المخاوف الموجهة، أو الشعور بالعزلة والوحدة، ولكن هذا لا يعتبر قاعدة بالضرورة.

فالطفل قد يرسم رسومات عنيفة ومخيفة، بدافع الميل للقوة والانتصار والسيطرة، أو حبه لرسم أي شيء يراه سواء كان عنيف أو غير عنيف، أو التعبير عن أشياء رآها ولفتت نظره مثل المشاهد التلفزيونية وأحداث العنف وغير ذلك.

ومن العوامل التي يجب النظر إليها، هو تكرار هذه الرسوم العنيفة عند الطفل، والاتجاه الغالب عليها، كأن يقوم الطفل برسم رسومات معينة وتكرارها مثل قيامه دائماً بضرب الأشخاص، أو هروبه من أشكال مخيفة، أو رسم اشخاص آخرين يتعرضون للضرب أو العنف، سؤاله ما موقفه من ذلك هل يحب مساعدة الأشخاص المظلومين في رسومه، أو يشجع تعرضهم للضرب.

بالإضافة لضرورة الانتباه لأي أعراض نفسية أخرى يعاني منها بعيداً عن الرسم، مثل الاكتئاب، والمخاوف، والأفكار السلبية تجاه أشخاص، سرعة الغضب والتوتر، الشعور بالوحدة والعزلة، وضرورة الربط بين أية أحداث استثنائية في حياة الطفل في الوقت الذي يرسم فيه الرسوم العنيفة.

معرفة ما يتعرض له الطفل: أحياناً قد يرسم الطفل رسومات تعبر عن مواقف يتعرض لها، في المدرسة أو المنزل أو الشارع، مثل التعرض للاعتداء أو التحرش أو سماع قصص مخيفة وما إلى ذلك، ورؤية هذه الرسوم والتحدث مع الطفل حولها، يساعد في معرفتها واتخاذ الاجراء المناسب حيال ذلك.

  • معرفة دوافع الطفل غير الطبيعية: أحياناً تكرار الرسوم العنيفة لدى الطفل وخاصة عندما يكون هو الشخص المعتدي في رسومه، أو تكرار رسم شخصيات عنيفة يحبها، قد يدل على ميول نحو العنف والسيطرة والعدوانية، وملاحظة هذه الرسوم وتحليلها ومراقبتها وربطها مع عوامل عدوانية أخرى، تفيد في كشف أي ميول عدوانية عند الطفل وعلاجها.
  • معرفة مخاوف الطفل: يعبر الطفل من خلال الرسم أحياناً عن الأشياء التي يخاف منها، مثل خوفه من المدرس في المدرسة، أو خوفه من أحد الوالدين، أو رسم أشكال مرعبة قد يكون رآها في مشاهد تلفزيونية وربما رآها في منامه، وفهم مصدر هذه الأفكار والمشاعر لديه من خلال رسومه يساعد في معرفتها والتصرف من قبل الأهل.
  • معرفة مشاعر الطفل وظروفه العاطفية: المشاعر والعواطف من الأشياء التي يعبر عنها الطفل أيضاً في رسومه، مثل نظرته عن موقعه في الأسرة وشعوره بالرفض أو الإهمال من قبل الوالدين، أو شعوره بالكره أو النفور من أحد أفراد الأسرة أو الغيرة من أحد الأشقاء أو الأصدقاء في المدرسة، وهذه الرسوم مع التحدث دائماً مع الطفل وسؤاله عن مشاعره، يضع الأهل في صورة حول أفكار طفلهم ومشاعره.
  • توجيه رسومات وأفكار الطفل: تحليل رسوم الطفل وفهم معانيها وأبعادها النفسية والعاطفية وملاحظتها ومراقبتها، تفيد في توجيه أفكار الطفل عندما يرسم، وشرح أي سوء فهم لدى الطفل، وإشعاره بالأمان من أي مخاوف يشعر بها إن وجدت، والإيحاء له ببعض الأفكار الأجمل بالرسم لزيادة اهتمامه بها، وتحسين موهبة الرسم لديه إن وجدت.
  • عدم تضخيم الأمور: في البداية على الأهل عدم المبالغة في أي رسمة قد تتضمن صور عنيفة عند الطفل، ففي كثير من الأحيان تكون مجرد تقليد ونسخ لصور أو مشاهد رآها، أو تعبير بسيط عن كابوس أزعجه، أو مشهد أو حدث أشعره بالخوف ما يلبس أن ينساه.
  • سؤال الطفل عن معاني رسومه: التحدث مع الطفل عن الرسوم العنيفة التي يرسمها يساعد في الاستدلال فعلاً إذا كانت مجرد رسوم للتسلية واللعب، أم يوجد فعلاً ما يثير القلق، مثل الميول العدوانية، أو المخاوف والأفكار السلبية.
  • توجيه الطفل للطريقة الأفضل في الرسم: ينصح بأن يساعد الأهل طفلهم على تعلم أدوات الرسم الصحيحة، وما هي الرسومات الأجمل والتي تنمي موهبته وتحافظ على سويته النفسية والعاطفية التي يمكنه رسمها، فهذا من ناحية يساعد في تنمية موهبته، ومن ناحية أخرى يبعد الأفكار السلبية والعنيفة عن ذهنه.
  • النظر إلى تكرار الرسوم العنيفة: إذا كان الطفل يرسم صور عنيفة فيجب النظر إلى تكرار هذا النوع من الرسم، فعندما تكون هذه الرسوم ناتجة عن مشكلة نفسية أو عاطفية فغالباً ما سوف تكون مكررة أو تخلق قصة معينة أو تعبر عن أفكار معينة تجول في خاطر الطفل، أما إذا كانت رسمة لمرة واحدة أو عدة مرات ويكون الطفل في نفس الفترة يشاهد مسلسل كرتوني أو تلفزيوني معين فيه أحداث أو مواقف عنيفة فالأمر لا يحتاج للقلق ويكفي ابعاد الطفل عن المشاهد العنيفة.
  • فهم الصورة كاملة: لا يكفي أن ننظر للصورة العنيفة التي يرسمها الطفل، وإنما يجب النظر لعمر الطفل وآخر شيء تعرض له سواء من مواقف أو مشاهد تلفزيونية أو غير ذلك، فذلك يساعد في تحليل رسوم الطفل العنيفة وفهم ما ورائها بصورة أدق.
  • مراجعة مختص نفسي: إذا اعتقد الأهل أن رسوم الطفل العنيفة والمخيفة تعبر عن مشكلة نفسية أو عاطفية لديه وكان شكهم مقرون بدلائل ومؤشرات أخرى، ولم يتمكنوا من فهم أسباب ذلك أو التعامل معه، فينصح بمراجعة مختص نفسي لتقدير المشكلة وعلاجها.

المراجع