أعراض خطيرة خلال الحمل لا تتجاهليها ابداً
تعتبر فترة الحمل فترة شديدة الحساسية يجب أن تنتبه خلالها الحامل لأي علامات غير طبيعية قد تشير لحدوث مشاكل صحية لها أو لجنينها، وفي هذه المقالة نذكر أهم الأعراض التي يجب على المرأة الحامل عدم تجاهلها أبداً ومراجعة الطبيب عند حدوثها بشكل فوري.
تنقسم الأعراض الخطيرة أو علامات تهديد الحمل إلى قسمين رئيسيين، الأول الأعراض المرتبطة بمشاكل الحمل مثل ارتفاع سكر الحمل وارتفاع الضغط الذي يشير إلى انسمام الحمل وأعراض الإجهاض أو الولادة المبكرة، والقسم الثاني أعراض أمراض غير مرتبطة بالحمل لكنها تهدد الحامل والجنين مثل أعراض التسمم الغذائي أو أعراض التهابات المسالك البولية أو أعراض الحزام الناري وغيرها.
يجب أن تكون الحامل من بداية الحمل حتى الولادة منتبهةً جيداً إلى الإشارات التي قد تشير لوجود مشكلة في الحمل، وأن تطلب الاستشارة الطبية فور الشعور بأية أعراض غير طبيعية، أو حتى زيادة حدة الأعراض الاعتيادية للحمل مثل المغص أو الغثيان أو الآلام العامة.
- التقيؤ والغثيان الشديد أثناء الحمل: الغثيان من الأعراض الطبيعية أثناء الحمل، ولكن في بعض الحالات يصبح الغثيان والتقيؤ شديداً ومتكرراً بشكل غير طبيعي ويسمى فرط القيء الحملي، وهو حالة شديدة من الغثيان والتقيؤ المتكرر تحدث على مدار اليوم وخلال أي شهر من الحمل وليس فقط بدايته، ويمكن للغثيان الشديد أن يسبب فقدان للوزن وإصابة المرأة بالجفاف ونقص العناصر الغذائية الضرورية والشعور بالضعف والوهن، ويتطلب مراجعة فورية للطبيب.
- النزيف المهبلي أثناء الحمل: هو نزيف على شكل بقع صغيرة أو غزيرة من المهبل والنزيف خلال الحمل يمكن أن يحدث مرة خلال اليوم أو بشكل متكرر ويعتبر على كل حال علامة خطر خلال أشهر الحمل كلها، وتتعدد الأسباب التي تؤدي للنزيف المهبلي للحامل مثل التغيرات الهرمونية أو الإصابة بالعدوى أو حدوث الإجهاض أو الحمل خارج الرحم أو وجود مشاكل في المشيمة لدى المرأة الحامل.
- تقلصات الرحم الشديدة والمتواصلة: عادةً ما ينتج عن الحمل توسع وتمدد وتقلصات في عضلة الرحم والتي تسبب ألم طبيعي للمرأة الحامل، لكن أيضاً تقلصات الرحم الشديدة يمكن أن تكون من الأعراض الخطيرة خلال الحمل خصوصاً إذا كان لدى المرأة الحامل إجهاضات سابقة أو حالة ولادة مبكرة أو مشاكل أخرى مهددة للحمل.
وتختلف الأسباب المؤدية لحدوث تقلصات الرحم الشديدة للمرأة الحامل مثل التعرض لعدوى أو مشاكل في المشيمة أو حدوث ضغط على الرحم، كما يمكن لتقلصات الرحم الشديدة والمستمرة أن تكون دلالة على خطر الولادة المبكرة، لذلك يجب عند شعور المرأة الحامل بتقلصات تشبه الطلق مراجعة الطبيب بشكل فوري. - ألم البطن الشديد خلال الحمل: ألم البطن الشديد للمرأة الحامل عادةً ما يشير إلى مشاكل في الأعضاء الداخلية لجسم المرأة والتي يجب عدم اهمالها، تختلف الأسباب لحدوث ألم البطن الشديد ولكن من الأسباب المحتملة هو التهاب الزائدة الدودية أو حدوث مشاكل هضمية أو تمزق كيس الحمل أو انفصال مبكر للمشيمة أو حدوث التهابات.
ويمكن لألم البطن الشديد أن يسبب مخاطر متنوعة للمرأة الحامل تصل لحدوث الإجهاض أو مشاكل في الأعضاء الداخلية للجسم، يجب على المرأة الحامل التي تعاني من آلام بطن شديدة، التوجه بسرعة للطبيب والفحص لمعرفة سبب الألم واتخاذ الإجراءات الطبية المناسبة. - انخفاض معدلات حركات الجنين: حركة الجنين تعتبر دلالة على صحته الجيدة ونموه بشكل صحيح، وتكون حركة الجنين في الثلث الأول خفيفة وغير محسوسة في معظم الأحيان وتزداد بشكل تدريجي في الثلث الثاني، ويمكن أن يتراوح عدد حركات الجنين خلال الثلث الثاني إلى 10 ركلات خلال ساعتين.
وانخفاض حركة الجنين بشكل ملحوظ أو توقفها بشكل كامل أو زيادتها بشكل كبير كلها علامات على خطر يجب أن تنتبه لها الحامل، قد يدل انخفاض حركة الجنين على نقص الأكسجين أو مشاكل في المشيمة أو التفاف الحبل السري حول الجنين واختناقه، ويمكن لاضطرابات حركة الجنين أن تؤدي لحالات ولادة مبكرة أو تعرض الجنين لخطر الموت في الرحم، وعند شعور الحامل بتغير لحركة الجنين عليها مراجعة الطبيب بشكل فوري. - أعراض تسمم الحمل أو الانسمام: انسمام الحمل من المشاكل التي تواجهها الحامل خصوصاً في النصف الثاني من الحمل، أهم أعراضه حدوث انتفاخات في الوجه والأطراف يصاحبها صداع شديد واضطرابات في الرؤيا مثل الرؤيا المزدوجة أو النقاط العمياء.
تسمم الحمل هو ارتفاع ضغط الدم عند الحامل ما يؤدي لاحتباس السوائل التي ينتج عنها مشاكل في الكلى، ولا علاقة له بالإصابة بتسمم في الدم، يمكن لتسمم الحمل أن يؤدي لحدوث مضاعفات خطيرة مثل انفصال المشيمة أو الفشل الكلوي الذي يؤدي لخطر على حياة المرأة الحامل وجنينها لذلك عند ظهور الأعراض السابقة يجب التوجه للطبيب بشكل فوري.
كثيراً ما يحدث خلط بين علامات الخطر التي تتوجب مراجعة طبية فورية وبين الأعراض الشائعة الطبيعية أثناء الحمل، ونيبين فيما يلي أكثر الأعراض الطبيعية شيوعاً للمرأة الحامل:
- تورم الثديين: تؤدي التغيرات الهرمونية في مراحل الحمل الأولى إلى زيادة حساسية الثديين للمرأة الحامل وزيادة حجمهما وعادةً ما تتقلص هذه الحساسية بعد بضع أسابيع حيث يتأقلم الجسم مع التغيرات الهرمونية.
- الغثيان الصباحي: خلال أشهر الحمل الثلاث الأولى تعاني المرأة الحامل من شعور الغثيان وبشكل خاص في الصباح ويمكن للغثيان أن يكون مع قيئ أو بدونه وعادةً ما يخف الشعور بالغثيان بعد تناول الطعام والراحة ويعتقد أن شعور الغثيان ناتج عن التغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة الحامل خلال الفترة الأولى من الحمل.
- كثرة التبول: خلال فترة الحمل تزداد كمية الدم في جسم المرأة ما يجعل الكليتين تطرحان السوائل الزائدة التي تنتهي في المثانة وتخرج مع التبول، لذلك كثرة التبول خلال فترة الحمل الأولى تعتبر من الأعراض الشائعة والطبيعية أيضاً.
- الإرهاق والتعب: يعتبر الإرهاق أحد أبرز علامات الحمل المبكرة والتي تصيب المرأة الحامل خلال الثلث الأول من الحمل ويسبب لها شعور بالنعاس، ولا يعرف على وجه اليقين ما هو مسبب الإرهاق أثناء الحمل لكن يعتقد أنه ناتج عن زيادة مستويات هرمون البروجسترون في جسم المرأة الحامل.
- تقلب المزاج: تمتاز الفترة الأولى من الحمل للمرأة بزيادة الحالة المزاجية والعاطفية لها بشكل كبير بسبب زيادة مستويات الهرمونات في الجسم ما يجعلها أكثر انفعال وسريعة البكاء دون وجود أسباب لذلك.
- النزيف المهبلي الخفيف (التبقيع): يمكن للمرأة الحامل أن تعاني من نزيف مهبلي على شكل بقع فقط خلال الفترة الأولى من الحمل ويحدث نتيجة التصاق البويضة المخصبة ببطانة الرحم بعد الحمل بحوالي 10 أيام لأسبوعين، لكن إذا لاحظت المرأة الحامل حدوث نزيف بكمية أكبر وبشكل متكرر عليها مراجعة الطبيب فوراً.
- تقلصات الرحم الخفيفة: يمكن أن تعاني المرأة خلال الفترة الأولى من الحمل من بعض التشنجات الخفيفة في الرحم خلال مراحل الحمل المبكرة ويمكن لهذه التشنجات أن تسبب لها الألم، لكن في حال حدوث ألم قوي وشديد هنا يجب مراجعة الطبيب بشكل فوري.
- احتقان الأنف: تغير مستويات الهرمونات في جسم المرأة وزيادة انتاج الدم يمكن أن يؤدي لتورم الأغشية المخاطية في الأنف وجفافها إضافة لانسداد الأنف وسيلانه.
- تجنب الحميات والأنظمة الغذائية الصارمة: خلال فترة الحمل يحب الحرص على حصول الجسم على جميع العناصر الغذائية الهامة لك ولجنينك، لذلك يجب تجنب اتباع حميات غذائية بهدف انقاص الوزن من أي نوع.
- تجنب بعض الأطعمة غير الصحية: من الأفضل خلال فترة الحمل تجنب بعض الأطعمة مثل اللحوم المعلبة أو النيئة أو الخضار التي مضى عليها بعض الوقت إضافة إلى لحوم الطيور البرية التي يتم اصطيادها، كما يجب الابتعاد عن منتجات الحليب ومشتقاته غير المبسترة والأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة.
- تجنب الكحول والتدخين: من الهام كذلك تجنب التدخين أثناء الحمل أو شرب الكحول بسبب المخاطر التي يمكن حدوثها للمرأة الحامل وجنينيها والتي قد تصل لحدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- تجنب بعض المشروبات: من الأفضل خلال فترة الحمل الابتعاد عن المشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة ويمكن شرب كمية صغيرة منها فقط خلال اليوم تقدر ب 200 ملغ فقط، كما يستحسن الابتعاد عن المشروبات الغازية أيضاً.
- الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن: من الهام أثناء الحمل اتباع نظام غذائي شامل ومتنوع وصحي ويحوي جميع العناصر الهامة لجسم المرأة وجنينها ويشمل الخضار والفواكه واللحوم المطهوة بشكل جيد والألبان والأجبان والبقوليات، هذا يساعد الجسم في الحصول على كل العناصر الغذائية الهامة لصحة المرأة وصحة جنينها.
- البقاء بحالة نشاط: الحركة المعتدلة وممارسة النشاط البدني أثناء الحمل أمر مفيد لك ولجنينك لذلك حافظي على نشاطك اليومي، كما يمكن ممارسة بعض التمارين الخاصة بالمرأة الحامل والتي تتجنب التمارين الشاقة وتقتصر على التمارين الخفيفة فقط.
- الحصول على النوم الكافي: الحرص على النوم لساعات كافية وفي أجواء مريحة خالية من الضجيج هو أمر هام لصحتك ويجنبك الإرهاق والإصابة بالأرق وخلال الثلث الأخير من الحمل حاولي النوم على جانبك حيث يكون ذلك أكثر راحة لك ولطفلك.
- الحصول على التطعيمات الهامة: يمكن لبعض التطعيمات أن توفر لك حماية صحية وتجنبك الإصابة ببعض الأمراض خلال الحمل مثل لقاحات الانفلونزا أو لقاح السعال الديكي أو لقاح كوفيد 19، لكن يجب استشارة الطبيب قبل أخذ أي من هذه اللقاحات.