كيف يعبر الطفل عن مشاعره وكيف نساعده في ذلك
التعبير عن المشاعر للأطفال يحتاج لمساعدة الطفل على فهم المشاعر، والاستجابة العاطفية لها من قبل الوالدين، وقد يحتاج لتدريب وتمرين حتى يعرف الطفل كيف يعبر عن مشاعره بصورة صحيحة، في هذا المقال نتعرف على كيفية مساعدة الطفل للتعبير عن مشاعره، ومتى يتعلم الطفل المشاعر والتعبير عنها، وبعض الأسئلة الشائعة حول تعلم الطفل التعبير عن مشاعره.
كيفية تعبير الطفل عن مشاعره ترتبط بعدد كبير من العوامل أهمها سن الطفل والبيئة التي يعيش فيها وإلى أي درجة تدعم قدرته على فهم مشاعره والتعبير عنها بصورة واضحة، وعادةً ما تتطور قدرة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم مع التقدم في السن، من التعبير الثنائي المحدود (البكاء والضحك) عند الرضع والصغار، إلى التعبير عن مشاعر أكثر تعقيداً من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة بهم.
إن أفضل وسيلة لتعزيز قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره هي منحه مساحةً للتعبير بالدرجة الأولى، ومساعدته على استكشاف مشاعره وكيفية إدارتها، والاستماع له باهتمام وعدم إهمال ما يقوله أو يعبّر عنه بطرق رمزية مثل السلوك أو الرسم أو غيرها.
- التعبير بالبكاء: يعد البكاء هو وسيلة التواصل الأولى التي يستخدمها الطفل منذ الولادة تقريباً للتعبير عن الرغبات والحاجات والمشاعر الأساسية، من الحزن والانزعاج أو الألم أو الحر أو البرد، ويتطور البكاء ليصبح يعبر عن مشاعر أكثر تعقيداً قد ترتبط بالخوف أو خيبة الأمل أو الغضب أو الحزن.
- التعبير بالصراخ: بعد أن يكبر الطفل لأكثر من عامين يلاحظ أنه أصبح يستخدم الصراخ للتعبير عن مشاعره، ويمكن للأهل تمييز كل شكل من صراخ أطفالهم وما يقابله من مشاعر يشعرون بها، مثل الغضب، أو التذمر، أو حتى السعادة والحماس.
- الضحك والابتسام: منذ وقت مبكر بعمر شهرين يمكن أن يعبر الطفل عن راحته أو سعادته من خلال الابتسام، وتتطور هذه الابتسامات ليصبح ضحكه وابتساماته أكثر دقة تعبر عن مشاعر مختلفة، مثل الفرح أو رؤية شيء مضحك أو حتى المجاملة في مراحل لاحقة.
- القفز والتدحرج على الأرض: من المظاهر الشائعة التي يعبر فيها الطفل عن تمرده على واقع معين يشعر فيه بالغضب أو خيبة الأمل، فكثيراً ما يستلقي الطفل على الأرض ويصرخ ويبكي تعبيراً عن رفضه لحالة أو واقع ما.
- التعبير عن المشاعر بالكلام: بعد فترة من تعلم الطفل الكلام يصبح بإمكانه استخدام بعض الكلمات للتعبير عن مشاعره، وخاصة إذا تمرن على ذلك في بيئته الأسرية، وسمع كلمات تعبر عن المشاعر من هنا وهناك، فيتعلم كلمة أنا سعيد وأنا حزين وأنا غاضب وأنا خائف وأنا جائع وما إلى ذلك من مشاعر، غالباً ما ترتبط بأشياء مادية.
- التعبير بواسطة اللعب: اللعب من أهم وسائل التعبير عن المشاعر عند الأطفال، خصوصاً اللعب المنفرد حيث يعبر الطفل عن أفكاره ومشاعره من خلال الألعاب التي يلعبها لوحده والحوارات التي يديرها مع ألعابه أو مع صديق خيالي، كما أن ردود أفعال الطفل أثناء اللعب عندما يفوز أو يخسر مثلاً من أهم وسائل فهم مشاعره.
- الرسم والتلوين: ينظر خبراء التربية وعلم نفس الطفل إلى الرسم كأحد أهم طرق التعبير عن المشاعر عند الأطفال، حيث يرسم الطفل ما يشعر به من حزن أو فرح ويعبّر من خلال الرسم عن علاقته بوالديه وبيئته وعلاقته بنفسه، اقرأ أكثر مثلاً عن معاني رسم الطفل لوالديه من خلال النقر على هذا الرابط: "تحليل رسم الطفل لوالديه وعلى ماذا تدل رسومات الطفل للعائلة".
- السلوك العدواني: بعض الأطفال ولأسباب وعوامل خاصة تتعلق بتربيتهم وظروفهم العاطفية والاجتماعية، قد يقوموا بالتعبير عن مشاعرهم من خلال السلوكيات العدوانية، مثل الضرب أو الشتم والألفاظ البذيئة، وخاصة في حالات شعورهم بالغضب وخيبة الأمل.
- الانطواء والانعزال: بعد أن يكبر الطفل لما بعد العشرة أعوام، تصبح وسائله في التعبير عن المشاعر أكثر تعقيداً، فقد يلجأ للانعزال والهرب تعبيراً عن الغضب أو الخوف أو التمرد.
- علم طفلك أسماء المشاعر: يجب أن يتعلم الطفل بمساعدة الأهل أسماء المشاعر، باستخدام أي أمثلة متاحة في الواقع، سواء من حالاته وسلوكياته، أو حتى من الأمثلة التي تحدث أمامه من قبل أفراد الأسرة، أو التي يراها في الشارع أو حتى التلفاز، مثل شعور الغضب، شعور الخوف، شعور الحماس، شعور الحزن، شعور الفرح، شعور الاكتئاب، شعور الحماس وما إلى ذلك.
- تحدث مع الطفل عن مشاعرك ومشاعره: عندما يمر أي موقف يسبب لك شعور من أي نوع وخاصة المشاعر الواضحة مثل الحزن والفرح والمحبة والغضب يمكن الحديث عنها مع الطفل وشرحها وشرح ما تشعر به عندما تمر بها، وسؤاله فيما إذا كان بمر أحياناً بمثل هذه الظروف وتشجيعه على التحدث حولها مع الوالدين.
- كن نموذجاً وقدوةً جيدة: الطفل يتعلم التعبير عن مشاعره بشكل أكبر من خلال الملاحظة والتقليد، وغالباً ما يكون الوالدان هما موضوع هذا التقليد، وبالتالي العمل على تقديم نموذج جيد للتعبير عن المشاعر أمام الطفل فإن ذلك سوف ينعكس على طباعه وأسلوبه في التفاعل والتعبير عن المشاعر.
- تناقش مع الطفل حول الطريقة الأفضل للتعبير عن المشاعر: عندما يعبر الطفل عن مشاعره بطريقة غير مناسبة أو بمكان غير مناسب، يمكن الحديث معه بعد مرور حالة الانفعال حول سلبيات طريقته في التعبير وكيف عليه تجنبها والبحث عن وسائل أخرى، فهذا الحديث يؤثر بشكل كبير في سلوك الطفل لاحقاً ونظرته لردود الفعل الأفضل.
- اربط بين المشاعر ومرادفاتها السلوكية: من أفضل الطرق التي يمكن أن يفهم فيها الطفل مشاعره، هي إقران أسماء المشاعر بالسلوكيات التي ترافقها عادةً، فالبكاء يجب أن نذكر معه الحزن، والضحك والقفز يجب أن نقرن معه السعادة والمتعة، والتذمر يأتي مع الغضب، وهكذا بالنسبة لمختلف المشاعر.
- علّم طفلك المفردات المناسبة لقول ما يشعر به: من المفيد تعليم الطفل أسماء المشاعر وحفظها من قبله، ومن ثم استغلال الحالات الواقعية التي يمر فيها الطفل بمواقف تتطلب مشاعر مختلفة، لشرح هذه المفردات على أرض الواقع.
- تمارين تعليم الطفل عن المشاعر: يمكن تخصيص وقت يومي للحديث مع الطفل عن المشاعر المختلفة وأسمائها مع ذكر أمثلة عن مواقف مر بها الطفل بهذه المشاعر، فهذا النشاط اليومي يجعل الطفل أكثر إدراكاً لمشاعره ومشاعر الآخرين.
- الحديث مع الطفل عن يومه: الحديث مع الطفل عن يومه وكيف أمضى وقته في المدرسة أو النادي أو حتى في الشارع مع الأصدقاء، يشجع الطفل على ذكر أحداث ومواقف كثيرة مر بها، وهنا يمكن سؤاله من قبل الأهل، عما الذي شعر به بهذا الموقف أو ذلك، وسؤاله عن مشاعر محددة هل شعرت بالمتعة والفرح، أم شعرت بالملل، أو الخوف من هذا الموقف أو هذا الشخص، هل شعرت بالغضب عندما حدث ذلك الموقف، وهكذا.
- رسم تعبيرات الوجوه: يبدي بعض الأطفال ميلاً نحو نشاط الرسم، ويعتبر هذا مدخل جيد لتعليم الطفل المشاعر، فيمكن مثلاً أن نطلب من الطفل رسم شخص سعيد، أو حزين، أو خائف، أو غاضب وما إلى ذلك، وهذا يساعد بشكل كبير على إدراك الملامح والحالات المرتبطة بكل شعور يشعره الإنسان.
- قصة للتعبير عن المشاعر للأطفال: يمكن تخصيص وقت يومي لنشاط الاستماع للقصص أو روايتها، ويجب أن تروى هذه القصص بطريقة القاء معينة تساعد الطفل على تصور الموقف وتخيله، والتركيز على المواقف التي تحمل مشاعر معينة، مثل التحدث بصوت خافت وهادئ وبطيء وحزين عن رواية موقف حزين، أو التحدث بنبرة سريعة مع ابتسامة واضحة على وجه الراوي عند التحدث عن موقف سعيد، أو التحدث بصوت جدي وجهور وقوي وغاضب عند التحدث عن موقف يحمل مشاعر الغضب.
- وصف مشاعر الآخرين: يمكن أيضاً أن يتعلم الطفل المشاعر من خلال وصف وملاحظة مشاعر الآخرين، فيمكن مثلاً سؤال الطفل عمّا الذي شعره شخصية معينة في مسلسل أو فيلم يشاهده الأهل مع الطفل عندما مرت هذه الشخصية بمواقف معينة.
- لعبة الوجوه التعبيرية: يوجد أنواع عديدة من الألعاب التي تحتوي وجوه تحمل مشاعر مختلفة، منها مثلاً الأشكال والنماذج البلاستيكية لوجوه تعبيرية، أو رسومات وصور ورقية لشخصيات مختلفة تظهر مشاعر معينة، وامتلاك الطفل لمثل هذه الألعاب والتحدث معها واستخدامها في تعليم الطفل المشاعر يعتبر وسيلة ناجحة ومفيدة في هذه الغاية.
- لعبة الفوازير التعبيرية: يمكن تنظيم ألعاب جماعية مثل المسابقات أو حتى اللعب مع الوالدين بالفوازير التي تتعلق بفهم التعابير والإجابة عنها، مثل يمثل الأب ملامح معينة ويطلب من الأطفال أن يحذروا ما الشعور الذي يشعر به، حزن أم سعادة، أم غضب أم خوف، وما إلى ذلك.
- تمرين اللعب مع المرآة: اللعب مع المرآة وسيلة مناسبة ليرى الطفل كيفية تعبيره هو عن المشاعر، فيجرب أن يرسم على وجهه ملامح الحزن تارةً، وملامح الغضب أو السعادة تارةً أخرى، وهذا يجعله أكثر فهماً وتحكماً بمشاعره.
- بطاقات اللعب: بطاقات اللعب من الوسائل التي تفيد أيضاً في مساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره، فمثلاً يمكن كتابة أو رسم وجوه تعبر عن مشاعر معينة على قصاصات ورقية، والتسابق لسحب كل شخص من اللاعبين قصاصة، ويجب عليه تقليد الشعور المكتوب أو المرسوم في هذه البطاقة.
- ألعاب التمثيل: يمكن تشجع الطفل على ألعاب التمثل التعبيري للمساعدة في تعلمه المشاعر وكيفية التعبير منها، مثلاً يمكن له تمثيل البكاء مع قول كلمات أنا حزين، أو الصراخ مع قول أنا غاضب أو تمثيل الخوف من شيء معين والقول أنا خائف.
- كيف أدرب ابني على التعبير؟ تدريب الطفل على التعبير يحتاج في البداية لشرح المشاعر بشكل عام، وبعدها التعرف على المفردات التي تعبر عن هذه المشاعر، وعندما يصبح بعمر مناسب التحدث معه حول مشاعره والاهتمام بها، ومن ثم تعليمه كيفية التحكم بمشاعره.
- كيف يعبر الطفل عن مخاوفه؟ تعتبر المخاوف من أهم المشاعر التي يجب أن يتعلم الطفل كيف يعبر عنها، غالباً ما يعبر الطفل بالتجنب والانعزال، أو البكاء، أو رفض بعض الأشياء التي تخيفه، وربما يكبت هذه المشاعر داخله، ولكن يجب تشجيع الطفل على التعبير عن مخاوفه والتحدث عنها وسؤاله عن يومياته للتعرف عليها من قبل الأهل وتعليمه كيف يواجه هذه المخاوف.
- كيف يعبر الطفل عن غضبه؟ غالباً ما يعبر الطفل عن غضبه بالتذمر والصراخ والبكاء، وبعض الأطفال قد يتخذ سلوكيات عدوانية مثل الضرب أو الشتم وغير ذلك.
- كيف أعرف مشاعر ابني؟ التعرف على شخصية ابنك وحفظ سلوكياته وردود أفعاله وأنماط التفاعل لديه تعتبر من أهم الوسائل في التعرف على مشاعره بصورة دائمة.
- متى يعبر الطفل عن مشاعره؟ لا يمكن تحديد وقت معين يتعلم فيه الطفل المشاعر وكيفية التعبير عنها، فالأمر مختلف بين الأطفال، ولكن يمكن القول أن الطفل يبدأ بالشعور بعد ولادته مباشرة، وتتطور أساليبه في التعبير عن مشاعره بشكل متسلسل ومتتابع، ويمكنه فهم وإدراك المشاعر عند تعلم الكلام والتصوير والتشبيه بصورة دقيقة، وهذا يكون بعد عمر الثالثة.