أسباب التبول الليلي عند الأطفال وطرق العلاج
مع زيادة نمو الطفل يتوقع منه تعلم عادات النظافة بشكل تدريجي حيث يكون بعمر 5 سنوات قد تعلم النوم الجاف والذهاب للحمام بمفرده، لكن بعض الأطفال قد يواجه صعوبات في ذلك، حيث يستمر في تبليل فراشه ليلاً أثناء النوم، وفي هذه المقالة نذكر ما هي مشكلة التبول الليلي وما هي أسبابها وكيفية التعامل معها بالطريق الصحيحة
التبول الليلي عند الأطفال ويعرف أيضاً بالتبول اللاإرادي أو السلس البولي عند الطفل، هو تسرّب للبول بشكل عفوي ومتكرر أثناء نوم الطفل، ويكون التبول الليلي اللاإرادي حالةً متكررة تحدث مرتين أسبوعياً لعدة أشهر متتالية، وينقسم التبول الليلي عند الطفل لنوعين:
- السلس البول الليلي الأولي يحدث عندما يعاني الطفل من التبول اللاإرادي في وقت لم يتعلم فيه عادات النظافة والذهاب للحمام لمدة ستة أشهر متتالية على الأقل.
- السلس البول الثانوي وهو تبول لا إرادي يحدث بعد أن تعلم الطفل عادات النظافة واستخدام الحمام وبعد أن يستطيع النوم دون تبليل فراشه مدة 6 أشهر متتالية ثم عاد بعدها للتبول الليلي.
تشير الإحصائيات أن معظم الأطفال يبدؤون في تعلم عادات النظافة بعد السنة الثالثة من العمر، وفي حلول السنة الخامسة 80% من الأطفال يتعلم عادات النظافة بشكل مستقر، وعند السنة السابعة 95% من الأطفال يتعلم عادات النظافة ويمارسها بصفة مستمرة.
يكون التبول الليلي عند الأطفال مشكلة أو مؤشراً لحالة صحية غير طبيعية يعاني منها الطفل في الحالات التالي:
- استمرار تبول الطفل الليلي بعد عمر سبع سنوات.
- حدوث التبول الليلي بعد عدة أشهر من تعلم الطفل عادات النظافة ونومه بشكل طبيعي دون تبليل الفراش.
- شعور الطفل بالألم أثناء التبول أو تحول البول للون الوردي أو إخراج براز صلب أثناء النوم.
- شعور الطفل بالعطش كثيراً أثناء النوم أو شخير الطفل إضافةً لتبوله وهو نائم.
متى يكون التبول الليلي عند الأطفال طبيعياً؟
الغالبية العظمى من الأطفال يتعلم عادات النظافة واستخدام المرحاض بين سن الثالثة والخامسة، ويمكن لبعض الأطفال أن يظل حتى سن السابعة غير قادراً على ضبط نفسه في كل المرات، وهذا يعتبر أمراً طبيعياً ما لم يترافق مع أعراض أخرى تدل على وجود مشكلة، حيث يكون الطفل ما يزال يتعلم كيفية التحكم في المثانة أثناء النوم، وهنا يجب التعامل مع الطفل بصبر دون قلق، ويمكن لبعض الإجراءات أن تساعد الطفل في علاج هذه المشكلة عن طريق تدريب المثانة لتقليل التبول في الفراش.
لا يعرف سبب محدد ومباشر لحدوث التبول الليلي أو السلس البولي عند الأطفال، لكن يوجد مجموعة من العوامل التي يمكن أن تسبب تبول الطفل أثناء النوم، ونذكرها فيما يلي:
- العوامل الوراثية: تزيد نسبة تعرض الطفل للتبول الليلي بنسبة 50% في حال كان أحد الوالدين أو كلاهما قد عانى من التبول الليلي في طفولته.
- عوامل نفسية وعاطفية: يمكن لبعض الأطفال أن يعاني من سلس البول الثانوي نتيجة حلالات من التوتر والقلق الكبير، خاصةً في مواقف انفصال الوالدين والمشاحنات بينهما أو بسبب قدوم طفل جديد للأسرة أو تعرضه للضرب والعنف أو التحرش أو فقدان أحد الوالدين نتيجة الوفاة.
- وجود اختلال هرموني: ينتج الدماغ أثناء النوم هرمون مانع لإدرار البول يدعى (ADH) حيث يقلل هذا الهرمون من كميات البول التي تنتجها الكلى أثناء النوم، وبعض الأطفال يمكن أن يعاني من نقص في انتاج هذا الهرمون ما قد يسبب التبول الليلي.
- أن يكون حجم المثانة صغير: بعض الأطفال يعاني من عدم اكتمال نمو المثانة وبالتالي عدم قدرة الطفل على الاحتفاظ بكمية أكبر من البول ما يسبب التبول الليلي خاصةً إذا كان الطفل ينام بعمق.
- عدوى المسالك البولية: أحد الأمراض التي تصيب الجهاز البولي للطفل وتسبب له صعوبة في السيطرة على المثانة ما قد يؤدي للتبول أثناء النوم أو أثناء النهار، وغالباً ما تترافق بكثرة التبول واحمرار لون البول إضافة لشعوره بالألم عند التبول.
- انقطاع النفس النومي: يتعرض بعض الأطفال لإصابة تدعى انقطاع النفس الانسدادي النومي، حيث يتوقف فيها الطفل عن التنفس بسبب تورم وتهيج اللوزتين وتنعكس على قدرته في التحكم بالتبول أثناء النوم، وغالباً ما تترافق مع أعراض الشخير والنعاس أغلب الأوقات.
- الإصابة بالسكري: قد يعاني الطفل من الإصابة بمرض السكري الذي قد يسبب التبول الليلي وعادةً ما يترافق مع زيادة كميات التبول والشعور الدائم بالعطش والارهاق.
- الإمساك: الإمساك يؤدي لعدم تبرز الطفل لفترات طويلة ما يسبب خلل وظيفي في العضلات المتحكمة بعملية التبول والتبرز، ويمكن لذلك أن يسبب التبول أثناء النوم ويترافق الإمساك المستمر بأعراض البراز الصلب والجاف.
لا يعتبر التبول الليلي مؤشراً لمشكلة صحية خطيرة، لكن يمكن أن يسبب ضغط نفسي للطفل حيث أنه:
- تكرار مشكلة التبول الليلي يمكن أن تسبب شعوراً بالأحراج للطفل والخجل الشديد خاصةً إذا تعرض لمضايقات من أخوته الأكبر منه أو في حال تعامل الوالدين الخاطئ معه.
- يسبب التبول الليلي أيضاً تراجع ثقة الطفل بنفسه، حيث يشعر بأنه أقل من الآخرين ويمكن أن يؤثر ذلك على نشاطاته الاجتماعية.
- يمكن أن يسبب التبول الليلي وبقاء الطفل بنفس ملابسه الداخلية المبللة لوقت طويل لطفح جلدي بين أعضائه التناسلية.
يمكن إيقاظ الطفل ليلاً كل بضع ساعات للتبول في الحمام، وهو أمر جيد حيث يساعد ذلك على بقاء مثانته فارغة وزيادة قدرته على تخزين كمية أكبر من السوائل فيها وبالتالي تجنب تبليل فراشه ليلاً، إضافةً لذلك عودي الطفل الذهاب للحمام قبل النوم بشكل يومي وتناول كميات قليلة من السوائل قبل ثلاث ساعات من النوم وخاصةً المشروبات التي تحوي الكافيين مثل الشاي أو المشروبات الغازية حيث أنها مدرة للبول.
ومن الأفضل وضع طبقة عازلة ومقاومة للماء بين الطفل والفراش، وتعويد الطفل على تغير فراشه وملابسه الداخلية في حال تبليل نفسه، كما يجب تجنب معاقبة الطفل أو لومه والصراخ عليه، حيث أن ذلك يزيد من المشكلة وبدلاً من ذلك يجب الحديث معه بهدوء وتوضيح أنها مشكلة عابرة يمر بها معظم الأطفال.
هل يوجد علاج مجرب للتبول الليلي عند الأطفال؟ يعتمد علاج التبول الليلي للطفل على مجموعة من العوامل مثل عمر الطفل وعدد مرات السلس الليلي في الأسبوع والأعراض الأخرى المرافقة للحالة لمعرفة وتحديد أي مشكلة طبية أخرى يكون التبول عرض جانبي لها، ثم اللجوء إلى العلاج الدوائي إضافة لتعليمه بعض السلوكيات المساعدة، ونذكر فيما يلي طرق علاج التبول الليلي:
- الحصول على التشخيص الطبي: قبل كل شيء يجب تشخيص حالة الطفل ومعرفة إذا ما كان التبول الليلي نتيجة مرض يعاني منه الطفل أو حالة نفسية أو عدم اكتساب مهارة حبس البول بعد، في حال وجود مرض مثل التهاب المسالك البولية فيجب علاج المشكلة هذه في البداية، أو علاج مشاكل المثانة وغيرها
- علاج مشاكل المثانة: يعتمد على تعليم الطفل التبول المنتظم خلال النهار عند شعوره بحاجته لذلك كل مرة وتعليمه تفريغ المثانة بشكل كامل في كل مرة يتبول بها، ومن الهام زيادة كميات السوائل التي يشربها الطفل خلال النهار حتى يعتاد الطفل على تكرار العملية بشكل منتظم.
- طلب الدعم النفسي للطفل: يستخدم بشكل خاص للأطفال من يعانون من سلس البول الثانوي والذي قد يكون نتيجة مشاعر قلق وتوتر أو تعرضهم لبعض الحوادث العاطفية المؤلمة، كما أنه يستخدم لعلاج الآثار النفسية لمشكلة التبول الليلي عند الطفل.
- العلاج الدوائي للتبول الليلي: يمكن للعلاج الدوائي أن يكون بشكل منفرد أو مصاحب للعلاج النفسي للطفل ويعتمد ذلك على تحديد المشكلة إذا كانت نتيجة مرض جسدي يعاني منه الطفل أو حالة نفسية تسبب له التبول الليلي، والعلاج الدوائي يحتاج لطبيب مختص بعد اجراء الفحوصات الطبية اللازمة للطفل وتحديد المشكلة بشكل دقيق.
هناك أجهزة مصممة لإيقاظ الطفل من النوم عند بداية التبول عن طريق إصدار نغمات صوتية أو اهتزاز ما يساعد الطفل في الاستيقاظ، ثم الذهاب للحمام للتبول.
تتألف هذه الأجهزة من قسمين، مستشعر للرطوبة يمكن أن يوضع في الملابس الداخلية للطفل أو عبارة عن فرشة حساسة للرطوبة، أما القسم الآخر هو جهاز الإنذار والذي يولد النغمات والاهتزاز لإيقاظ الطفل.
تعتبر طريقة استخدام أجهزة الإنذار أكثر وسيلة فاعلية ونجاحاً خاصةً في حال فشل الطرق التقليدية في علاج التبول الليلي، وعادةً ما تستخدم مع الأطفال من 6 سنوات.
يمكن أن يتعلم الطفل الاستيقاظ ليلاً عند شعوره بالحاجة للتبول بعد 4 أسابيع، لكن من الأفضل الاستمرار في استخدام أجهزة الانذار لأسبوعين إضافيين، والفترة الوسطية التي يتجاوز بها الأطفال التبول اللاإرادي في الليل حوالي 7 أسابيع، واذا استمرت المشكلة بعد أكثر من ثلاثة أشهر فيجب هنا مراجعة الطبيب.