الوقت المناسب لإعطاء العسل للطفل الرضيع
يسعى الوالدان دائماً للعناية بصحة طفلهما والحرص على تغذيته بشكل جيد، لكن يمكن لبعض الاختيارات الخاطئة أن تسبب خطر على صحة الطفل ومن هذه الاختيارات هو العسل، وفي هذه المقالة نتحدث عن فوائد وأضرار العسل على صحة الطفل، ومتى يكون العمر المناسب لتقديمه للطفل، ولماذا يجب تجنب تقديم العسل للطفل الرضيع.
في أي عمر يمكن إعطاء العسل للرضيع؟ العمر المناسب لتقديم العسل للطفل الرضيع يكون فوق السنة، ولا يجب إعطاء عسل النحل للطفل الرضيع بعمر أقل من سنة بشكل مباشر أو حتى غير مباشر من خلال العسل المضاف للحلوى أو المشروبات.
لماذا لا يعضى العسل للرضع؟
لا يجب إعطاء العسل للرضيع أقل من عمر سنة لأنه يحتوي على بكتيريا تعرف ببكتيريا الكلوستريدوم (Clostridium) التي تسبب ما يعرف بتسمم العسل للطفل الرضيع، حيث تنتج هذه البكتريا مواداً وغازاتٍ عصبية تسبب حدوث شلل في مختلف عضلات الجسم، ولا يستطيع جهاز المناعة عند الرضيع مقاومتها، ما يعرضه للخطر الذي قد يصل إلى الوفاة!
بعد عمر السنة يتطور الجهاز المناعي والهضمي للطفل الرضيع، وبالتالي يمكن للوالدين إطعام الطفل عسل النحل بكميات قليلة وبشكل تدريجي ومع المراقبة لأي أعراض جانبية تحسسية يمكن أن تظهر على الطفل نتيجة تناول العسل.
من الأعراض المحتملة لتسمم العسل للطفل الرضيع والتي يجب ملاحظتها حتى لو كان الطفل أكبر من سنة:
- الإمساك واضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية للطعام.
- صعوبة البلع وفرط إفراز اللعاب.
- وهن وضعف حركة الرضيع.
- تعابير وجه ثابتة إضافة للخمول العام.
- ضعف قدرة الرضيع على امتصاص الحليب من حلمة الثدي أو من زجاجة الرضاعة.
- البكاء المستمر وغير الاعتيادي.
- صعوبة في التنفس والتي قد تصل للاختناق.
تبدأ أعراض تسمم العسل عند الطفل الرضيع خلال 8 ساعات وحتى 36 ساعة من تناول عسل النحل، وفي بعض الأحيان يمكن أن تظهر الأعراض بعد عدة أيام، ويجب التنويه أن تسمم العسل يمكن أن يحدث بعد تناوله عن طريق الفم أو اختلاطه بالدم إذا وضع على الجروح الخارجية للجسم في حالات أكثر ندرة!
في الحالات التي يخطئ فيها الأهل ويعطون العسل للطفل بعمر أقل من سنة وتحدث معه حالة تسمم العسل فيجب القيام ببعض الإجراءات، ومن هذه الإجراءات:
- في حال كان الرضيع حصل على العسل عن طريق الفم فيمكن للوالدين تنظيف فم الطفل بالماء ريثما يتم إسعافه للمستشفى لتلقي العلاج المناسب، أما إذا وضع العسل على أحد الجروح للطفل الرضيع فيمكن تنظيف الجلد بالماء بشكل جيد ثم أخذه للمستشفى لتلقي العلاج.
- بمجرد تناول الرضيع للعسل وهو تحت عمر السنة فالخطوة الأهم هي نقل الرضيع إلى المستشفى بشكل فوري لتلقي العلاج في وقت مبكر قدر المستطاع حتى لو لم تظهر على الطفل أي أعراض للتسمم بالعسل، حيث يمكن ألّا تظهر أعراض التسمم إلا بعد بضع أيام، وتلقي الطفل للعلاج المبكر يساعد في التقليل من أي مضاعفات محتملة بشكل كبير.
- إعلام الطبيب بأي معلومات مهمة وشرح الأعراض التي تمت ملاحظتها على الطفل وتوقيت بدء ظهور الأعراض وإذا ما كانت مستمرة أو عرضية وما هي شدة الأعراض وذكر الأدوية التي يتناولها الرضيع بما في ذلك المكملات الغذائية والفيتامينات، أو ذكر أي مشاكل صحية يعاني منها الطفل قبل التسمم بالعسل.
- عادةً ما يقوم الأطباء بتفريغ الجهاز الهضمي للرضيع "غسيل المعدة" وإعطاء الأدوية المناسبة لمساعدة الطفل في تحريك أمعائه أو تقديم الحقن المناسبة المضادة للسموم ما يقلل من خطر أي مضاعفات يمكن أن تحدث للأعصاب وتقديم الأدوية المناسبة إضافة لمساعدة الطفل على التنفس وتحسين الوظائف التي تأثرت بالتسمم السجقي.
عادةً ما يكون تناول العسل آمناً للطفل الرضيع بعد إتمامه 12 شهراً، مع ذلك قد يواجه الأطفال الرضع بعض المضاعفات المرتبطة بتناول العسل حتى بعد تجاوز عمر السن، وأهم هذه الأعراض:
- التسمم السجقي أو الوشيقي (Botulinus Intoxication): يحدث التسمم السجقي أو التسمم الوشيقي إذا تم تناول العسل للطفل بعمر أقل من سنة بسبب احتوائه على بكتريا سامة يصعب على الجهاز المناعي للرضيع مقاومتها ما قد يسبب أعراض خطيرة مهددة للحياة، وفي حالات نادرة قد يتأثر الأطفال بالأبواغ المسببة للتسمم الوشيقي في العسل حتى بعد عمر سنة.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: بالرغم من فائدة العسل للجهاز الهضمي للطفل، إلا أن تناول كميات كبيرة تنعكس بصورة سلبية على عمل وإداء جهاز الهضم وقد يؤدي لمشاكل معوية للطفل، مثل حدوث تعفن في المعدة، أو عدم قدرة المعدة على تفكيك العناصر السكرية والبروتينية وحصول تلبك معوي قد يؤدي لحالات إسهال أو إمساك.
- الإصابة بالسمنة: العسل من الأطعمة الغنية بالسكريات وتناوله بكميات كبيرة قد يسبب السمنة للطفل في عمر مبكر، ويحتمل أن هذا يسبب زيادة تقبل جسده للسمنة ويجعلها مشكلة يعاني منها حتى بعد أن يكبر.
- تسوس الأسنان: من المعروف أن الحلويات تسبب تسوس الأسنان كون السكريات التي تحويها الحلويات تشكل مصدر غذاء للبكتريا الموجودة في الفم والتي تفرز أحماض تؤدي بالنهاية لتدمير طبقة المينا للسن، والعسل ليس استثناء من السكريات، لذلك تناوله بكميات كبيرة يؤدي لتسوس الأسنان عند الطفل.
- زيادة شهية الطفل للسكريات: يحب الأطفال المذاق الحلو وتناول الطفل للعسل قد يسبب زيادة شهيته نحو السكريات، فاعتياد الطفل الرضيع على تناول كميات كبيرة من العسل قد يؤدي لزيادة شهيته نحو الأطعمة الغنية بالسكريات.
يتمتع العسل الطبيعي بمجموعة كبيرة من الفوائد الصحية للطفل فوق عمر السنة، وعند قول فوائد صحية نقصد بها أن فوائده ليست علاجية ولا تنوب عن الدواء، وإنما تساعد في العلاج فقط والتخفيف من أعراض المشكلة الصحية، وفيما يلي أهم الفوائد للعسل الطبيعي:
- مصدر جيد للطاقة: يعتبر العسل مصدر غني وجيد للحصول على الطاقة سواء بالنسبة للأطفال أو الكبار بسبب احتوائه على كمية كبيرة من السكريات، وبالنسبة للطفل الرضيع بعد عمر سنة يمكن أن يساعد على اكتسابه الطاقة للقيام بالأنشطة المختلفة، كما يعتبر بكميات محدودة ومدروسة وبإشراف طبي طريقة مفيدة لزيادة وزن الرضيع بعد عمر السنة.
- يساعد في علاج الكحة ومكافحة نزلات البرد: يساعد العسل في التخفيف من الكحة عند الأطفال، كما يساعد في مقاومة الحساسية الموسمية بسبب احتوائه على كميات كبيرة من حبوب اللقاح التي تلتصق بالنحل عند تناوله لرحيق الأزهار، وهذا ما قد يجعله مفيد للطفل بعد عمر السنة ولكن يفضل اختبار حساسية الرضيع له أولاً.
- يساعد في تقليل أعراض الربو: واحدة من أهم الفوائد الصحية للعسل هو امتلاكه لخصائص مضادة للالتهابات ما يقلل الاحتقان لدى الطفل ويجعل التنفس أسهل، لذلك يساهم في التخفيف من أعراض نوبات الربو الليلية بشكل خاص، ولكن ينصح بعدم استخدامه للأطفال الصغار دون الحصول على موافقة طبيعة واختبار حساسية الطفل له.
- يساهم بتقوية جهاز المناعة: بعد أن يتجاوز الرضيع عمر السنة فقد يكون للعسل فائدة في تحسين عمل جهاز المناعة، حيث يحتوي العسل على كميات جيدة من فيتامين (C) ما يعزز وظيفة الجهاز المناعي للطفل ويساعده في مقاومة الأمراض المختلفة.
- يحمي الكبد: بالنسبة للأطفال بعمر أكثر من عام من الفوائد المحتملة للعسل أنه يساعد الكبد في تنظيم مستويات السكر بالدم.
- يساعد في تقليل آلام العضلات: استخدام العسل بكميات مدروسة للأطفال أكبر من عمر سنة يمكن أن يخفف من آلام التشنجات العضلية، إذا تم تناوله على شكل شراب بالماء الدافئ.
- للعسل فوائد للجلد والبشرة: يعتقد أن العسل يساعد في علاج الجروح والتئامها وعلاج الحروق، كما أنه مرطب جيد للبشرة وخاصةً عند استخدام شمع العسل.
يمكن تقديم العسل للرضيع أكبر من سنة بطرق مختلفة عن طريق خلطه مع الطعام أو إضافته للشراب، وفيما يلي طريقة تقديم العسل للطفل الرضيع:
- إجراء اختبار الحساسية إذا كان طفلك الرضيع يتناول العسل لأول مرة، من خلال تقديم كمية صغيرة جداً يلحسها الرضيع، ثم مراقبة أية أعراض يمكن أن تظهر عليه، ثم يمكن زيادة الكمية تدريجياً إلى حدود معقولة دون مبالغة.
- تقديم عسل النحل مباشرة للطفل الرضيع أكبر من سنة وبكمية معقولة وتدريجية، ويعتقد أن إعطاء العسل للطفل على الريق له فوائد أكبر
- يمكن استخدام العسل كتحلية للمشروبات والعصائر التي يحبها الطفل الرضيع فيضاف للحليب أو الزبادي أو عصائر الفواكه الطبيعية.
- تقديم العسل للرضع أكبر من سنة من خلال إضافته إلى الحلوى أو الأطعمة مثل البان كيك والوافل كبديل عن السكر، حيث يوضع عليها بشكل مباشر.
- تناول وجبة صغيرة من الشوفان مع الموز والعسل يعتبر وجبة صباحية وصحية للطفل الرضيع فوق عمر السنة والنصف.
- تجنب تناول الطفل الرضيع لكمية كبيرة من العسل بسبب احتوائه على سكر الفركتوز ما قد يؤدي للإصابة بالسمنة وتسوس الأسنان، إضافة لمشاكل الجهاز الهضمي.
- بعض أنواع العسل تكون مخصصة للأطفال الرضع حيث يعالج العسل لضمان خلوه من البكتريا، وتناول هذه الأنواع من العسل أفضل من تناول العسل الخام، ومع ذلك يجب تجنب إطعام العسل للطفل الرضيع تحت عمر السنة.
- التأكد من تاريخ إنتاج العسل ومدة صلاحيته، والتأكد من مكونات أطعمة الأطفال الجاهزة والعمر المناسب له خصوصاً للرضع تحت عمر سنة.
- تجنب ترك عبوة العسل مفتوحة، حيث أن العسل جذاب للحشرات التي قد تحمل معها الأمراض إضافة لتلوث العسل بالغبار.
- يجب تخزين العسل بأماكن باردة وتجنب تعرضه لأشعة الشمس أو أماكن الحرارة العالية.