توعية الأطفال عن السرقة وكيف تواجه طفلك إذا سرق!
تظهر رغبة الطفل بالحصول على الأشياء التي تعجبه أو تلفت انتباهه في عمر مبكر، ويجب البدء بتوعيته حول مفاهيم الملكية والأمانة أيضاً مبكراً، وبطبيعة الحال سيواجه الأهل الكثير من المواقف التي يكون فيها الطفل سارقاً دون أن يدرك فعل السرقة إدراكاً كاملاً، ورد فعل الأهل مهم جداً لتكوين وعي لدى الطفل حول خطورة السرقة وأهمية قيمة الأمانة.
أهمية توعية الطفل عن السرقة ترتبط بوصفها أهم جوانب الضبط الاجتماعي التي يتحمل الأهل مسؤولية نقلها للطفل وكذلك تتحمل المؤسسات التربوية هذه المسؤولية، وتوعية الأطفال عن السرقة وغرس قيمة الأمانة لديهم أمر ضروري لحماية المجتمع من انتشار ظاهر السرقة والآفات الاجتماعية المرتبطة بها، إضافة لحماية الطفل مستقبلاً من عواقب السرقة الأخلاقية والقانونية، وتنمية شخصية تحترم القانون والمجتمع وتؤمن أن العمل والاجتهاد هو وسيلة الحصول على المال وتحقيق الرغبات التي يجب أن تكون مشروعة.
تبدأ توعية الأطفال عن خطورة السرقة من خلال شرح مفهوم الملكية الخاصة والحدود التي تمنع الطفل من الحصول على الأشياء التي يريدها دون دفع ثمنها أو استئذان صاحبها، وفي نفس الوقت توضيح عواقب السرقة والأذى الذي تلحقه بالآخرين وبالمجتمع وبالسارق نفسه، وأهم خطوات توعية الطفل عن السرقة:
- شرح معنى الملكية للطفل: يجب أن يفهم الطفل معنى الملكية وأن الأشياء التي يملكها هو لا يحق للآخرين أخذها منه كما لا يحق له أخذ ما يملكه الآخرون، وإذا أراد شيئاً لا بد أن يدفع ثمنه أو يستأذن صاحبه للحصول عليه، ويدرك الطفل مفهوم الملكية من خلال تعويده على احترام ملكية الآخرين في المنزل لأغراضهم، واحترام ملكيته هو لأغراضه، واستغلال أي موقف لتذكير الطفل بحدود الملكية.
- التحدث مع الطفل عن عواقب السرقة: معرفة الطفل للعواقب المترتبة على السرقة سواء العواقب القانونية أو الاجتماعية أو حتى العقوبات التي قد تقع عليه من قبل الوالدين إذا قام بسرقة شيء ما، وبكل تأكيد تأثير السرقة على الضحية، يفيد في معرفة الطفل أن هذا الفعل خاطئ ويجب الابتعاد عنه، وهذه المرحلة تعد الأساس الذي يساهم في منعه من القيام بهذه السلوكيات.
- تنمية الوازع الديني عند الطفل: السرقة من السلوكيات المنبوذة في جميع الأديان، وتنمية الوازع الديني والأخلاقي عند الطفل من أهم وسائل التوعية عن السرقة، يجب أن يفهم الطفل أن السرقة من الأفعال المرفوضة في جميع الأديان وليس فقط في دينه، وبما يتناسب مع عمره يجب أن يفهم العاقبة الشرعية للسرقة في دينه.
- شجع طفلك على الإبلاغ عن السرقة: عندما يجد الطفل نفسه مسؤولاً للإبلاغ عن أي حالة سرقة شهدها سواء في المدرسة أو في المنزل أو حتى في الشارع، فهذا يفيد في تنمية شخصية كارهة للسرقة ولا تقبلها، وبالتالي لن يقوم هو بهذا الفعل بينما يرى نفسه مسؤولاً عن الإبلاغ عنه.
- اشرح لطفلك كيف ينظر المجتمع للسارقين: ويمكن هنا استخدام نموذج لأحد الأشخاص السارقين المتصفين بالسمعة السيئة وتوضيح الطفل كيف أنه لا أحد يثق بهؤلاء الأشخاص أو يحبهم أو يدخلهم لمنزله، وأن الطفل إذا قام بالسرقة فسوف يتم التعامل معه اجتماعياً بنفس الطريقة.
- علّم الطفل الحفاظ على أشيائه: الحفاظ على الأشياء والممتلكات الخاصة يوضح قيمة هذه الأشياء بالنسبة للطفل، وهذا ينمي لديه الشعور بالخصوصية والتملك لبعض الأشياء وأن لا أحد يحق لها الاعتداء عليها وبالتالي هو أيضاً يجب ألا يعتدي على ممتلكات أو أموال الآخرين.
- احترام ممتلكات الطفل وتعليمه احترام ممتلكات الآخرين: يجب تنمية شعور الملكية لدى الطفل وأنه يوجد أشياء من ملكه ولا يجب الاقتراب منها من قبل أحد وأن الآخرين يحترمون ممتلكاته وأشياء الخاصة، وأنه هو أيضاً عليه احترام ممتلكات الآخرين، وهذا يجعل الطفل يستهجن فعل السرقة ولا يقبل به.
- إشعاره أنه سينكشف إذا سرق: يقوم الطفل بالسرقة عندما يشعر أنه سوف ينجو بفعلته وأن هذا أمر سوف يحدث سراً ولن يعرف به أخد، ولكن عند شعور الطفل أن السرقة دائماً سوف تنكشف وسوف يتلقى فاعلها عواقب من أنواع مختلفة، فهو سوف يبتعد عن سلوك السرقة ويخاف من القيام به.
- الاهتمام بالتربية الأخلاقية والدينية: يجب أن يتعلم الطفل القواعد الأخلاقية منذ الصغر وأن فعل السرقة من الأشياء التي تتناقض مع هذه القواعد وتوصف صاحبها بصفات غير أخلاقية، وأيضاً يمكن استخدام التعاليم الدينية التي تقضي بأن السرقة سلوك محرم وسوف يحاسب عليه السارق شرعاً من قبل الله عز وجل.
- حاول إشباع رغبات طفلك وحاجاته: أحياناً قد يلجأ الطفل لفعل السرقة نتيجة الشعور بالحاجة لشيء ما والحرمان منه، وهنا يجب أن يقدر الأهل الإرادة الضعيفة للطفل وبالتالي العمل على إشباع حاجاته التي يمكنهم إشباعها وتنمية شخصية قنوعة لديه حول الأشياء التي لا يمكنهم تلبيتها، وهذا من شأنه أن يحمي الطفل من القيام بالسرقة للحصول على ما يريد.
- تعليم الطفل أن ليس كل شيء يمكن الحصول عليه: ليس كل شيء مباح والسرقة ليست حل لهذه المشكلة وإنما القناعة والإرادة القوية، ويجب أن تغرس هذه القيم في سلوك وشخصية الطفل حتى لا يقوم بالسرقة كلما شعر أنه بحاجة للحصول على شيء ما.
- غرس قيم الاجتهاد والعمل للحصول على الرغبات: عندما يتربى الطفل على قيم العمل والاجتهاد للحصول على ما يريد وبلوغ الأهداف، فإنه سوف يكون سعيد بقيمة الأشياء التي يحصل عليها من عمله ومجهوده الخاص، ويتعلم ألا يستسهل للحصول على ما يريد، وبالتالي لا يقوم بالسرقة لتحقيق غاياته.
- إبعاد الطفل عن النماذج التي تشجع السرقة: في بعض الأحيان قد يتعرض الأطفال عن غير قصد لبعض النماذج التي تشجع على السرق، مثل شخصيات في البرامج التلفزيونية غير المخصصة للأطفال أو بعض مواقع الانترنيت وغيرها، لذا من الأفضل ابعاد الطفل عن هذه النماذج حتى لا يعجب بها ويقلد تصرفاتها.
يجب مواجهة الطفل إذا قام بفعل السرقة بشكل مباشر دون تلميح أو تسامح ولكن في نفس الوقت بعيداً عن المواجهة العنيفة والعقوبات المبالغ بها خصوصاً إذا كان يكتشف السلوك للمرة الأولى، وأهم خطوات مواجهة الطفل بالسرقة:
- وضح له أنه قد تم كشفه: يجب عدم السكوت عن قيام الطفل بالسرقة جعل الأمر يمر بشكل طبيعي فهذا بالتأكيد سوف يشجعه على تكرار المحاولة، وبدلاً من ذلك يجب أن يعرف أن أمره قد كشف وفي كل مرة سيقوم به بهذا الفعل سوف يكتشف أمره، حتى لا يرى بالسرقة انتصار.
- تصرف بحزم عند قيام الطفل بالسرقة: لا يكفي أن يعرف الطفل السارق أنه قد كشف أمره بل يجب أيضاً التصرف بجدية وحزم تجاه هذا الفعل، ويجب أن يكون يد الفعل على السرقة أكبر من حجم الفعل نفسه، إذا كان بنفس الحجم أو أقل فسوف يمثل ذلك صفقة رابحة بالنسبة للطفل إذا جاز التعبير وبالتالي سوف يكرر فعلته، فعندما يقوم بسرقة مبلغ مالي معين مثلاً يجب يخسر ما هو أكبر من هذا المبلغ، حتى تصبح السرقة فعل مرتبطة بالخسارة في ذهنه.
- معاقبة الطفل بما يناسب سلوكه وعمره: فيمكن أن يحرم الطفل من المصروف لفترة معينة أو يمكن الامتناع عن شراء شيء كان موعود به أو يمكن عدم التحدث معه لفترة، حتى يرى أن فعل السرقة تصرف خاطئ وسوف يترتب عليه رد فعل غير مرغوب.
- إظهار عواقب السرقة للطفل: من الطرق التي توضح أثر السرقة في ذهن الطفل، فعندما يسرق الطفل مبلغ معين يجب أن يشاع أن هذا المبلغ كان مرصود للذهاب في نزهة معينة أو شراء شيء ما للطفل، وكونه قام بسرقته سوف يمتنع الأهل عن هذه النزهة أو شراء شيء للطفل.
- دفعه للاعتذار من الضحية: أهم خطوة مواجهة الطفل بالسرقة دفعه للاعتذار من الضحية، قد يتجنب بعض الأهل هذه الخطوة خوفاً من السمعة السيئة أو إحراج الطفل وفي ذلك أيضاً وجهة نظر تربوية تستحق التقدير، لكن على الأقل يجب أن يشعر الطفل بفداحة الفعل الذي قام به، ودفعه للاعتذار أنفع له.
- اطلب منه إعادة المسروقات أو تعويضها: يجب أن يفهم الطفل أن الاعتذار لا يكفي، ولا بد من إعادة المسروقات إذا كانت ما تزال بحوزته، أو تعويضها من مصروفه الشخصي، في بعض الحالات قد تكون قيمة المسروقات أكبر من قدرة الطفل على تعويضها من مصروفه، ويجب مراعاة أن الهدف تربوي وليس مادي، وهذا ما يجب أن يدركه الطفل أيضاً.
- أظهر بعض التسامح عند الاعتراف بالخطأ وعدم تكرار المحاولة: بعد توضيح للطفل أنه قد كشف أمره ومعاقبته على فعلته وإشعاره بالنتائج، غالباً سوف يشعر بالندم على فعل السرقة، وهنا ممكن التسامح مع الطفل فهو ما زال صغير ولا يقدر نتائج الأفعال بشكل جيد، ويجب أخذ وعد من الطفل أنه لن يكرر هذا الفعل وإذا فعله فسوف يتصف بالكذب بالإضافة للسرقة.
- اسأله عن سبب السرقة: يجب أن تفهم دافع الطفل للسرقة، وعلى الرغم من أهمية فهم الأسباب لكنها خطوة أخيرة بعد أن يفهم الطفل أن فعل السرقة نفسه غير قابل للتبرير ومرفوض وله عواقب، وبعد أن يتحمل عواقبه يمكن الحديث معه عن الأسباب، هل أعجبه الشيء الذي سرقه أم اعتقد أنه لن يستطيع شراءه أو لن يوافق الوالدان على شرائه أم سرقه بدافع الانتقام مثلاً، وتذكّر أن البحث عن الأسباب لمساعدة الطفل على التعامل معها بطريقة غير السرقة وليس لتبرير السرقة!
- تعليم الطفل قيمة الأشياء: تعليم الطفل قيمة الأشياء التي لديه وأنه لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة وأن والديه قد تعبا حتى جلبوها له، فإنه لن يهمل هذه الأشياء ويتعامل معها بلا مبالاة، وبذلك فهو غالباً لن يتعرض للسرقة.
- تفقد أشياء الطفل الخاصة: عندما يتعلم الطفل تفقد أشيائه الخاصة دائماً فإنه سوف يكتشف اختفاء أي شيء حال اختفائه، وبالتالي سوف يصعب سرقته من قبل الآخرين، لذا يجب أن يتعلم كيف يتفقد أشيائه في المدرسة أو الرحلات أو حتى في الشارع وأي مكان.
- إبعاده عن الأشخاص السيئين: قد يتواجد مع الطفل في المدرسة أو الحي أو حتى في العائلة الكبيرة بعض الأطفال وخاصة الأكبر سناً الذين يقومون بالسرقة، ويجب إبعاد الطفل عن هؤلاء حتى لا تتم سرقته.
- تعويده عدم حمل أغراض ثمينة إلى الأماكن العامة: الأشياء الثمينة يجب أن تبقى في مكان آمن، واصطحابها للمدرسة أو أثناء اللعب في الشارع أو في أي نزهات أو رحلات أو خروجات قد يعرضها للسرقة، لذا يجب أن يتعلم الطفل عدم أخذها خارج المنزل.