أعراض الشاهوق عند الأطفال (السعال الديكي) وعلاجه
يعتبر الشاهوق أو السعال الديكي من الأمراض السارية والمعدية التي تنتشر بين الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص، وعلى الرغم أنه مرض سريع العدوى والانتشار لكنه من الحالات غير الشائعة لأن التطعيم الخاص به يدخل ضمن برامج التطعيم الوطنية في معظم الدول.
- ما هو الشاهوق "السعال الديكي" عند الأطفال؟
- أهم أسباب الشاهوق عند الأطفال
- عوامل الخطر للإصابة بمرض الشاهوق
- عوارض الشاهوق عند الأطفال
- تشخيص الشاهوق (السعال الديكي)
- علاج الشاهوق عند الأطفال وأدوية السعال الديكي
- هل يشفى الطفل من الشاهوق والسعال الديكي؟
- مضاعفات الشاهوق الخطيرة
- جرعات تطعيم السعال الديكي أو الشاهوق للأطفال
- المصادر و المراجع
الشاهوق أو السعال الديكي (بالإنجليزية: Pertussis or Whooping cough) هو مرض جرثومي تنفسي معدٍ بشدة يصيب الأطفال تحت عمر 5 سنوات بشكل عام والرضع تحت عمر السنتين بشكل خاص، تسببه البكتيريا المعروفة باسم البورديتيلة الشاهوقية (Bordetella pertussis).
أهم عوارض الشاهوق والسعال الديكي أنه سعال متكرر حاد (قوي) جداً ومتقطع يوصل الطفل إلى ضيق التنفس بسرعة كبيرة كما أنه سعال تشنجي ناتج عن حركات الزفير المتتالية وراء بعضها البعض يليها حركة شهيق تشبه إلى حد ما صوت صياح الديك ومن هنا أتت تسمية المرض بالسعال الديكي أو الشاهوق.
المسبب الرئيسي لمرض الشاهوق عند الأطفال هو عدوى بكتيريا البورديتيلة الشاهوقية، والتي تنتقل من الطفل المريض إلى الطفل السليم بطرق عدوى الأمراض التنفسية المعروفة، ويصنف السعال الديكي من الأمراض شديدة العدوى، وأهم أسباب وطرق العدوى بالشاهوق:
- العدوى التنفسية: تلتصق جزيئات الميكروب (الجرثوم) في الأغشية المخاطية وتنتظر البيئة المناسبة لتقوم بالتكاثر والانتشار، إذ أن الطريق الأساسي للعدوى بالسعال الديكي هو الطريق التنفسي، وذلك أثناء الكحة والسعال أو العطاس وتطاير المفرزات الأنفية المليئة بمستعمرات البكتيريا السامة.
- مشاركة أدوات المريض: يشغل الجلد مساحة سطح الجسم بأكمله وبسبب تواجد مسكن البورديتيلة الشاهوقية على الجلد فذلك يساعد في نموها وزيادة انتشارها بين الأطفال عن طريق التماس (لمس) المفرزات القصبية للطفل المصاب عند التشارك بالمواد مثل أدوات الطعام والنظافة الشخصية.
- إهمال النظافة الشخصية: إهمال نظافة الطفل يساهم في زيادة نمو المستعمرات الجرثومية للبورديتيلة كما أنه يسبب نمو الفطور والجراثيم الانتهازية ما يزيد الحالة سوءً.
- مخالطة الطفل المريض: يجب عزل مريض الشاهوق عن المخالطين لأن ذلك يساعد في منع انتشار العدوى الناتجة عن المخالطة والتعامل المستمر مع المريض ومفرزاته الحاملة للجراثيم المسببة للشاهوق.
هناك العديد من عوامل الخطر التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض الشاهوق أو السعال الديكي، ومن أهم هذه العوامل:
- عدم تلقي لقاح السعال الديكي: يبدأ تلقي تطعيم الشاهوق من عمر 6 أسابيع ويتم أخذ 5 جرعات، وفي حال لم يأخذ الطفل جرعة اللقاحات المناسبة لسنّه يكون أكثر عرضة للإصابة بالسعال الديكي.
- مخالطة الطفل المصاب بالمرض: إن وجود إصابة مثبتة عند شخصٍ ما بالشاهوق فإن نسبة إصابة الطفل تزيد عن 50 % بعد مخالطته والتعامل معه، بالإضافة إلى عدم تلقي كلا الطرفين اللقاح إذ ترتفع نسبة الإصابة إلى 100%.
- الحمل: في حال إصابة الأم أثناء الحمل بالسعال الديكي فإن الأضداد (البروتينات) الناتجة عن الإصابة سوف تعبر المشيمة وتسبب إصابة الجنين بالسعال الديكي في الحياة الجنينية، أو بعد عدة إصابات مرضية أثناء الحمل مثل متلازمة الكحول الجنينية.
- ضعف المناعة: قد يكون الطفل مصاباً بأحد الأعواز المناعية أو قد يكون مضعف مناعياً بسبب إصابته بأمراض أخرى الأمر الذي يسبب سهولة الإصابة عند هؤلاء الأطفال.
- الاستعداد الوراثية ومشاكل الحساسية: يلاحظ كثرة الإصابة عند الأطفال الذين يمتلكون استعداد للإصابة التنفسية مما يسبب الإصابة بمرض الشاهوق، وقد نجد عند الأطفال المستعدين وراثياً وجود نوبات ربوية أو سعال تحسسي نوبي قد يختلط مع السعال الديكي. [3]
تختلف أعراض الشاهوق من طفل إلى آخر كما أنها تمر بعدة مراحل من العوارض السريرية للمرض، نذكر ترتيب المراحل كما يلي:
- المرحلة المخاتلة: ويتظاهر المرض بدايةً بأعراض عامة مثل أي مرض التهابي آخر إذ يبدأ بارتفاع درجة الحرارة والتعب المستمر وضعف الحركة وضعف الرضاعة أو ضعف شهية للطعام عند الأكبر سناً.
- المرحلة التنفسية: وتدوم هذه المرحلة مدة أسبوعين إذ تبدأ أعراضها بأعراض إنتان تنفسي علوي أو التهابات تنفسية رئوية وتشمل أعراضها العطاس المستمر والتعب العام والزلة التنفسية (زيادة عدد مرات التنفس)
- المرحلة النوبية: وتبدأ هذه المرحلة بعد أسبوع إلى أسبوعين من بداية ظهور الأعراض وتتصف بنوبات السعال المتقطع (حوالي 10 مرات تتلو بعضها البعض) وقد يترافق مع التقيؤ نتيجة السعال الشديد أو قد يحدث الاختناق متكررة باللعاب، وفي هذه المرحلة تصدر عن الطفل شهقات تشابه صياح الديك.
- المرحلة الفعالة: تتكرر النوبات السابقة عدة مرات في اليوم معلنةً الإصابة الفعالة، وفي هذه المرحلة يصاب الطفل بنقص الأكسجة الناتج عن شدة الإصابة وذروتها، ويتحول الطفل إلى اللون الأزرق لتأتي شهقة السعال الديكي ويعلن نهاية النوبة، بالإضافة إلى ازدياد شدة السعال ليلاً وتنتهي هذه المرحلة بعد أسبوع إلى 6 أسابيع من الأعراض وقد تستمر حتى 10 أسابيع بالرغم من انتهاء المرض.
- مرحلة النقاهة: وتبدأ هذه المرحلة منذ الأسبوع الرابع للسعال الديكي، ويحدث فيها أن عدد النوبات تقل، كما يحدث أيضاً تحسّن للتقيؤ ويعود بها الطفل للتنفس طبيعي دون إجهاد مرافق، وتحدث الشفاء الكامل للمرض خلال أقل من 3 أشهر.
قد يصعب تشخيص الشاهوق في المراحل الأولى منه عند الطفل، كونه يبدأ مثل أي مرض تنفسي علوي مرض تنفسي علوي كالأنفلونزا أو الزكام، إلا أن الصوت المميز لصياح الديك فيما بعد يشخّص الشاهوق تماماً، فما هو التشخيص العام للسعال الديكي:
- الصوت المميّز للسعال الديكي: إن الشهيق الذي يتبع أصوات ونوبات السعال الزفيرية المتكررة يسمى بالسعال الديكي وهو سعال خاصّ بالبروردتيلا الشاهوقية المسببة للشاهوق عند الرضّع.
- المسحة البلعومية الأنفية: ونظراً لأن البكتريا الممرضة تعيش في الأغشية المخاطية وتكاثر مستعمراتها هناك، فإن أخذ مسحة من البلعوم الأنفي وإرسالها إلى التحليل الطبي يكشف فيما إذا كان الطفل مصاباً بالشاهوق.
- التحاليل الدموية: ويكون ذلك في سحب عيّنة دموية للتعداد العام والصيغة ولمعرفة عدد الكريات البيضاء التي تكون مرتفعة والصيغة الدموية على حساب اللمفاويات وهذا ما يميّز الإصابة بالسعال الديكي إذ ترتفع الخلايا اللمفاوية على عكس المتوقع في الالتهاب العادي وهو ارتفاع الخلايا البيضاء وهي من الفحوص المشخصّة مع القصة والصورة السريرية معاً.
- إجراء الأشعة السينية: قد تساعد قراءة صورة الصدر الشعاعية في التشخيص العام للسعال الديكي وهنا تكون الصورة طبيعية إلى حدٍ ما، ما أن يكون المرض في مراحله الفعّالة ومحدثاً للمضاعفات، وعندها قد تتغير قراءة الأشعة مع العلم أنها من التشخيص الموّجه وليس المؤكد.
- تفاعل البلمرة التسلسلي: يسمى اختصاراً PCR ويعتبر الإجراء المشّخص الأكيد للسعال الديكي، وهو عبارة عن أخذ عينة من DNA جزيء البكتيريا وتضخيمها وتعمل في حال إيجابيتها على إنتاج سريع لمليارات النسخ للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين.
يجب البدء بالعلاج فور الاشتباه بالسعال الديكي، نظراً إلى مضاعفاته الخطيرة على صحة الطفل في حال تم إهماله، ويركز العلاج الاساسي على:
- الأدوية المضادة الحيوية: ينصح البدء على الفور باستعمال المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا ومنع تكاثرها، وأفضل العلاجات هي أدوية الماكروليدات وأهمها الاريترومايسين لمدة 14 يوم أو الأزيترومايسبن لمدة 5 أيام لمنع نكس المرض.
- عزل الطفل المصاب: يجب متابعة علاج السعال الديكي في المشفى قطعاً ويكون ذلك بعد عزل الطفل ومخالطيه في غرفة مظلمة وهادئة منعاً لتكرار الهجمات ومنعاً لانتشار العدوى.
- التغذية: يجب تغذية الطفل المصاب لدعم الجهاز المناعي والحيوية العامة وذلك بوجبات قليلة ومتكررة وخاصّة للرضع، كما يجب الإكثار من السوائل تجنباً لحدوث تجفاف للطفل.
- التهوية المستمرة: تجديد هواء الغرفة التي يتم فيها عزل الطفل المصاب يساعد في جعل الهواء الذي يتنفسه الطفل نقي ومريح وهذا يساعد في الشفاء نوعاً ما والمحافظة على النظافة أيضاً.
- المصل المضاد للمخالطين: يعطى الأشخاص المخالطين لمرضى السعال الديكي مضاد حيوي هو عبارة عن مصل مضاد للبكتيريا (أو لقاح) المسبب للمرض وذلك يساعد في الشفاء وتجنب انتشار العدوى إلى الآخرين. [5-6-7]
يشفى الطفل أو المراهق من السعال الديكي بشكل كامل ودون أي مضاعفات طويلة الأمد للشاهوق في معظم الحالات، حيث تمتد فترة العدوى بالشاهوق بين أسبوع قبل بداية الأعراض وثلاثة أسابيع بعد ظهور الأعراض السريرية على الطفل، وخلال هذه الفترة تكون قدرة المرض على الانتشار مرتفعة عن طريق السعال الحاد أو المفرزات الأنفية والقصبية بعد تطايرها في الهواء المحيط.
قد تدوم فترة الإصابة بالشاهوق عدة أشهر حسب شدة المرض وقوة جهاز المناعة ونوعية العلاج والالتزام به.
يعتبر السعال الديكي من الأمراض الخطيرة التي تترك آثار ومضاعفات خطيرة على صحة الأطفال وخاصّةً تحت عمر السنتين، بالإضافة لأن نسبة الوفيّات قد تصل حتى 2%، ومن أهم تلك المضاعفات:
- مضاعفات الجهاز التنفسي: ويعد من أكثر المضاعفات شيوعاً والمسببة في حدوث الوفاة ومن أهم الأشكال السريرية التي تتظاهر بها الالتهابات الرئوية التالية لعدوى فطرية أو فيروسية أو النفاخ الرئوي (وهو وجود هواء محتبس ضمن الصدر).
- النزيف الرئوي: ناتجة عن شدة السعال والشهاق المتكرر والمخرّش، وقد تكون نزوف سطحية مثل الرعاف ونزف ملتحمة العين أو نزوف مهددة للحياة مثل النزف الدماغي أو النزيف الداخلي.
- زيادة الضغط في البطن: يسبب السعال الشديد زيادة الضغط ضمن جوف البطن وهذا بدوره يسبب فتق سري (انفتاق عضلات البطن في أضعف مكان في البطن) أو الفتق الحجابي.
- نقص التروية الدماغية: يعتبر من المضاعفات المهددة للحياة ويحدث بسبب زيادة التشنّجات في سياق المرض وبالتالي تقبّض الأوعية الدموية ونقص الأكسجة الدماغية.
- سوء التغذية: وبسبب الوهن العام والتعب الذي يعيشه الطفل التقيؤ في سياق المرض والتشنجات الحاصلة، فإن سوء التغذية وفشل النمو حصيلة نهائية أكيدة.
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة إضافة لقاح السعال الديكي إلى جدول اللقاح الوطني ويجب الحرص على إعطائها في موعدها للأطفال الرضّع ويتم إعطاء اللقاح عبر الشكل التالي:
- الجرعة الأولى وتعطى منذ بداية الشهر الثالث للمواليد الجدد.
- الجرعة الثانية تلي الجرعة الأولى من جدول اللقاح الوطني بشهر أي في بداية الشهر الرابع.
- الجرعة الثالثة في بداية الشهر الخامس.
- الجرعة الرابعة ويكون اللقاح هنا حيّ مضعف بعد سنة إلى سنة ونصف من الجرعة الثالثة للقاح (الشهر الخامس).
- الجرعة الخامسة جرعة منشّطة ثانية بين 4 إلى 6 سنوات وهو ضمن لقاحي الدفتريا والكزاز.