كيف أتعامل مع حماتي المتسلطة التي تتدخل في حياتي؟
الزواج في حقيقته لا يقتصر على علاقة بين شخصين فقط بل هو ارتباط بين عائلتين، أهل الزوج وأهل الزوجة، بحيث يندمج كل فرد من الزوجين بعائلة الآخر، ولكن في كثير من الحالات قد تواجه الزوجة مشكلة في التعامل مع حماتها خاصة إذا كانت أم الزوج من النوع المتسلط والمتحكّم والمهووس بالسيطرة، لذلك خصصنا لك عزيزتي هذه المقالة لتتمكني من التعرف على هذا النوع من الحموات والتعامل معها بذكاء ودبلوماسية.
هكذا تتصرف أمّ زوجي المتسلطّة! أم الزوج المتسلطة من الشخصيات التي تكثر في المجتمعات الشرقية بسبب طبيعة هذه المجتمعات التي تعتمد نظام العائلة الكبيرة وارتباط حياة الافراد بعائلاتهم بشكل كبير، وتعتبر الحماة المتسلطة من أصعب أنواع الحموات بسبب تدخلها الكبير في حياتك الخاصة، وفيما يلي نذكر أهم الصفات للحماة المتسلطة:
- لا تحترم خصوصيتك: كثيراً ما توصف الحماة المتسلطة بالشخصية الفضولية التي تريد معرفة كل شيء عن حياتك الزوجية بهدف التدخل والتحكم بها، لذلك تسعى الحماة المتسلطة للتواجد معكما في أغلب الأوقات متجاهلة خصوصيتك في منزلك، وقد تسعى أيضاً للتطفل على هاتفك ومراقبة مكالماتك والتعليق على علاقتك بأهلك.
- شخصية متحكمة: لا تكتفي الحماة المتسلطة بالتطفل على خصوصيتك فقط، بل تسعى أيضاً للتحكم بروتين حياتك اليومي وتوجيه تصرفاتك بطريقة تفضلها هي دون الاكتراث لرغبتك، وغالباً ما يدفعها إلى ذلك هو شعورها بأنها أكثر خبرة منك في الحياة بسبب كبر السن وأن عليك الخضوع لرغباتها لتكون حياتك أفضل متجاهلة الفرق بين الأجيال والأشخاص في أسلوب الحياة المفضل.
- غيورة وقد تكون حسودة: الغيرة هي سمة رئيسية لدى الحماة المتسلطة حيث تنظر لك على أنك منافس لها بعلاقتها مع ابنها متناسية طبيعة اختلاف العلاقة معه كوالدته ومعك كزوجةً له وبأنك وزجك شريكين تسعيان لتأسيس حياة أسرية خاصة بكما، لذلك تسعى إلى السيطرة على علاقتكما الزوجية وتوجيهها كما تريد هي لتشعر بالراحة.
- من الصعب ارضائها: كثيراً ما تحاولين لتجنب وقوع المشاكل في حياتك الزوجية وخاصةً فيما يتعلق بحماتك المتسلطة، لذلك تسعين لتلبية طلباتها وتقديم المحبة والاحترام لها، لكن ذلك لن يساعد بشكل كبير حيث أن الحماة المتسلطة صعبة الارضاء وتظل بحالة نقد شبه دائم لك.
- تتدخل بشؤون البيت: تحاول الحماة المتسلطة أن تتدخل بشكل دائم في إدارة شؤون منزلك مهما كانت صغيرة أو كبير واتخاذ القرارات الخاصة بأسرتك بل وبطريقة تربيتك لأولادك فتتجاهل النظام الذي تضعينه لعائلتك وتحاول فرض رؤيتها على طريقة تعاملك مع أسرتك.
- تنتقدك دائماً: الحماة المتسلطة كثيرة الانتقاد وغالباً ما تستخدم الكلام الجارح فتنتقد أسلوب تربيتك لأولادك وطريقة طبخك وتعاملك مع زوجك وأسلوب كلامك وملابسك وأي شيء يخصك بحيث تخبرك بطريقة غير مباشرة أنك غير ملائمة لابنها أو عائلتها.
- تصدر الأوامر: عادةً ما تسعى الحماة المتسلطة لفرض نفسها عن طريق توجيه الأوامر لك لكيفية التصرف في منزلك وطريقة التعامل مع أبنائك، لذلك تجد الطريقة الأفضل هي في فرض نفسها بطريقة مباشرة لضمان خضوع الجميع لرغباتها. [1-2]
يعتبر التعامل مع أم الزوج المتسلطة أمراً صعباً، فتحتاجين إلى الكثير من الهدوء والصبر في طريقة وضع الحدود المناسبة لطبيعة علاقة حماتك بأسرتك، وحدود تدخلها في شؤونك الخاصة، كما يلعب الزوج دوراً مهماً في وضع الحدود لوالدته المتسلطة والمتحكمة، ولذلك أول خطوة للتعامل مع الحماة المتسلطة هي الاتفاق مع زوجكِ، إضافة إلى اتباع النصائح والخطوات التالية التي تساعد في التعامل مع حماتك المتحكّمة والمتسلطة:
- حاولي كسب ودها بذكاء: في البداية حاولي أن تكسبي ودّ حماتك دون أن يكون ذلك على حسابك وحساب أسرتك، فمثلاً يمكن إعطائها صلاحية اصدار القرارات في الأشياء البسيطة التي لا تتأثرين بها فذلك سيساعد في إرضاء غرورها واشعارها بالأهمية.
- التوقف عن تلبية توقعاتها: في حال أصرت حماتك على التدخل بكل صغيرة وكبيرة فتجاهليها ولا تجهدي نفسك بتلبية رغباتها فكما ذكرنا سابقاً هذا النوع من الحموات لا يمكن ارضاءه ولن تغير معاملتها معك لمجرد أنك نفذتي طلباتها، بل على العكس قد تزيد من تسلطها وطلباتها، لا ترفضي أوامرها بشكل مباشر وإنما فقط تجاهليها.
- تجاهلي إساءة حماتك قدر الممكن: حاولي تجاهل أسلوب حماتك المزعج قدر الإمكان وتجنبي الرد على اساءتها لأن ذلك سيفضي لمعركة، وتجنبي محاولة استعطافها للتوقف عن مضايقتك فهذا النوع من الحموات يستغل ضعفك ويستمتع برؤيتك بهذا الشكل.
- شاركي زوجكِ بمشاعركِ: حاولي شرح انزعاجك لزوجك وأكدي على أنك تحترمين والدته ولكنها لا تحترم خصوصياتك وأكدي على أنك لا تلومينه على تصرفات والدته، فالزوج يلعب دوراً في إدارة سلوك والدته المتسلط بطريقة أكثر هدوءً.
- ضعي حدوداً لتدخل حماتكِ بحياتكِ: إن تعيين الحدود وفرض قواعدك أمر مهم أخبري حماتك بنظامك في إدارة المنزل وبأنك لا ترغبين بأن يقوم أي أحد بخرق هذه القواعد، حاولي الحفاظ على نبرة صوت محايد وكوني حازمة في فرض حدودك بطريقة تحافظ على احترامها، حاولي الحفاظ على هدوءك لتجنب تصعيد الأمور.
- دافعي عن نفسك: إذا استمرت حماتك المتسلطة بمضايقتك والتقليل من احترامك دافعي عن نفسك واطلبي منها أن تتوقف ووضحي أنك لن تتسامحي مع هذه المضايقات ولكن كل ذلك بهدوء وصوت غير مرتفع.
- تعاملي معها كضيف: إذا لم تكن حماتك تسكن معك في نفس المنزل فحاولي التعامل معها كضيفة من خلال استقبالها كالضيوف وتقديم الطعام والشراب كما تقدمينه للضيوف، فذلك سيجعلها تفهم أنك أنت صاحبة المنزل وليست هي.
- أكدي على الاتصال قبل الزيارة: من المهم أن تفهمي حماتك المتسلطة أن زيارتها لك بشكل مفاجئ غير مقبول، وأنها يجب أن تتصل قبل أن تأتي من خلال بعض التلميحات فمثلاً أبدي استغرابك عندما تأتي في وقت غير مناسب وأنك كنت تنوين الخروج في هذا اليوم لكنك ستلغين ذلك بما أنها زارتك فجأة ولكن يفضل أن تتصل قبل أن تأتي حتى لا تضطر للانتظار أو العودة في حال لم يكن أحد في المنزل.
- ارهقيها بالأعمال: هذه الحيلة الذكية قد تساعد في تقليل تسلط حماتك عليك وانتقادها لك، اجعليها تقوم هي بكل أمر تنتقدك فيك تحت حجة أنك تريدين أن تتعلمي منها الأسلوب الصحيح، فمثلاً إذا انتقدت طريقة طبخك اطلبي منها أن تطبخ هي لكي تستفيدي من خبرتها، كذلك الأمر في كل ما يتعلق بأعمالك المنزلية، فذلك قد يجعلها تفكر مرتين قبل أن تنتقدك. [4-5]
- لا تشتكي لها: إياك أن تشتكي لحماتك المتسلطة من ابنها أو أولادك أو مشاكلك معهم لأنك بذلك ستتركين لها ثغرة لتتدخل من خلالها في خصوصياتك وتمنحينها صلاحية التدخل بشؤونك وشؤون منزلك بالإضافة إلى أنها ستنقل ذلك بشكل سيء إلى زوجك.
- تجنبيها قدر المستطاع: حاولي أن تتجنبي حماتك المتسلطة قدر الإمكان فمثلاً تجنبي الجلوس معها بمفردك أو زيارتها بمفردك حتى لا تستفرد بك وحاولي أن تقللي الاختلاط معها والأحاديث والمناقشات.
- تجنبي اخبارها بخصوصياتك: إياك أن تخبري حماتك المتسلطة بخصوصياتك فعندما لا تعرف شيء عن حياتك فإنها لن تجد شيء تتدخل فيه.
- اكسبي زوجك لصفك: ستحاول الحماة المتسلطة أن تخرب علاقتك بزوجك قدر المستطاع وستلعب دور المظلومة دائماً وتحرضه عليك فلا تدعي لها مجالاً لذلك، حاولي التقرب منه وأشعريه بحبك له وكوني دائماً بجانبه ولا تتركيه يجلس وحيداً مع والدته كوني دائماً موجودة معه، ولا تحاولي أن تسيئي لوالدته عندما تتحدثين له عنها ولا تحرضيه عليها.
- كوني حذرة في التعامل مع حماتك: الحماة المتسلطة لن تستلم بسهولة لذلك كوني حذرة فأحياناً قد تفتعل مشكلات وتلفق بعض القصص حتى تستفزك وتجعلك تخطئين بالكلام معها حتى تخبر زوجك أنك قللت من احترامها وتخرب علاقتك معه لذلك كوني هادئة وباردة مهما استفزتك حتى لا توصلينها لمبتغاها.
- لا تضعي نفسك في مقارنة معها: هذه نصيحة هامة حتى لا تخسري زوجك فلا تحاول أن تضعي زوجك في خيار إما أنت أو والدته المتسلطة، فحتى لو كان الزوج يعرف سلوك أمه المتسلط ويكرهه إلا أنه لن يقف ضدها لذلك تجنبي هذه المقارنة الخاسرة.
- تجنبي إظهار مشاعر الاهتمام والحب لزوجكِ أمامها: حاولي ألا تظهري مشاعر الحب لزوجك أمامها فإنك بذلك تستفزينها وتجعلينها تتمادى معك وقد تحاول أن تخرب علاقتك بزوجك بشكل جنوني.
تتنوع الأسباب التي تجعل أم الزوج شخصيةً متسلطةً ومتحكّمة، قد تكون شخصيتها بطبيعتها متسلّطة ومتعطشة للاستحواذ والسيطرة، وقد ترتبط الأسباب بحب الاهتمام أو الخوف من الوحدة أو الغيرة، وفيما يلي نذكر أهم أسباب تسلط أم الزوج على حياة الزوجين:
- الحب المرضي لأحد الأبناء: تقديم الحب للأبناء هو أبرز سمة لدى الأمهات بشكل عام ولكن في بعض الحالات تتجاوز مشاعر الأم الحالة الطبيعية وتصبح حالة شبه مرضية تجاه أحد الأبناء أو كلهم، وتظهر هذه الحالة بشكل خاص عند غياب والد الأطفال ورفيق الأم وشريكها بالحياة الزوجية، ما ينعكس بشكل سلبي على حياة الأبناء الزوجية.
- الرغبة بأن تكون محور اهتمام: قد يرجع تسلط الحماة إلى أنها شخصية نرجسية تحب أن تكون محور اهتمام لدى الجميع وخاصة أبنائها لأن رأيها دائماً صحيح بنظرها وهم ليس لديهم خبرة في الحياة لاتخاذ القرارات في حياتهم وحياة أسرهم.
- الخوف من الوحدة: يمكن أن يكون تسلط الحماة نابعاً من خوفها أن تكون وحيدة خاصة إذا تزوج كل أبنائها، فتتسلط على أبنائها وتفرض سيطرتها على أسرتهم كيلا تظل وحيدة وتسعى لتؤكد لهم أنهم دائماً بحاجتها حتى لا يتخلوا عنها.
- أسباب نفسية: يمكن أن تعود الشخصية المتسلطة للحماة إلى مشاكل نفسية لديها كاضطرابات الشخصية التمثيلية أو النرجسية التي قد تحدث نتيجة التعرض لصدمة أحداث قاسية في الطفولة ساهمت في تكون هذه الشخصية المرضية.
- اعتادت أن تكون شخصية قيادية: قد يكون السلوك الذي تقوم به الحماة المتسلطة سلوكاً مكتسباً نتيجة لأنها اضطرت أن تكون في مركز قيادي بشكل مبكر في حياتها كوفاة الزوج باكراً وتركه لأطفاله الصغار مما يجعلها تقوم بدور الأب والأم في وقت واحد الأمر الذي سيكسبها مع الوقت شخصية قوية ومتحكمة.
- ضعف شخصية الزوج: للزوج دور هام في الحفاظ على طبيعية العلاقة بين الزوجة والأم ووضع الحدود المناسبة في طريقة تعاملهما مع بعضهما، وفي حال ضعف شخصية الزوج سيكون الطريق مفتوح للحماة المتسلطة لفرض نفسها على حياة الرجل وزوجته بسهولة.
في سؤال على موقع حِلّوها حكت إحدى المتابعات مشكلتها، وهي أنها متزوجة منذ تسعة أشهر وتفاجأت بطبيعة حماتها المتسلطة ولسانها السليط وغرورها وتلميحاتها، حتى أصبحت تتجنب زيارتها والاكتفاء بالسلام عليها دون الخوض في نقاش أو جدال أو أي حديث معها، مما جعل حماتها تستاء وتحرض ابنها على زوجته مدعية أنها تظلمها، الأمر الذي انعكس سلباً على علاقتها بزوجها وطلبت المتابعة النصيحة من خبراء حلوها.
وكان الرد من قبل أخصائية علم النفس والتثقيف الصحي في موقع حلوها ميساء النحلاوي التي نصحتها أن تتعامل مع حماتها بذكاء لتكسب استقلالها دون أن تشكل عداوة معها من خلال ترك حماتها تأخذ القرارات في الأشياء العادية والبسيطة التي لا تؤثر على حياتها الزوجية وأن تتركها تشعر بأهميتها، ومشاركتها في الأخبار العادية واستشارتها وطلب نصيحتها والتعامل معها بدبلوماسية حتى لا تخسر زوجها.
لمراجعة الاستشارة وآراء الخبراء وتفاعل مجتمع حِلّوها أنقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الربط.