فوائد العلاج الجماعي للصحة النفسية وسلبياته

هل جلسات العلاج الجماعي مفيدة! اكتشف أهمية جلسات العلاج النفسي الجماعي وسلبيات الجماعات العلاجية
فوائد العلاج الجماعي للصحة النفسية وسلبياته
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

برزت مؤخراً ما تسمى مجموعات العلاج النفسي الجماعي كطريقة للدعم النفسي للأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وقد بدأ فعلاً استخدام هذا النوع من العلاج في العديد من المشاكل ومنها مشاكل الإدمان أو بعض العقد النفسية والفوبيا، فما هي مجموعات العلاج الجماعي، وما فوائد العلاج النفسي الجماعي وأهدافه وأساليبه؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في المقال التالي.

العلاج النفسي الجماعي (بالإنجليزي: Group psychotherapy) هو نوع من العلاج النفسي يتم فيه علاج مجموعة من الأفراد في نفس الوقت، ويتم التركيز فيه على المشاكل النفسية الشخصية والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد، ويعتمد العلاج الجماعي على مبدأ أن الأفراد يمكن أن يتعلموا ويتحسنوا من خلال التفاعل مع مجموعة تعاني من نفس المشاكل أو من نفس العقبات.

يتم تنفيذ العلاج الجماعي عادة بواسطة معالج نفسي مدرّب ومؤهّل في هذا النوع من العلاج تحديداً، يلعب دور مسيّر الجلسة إلى جانب دوره كمعالج نفسي، ويتم علاج مجموعة من الأفراد في جلسات محددة، ويمكن أن يستمر العلاج لعدة أسابيع أو أشهر حسب حالة المجموعة.

animate

يتم تطبيق مجموعة من المبادئ في العلاج النفسي الجماعي للوصول إلى الأهداف المطلوبة، أهم هذه المبادئ:

  • إجراء العلاج النفسي الجماعي وفق خطة محددة مسبقاً فيها أهداف واضحة.
  • وجود شخص واحد على الأقل في الجلسة متخصص في العلاج النفسي ويمتلك أدوات إدارة المجموعات العلاجية.
  • اختيار أفراد المجموعة العلاجية لتحقيق التوافق اللازم للاستفادة من الجلسات.
  • تحديد عدد أفراد المجموعة بناء على أهداف الخطة العلاجية وقد لا يتجاوز 3 مرضى والمعالج.
  • التركيز على المشاعر والتجارب الشخصية لكل فرد في المجموعة.
  • تشجيع الأفراد على التعاون والتفاعل مع بعضهم البعض.
  • الاستفادة من تجارب المتعافين والناجين كما في حالات الصدمات النفسية والإدمان.
  • الاهتمام بخلق بيئة مريحة تساعد على الكلام والتواصل.
  • التركيز على تحسين العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجموعة العلاجية وتطوير المهارات الاجتماعية لديهم.

يمكن استخدام العلاج النفسي الجماعي في معظم الحالات النفسية والاضطرابات، مع ذلك يعتبر أكثر فاعلية في بعض الاضطرابات مثل علاج الإدمان وعلاج آثار ما بعد الصدمة وعلاج الوسواس القهري، وأهم مجالات استخدام العلاج النفسي في مجموعات:

  • الإدمان على المخدرات والكحول: يعتبر العلاج الجماعي من أهم وسائل علاج اضطرابات الإدمان وعلى رأسها الإدمان على الخدرات والكحول، وكذلك الإدمان السلوكي مثل الإدمان على القمار أو الجنس أو السرقة، فمن جهة تساعد جلسات علاج الإدمان الجماعية على مقاومة الانتكاسة وتثبيت نتائج العلاج في المراحل السابقة، ومن جهة أخرى تعزز الجانب الاجتماعي من العلاج وتسهّل إعادة دمج المتعافين.
  • اضطرابات المزاج: مثل حالات الاكتئاب والحزن والصدمات والاضطراب الثنائي القطب، حيث يساهم العلاج الجماعي في منح المريض بيئة اجتماعية أكثر تفهّماً، كما يتيح له استكشاف تجارب الآخرين والحلول والأدوات التي ساعدتهم على تجاوز عقباتهم.
  • اضطرابات القلق والاضطرابات الاجتماعية: مثل القلق العام والهلع واضطراب القلق الاجتماعي ورهاب الميادين، كلها اضطرابات تشعر الشخص بالتوتر والمخاوف والأفكار الغريبة، والعلاج الجماعي في هذه الحالات يتيح التعرف على أسباب القلق لدى الآخرين واسقاط مشاعره على حالاتهم.
  • اضطرابات الأكل: مثل الشره المرضي واضطراب الأكل العاطفي، أو حالات فقدان الشهية، فيشعر المريض في جلسات العلاج الجماعي بالدعم والتشجيع من قبل المجموعة، كما يتفاعل مع تجارب تجعله أكثر تقبّلاً لحالته.
  • اضطرابات النوم: أيضاً يفيد العلاج الجماعي بحالة اضطرابات النوم مثل الأرق والشلل النومي، من خلال وجود الفرصة لشرح حالته والاستفادة من تجارب الآخرين مع هذه الاضطرابات.
  • المشاكل العائلية والأسرية: يمثل العلاج النفسي الجماعي وسيلة فعّالة في علاج المشاكل النفسية المرتبطة بالعلاقات العائلية والأسرية، مثل المشاكل الزوجية واكتئاب الأمومة وما بعد الولادة وأزمة منتصف العمر وغيرها.
  • تعزيز تقبّل الذات: أهم فوائد العلاج النفسي الجماعي أنه يساهم في تعزيز تقبّل الذات عند المرضى، حيث يشعر المشارك في الجلسات الجماعية أنه ليس الوحيد الذي اختبر هذه التجربة -الإدمان على سبيل المثال- وأنه ليس الوحيد الذي يعاني من آثارها.
  • فهم أساليب إدارة الأعراض: يمكن للعلاج الجماعي أن يكون وسيلة أفضل في تعليم المريض النفسي كيفية إدارة الأعراض والتعامل معها مقارنةً بالجلسات الفردية التي تعتمد على توجيهات المعالج فقط، وغالباً ما يتشارك المشاركون في العلاج النفسي الجماعي تجاربهم الشخصية الفريدة في التعامل مع أعراضهم.
  • مقاومة الانتكاسة: أهم أهداف ونتائج العلاج النفسي الجماعي يكمن في تثبيت نتائج العلاج ومكتسباته ومقاومة الانتكاسة، ويظهر العلاج الجماعي فعالية كبيرة في مقاومة انتكاسة الإدمان أو الاكتئاب.
  • تقديم الدعم النفسي: يمكن للمجموعة بوجود شخص مختص أن تقدم الدعم النفسي الضروري لمن يعاني اضطرابات نفسية، وهذه تعتبر من الأهداف الجوهرية لفكرة العلاج الجماعي، بالإضافة للمساعدة على التحدث عن مشاكلهم ومخاوفهم وتجاربهم مع الآخرين، ويوفر لهم فرصة لتقاسم الأفكار والتجارب والمشاعر مع المجموعة.
  • إعادة الدمج الاجتماعي: تهدف جلسات العلاج النفسي الجماعي أيضاً لتذليل العقبات أمام الناجين والمتعافين لإعادة دمجهم في المجتمع من خلال المشاركة في جلسات يحضرها خبراء ومتعافين سابقين ومؤثرين وأحياناً ربما تشارك فيها العائلات أيضاً.

أهم أساليب العلاج الجماعي هو العلاج السلوكي المعرفي - الجماعي (CBGT) هو أسلوب علاجي يركّز على تغيير الأفكار والمعتقدات السلبية التي تؤثر على الصحة النفسية لأفراد المجموعة أو تمنعهم من التعامل مع أعراض المشكلة التي يعانون منها، ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى إعادة بناء بعض المفاهيم والاستجابات وتطوير أسلوب التعامل مع الأفكار والأعراض.

يعتبر التحليل النفسي أيضاً من الأساليب المهمة في العلاج الجماعي، حيث يعمل المعالج على تحليل مشكلات وأعراض جميع أفراد المجموعة في مواقف معينة لفهم أبعاد أكثر تعقيداً لكل حالة قد لا تظهر في الجلسات الفردية.

من تقنيات العلاج الجماعي أيضاً مجموعات العلاج الروحي، التي تستند إلى معتقدات دينية أو طقوس روحية معينة يشارك بها أفراد المجموعة التأمل والصلاة والمناقشات الروحية وغيرها من الأنشطة التي تساعدهم على الاستقرار الروحي والنفسي وتجاوز المحنة التي يمرون بها.​​​​​​​

  • مشاكل الخصوصية: أول أوهم مشاكل العلاج النفسي الجماعي أنه يتطلب قدراً من الإفصاح والمشاركة بين المرضى حول أمور غالباً ما تكون حساسة ومحرجة، وذلك من جهة يهدد خصوصية المرضى ولا سبيل لضمان عدم تسرب قصصهم عبر المشاركين في الجلسة، ومن جهة أخرى يهدد فاعلية العلاج بسبب إخفاء المعلومات أو اختلاقها للتضليل والحفاظ على الخصوصية.
  • الأنشطة الجماعية الحرجة: قد يشمل العلاج الجماعي بعض الأنشطة الجماعية الحرجة التي قد لا تناسب جميع الأفراد، وتسبب لهم الاضطراب والقلق، مثل التحدث عن مواضيع خاصة أو القيام باختبارات معينة أمام الجميع، أو إبداء الرأي في مشكلة شخص آخر من أفراد المجموعة.
  • عدم التركيز على المشكلة الفردية: ينصب العلاج النفسي الجماعي أحياناً على المشكلات العامة التي تؤثر على المجموعة بشكل عام، ولا يركز بشكل كافٍ على المشكلات الفردية لكل شخص، وهذا قد يغفل الاهتمام ببعض الحالات الخاصة التي لا ينفع معها العلاج الجماعي، ولذلك يتم تصنيف جلسات العلاج الجماعية باعتبارها علاجاً تكميلياً لا يمكن الاعتماد عليه منفرداً إلى في الحالات ما دون الاضطراب.
  • صعوبة إدارة المجموعة: قد يواجه المشاركون صعوبة في التفاعل مع بعضهم ضمن مجموعة العلاج، وذلك بسبب الاختلافات الشخصية والطبائع واختلاف التجارب التي مر بها كل منهم، ما يشكّل عبئاً على المعالج أو مدير الجلسة ويهدد أهداف العلاج.
  • الضغط الاجتماعي: قد يشعر بعض الأفراد بالضغط الاجتماعي في المجموعة، حيث يمكن أن تكون هناك توقعات مختلفة من قبل الآخرين في المجموعة، وبالتالي إذا لم يصل الشخص إلى النتيجة المطلوبة قد يشعر بالإحراج من إعلام المجموعة بذلك وبالتالي يفشل العلاج الجماعي في بلوغ غايته مع أحد المشاركين.

المراجع