أنسب مدة للخطوبة وهل الخطبة الطويلة أفضل!
طول مدة الخطوبة لا يجعلها أفضل! وكذلك الخطوبة القصيرة والاستعجال بالزواج ليس هو الأنسب، حيث يعتمد تحديد فترة الخطوبة على مدى معرفة العروسين ببعضهما وعلى استعدادهما للزواج من النواحي المادية والاجتماعية وحتى العاطفية، تعرف أكثر إلى العوامل التي تحدد المدة الأنسب للخطوبة.
يرى الكثيرون أن مدة الخطوبة المثالية لا يجب أن تقل عن سنة ولا تزيد عن 3 سنوات! وتعتمد مدة فترة الخطوبة على العديد من العوامل، مثل العمر والتوافق واستعداد كلا الطرفين للارتباط، وكذلك الثقافة والعادات والتقاليد في المجتمع الذي يعيشان فيه، فلا يوجد مدة محددة للخطوبة المثالية.
في بعض المجتمعات تعتبر الخطوبة فترة للتعارف بين العروسين والتأكد من توافقهما قبل الارتباط، وقد يستغرق هذا التعارف بضعة أشهر، وفي ثقافات أخرى يمكن أن تستمر الخطوبة لمدة أطول وقد تمتد لعدة سنوات حسب ظروف الخاطبين.
المدة الأنسب للخطوبة هي المدة التي يتمكن من خلالها العروسان من اكتشاف بعضهما أكثر والتوافق على الأمور الأساسية المتعلّقة بالزواج، واختبار بعضهما في مواقف مختلفة تنزع عن كل منهما حلّة المثالية التي يحاول إظهارها للآخر، فمهما كانت مدة الخطوبة يجب على الطرفين خلال هذه فترة تحضير أنفسهما للزواج، وبذل الجهد الكافي للاتصال والتواصل والتعرف على بعضهما بشكل أفضل، والتأكد أنهما مستعدان للدخول في تجربة الزواج. [1]
في كثير من الأحيان تكون مدة الخطوبة مرنة قد تطول أو تقصر عن الاتفاق الأولي بين العروسين وعائلتهما، وهناك عوامل أخرى تتحكم أيضاً بمدة الخطوبة الأنسب، أبرزها:
- العادات والتقاليد: قد تكون العادات مختلفة إلى حد كبير بالنسبة لمدة فترة الخطوبة، ففي بعض الثقافات والبيئات يمكن أن تستمر الخطوبة لعدة سنوات دون أي مشكلة، بينما في ثقافات أخرى يتم النظر إلى الخطوبة الطويلة كمضيعة للوقت، ويلتزم العروسان بفترة خطوبة قد لا تتجاوز السنة الواحدة.
- المرحلة العمرية للعروسين: من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تحديد مدة الخطوبة هي المرحلة العمرية للعروسين، فعندما يكون العروسان في مرحلة الشباب يمكن أن يدخلا في خطوبة طويلة تساعدهما على منح العلاقة طابعاً رسمياً فيما يعملان على تجهيز بيت الزوجية واستعدادات الزواج، لكن إذا كان العروسان في سن لا يساعدهما على الانتظار طويلاً من الأفضل أن تكون فترة الخطوبة قصيرة، خصوصاً أنهما أكثر قدرة على تحمل مسؤولياتهما الجديدة.
- الظروف الشخصية: تلعب الظروف الشخصية دوراً هاماً في تحديد مدة الخطوبة الأنسب، فقد يؤثر العمل أو الدراسة أو الظروف المادية على استعداد العروسين للزواج، فإذا كانت الظروف مواتية قد لا يجد العروسان ضرورة لتأخير الزواج وإطالة فترة الخطوبة، بالمقابل قد تؤخرهم الظروف عن الزواج وتجبرهم على إطالة الخطوبة وإن كانا على أتم الوفاق!
- المعرفة المسبقة: قد يكون العروسان على معرفة مسبقة ببعضهما قبل الخطوبة، كعلاقة حب أو صداقة أو قرابة، ما يجعل فترة الخطوبة أقصر من الخطوبة التقليدية، فإذا اتفق العروسان على الزواج وتعرفا إلى بعضهما جيداً قبل الخطوبة ستكون الخطبة خطوة رسمية لا ضرورة لإطالتها إن كانت الظروف مناسبة.
- التوافق بين الخاطبين: قد يحتاج العروسان إلى مزيد من الوقت للتأكد من توافقهما وقبول بعضهما البعض، وهذا يختلف من شخص لآخر بحسب التوقعات المسبقة والمعايير والقدرة على التواصل بين العروسين.
- التعارف بشكل أفضل: يحتاج كلا الطرفين لفترة كافية لمعرفة الطرف الآخر، وهو ما تقدمه فترة الخطوبة الطويلة التي تتيح للعروسين فرصة أكبر للتواصل والتقرب من بعضهما البعض بشكل أفضل، وتحديد مدى توافقهما وقدرتهما على الحياة معًا.
- الاستعداد جيداً للزواج: يحتاج التحضير للزواج للوقت الكافي، فيمكن لفترة الخطوبة الطويلة أن تتيح للخاطبين وقتاً أفضل للتحضير للزواج، وترتيب الأمور المادية والروحية والعاطفية التي قد تساعدهما في بداية حياتهما الزوجية.
- تقليل المفاجآت: يمنح التقرب الزائد بين الشريكين في فترة الخطوبة الطويلة لمعرفة بعض العيوب والمميزات للطرف الآخر بشكل واضح، مما يقلل من المفاجآت في المستقبل والصدمة في الواقع، ما يساعد على تطوير العلاقة بشكل فعال.
- بناء الثقة وتعزيز الاستقرار: تعزز فترة الخطوبة الطويلة الثقة والاستقرار في العلاقة، حيث يمكن للخاطبين الوصول إلى مستوى معين من الثقة والتوافق قبل الارتباط، وتقبل كل منهما للآخر بشكل أفضل لمعرفته بكافة حالته.
- تحديد الأولويات للخطيبين: يمكن لفترة الخطوبة الطويلة أن تساعد المخطوبين على تحديد الأولويات في حياتهما بناءً على كم المعلومات التي أصبح يعرفها كل منهما عن الآخر، وتحديد الأهداف والتخطيط للمستقبل بشكل أفضل.
- التعرض للمشاكل والضغوط: قد تزيد فترة الخطوبة الطويلة من التوتر بين الخطيبين بسبب نشوب بعض المشاكل الاجتماعية والعائلية وضغوط الأهل، ما قد يؤدي إلى تعقيد الأمور وزيادة مشاكل العلاقة ما قد يهدد الاستمرار بينهما والوصول للزواج!
- تراجع العلاقة العاطفية: قد يؤدي التأخير في الزواج إلى تراجع العلاقة بين الخاطبين بسبب تقلب المشاعر والبرود ونقص التواصل، وقد يؤدي ذلك إلى الانفصال في بعض الحالات، وفي الحقيقة هذا التقلب لا مفر منه، لكنه الزواج يجعل التعامل مع تقلبات المشاعر أكثر جدية خصوصاً وأن خيار الانفصال يكون صعباً أكثر من فسخ الخطوبة.
- تأثير الظروف الخارجية: تؤثر الظروف الخارجية على الخطوبة على المدى الطويل، مثل العمل والدراسة والانتقالات الجغرافية، التي قد تسبب بعض الضغوط على أحد الطرفين ما ينعكس بشكل سلبي على العلاقة بينهما.
- الضغط الاجتماعي: يبدأ الضغط الاجتماعي بالتزايد عندما تطول مدى الخطوبة للضغط على المخطوبين للإسراع بالزواج قبل الاستعداد بشكل كامل، ما يؤثر على الحالة النفسية بينهما وبالتالي ظهور بعض المشاكل وتوتر العلاقة.
- زيادة التكاليف المادية: تتطلب فترة الخطوبة الطويلة الكثير من التكاليف مثل الهدايا والعزومات والخروجات التي تحتاج لتكاليف مالية عالية، ما يشكل عبء مادي ويسبب في تأخير الزواج وعدم القدرة على الادخار خاصةً بالنسبة للشاب. [2]
- التحضير السريع للزواج: تمنح فترة الخطوبة القصيرة للمخطوبين قدراً أكبر من الحماس لاقتراب موعد الزفاف، والعمل على التحضير للزواج بسرعة، والبدء في حياتهما الزوجية بشكل أسرع، خاصةً إذا كانت يرتبط بينهما علاقة حب وتناغم قوية.
- تقليل التكاليف: تخفف فترة الخطوبة القصيرة من التكاليف المتعلقة بالهدايا والعزومات والواجبات الاجتماعية المختلفة للخاطبين، وكذلك تكاليف التجهيز للزواج مثل تكاليف التخطيط والتجهيزات والأمور المالية الأخرى التي قد تكون أقل تعقيداً في الخطوبة السريعة.
- تجنب المشاكل والخلافات: من المعروف أن فترة الخطوبة القصيرة قد تمنع حدوث بعض المشاكل والخلافات التي قد تحدث خلال فترة الخطوبة الطويلة خاصةً المتعلقة بالأهل والعلاقة بين العائلتين، والتي قد تؤثر على العلاقة بين العروسين.
- الرغبة بالارتباط السريع: يمكن لفترة الخطوبة القصيرة أن تلبي رغبة العروسين في الارتباط بشكل سريع، ويمكنها أن تكون مؤشراً على الاستعداد النفسي والعاطفي للزواج، بعد الرغبة العارمة خاصةً إذا كان المخطوبين على معرفة سابقة ببعضهما.
- تقليل الضغوط الاجتماعية: يمكن لفترة الخطوبة القصيرة أن تقلل من الضغوط العائلية والاجتماعية على العلاقة بين المخطوبين، وتسمح لهما بالتركيز على الأمور الأساسية وتقدير بعضهما البعض بشكل أفضل، بعيداً عن المشاجرات الأسرية.
- عدم التعرف الكافي: لا تتيح فترة الخطوبة القصيرة الفرصة الكافية للخطيبين بالتعرف على بعضهما بشكل جيد والتحدث ببعض التفاصيل المستقبلية، خاصةً إذا كانا ليسا على معرفة سابقة، ما يسبب بعض المشاكل بعد الزواج والصدمة ببعض العادات التي يتمتع بها الطرف الآخر.
- تجاهل المشاكل الكبيرة: تتعرض العلاقة في فترة الخطوبة للكثير من المشاكل التي يتجاهلها البعض لتسريع الزواج وتقصير فترة الخطوبة، فلا يكون هناك فرصة كافية للتعامل مع هذه المشاكل وحلها بشكل جذري، ما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل في المستقبل التي قد تصل للطلاق.
- التسرع في اتخاذ القرارات: تدفع الخطوبة القصيرة الخاطبين إلى اتخاذ القرارات بسرعة دون التفكير الكافي، مثل قرار الإنجاب والاتفاق على الحياة العملية والأمور المالية، ما قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء في الاختيار والشعور بالندم بعد الزواج.
- عدم الاستعداد للتعامل مع المسؤوليات: تختلف المسؤوليات بشكل كبير بعد الارتباط الرسمي على كل من الطرفين، ففي فترة الخطوبة القصيرة قد لا يتمكن الخاطبون من الاستعداد بشكل كافي للتعامل مع المسؤوليات المادية والعاطفية المرتبطة بالزواج، خاصةً إذا كانا في عمر صغير غير قادر على التعامل مع مسؤولياته الجديدة بسلاسة.
- لا وقت كافٍ للاستعداد للزواج: يحتاج الزواج للاستعداد الكامل للقدرة على بناء منزل مستقل ومستقر، كالاستعداد المادي والعاطفي والجسدي، وبالتالي إذا كانت فترة الخطوبة قصيرة جداً وغير كافية للاستعداد والتكيف مع الظروف والمسؤوليات الجديدة، سيجد كل من الزوجين صعوبة في بداية الزواج على كافة الأصعدة، ما ينعكس بشكل سلبي على العلاقة بينهما.
- عدم الاستقرار العاطفي: تؤثر فترة الخطوبة على الاستقرار العاطفي بين العروسين، وبالتالي يمكن للخطوبة القصيرة أن تكون غير كافية لفهم الحاجات العاطفية التي يحتاجها كل شخص من الآخر، وعدم القدرة على كسر حواجز الخجل والارتباك وبالتالي الشعور بعد الاستقرار العاطفي والخوف من الزواج أو مع اقتراب موعد الزواج.
لم يحدد الدين الإسلامي مدةً للخطوبة، فقد تستمر الخطوبة بضعة أشهر وقد تمتد لسنوات، بحسب ظروف الخطيبين والحالة الاجتماعية والمادية التي يعيشونها، فقد أتاح الإسلام فترة الخطوبة للتعارف والتفاهم والتقرب ومعرفة مدى التوافق بين الشريكين ضمن الحدود المشروعة، وعندما يجد الطرفان نفسيهما على استعداد كامل يتم الزواج.
وينصح في الإسلام بأن تكون فترة الخطوبة قصيرة كي لا تؤدي إلى تأخير الزواج وعدم استقرار العلاقة بين العروسين وربما إضعاف عزيمتهما بجهاد النفس وعصمتها من الخطأ، ولكن في نفس الوقت يجب عدم الإسراع في اتخاذ القرارات النهائية بشأن الزواج، ولا ضير في تأخر فترة الخطوبة لسنوات في حال عدم الجاهزية ما لم يتجاوزا الحدود المحرمة كالتقرب الجسدي والخلوة وغيرها. [3]